صحيفة الخليج:
2025-07-03@23:03:52 GMT

الأعاصير الاستوائية تزيد من كلفة الكربون

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

الأعاصير الاستوائية تزيد من كلفة الكربون

إعداد: محمد عزالدين
كشف بحث جديد أجراه باحثون ألمان في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ «PIK»، أن حساب التأثيرات طويلة المدى للأعاصير الاستوائية، يزيد من الكلفة الاجتماعية العالمية للكربون بأكثر من 20%، ويعزى هذا الارتفاع إلى الزيادات المتوقعة في الأضرار في الاقتصادات الرئيسية بسبب الاحترار العالمي، وأن التقديرات الحالية تقلل من قيمة التكاليف الحقيقية لتغير المناخ بتجاهل هذه الآثار الاقتصادية المطولة.

وقال حازم كريشين، عالم بالمعهد، والباحث الرئيسي في الدراسة: «إن الأحداث المتطرفة مثل الأعاصير الاستوائية لها تأثيرات فورية، ولكن لها أيضاً آثاراً طويلة المدى على المجتمعات؛ وإن حساب التأثيرات طويلة المدى لهذه الأعاصير يزيد من الكلفة الاجتماعية العالمية للكربون بنسبة 20%، مقارنة بالتقديرات المستخدمة حالياً في تحليلات السياسات، وتعزى هذه الزيادة بشكل رئيسي إلى الارتفاع المتوقع لأضرار الأعاصير الاستوائية التي لحقت بالاقتصادات الرئيسية في الهند والولايات المتحدة والصين وتايوان واليابان في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري».

وقالت فرانزيسكا بيونتيك، من المعهد، وباحثة مشاركة في الدراسة: «الكلفة الاجتماعية للكربون» هي تقدير بالدولار للتكاليف المستقبلية للمجتمعات، الناتجة عن انبعاث طن إضافي من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ويستخدم هذا المقياس الرئيسي على نطاق واسع في تحليلات السياسات، لأنه يسمح بمقارنة كلفة تغير المناخ للمجتمعات بكلفة تدابير التخفيف من حدة المناخ، ومع ذلك، لا تؤخذ الآثار طويلة المدى للأحداث المتطرفة في الاعتبار حتى الآن، بحيث لا تعكس الكلفة الاجتماعية الحالية لتقديرات الكربون سوى جزء من الكلفة الفعلية، ما يعني أن الكلفة الحقيقية ربما تكون أعلى مما هو مقدر حالياً، وبالتالي فإن فوائد التخفيف من حدة المناخ يقلل من شأنها.

وأضاف كريشين:«يظهر تحليلنا أن الأعاصير الاستوائية الشديدة لديها القدرة على إبطاء التنمية الاقتصادية لبلد ما لأكثر من عقد من الزمان، ومع الاحترار العالمي، فمن المتوقع أن تزداد حصة الأعاصير المدارية الأكثر كثافة، وبالتالي يصبح من المرجح أن الاقتصادات قد لا تكون قادرة على التعافي بشكل كامل بسبب العواصف، وهذا هو السبب في أن الآثار الطويلة المدى مثل انخفاض النمو الاقتصادي بسبب الأعاصير، قد تضر بالتنمية الاقتصادية أقوى من الضرر الاقتصادي المباشر للأعاصير».

وحلل الباحثون، الأضرار الاقتصادية الناجمة عن هذه العواصف في 41 دولة معرضة للأعاصير الاستوائية خلال الفترة من 1981 إلى 2015 وتوقعوها لسيناريوهات الاحتباس الحراري في المستقبل، وعلى النقيض من الدراسات السابقة، فقد استحوذت الآثار السلبية طويلة المدى لهذه الأعاصير على التنمية الاقتصادية. ووجد الباحثون أن هذه التأثيرات تزيد من الكلفة الاجتماعية للكربون بأكثر من 20% على مستوى العالم، من 173 دولاراً إلى 212 دولاراً أمريكياً للطن من ثاني أكسيد الكربون، وبأكثر من 40% في البلدان المعرضة للأعاصير المدارية التي تم تحليلها، مقارنة بالكلفة الاجتماعية لتقديرات الكربون المستخدمة حالياً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المناخ طویلة المدى من الکلفة

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شعبان يكتب: تغيير الشرق الأوسط.. نتنياهو يغذي حربا طويلة

في خطاب ناري أمام الكنيست الإسرائيلي، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته نجحت في "تغيير وجه الشرق الأوسط"، معتبرًا أن ما تحقق على مدار الشهور الماضية يمثل إنجازًا غير مسبوق في تاريخ إسرائيل.


وتحدث نتنياهو بثقة عما ما وصفه بـ"النجاحات" على عدة جبهات، أبرزها لبنان وسوريا وغزة واليمن، مُشيرًا إلى "القضاء" على محمد السنوار، واستعادة 197 رهينة إسرائيلية، وخلق "واقع جديد" في لبنان.


وفي تصعيد لافت، وصف نتنياهو إسرائيل بأنها "قوة عظمى إقليمية"، مؤكدًا أن حكومته أحبطت خطر حزب الله وفرضت معادلة جديدة في الشمال. كما أشار إلى استمرار سعيه لتحقيق "الانتصار الكامل" على حماس في غزة.


ورغم ما يسوقه نتنياهو كـ"إنجازات"، فإنه ينكر متعمدا خسائر فادحة تعرض لها الداخل الإسرائيلي، بسقوط مئات الجنود في جحيم غزة وألاف الجرحى والمصابين ودمار في حيفا وتل أبيب وأشدود وغيرها.


