أعماله تمثل القيم البيئية.. سالم المري لـ «العرب»: إكسبو ساهم في تنوع رواد مهرجان الفنون
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أكد السيد سالم المري مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» أن إقامة مهرجان قطر الدولي للفنون في معرض إكسبو 2023 الدوحة أضاف طابعاً مميزاً للمهرجان الذي اختتم فعالياته السبت الماضي، وذلك بتنوع الزوار الذين توافدوا على المعرض لا سيما وان معظم الاعمال الفنية في المهرجان ذات رسائل بيئية ومناخية، وتدعو للحفاظ على بيئة كوكبنا من أي مخاطر قد تسهم في احتدام مسألة التغيّر المناخي وتوسع التصحر.
وقال المري في تصريحات خاصة لـ «العرب» إن معرض إكسبو الدوحة اتاح فرصة لأكبر شريحة من الزوار للاطلاع على احدث الاعمال الفنية العالمية، لكون المعرض مقصدا للزوار من مختلف دول العالم فضلا عن مشاركة 80 دولة، مما اعطى فرصة اكبر للفنانين المشاركين في هذه النسخة من المهرجان لعرض لوحاتهم الفنية التي تحمل قيما بيئية على اكبر تجمع بستاني على مستوى العالم، لافتا إلى أن المعرض يكتسب أهميته من كونه الحدث الأول من نوعه الذي ينظم في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مما ينعكس ذلك على جميع الفعاليات التي يستضيفها طيلة فترة اقامته.
وحول الاقبال على مهرجان الفنون قال المري شهد المهرجان اقبالا كبيراً خلال فترة اقامته، وذلك لما تميز به من عروض عكست ثراء تراث الشعوب وفتحت نوافذ جديدة للجمال والفن والإبداع وجذبت قطاعا كبيرا من المهتمين والجمهور الذين أبدوا إعجابهم بهذه المنصة الاحترافية التي أتاحت لنخبة من الفنانين والمبدعين والمصممين إظهار مهاراتهم وعرض إبداعاتهم وأعمالهم الفنية المتميزة. وأضاف ان الاستقطاب الكبير للزوار جاء لما يحتويه المهرجان من أنشطة فنية مختلفة التي جمعت بين معارض الرسم والنحت والأمسيات الثقافية وبرامج الحوار الفني وورش العمل الفنية، إضافة إلى قيام العديد من الفنانين التشكيليين بإنجاز أعمالهم الإبداعية ولوحاتهم الفنية من خلال قيامهم بالرسم الحي والجلسات التفاعلية، مستخدمين أدواتهم المتنوعة، وسط إعجاب واستحسان لافت من الجمهور والزوار.
وعكست الأعمال الفنية المشاركة في المهرجان التي تزينت بها جدران أجنحة القاعة 2 بالمنطقة الثقافية بحديقة البدع، عبرت عنها ما يزيد على 500 لوحة تشكيلية، مختلف المدارس الفنية التي مزجت بين مختلف التجارب والأساليب الإبداعية. هذا وكانت المؤسسة العامة للحي الثقافي « كتارا « قد افتتحت الاثنين الماضي فعاليات النسخة الخامسة لمهرجان قطر الدولي للفنون 2023 بالمنطقة الثقافية بحديقة البدع حيث مقر تنظيم معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، ونظمت المهرجان بالتعاون مع شركة مابس انترناشيونال وبالشراكة مع الإكسبو، حيث يتواصل وشارك بالمهرجان 12 جاليري عالميا وما يزيد على 300 فنان وفنانة من أكثر من 60 دولة من مختلف دول العالم، وجاء اختيار موقع الحدث هذا العام بهدف استقطاب المزيد من الزوار وجمهور الفنون الجميلة من أجل التعرف على ثقافات وفنون الدول المشاركة في المهرجان. وقالت المؤسسة: إن المهرجان يشكل بيئة فنية مثالية تسهم في التقاء الفنانين من شتى المدارس والأساليب والتيارات الفنية وتبادل الخبرات والتجارب الفنية فيما بينهم. ويتيح فرصا قيمة من التفاعل المثمر بين الطاقات المتميزة والحوار الفني الهادف بين المواهب المبدعة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر سالم المري معرض إكسبو مهرجان قطر للفنون
إقرأ أيضاً:
هل حقا ساهم أحمد زويل في تطوير منظومة الصواريخ الإسرائيلية؟
مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران مؤخرا، عادت للواجهة المزاعم بأن العالم المصري "أحمد زويل" تبرع بنصف جائزة نوبل لإسرائيل، وأن أبحاثه في مجال الليزر ساهمت في تطوير الصواريخ الإسرائيلية، ونظام الدفاع الجوي المعروف بـ"القبة الحديدية".
