"هل تغير الحرب في غزة السياسة الإقليمية؟".. حمل تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" هذا التساؤل، قائلا إن الحرب الحالية في غزة أجبرت الدول العربية على تحقيق "توازن صعب" بين الحفاظ على الدعم الغربي واسترضاء مواطنيها من خلال الدعم الرسمي للفلسطينيين.

فمع إلقاء الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية دعمها غير المشروط خلف إسرائيل، وجدت بعض الدول العربية نفسها تحاول حماية مصالحها مع تهدئة الغضب الشعبي، يقول التحليل.

ويضيف أن الوفد الذي أفرزته القمة العربية الإسلامية الأخيرة توجه إلى عواصم عالمية للترويج لوقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة، لكن كون الوجهة الأولى لهذا الوفد في الصين، ثم روسيا، كان أمرا له مغزى، وبالتحديد حول إمكانية توسع الهوة بين الدول العربية والغربية وإمكانية توجه الأولى نحو المعسكر الشرقي.

اقرأ أيضاً

بعد نصف قرن.. سياسي وأكاديمي مصري يأسف لقبوله التطبيع الإسرائيلي

دول التطبيع

ويتطرق التحليل إلى موقف الدول المطبعة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يقول إنه في حين أن جميع الدول العربية أصدرت بيانات تدين الحرب الإسرائيلية في غزة، فإن الدول التي وقعت معاهدات السلام والتطبيع الأخيرة مع إسرائيل تبدو مهتمة إلى حد كبير بتأمين علاقاتها الجديدة مع الدولة العبرية.

ورغم ذلك، يقسم التحليل تلك الدول إلى دول التطبيع الخليجية التي وقعت اتفاقيات مع دولة الاحتلال ضمن ما يعرف بـ"اتفاقيات أبراهام"، مثل الإمارات والبحرين والمغرب، وأخرى وقعت اتفاقيات سلام مع تل أبيب منذ عقود، مثل الأردن ومصر، قائلا إن الطرف الأول رفضت تعريض علاقاتها مع دولة الاحتلال للخطر.

لكن الضغط النسبي على إسرائيل كان قادما من الأردن ومصر، حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه يعارض بشدة أي خطط لتهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية، لكنه يواجه انتقادات بسبب إحجام القاهرة عن فتح معبر رفح مع غزة بشكل أكثر نشاطا وديمومة.

اقرأ أيضاً

تركي الفيصل: السلام عبر التطبيع وتحسين حياة الفلسطينيين وهم إسرائيلي أمريكي اكتفينا منه

في المقابل، طرد الأردن السفير الإسرائيلي في عمان، واستدعى سفيره. كما انسحبت من اتفاق الطاقة مقابل المياه مع إسرائيل وسط ضغوط داخلية.

وقد قامت هاتان الدولتان بملاحقة واعتقال المواطنين الذين كانوا يحتجون تضامناً مع غزة، بينما حاولت تهدئة الغضب الشعبي من خلال مواقف أكثر قوة ضد إسرائيل.

ويرى الموقع أن قادة عرب مثل السيسي والملك عبدالله ومحمد بن سلمان لديهم نفوذ يمكنهم استخدامه للضغط على إسرائيل، مثل التهديد بالانسحاب من اتفاقيات التطبيع أو المفاوضات.

لكنه يستدرك أن تلك الدول لا تزال تفضل الحفاظ على الدعم الذي تتلقاه من الدول الغربية، إلى جانب الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية التي تستفيد منها.

الدعم الأمريكي

ورغم ذلك، يرى التحليل أن الدعم الأمريكي الأعمي للحرب الإسرائيلية في غزة قد يكون له في النهاية تأثير حتى على أقرب القادة العرب، ويمكن أن يؤدي لتوسيع الفجوة مع الغرب.

وأضاف أن "الشعب العربي وقادته يشهدون مدى حماسة الولايات المتحدة في دعم القتل الجماعي لإخوانهم العرب، وهذا سيدفعهم نحو تعميق العلاقات مع القوى الأخرى مثل الصين".

ورغم أنه من غير المتوقع بأي حال من الأحوال أن تحل الصين محل الولايات المتحدة في المنطقة، فإن نهجها البناء نسبياً في التعامل مع صراعات الشرق الأوسط، والذي تعززه وساطتها في المصالحة السعودية الإيرانية، قد يجعلها تلعب دوراً أكثر أهمية.

اقرأ أيضاً

خبراء: لهذا نجت اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل في الشرق الأوسط من حرب غزة

وينقل الموقع عن إلهام فخرو، الزميلة المشاركة في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس" قولها إن "دول الخليج تنظر إلى دول مثل روسيا والصين كشركاء مفيدين من باب تنويع العلاقات للمصحلة الذاتية لتلك الدول، وليس بسبب القضية الفلسطينية.

ويختم التقرير بالقول: "طالما أن العالم العربي يديره مستبدون مهتمون بمصلحتهم الذاتية ومصممون على الحفاظ على سلطتهم مهما كان الثمن، فلا ينبغي للفلسطينيين أن يتوقعوا منهم ممارسة ضغوط جدية على إسرائيل".