وعلى الناحية الثانية، فإن الواقع في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان يرسم صورة مأساوية عنوانها الدم والدمار، فالعدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حوّل القطاع إلى ساحة إبادة جماعية، وفرض حصارًا خانقًا وتجويعًا وتهجيرًا قسريًا للفلسطينيين، يعد وصمة عار حقيقية على العرب والعالم في آن واحد.


كما تتواصل اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، ما يضغط على السلطة الفلسطينية ويدفع الفلسطينيين لمزيد من الانهيار الإنساني والسياسي.


أما في لبنان، فقد فجّرت الغارات الإسرائيلية المتكررة  وحتى بعد وقف اطلاق النار توترًا غير مسبوق، وسط مخاوف من تحول التصعيد إلى حرب شاملة جديدة، تنتظر لحظة الانفجار. 


ومع السيطرة الإسرائيلية الكاملة على هضبة الجولان، وتصعيد العمليات والانتهاكات ضد سوريا واليمن وإيران، تتضح ملامح استراتيجية توسعية تهدف لفرض "شرق أوسط جديد" يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية.


وفي مواجهة خطاب نتنياهو، جاء الرد المصري حازمًا وواضحًا. حيث وصف وزير الخارجية بدر عبد العاطي، ما تروج له إسرائيل من "تغيير خريطة الشرق الأوسط" بأنه "وهم"، مشددًا على أن أمن المنطقة لا يتحقق بالقوة العسكرية أو الإملاءات الأجنبية، بل من خلال احترام سيادة الدول وإرادة شعوبها.


عبد العاطي الذي دعا إلى هدنة في غزة لمدة 60 يومًا،  وبشر بها قبل يومين، حمّل إسرائيل مسؤولية خرق الهدنة التي أُبرمت في يناير الماضي، محذرًا من أن استمرار العدوان من شأنه أن يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وأكد أن القاهرة ترفض الحلول العسكرية وتتمسك بالمسار السياسي والدبلوماسي كسبيل وحيد لتحقيق السلام.


.. خطاب "تغيير الشرق الأوسط" الذي يتبناه نتنياهو، بدعم واضح من الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، ليس جديدًا. فقد سبق هذا الطرح تصعيد ميداني ممنهج بدأ بضرب البرنامج النووي الإيراني، ومرّ عبر سلسلة من الحروب في غزة، وانتهى إلى زعزعة الاستقرار والعدوان على دول مثل اليمن وسوريا ولبنان، الأمر الذي حول الصراع من محلي إلى إقليمي مفتوح، تُستخدم فيه الطائرات المسيّرة والصواريخ والأسلحة الذكية، وتُغلق فيه ممرات استراتيجية كالبحر الأحمر.


اللافت في هذه المعادلة الجديدة، هو غياب إرادة دولية فاعلة لوقف آلة الحرب. وغياب الأنظمة العربية والتي تقف حتى الآن في موقع المتفرج، ما يشجع نتنياهو لاستغلال هذا الفراغ السياسي لتكريس واقع احتلالي جديد، تحت مسمى "تغيير الشرق الأوسط".
الرهان الإسرائيلي - الأمريكي على فرض وقائع جديدة في الشرق الأوسط بالقوة العسكرية يبدو حتى اللحظة محاطًا بالعواصف والدماء والانهيارات.  فلا المقاومة الفلسطينية – الشعبية والمسلحة - في غزة توقفت، ولا حزب الله اختفى وإن كان قد تراجعت قوته كثيرا، ولا البرنامج النووي الإيراني توقف نهائيًا، وان تعطل لشهور أو لسنوات وفق بعض التقديرات..


وما تفعله إسرائيل الآن هو تغذية صراع طويل المدى قد يجر المنطقة نحو مزيد من الفوضى والدمار.


خطاب نتنياهو عن "الشرق الأوسط الجديد وهندسته" ليس سوى نسخة محدثة من مشروع قديم يرتكز على الإقصاء والإخضاع بدلاً من التفاوض والتعايش.


أما القاهرة، فإنها لا تزال ترفع الصوت عاليا لتذكّر العالم أن السلام لا يُفرض بالدبابات، بل يُبنى عبر الحوار واحترام الحقوق، وهذا هو الحل الأوحد والأمثل للجميع.

طباعة شارك بنيامين نتنياهو الكنيست السنوار

مقالات مشابهة

  • دمشق تئن من العطش و فيها نهر بردى.. أزمة مياه خانقة تزيد من معاناة السكان
  • مختص: الممارسات السلبية تضر السوق العقاري
  • السفير المصري في مالابو ينظم لقاء مع ممثلي الشركات الأجنبية والمصرية بغينيا الاستوائية
  • بابا الفاتيكان يحذر من تداعيات التغير المناخي على الأرض
  • دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة
  • بجوائز تزيد عن 70 مليون دولار.. السعودية تستضيف كأس العالم للرياضات الإلكترونية
  • “2 مليار دولار” كلفة الحرب الدائرة في السودان.. سنويا
  • إبراهيم شعبان يكتب: تغيير الشرق الأوسط.. نتنياهو يغذي حربا طويلة
  • شاهد - شهداء الأقصى تستهدف تحشيدات العدو الصهيوني شرق خان يونس
  • العاصفة الاستوائية “فلوسي” تتحول إلى إعصار قبالة ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادئ