لماذا تباطأ السباق على استضافة الأحداث الرياضية العالمية؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "فاينانشيل تايمز" البريطانية تقريرًا تحدثت فيه عن الأسباب التي تقف وراء تباطؤ المنافسة في استضافة الأحداث الرياضية العالمية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن معركة استضافة الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم انتهت قبل أن تبدأ؛ حيث فازت الرياض باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم سنة 2034، دون منافسة.
وستستضيف إسبانيا والبرتغال والمغرب بطولة 2030 بشكل مشترك بعد أن كان لا منافس لهما.
وذكرت الصحيفة أن اتجاه الاستضافة عن طريق التعيين - الذي تبنته اللجنة الأولمبية الدولية كسياسة في سنة 2019 - أصبح سائدًا بشكل متزايد في الرياضة العالمية، فقد حقق العرض البريطاني الأيرلندي المشترك لاستضافة بطولة أمم أوروبا 2028 الفوز في سباق الحصان الواحد، مما ترك العرض لتركيا وإيطاليا للمشاركة في نسخة 2032. واختارت منظمة عالم الرغبي الولايات المتحدة لاستضافة بطولة كأس العالم لاتحاد الرغبي للرجال والسيدات، المقرر عقدها في سنتي 2031 و2033 على التوالي.
وأوضح الموقع أنه لم يكن الأمر دائمًا على هذا النحو، كانت المسابقات لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى تشهد تنافسًا شرسًا في السابق. وكان أفراد العائلة المالكة البريطانية والرؤساء الأميريكيون ونجوم كرة القدم الفرنسيون يتنقلون عبر الكرة الأرضية، ليهنئوا المسؤولين ويتحدثون عن المعابد الفخمة الرياضية التي سيتم بناؤها - بتكلفة كبيرة على حساب دافعي الضرائب - إذا حصلت بلادهم على الموافقة.
وأوضحت الصحيفة أنه مع ارتفاع تكاليف الفوز، تحول احتفال جماعات الضغط الذي كان صاخبًا في السابق إلى ما يشبه الاجتماع البابوي السري؛ حيث يعقد المسؤولون الصفقات خلف أبواب مغلقة ويقدمون النتيجة بشكل غامض، فقد جاء عرض المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 في أعقاب سلسلة من التغييرات المفاجئة في عملية تقديم العطاءات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والتي أطاحت بأي منافسين جديين قبل أن تتاح لهم فرصة للتفكير.
ويعتقد أندرو زيمباليست، مؤلف كتاب سيرك مكسيموس: "المقامرة الاقتصادية وراء استضافة الألعاب الأولمبية وكأس العالم"، أن التحرك لتحويل عملية تقديم العطاءات المفتوحة إلى تعيين داخلي هو بمثابة تمرين لحفظ ماء الوجه للمنظمين الذين يتطلعون إلى التغلب على تضاؤل الاهتمام بالاستضافة، وأضاف: "لقد تراجعت ظروف السوق وباتوا لا يحصلون على نوع العطاءات التي اعتادوا عليها".
ونوهت الصحيفة إلى أن مستقبل ألعاب الكومنولث أصبح موضع شك جدي بعد أن ألغت ولاية فيكتوريا الأسترالية خطتها لاستضافة النسخة التالية ورفضت الدول المضيفة المحتملة الأخرى التدخل، كما أن بطولة كأس العالم والألعاب الأولمبية الصيفية مكلفة للغاية، ولا سيما عندما تكون هناك حاجة إلى إصلاحات البنية التحتية، فقد أنفقت ريو دي جانيرو أكثر من 13 مليار دولار لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية سنة 2016 واحتاجت إلى خطة إنقاذ حكومية بقيمة 895 مليون دولار لإنهائها. وفي سنة 2006، احتفل دافعو الضرائب في مونتريال أخيرًا بسداد الديون المتكبدة نتيجة لاستضافة الألعاب قبل ثلاثة عقود.
وأفادت الصحيفة أن بطولات كرة القدم تعرضت لارتفاع التكاليف حيث يسعى المنظمون لإضافة المزيد من الفرق حتى يتمكنوا من بيع مباريات إضافية لمحطات البث، فستتكون بطولة كأس العالم 2026 من 104 مباريات في المجموع، مقارنة بحوالي 64 مباراة في قطر، مع قفز عدد المشاركين من 32 إلى 48. ويدرس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الهيئة الحاكمة لكرة القدم الأوروبية، اتخاذ خطوة مماثلة مع بطولة اليورو. ببساطة، لا تمتلك معظم البلدان المرافق اللازمة لإيواء هذا العدد الكبير من الفرق وجماهيرها لأسابيع متواصلة، ناهيك عن تنظيم المباريات.
وتابعت الصحيفة أنه مع تراجع استعداد الديمقراطيات الليبرالية لتحمل هذه التكاليف المجحفة، وتطلعت الهيئات الحاكمة الرياضية في السنوات الأخيرة إلى الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا والصين ودول الخليج قطر والمملكة العربية السعودية. لكن زيمباليست يقول إن هذه القرارات خلقت حلقة من ردود الفعل التي أدت إلى تقليص مجموعة مقدمي العروض المحتملين.
وتمثل الحل الجذري الذي قدمه زيمباليست هو اختيار مضيفين دائمين لديهم جميع المرافق، وإنهاء مشاريع بناء الفيل الأبيض. وتمكنت لوس أنجلوس، التي ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 2028، من تنظيم الألعاب بفائض مالي يعود إلى عام 1984، وتأمل أن تفعل ذلك مرة أخرى من خلال كبح الإنفاق.
وخلصت الصحيفة إلى أن اختيار المضيف أكبر قرار تواجهه معظم الهيئات الرياضية، لذا فإن تشديد الرقابة أمر منطقي من الناحية التجارية. لكن التحول إلى عقد هذه الصفقات خلف الأبواب المغلقة لن يساهم في تحسين سمعة صناعة غير مشهورة بالتزامها بالشفافية والمساءلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي رياضة كأس العالم الرياضة السعودية رياضة اسبانيا المغرب السعودية كأس العالم رياضة رياضة رياضة سياسة سياسة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الألعاب الأولمبیة بطولة کأس العالم لکرة القدم الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
"أجمل سباق في العالم" يحط الرحال في مسندم ضمن "موسم الشتاء"
خصب- الرؤية
استقبلت ولاية خصب بمحافظة مسندم، اليوم الثلاثاء، موكب "تجربة سباق الألف ميليا- الإمارات 2025" (1000 Miglia Experience UAE)، في حدث استثنائي يجمع بين عراقة تاريخ السيارات وسحر الطبيعة العُمانية، وذلك ضمن المحطة الدولية الوحيدة لهذا الحدث العالمي، وبالتزامن مع فعاليات موسم "الشتاء في مسندم".
وشهدت المحافظة وصول "متحف متحرك" يغطي قرنًا من تاريخ صناعة السيارات، من الكلاسيكيات إلى الأيقونات المعاصرة، ويضم نحو 120 سيارة كلاسيكية نادرة، تتقدمها الأيقونة التاريخية مرسيدس-بنز (300 SLR) في ظهورها الأول بالشرق الأوسط، إلى جانب سيارة (OM 665 Superba Sport Zagato) طراز 1927 الفائزة بسباق الألف ميليا في حقبتها، وسيارة بوغاتي (T37) طراز 1929 ذات التصميم الأسطوري الذي يروي قصة حقبة ذهبية.
عبر الموكب الحدود قادمًا من إمارة رأس الخيمة، ليخوض المرحلة الثالثة من السباق عبر الطريق الساحلي المتعرج المؤدي إلى خصب، والذي يُصنف كأحد أجمل طرق القيادة في العالم، مشكّلًا تحديًا فريدًا يختبر قدرات التحمل والانتظام لهذه التحف الميكانيكية.