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الدول العربية القادة العرب اتفاقيات ابراهام الدول العربیة الحفاظ على فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: على العرب تلقف الموقف الأوروبي وتحويله إلى رؤية سياسية

دعا محللون تحدثوا لبرنامج "مسار الأحداث" إلى ضرورة أن تستثمر الدول العربية في الموقف الأوروبي الحالي المساند لحقوق الشعب الفلسطيني، وأن تتواصل مع الأوروبيين لتحويل موقفهم إلى رؤية سياسية وليس إنسانية فقط، لخدمة القضية الفلسطينية.

وفي خطوة متقدمة وغير مسبوقة، أقدمت الحكومة البريطانية على اتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية بحق الحكومة الإسرائيلية للضغط عليها لوقف الحرب على قطاع غزة ووقف المجاعة التي تفرضها على السكان.

كما صدّق البرلمان الإسباني على النظر في مقترح حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل. وقبل هذا القرار، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية بسبب عدوانها المستمر على قطاع غزة، مثلما جرى استبعاد روسيا بعد حربها على أوكرانيا.

ودعت هولندا، إلى جانب فرنسا ودول أخرى، إلى فرض عقوبات جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي على المستوطنين الإسرائيليين العنيفين ومنظماتهم في الضفة الغربية. بينما دعت باريس المفوضية الأوروبية إلى النظر فيما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن بلاده تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

إعلان

ووصف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي التغير في الموقف الأوروبي بأنه بداية تحول وقطيعة مع إسرائيل، بعد مساندتها سابقا من دون شروط، لافتا إلى أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع شكلت نقطة التحول الأساسية في الموقف الأوروبي.

وأشار عبيدي إلى أن الدول الأوروبية تعوّل على موقف أميركي علني من أجل الضغط على إسرائيل، مشيرا إلى أن أوروبا كانت السباقة إلى إعلان رفضها للممارسات الإسرائيلية، وعارضت أيضا تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وعلى صعيد الموقف الأميركي، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين بالبيت الأبيض أنّ "الرئيس ترامب يشعر بالإحباط بسبب الحرب المستمرة في غزة، وأنه عبر عن انزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين"، وأفاد مسؤولون بالبيت الأبيض بأن الرئيس ترامب طلب من مساعديه أن يخبروا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد منه إنهاء الأمر.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية

ومن جهته، يؤكد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي أن التحول في الموقف الأوروبي سببه إمعان إسرائيل في القسوة والتدمير، وفي استخدام سلاح التجويع ضد الغزيين، وهي وسائل تنتهك القانون الدولي، حيث رأى الأوروبيون أن موت الأطفال جوعا لا يمكن السكوت عنه.

وبرأي مكي، فإن هذه المواقف الأوروبية يجب تلقفها واستثمارها، وتحويل الغضب الأوروبي والغربي إلى مواقف سياسية تخدم القضية الفلسطينية، من خلال العمل على دفع الاتحاد الأوروبي كله للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ومن جهته، شدد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف على أهمية أن تستثمر الدول العربية في الموقف الإيجابي الأوروبي إزاء ما يحدث في غزة من أجل أن تعترف دول الاتحاد بالدولة الفلسطينية.

إعلان

وعن الموقف الإسرائيلي من التحول الجاري في الموقف الأوروبي، أشار الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إلى قلق الإسرائيليين من الضغوط المتزايدة عليهم، ويرى أنهم يعتقدون أن "الجرأة" الأوروبية على مستوى اللهجة وعلى مستوى التلويح بالعقوبات نابع من صمت أميركي.

وقال إن جميع الشراكات الإسرائيلية في مختلف المجالات هي مع الاتحاد الأوروبي وليس مع الولايات المتحدة الأميركية، ورغم تعويل إسرائيل على مسألة أن إلغاء الشراكة يحتاج إلى إجماع داخل الاتحاد الأوروبي، فهي تخشى عقوبات على مستوى الدول الأوروبية، كما أوضح مصطفى.

مقالات مشابهة

  • خبراء: إسرائيل باتت عبئا أخلاقيا على الغرب ونتنياهو يتخذها رهينة
  • البنك الإسلامي للتنمية يوقع اتفاقيات بأكثر من مليار دولار مع عدد من الدول الأعضاء
  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • صمت أميركي وتصعيد أوروبي.. كيف زعزعت انتقادات الغرب كيان إسرائيل؟
  • هل باع الغرب إسرائيل؟
  • الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية..توقيع اتفاقيات مع عدد من الدول
  • دول أوروبية تعلن عزمها مراجعة اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل
  • مصطفى الفقي: لهجة الغرب تجاه إسرائيل تغيّرت والضمير الدولي بدأ في الاستيقاظ
  • محللون: على العرب تلقف الموقف الأوروبي وتحويله إلى رؤية سياسية
  • هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل