صحيفة الخليج:
2025-05-11@00:50:42 GMT

الأعاصير الاستوائية تزيد من كلفة الكربون

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

الأعاصير الاستوائية تزيد من كلفة الكربون

إعداد: محمد عزالدين
كشف بحث جديد أجراه باحثون ألمان في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ «PIK»، أن حساب التأثيرات طويلة المدى للأعاصير الاستوائية، يزيد من الكلفة الاجتماعية العالمية للكربون بأكثر من 20%، ويعزى هذا الارتفاع إلى الزيادات المتوقعة في الأضرار في الاقتصادات الرئيسية بسبب الاحترار العالمي، وأن التقديرات الحالية تقلل من قيمة التكاليف الحقيقية لتغير المناخ بتجاهل هذه الآثار الاقتصادية المطولة.

وقال حازم كريشين، عالم بالمعهد، والباحث الرئيسي في الدراسة: «إن الأحداث المتطرفة مثل الأعاصير الاستوائية لها تأثيرات فورية، ولكن لها أيضاً آثاراً طويلة المدى على المجتمعات؛ وإن حساب التأثيرات طويلة المدى لهذه الأعاصير يزيد من الكلفة الاجتماعية العالمية للكربون بنسبة 20%، مقارنة بالتقديرات المستخدمة حالياً في تحليلات السياسات، وتعزى هذه الزيادة بشكل رئيسي إلى الارتفاع المتوقع لأضرار الأعاصير الاستوائية التي لحقت بالاقتصادات الرئيسية في الهند والولايات المتحدة والصين وتايوان واليابان في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري».

وقالت فرانزيسكا بيونتيك، من المعهد، وباحثة مشاركة في الدراسة: «الكلفة الاجتماعية للكربون» هي تقدير بالدولار للتكاليف المستقبلية للمجتمعات، الناتجة عن انبعاث طن إضافي من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ويستخدم هذا المقياس الرئيسي على نطاق واسع في تحليلات السياسات، لأنه يسمح بمقارنة كلفة تغير المناخ للمجتمعات بكلفة تدابير التخفيف من حدة المناخ، ومع ذلك، لا تؤخذ الآثار طويلة المدى للأحداث المتطرفة في الاعتبار حتى الآن، بحيث لا تعكس الكلفة الاجتماعية الحالية لتقديرات الكربون سوى جزء من الكلفة الفعلية، ما يعني أن الكلفة الحقيقية ربما تكون أعلى مما هو مقدر حالياً، وبالتالي فإن فوائد التخفيف من حدة المناخ يقلل من شأنها.

وأضاف كريشين:«يظهر تحليلنا أن الأعاصير الاستوائية الشديدة لديها القدرة على إبطاء التنمية الاقتصادية لبلد ما لأكثر من عقد من الزمان، ومع الاحترار العالمي، فمن المتوقع أن تزداد حصة الأعاصير المدارية الأكثر كثافة، وبالتالي يصبح من المرجح أن الاقتصادات قد لا تكون قادرة على التعافي بشكل كامل بسبب العواصف، وهذا هو السبب في أن الآثار الطويلة المدى مثل انخفاض النمو الاقتصادي بسبب الأعاصير، قد تضر بالتنمية الاقتصادية أقوى من الضرر الاقتصادي المباشر للأعاصير».

وحلل الباحثون، الأضرار الاقتصادية الناجمة عن هذه العواصف في 41 دولة معرضة للأعاصير الاستوائية خلال الفترة من 1981 إلى 2015 وتوقعوها لسيناريوهات الاحتباس الحراري في المستقبل، وعلى النقيض من الدراسات السابقة، فقد استحوذت الآثار السلبية طويلة المدى لهذه الأعاصير على التنمية الاقتصادية. ووجد الباحثون أن هذه التأثيرات تزيد من الكلفة الاجتماعية للكربون بأكثر من 20% على مستوى العالم، من 173 دولاراً إلى 212 دولاراً أمريكياً للطن من ثاني أكسيد الكربون، وبأكثر من 40% في البلدان المعرضة للأعاصير المدارية التي تم تحليلها، مقارنة بالكلفة الاجتماعية لتقديرات الكربون المستخدمة حالياً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المناخ طویلة المدى من الکلفة

إقرأ أيضاً:

مختصون لـ"اليوم": الثلاسيميا رحلة طويلة من التحديات.. والعلاج الجيني يفتح أبواب الأمل

أكد مختصون في أمراض الدم والجينات الطبية أن مرض الثلاسيميا لا يزال يمثل تحدياً حقيقياً للمنظومة الصحية والمجتمع، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في برامج التوعية والفحص والعلاج.
وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم” بمناسبة اليوم العالمي للثلاسيميا، أن المرض الوراثي المزمن، الذي يصيب الهيموغلوبين في الدم، يحتاج إلى استجابة شاملة تبدأ من الفحص المبكر ولا تنتهي عند العلاج الطبي، بل تشمل أيضاً الدعم النفسي والاجتماعي ورفع مستوى الوعي المجتمعي.أبرز تحديات المرضىوأوضح الدكتور هاني محمد أميرالله الأفغاني، استشاري الجينات الطبية والسرطانية، أن أبرز التحديات التي يواجهها مرضى الثلاسيميا في المملكة تتمثل في الاعتماد على نقل الدم المنتظم كل 3 إلى 4 أسابيع مدى الحياة، وهو ما يرفع من خطر تراكم الحديد في الجسم وتلف الأعضاء الحيوية.
أخبار متعلقة بمشاركة 45 متدربة.. "فتاة الأحساء" تختتم دراستين لتأهيل القيادات الكشفية النسائيةما أهم شروط الزيارات الميدانية في برنامج حساب المواطن؟وأضاف أن التكلفة العالية لعلاج إزالة الحديد تشكل عبئًا إضافيًا، خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها الأدوية بسهولة.د. هاني الافغاني
وأشار إلى أن بعض المرضى يعانون من وصمة اجتماعية نتيجة المفاهيم الخاطئة حول كون المرض معديًا أو مرتبطًا بعيب وراثي، وهو ما يسبب عزلة نفسية واجتماعية للمرضى وأسرهم.
وأكد الدكتور الأفغاني أهمية الفحص المبكر، خصوصًا قبل الزواج، مشيرًا إلى أن الفحص إلزامي منذ 2004، إلا أن بعض الأزواج لا يلتزمون بنتائجه. كما شدد على ضرورة إجراء فحوصات في حال وجود تاريخ عائلي، أو عند ظهور أعراض فقر الدم مثل الشحوب أو تأخر النمو.
وفيما يتعلق بالتثقيف الصحي، دعا إلى تكثيف الحملات التوعوية عبر وسائل الإعلام، وإدراج معلومات عن الثلاسيميا في المناهج الدراسية، وتنظيم ندوات توعوية في الأماكن العامة. كما نوه بالدور المحوري للجمعيات المتخصصة، مثل الجمعية السعودية للثلاسيميا، في دعم المرضى وتمويل الأبحاث. وختم حديثه بالتأكيد على أن الثلاسيميا ليس قيدًا إذا توفرت الرعاية الصحية والتوعية المجتمعية، مع الدعوة إلى تعزيز برامج الفحص الجيني في المناطق الطرفية، والاستثمار في العلاج الجيني الذي يفتح آفاقًا جديدة للعلاج.جهود المملكة في التوعية بالثلاسيميامن جهتها، قالت الدكتورة حنان حمد الدعيلج، استشارية علم أمراض الدم بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، إن اليوم العالمي للثلاسيميا يمثل مناسبة إنسانية تسلط الضوء على معاناة آلاف المرضى في مختلف أنحاء العالم، وتدعو إلى التضامن معهم وتعزيز جهود الوقاية.د. حنان الدعيلج
وأضافت: “الثلاسيميا ليس مجرد خلل في إنتاج الهيموغلوبين، بل هو رحلة طويلة من العلاج المستمر والمواعيد الدورية والتعامل مع مضاعفات طبية ونفسية واجتماعية معقدة”.
وأشارت إلى أن المملكة قامت بخطوات مهمة في التوعية وتطبيق الفحص الإلزامي قبل الزواج، مما أدى إلى تقليل عدد الزيجات عالية الخطورة بنسبة تصل إلى 60% خلال سنوات قليلة.
إلا أن بعض التحديات ما زالت قائمة، منها تأخر إجراء الفحوصات أو تجاهل نتائجها تحت ضغط العادات الاجتماعية. ودعت إلى تكثيف التثقيف المجتمعي من خلال إدماج التوعية في التعليم، وتنظيم ورش عمل وندوات تشارك فيها العائلات والمرضى أنفسهم لنقل تجاربهم إلى الآخرين.
كما شددت على أهمية الدعم النفسي من خلال توفير مرشدين متخصصين داخل المستشفيات، وتأسيس مجموعات دعم أسري. وقالت إن دعم البحث العلمي والعلاج الجيني يجب أن يتصدر أولويات الجهات الصحية، حيث إن هذه المجالات تمثل الأمل الحقيقي للمصابين بتحقيق تحسن جذري في جودة حياتهم.أبرز الأعراض وأهم النصائحأما الأخصائية حنان الغامدي، من قسم أمراض الدم والأمصال، فقد أشارت إلى أن مرض الثلاسيميا يُعرف أيضًا بـ”أنيميا البحر الأبيض المتوسط”، ويحدث بسبب خلل وراثي يؤدي إلى انخفاض مستوى الهيموغلوبين في الدم، مما يسبب فقر دم مزمن وتأثيرًا مباشرًا على الأكسجة في الجسم.حنان الغامدي
وقالت إن الأعراض تعتمد على شدة ونوع الثلاسيميا، وتشمل الشحوب، التعب، تأخر النمو، وتكرار العدوى. وأضافت: “المصابون يحتاجون إلى متابعة طبية دائمة تشمل نقل دم منتظم، وعلاج للحديد الزائد، وفي بعض الحالات إجراء زراعة خلايا جذعية”. ونبهت إلى أهمية الفحص المبكر، خاصة في حال وجود تاريخ عائلي للمرض، مشيرة إلى إمكانية إجراء الفحص الجيني قبل الزواج أو أثناء الحمل، مما يساعد العائلات على اتخاذ قرارات مدروسة.
كما قدمت مجموعة من النصائح للمصابين، منها الالتزام بالمواعيد الدورية، عدم تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الحديد دون استشارة الطبيب، التغذية السليمة، تناول حمض الفوليك والكالسيوم وفيتامين D، والحرص على النظافة الشخصية واللقاحات الوقائية، خاصة لمن أجرى استئصالًا للطحال.الصعوبات الاجتماعية والنفسيةوقالت الدكتورة لولوه سعد الراجح، استشارية أمراض الدم وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، إن الثلاسيميا تبدأ غالبًا في الطفولة المبكرة بأعراض تشمل الشحوب، التعب المزمن، وتأخر النمو، وهي تتطلب نقل دم دوري ورعاية صحية دقيقة.د لولوه الراجح
وأضافت أن المرضى يواجهون تحديات تتجاوز الجانب الطبي، تشمل الصعوبات الاجتماعية والنفسية، والحاجة إلى التقبل والدمج المجتمعي، لاسيما بين الأطفال واليافعين.
وأشادت بجهود المملكة في تعزيز فحوصات ما قبل الزواج، ودعم برامج التوعية، وتوفير رعاية متخصصة في المستشفيات. كما دعت إلى إشراك المؤثرين وأئمة المساجد في نشر رسائل التوعية، وتأسيس مراكز دعم نفسي واجتماعي تُسهم في تخفيف معاناة الأسر.العلاج الجيني يعكس المستقبلوفي جانب علمي حديث، كشفت المتخصصة في التقنية الحيوية خلود الربيعي عن إنجاز علمي جديد في السعودية يتمثل في تطبيق تقنية “كريسبر” للعلاج الجيني لأول مرة على طفل مصاب بالثلاسيميا، باستخدام دواء “كاسجفي”، ما أدى إلى استغنائه عن عمليات نقل الدم بالكامل.خلود الربيعي
وقالت إن العلاج الجيني يمثل تحولًا كبيرًا في مستقبل علاج الثلاسيميا، ويعتمد على تعديل الجين المسؤول عن إنتاج الهيموغلوبين لإنتاج نسخة سليمة منه، مشيرة إلى أن هيئة الغذاء والدواء السعودية أقرت الدواء لعلاج المرضى من عمر 12 عامًا فأكثر. وأكدت أن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في الطب السعودي، ويبعث الأمل لمئات المصابين بإمكانية إنهاء معاناتهم بشكل جذري.التوصياتتعزيز حملات الفحص الجيني قبل الزواج، وتوسيعها لتشمل المناطق الطرفية.تسهيل وصول الأدوية الخاصة بإزالة الحديد وتوفيرها مجانًا أو بأسعار مدعومة.إدراج معلومات شاملة عن الثلاسيميا في المناهج الدراسية.تنظيم ندوات توعوية ومجتمعية بمشاركة مرضى وأطباء.تأسيس مراكز نفسية واجتماعية متخصصة لدعم الأسر.تشجيع البحث العلمي في مجال العلاج الجيني والخلايا الجذعية.تحفيز المجتمع على كسر وصمة المرض وتقبّله كحالة طبية لا تُعيب المصاب.ربط الجمعيات الصحية بالتجارب العالمية في إدارة المرض.إشراك الإعلام والمؤثرين في نشر ثقافة الفحص المبكر.تعزيز التواصل بين العائلات المصابة عبر مجموعات دعم وإرشاد متخصص.

مقالات مشابهة

  • حلفاء أوكرانيا الاوربيين يعرضون على موسكو هدنة طويلة.. وإلاّ
  • البيئة: إصدار خريطة طريق لإزالة الكربون في 4 قطاعات صناعية
  • سوزان نجم: عشت فترات طويلة بمنزل الراحل محمود عبد العزيز لهذا السبب
  • مشاركة خليجية في مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية بجازان
  • دراسة: تصنيع السيارات بالمغرب الأقل كلفة في العالم
  • محادثات بين أميركا وغينيا الاستوائية لاستقبال مهاجرين
  • برلمانية: الاستثمار الذكي في السلامة العامة يُحقق عوائد اقتصادية طويلة الأجل
  • قوات أمن المنشآت تشارك في مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية بمنطقة جازان
  • قسنطينة: تسمم عجوز بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • مختصون لـ"اليوم": الثلاسيميا رحلة طويلة من التحديات.. والعلاج الجيني يفتح أبواب الأمل