ورسم مرور السيارات الكلاسيكية، التي يعود تاريخ صنع بعضها إلى الفترة ما بين 1927 و1957، لوحة فنية مبهرة تباينت فيها ألوان المركبات العتيقة مع زرقة مياه مضيق هرمز وشموخ الجبال، مما أتاح للمشاركين والمتفرجين فرصة استثنائية لتوثيق جماليات "نرويج العرب" وتضاريسها الأخاذة.
ويأتي إدراج محافظة مسندم كجزء أصيل في مسار هذا الحدث العالمي، تأكيدًا على مكانتها الاستراتيجية كوجهة سياحية عالمية قادرة على جذب نخبة السائحين والمهتمين بقطاع السيارات الفاخرة والكلاسيكية.
وقال سيف بن أحمد بن محمد الظهوري عضو لجنة الفعاليات والبرامج لموسم الشتاء مسندم: "إن إدراج محافظة مسندم ومسارات ولاية خصب كوجهة رئيسية ضمن خارطة سباق عالمي مرموق بحجم «سباق الألف ميليا» يُعد ترجمة حقيقية لنجاح جهود الترويج السياحي للمحافظة، ويعكس ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة ومقومات طبيعية فريدة تؤهلها لاستضافة كبرى الفعاليات الرياضية والسياحية الدولية".
وأضاف: "ملتزمون بتعظيم الاستفادة من هذه الأحداث العالمية لتعريف العالم بما تزخر به مسندم من طبيعة جبلية وبحرية ساحرة، وبما ينسجم مع مستهدفات موسم الشتاء لهذا العام، حيث نعمل بشراكة وتكامل لإثراء تجربة الزوار وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في الولاية".
وتابع: "تُعد مسندم من أجمل الوجهات السياحية في منطقة الخليج، بما تتميز به من مضائق بحرية خلابة وجبال شاهقة، لتكون خلفية مثالية لأساطير السيارات الكلاسيكية والفاخرة، وتقديم تجربة استثنائية تتيح فرصًا مميزة للإعلاميين ومحبي التصوير الفوتوغرافي. كما تشكل المرحلة الثالثة من السباق محطة استراتيجية تربط بين إمارة رأس الخيمة ومسندم، بما يضيف بعدًا جغرافيًا مميزًا يربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان".
وأشار إلى أن هذا الحدث العالمي يضع مسندم على خريطة الفعاليات الدولية ويعزز مكانتها كوجهة شتوية فاخرة لعشاق المغامرة والسيارات الكلاسيكية، حيث يمر المسار عبر طرق جبلية متعرجة، مما يجعل تجربة القيادة بصرية وروحية لا مثيل لها. كما أن إدراج مسندم في هذا السباق يبرز الهوية السياحية العُمانية أمام جمهور دولي من الشخصيات الرفيعة وعشاق السيارات، ويمثل فرصة اقتصادية وسياحية مهمة من خلال جذب الإعلام العالمي وفتح آفاق واسعة للترويج السياحي والاستثمار في المنطقة.
وتضمن برنامج المحطة توقفًا في حصن خصب، حيث حظي المشاركون، الذين يمثلون نخبة من جامعي السيارات والشخصيات العالمية، بفرصة لتجربة الضيافة العُمانية الأصيلة والاستمتاع بالأجواء الشتوية المثالية، قبل أن يستكمل الموكب رحلته لاستكمال بقية مراحل السباق، تاركًا بصمة مميزة في سجلات السياحة الرياضية بالمحافظة.
يُشار إلى أن الحدث مستوحى من سباق التحمل الإيطالي الأصلي (Mille Miglia) الذي انطلق عام 1927، واليوم تُعد "تجربة سباق الألف ميليا الإمارات 2025" أكبر وأرقى سباق للسيارات الكلاسيكية في شبه الجزيرة العربية، ويمتد المسار لمسافة 1600 كيلومتر عبر الإمارات السبع وسلطنة عُمان على مدار عدة أيام.