نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن مستقبل توليد الكهرباء بواسطة الغاز وتأثير تخزين البطاريات على هذا القطاع. 

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة "تسلا" قامت في سنة 2017 بتشغيل أكبر منشأة لتخزين البطاريات في العالم. تقع مجموعة البطاريات بقدرة 159 ميغاوات في جنوب أستراليا، ويمكنها تزويد 30 ألف منزل بالكهرباء في حالة انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعة واحدة تقريبا.



بعد مرور خمس سنوات، أشارت تقارير "رويترز" إلى أن تكنولوجيا تخزين البطاريات قد تقدّمت حتى الآن لدرجة أن المرافق العامة تلغي الآن خططًا لقدرة توليد الغاز الجديدة. لكن هذه ليست القصة بأكملها.



قالت وكالة "رويترز" إن شركات الطاقة أوقفت أو ألغت بشكل مباشر 68 مشروعًا جديدًا لتوليد الغاز في النصف الأول من السنة. وكان سبب الإلغاء، حسب المصادر التي أجرت وسائل الإعلام مقابلات معها، عدم اليقين الاقتصادي طويل المدى لهذه السعة في ضوء انخفاض تكاليف تخزين البطاريات.

وأوضح الموقع أن قدرة الاقتصاديات على توليد الكهرباء قد تغيرت في العقد الماضي أو نحو ذلك، باستثناء الطاقة النووية. والسبب وراء تغير الاقتصاد هو أن الحكومات في أوروبا، ومؤخرا الولايات المتحدة وكندا، بدأت فرض عقوبات على توليد الطاقة باستخدام الهيدروكربونات.

وحسب الموقع، تسمى العقوبات رسميًا تصاريح الكربون ولكنها في الأساس عبارة عن مدفوعات من جانب مشغلي محطات الطاقة مقابل استخدام الوقود الذي تنبعث منه غازات الدفيئة. أما مشغلو مزارع الرياح والطاقة الشمسية الذين يحتاجون إلى التخزين لتعويض انقطاعهم يتم دعمهم بشكل نشط من قبل هذه الحكومات من حيث التمويل.

في الولايات المتحدة، كان قانون الحد من التضخم بمثابة مساعدة هائلة في هذا الصدد. وكما ذكرت شركة "يوتيليتي دايف" في ذلك الوقت، فإن قانون الحد من التضخم "يعمل على تحسين اقتصاديات مشاريع تخزين البطاريات واسعة النطاق في الولايات المتحدة بشكل كبير". والطريقة التي فعل بها التشريع الجديد ذلك كانت من خلال تقديم ائتمان ضريبي استثماري بنسبة 30 بالمئة لأنظمة تخزين البطاريات المستقلة، مع حوافز إضافية يمكن أن تؤدي إلى تغطية سعر مجموعة تخزين البطاريات بنسبة تصل إلى 70 بالمئة.

ومن الواضح أن الإعانات تشكل وسيلة مهمة لتحسين اقتصاديات تكنولوجيا معينة، خاصة إذا لم تكن هناك طريقة أخرى للقيام بذلك. وتجري الأبحاث في مختلف بيئات البحث والأعمال لتحسين تقنية البطاريات الحالية وجعلها أرخص وأفضل، ولكن في الوقت الحالي، يظل الليثيوم أيون هو المسيطر، وهناك حدود لمدى تحسين بطارية الليثيوم أيون أو خفض تكاليفها.



هنا يأتي دور الإعانات عندما تدرك الحكومات التي تنفق على طاقة الرياح والطاقة الشمسية أن هذه ليست مصدر الكهرباء الموثوق الذي تحتاجه الشبكة. ولا عجب أن منظمة "بلومبرغ  إن إي أف" توقعت أن الإضافات الجديدة لتخزين البطاريات ستحقق رقما قياسيا هذه السنة وتنمو بمعدل سنوي مركب يصل إلى 27 بالمئة بحلول سنة 2030.

وكتبت "بلومبرغ إن إي إف" في تقريرها عن تخزين البطاريات أن "الأهداف والإعانات تترجم إلى تطوير المشاريع وإصلاحات سوق الطاقة التي تفضل تخزين الطاقة. والزيادة في عمليات النشر لدينا مدفوعة بموجة من المشاريع الجديدة التي تحركها احتياجات الطاقة المتغيرة. وتسعى الأسواق بشكل متزايد إلى تخزين الطاقة لخدمات القدرات.

مع كل هذا الدعم، وخاصة الدعم المالي، لتخزين البطاريات من المتوقّع أن تختار المرافق بناء مجموعة بطاريات ستدعمها الحكومة بشكل كبير بدلاً من محطة توليد الطاقة بالغاز، التي سيتم فرض ضرائب عليها بسبب كونها محطة توليد الكهرباء بالغاز.

وفقًا لتقرير وكالة "رويترز"، هذا هو بالضبط ما فعلته إحدى الشركات في المملكة المتحدة. كانت شركة "كارلتون باور" قد خططت لبناء محطة لتوليد الطاقة بالغاز في مانشستر في سنة 2016. وفي هذه السنة، قررت الشركة بناء منشأة لتخزين البطاريات بدلاً من ذلك. والسبب أنه لم تكن الشركة متأكدة من استقرار إيرادات محطة توليد الطاقة بالغاز في المستقبل في ضوء التوقعات بأنها لن تعمل كسعة تحميل أساسية بل كاحتياطي.



هذا هو التوقع العام للسياسيين والناشطين الذين يروجون لتحول الطاقة. ومع نمو قدرة توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، سوف يتراجع الاعتماد على توليد الطاقة بالفحم والغاز، حيث تصبح محطات الطاقة هذه قدرة تكميلية وليست افتراضية. إلى أن يحدث هذا، يجب أن تصبح البطاريات أكبر مما هي عليه الآن.

وفي الوقت الحالي، معظم قدرات تخزين البطارية قصيرة المدى. ويمكن أن يساعد في حالة انقطاع التيار الكهربائي لكنه لا يستطيع توفير الطاقة لمدينة بها مزرعة للطاقة الشمسية أثناء الليل. لهذا السبب، يجب أن يتحول التركيز إلى التخزين طويل المدى. وفي الواقع، ذكرت "بلومبرغ إن إي إف" في تقريرها أن سعة تخزين البطاريات طويلة المدى آخذة في الارتفاع.

مع ذلك، أضاف هذا المصدر أن "حالة تخزين الطاقة طويلة الأمد لا تزال غير واضحة على الرغم من موجة الإعلانات عن المشاريع الجديدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة والصين". وقد يكون هناك سبب واحد فقط وراء بقاء حالة التخزين طويل الأمد غير مؤكدة: ألا وهو التكلفة. ففي نهاية المطاف، إذا كانت التكلفة مقبولة، فسوف يقوم الجميع ببناء مرافق تخزين طويلة الأمد لتسريع التحول بعيدًا عن توليد الغاز والفحم. وإلى أن يتحقق ذلك، من المحتمل أن تظل محطات توليد الطاقة بالغاز قائمة، على الأقل من منظور أمن إمدادات الطاقة، إن لم يكن من منظور التحول.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الكهرباء تكنولوجيا الطاقة تكنولوجيا كهرباء طاقة المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة تخزین البطاریات تولید الکهرباء تخزین الطاقة

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يبحث مع CSGI الصينية التعاون في مجالات دمج الطاقات المتجددة

التقى الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وفداً من شركة شبكة جنوب الصين الدولية للكهرباء (CSGI) العاملة في مجالات نقل وتوزيع الكهرباء وتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة ضخ وتخزين المياه وانظمة التحكم في الطاقة وتكامل الطاقات، برئاسة شنجون سون المدير العام لمنطقة أوروبا وافريقيا، بمقر الوزارة بالعاصمة الجديدة، وتم عقد اجتماعا، بحضور المهندس عربى مصطفى رئيس الادارة المركزية لشئون مكتب الوزير، لمناقشة ملفات العمل المشترك، والتعاون في مجالات أنظمة تخطيط الطاقة  ومشروعات الضخ والتخزين الكهرومائية لدعم استقرار الشبكة الموحدة وتحسين كفاءتها فى ضوء اضافة قدرات كبيرة من الطاقات المتجددة على الشبكة الكهربائية، بالاضافة إلى التوسع فى تطبيق تكنولوجيا خفض الفقد في شبكات التوزيع، وتطوير نماذج عمل مبتكرة فى هذا الإطار.

ناقش الاجتماع نتائج المشروع التجريبي لخفض الفقد الذى يجرى تنفيذه بمنطقة ابو رواش فى نطاق عمل شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، واستخدام التكنولوجيا الحديثة وخبرات التشغيل التى تمتلكها الشركة الصينية في وضع حل متكامل ومصمم خصيصًا لظروف الشبكة في منطقة المشروع التجريبي، وما نتج عنه من زيادة كفاءة التشغيل وتقليل الفاقد، وامكانية استخدام النموذج المطبق كمنهج لتطوير شبكات التوزيع فى ضوء النتائج المحققة، وتطرق الاجتماع الى اهمية نقل الخبرات والتكنولوجيا وملائمة خصائص الشبكة للتقنيات الحديثة مثل المراقبة الذكية، وإعادة هيكلة الخطوط، وتحسين الأحمال، بما يسمح ببناء منظومة متكاملة تعتمد على التطوير الفني والتحسين الإداري، وتناول الاجتماع مناقشة خارطة التنفيذ وخطط العائد الاستثماري وأطر الشراكة التجارية للمرحلة المقبلة، وتم مناقشة التعاون في مشروعات الضخ والتخزين الكهرومائية كأحد اهم العناصر لضمان استمرارية واستدامة واستقرار الشبكة القومية فى ظل التوجه نحو الاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض استخدام الوقود الأحفوري.

وقال الدكتور محمود عصمت، إن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تتبنى خطة عمل لتحسين جودة التغذية وكفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك وخفض الفقد والارتفاع بجودة الخدمات المقدمة، وتعمل على ذلك بالتعاون مع الشركاء من الشركات المحلية والعالمية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، موضحا العمل من خلال العديد من النماذج التجريبية التى تغطي مختلف الاستخدامات، الصناعية والمنزلية والتجارية، مشيرا الى مشروعات ضخ وتخزين المياه واهميتها كمصدر دائم ومستقر لإمدادات الطاقة النظيفة فى ظل الاستراتيجية الوطنية للطاقة والاعتماد على الطاقات المتجددة فى اطار التحول الطاقي واعادة تخطيط الشبكة، مؤكدا تحويل الشبكة الكهربائية من شبكة نمطية الى شبكة ذكية وتنفيذ خطة مستمرة  لاعادة بناء وتطوير قدرات الشبكة وبنيتها التحتية لاستيعاب القدرات الجديدة والمتجددة التى يتم إضافتها سنويا، موضحا الاهتمام بمزيج الطاقة وتنويع مصادر التوليد من الطاقات المتجددة والنظيفة وزيادة مساهمتها فى اطار استراتيجية الطاقة التي تستهدف الوصول بنسبة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة إلى ما يزيد على 42% عام 2030 ، وإلى مايزيد على 65% عام 2040، مشيرا إلى خطة استغلال الموارد الطبيعية المتاحة وتحقيق أقصى استفادة منها وحسن إدارتها بالشكل الأمثل وتعظيم عوائدها، مشيدا بالتعاون مع الشركات والمؤسسات الصينية المعنية.

طباعة شارك وزير الكهرباء الكهرباء الطاقة المتجددة

مقالات مشابهة

  • الكهرباء تعلن إعادة ضخ الغاز الإيراني إلى العراق
  • وزير الكهرباء: خطة لزيادة قدرات توليد الطاقة المتجددة لأكثر من 16 جيجاوات
  • “الطاقة النيابية” توصي بإعفاء المشتركين من رسوم إعادة وصل الكهرباء لأول مرة وتثبيتها بـ3 دنانير
  • وزير الكهرباء يعلن إنضمام مصر رسميا لبرنامج أفق أوروبا
  • وزير الكهرباء الكوردستاني: إمداد الطاقة سيعود لوضعه الطبيعي في غضون ساعات
  • الجفاف يضرب توليد الكهرباء من أحد أكبر السدود الإيرانية
  • الطاقة الأوكرانية: هجمات روسيا في الليل أدت لانقطاع الكهرباء عن 600 ألف شخص
  • الطاقة الأوكرانية: هجمات روسيا أدت لانقطاع الكهرباء عن 600 ألف شخص
  • وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة الصين الجنوبية "CSGI" التعاون في دمج الطاقات المتجددة
  • وزير الكهرباء يبحث مع CSGI الصينية التعاون في مجالات دمج الطاقات المتجددة