ويتم تمرير هذا الاتهام عبر حقيقة لم ينكرها الدكتور زويل نفسه، وهي حصوله عام 1993 على "جائزة وولف" في الكيمياء، التي يمنحها معهد وايزمان الإسرائيلي، وسلمها له آنذاك وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الدولة لاحقا.
وحين سُئل مرارا عن قبوله للجائزة، أوضح أنه يرى أن "العلم لا وطن له ولا دين"، وفي هذا السياق، كتب الدكتور عبد الرحمن ياسر، الأستاذ المساعد في الفيزياء بجامعة القاهرة، منشورا مطولا عبر صفحته على "فيسبوك"، أكد فيه رفضه قرار زويل قبول الجائزة من إسرائيل، مضيفا: "في النهاية هذا قراره الشخصي الذي سيحاسب عليه أمام الله، لكن خلافي معه لا يبرر أن أكذب عليه أو أتهمه زورا".
وشدد ياسر على أن من يروجون لهذا الاتهام لا يدركون طبيعة أبحاث زويل، التي لم تكن لها أي علاقة بتطوير الأسلحة، موضحا أن "أبحاثه كانت تركز على استخدام نبضات الليزر في مدى زمني بالغ القصر (الفيمتوثانية) لتصوير التفاعلات الكيميائية، ما أتاح لأول مرة في تاريخ البشرية رؤية لحظات تكسر وتكون الروابط الكيميائية أثناء حدوثها".
وأضاف: "هذا الإنجاز العظيم لا علاقة له إطلاقا بالأسلحة أو الأنظمة الدفاعية، فالرجل لم يكن عالم ليزر بالمفهوم التقليدي، بل استخدمه كأداة ضمن تخصصه الدقيق في التفاعلات الكيميائية".
وتابع: "من غير المنطقي أن تتخلى إسرائيل عن علمائها المتخصصين في الليزر مثل آشر فريسم، لتستعين بعالم من أصول مصرية لم يتخصص في الليزر ولا يعرف شيئا عن الديناميكا الهوائية، من أجل تطوير صواريخها!".
إعلانوأكد ياسر أن اختلافه مع قرار زيارة إسرائيل لا يعني تجاهل الأدوار الكبرى التي لعبها زويل، سواء في المجال البحثي أو في خدمة الوطن، موضحا أن "أبحاثه تركت بصمة في مجالات متعددة، منها الأدوية التي نتناولها يوميا، إذ أسهمت بشكل مباشر في فهم التفاعلات الكيميائية، وهو فهم غيّر مجرى العلم مثلما غيرت قوانين نيوتن والنسبية لأينشتاين فهمنا للفيزياء".
وأشار كذلك إلى جهوده الكبيرة في خدمة الشأن العام، قائلا: "كثير من العلماء العرب لم يهتموا بالشأن العربي أصلا، لكن الدكتور زويل أفنى سنوات من عمره في محاولة بناء مستقبل علمي لمصر، وكانت مدينة زويل للعلوم هي حلمه الكبير، وقال ذات مرة لزملائه: أريد أن تكون معامل المدينة نسخة طبق الأصل من معامل معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا".
شريك زويل العلمي يتحدثومن جانبه، يقول الدكتور محمد ثروت حسن، الأستاذ المشارك في الفيزياء والعلوم البصرية بجامعة أريزونا الأميركية، لـ"الجزيرة نت": "بعيدا عن تلك الزيارة، دعنا نركز على السؤال العلمي الأهم: هل يمكن أن تقود أبحاث الدكتور زويل إلى تطوير أسلحة؟".
ويجيب: "قولا واحدا: لا". ثم يستطرد: "الدكتور زويل لم يطور تكنولوجيا الليزر، بل اعتمد على التقنيات المتاحة آنذاك لاستكشاف التفاعلات الكيميائية ودراستها".
ويشير الدكتور حسن إلى أن بدايات أبحاث الفيمتوثانية التي أجراها زويل تعود إلى أوائل الثمانينيات، حين حصل على منحة أتاحت له استخدام أحدث تقنيات الليزر المتوفرة في ذلك الوقت، وهو ما لم يكن متاحا له قبل هذا التاريخ، الأمر الذي حال دون تمكنه من تحقيق حلمه في رصد التفاعلات الكيميائية في زمن الفيمتوثانية.
ويضيف أن التكنولوجيا الوحيدة التي ساهم زويل في تطويرها بناء على أبحاثه، كانت "الميكروسكوب رباعي الأبعاد"، وهو نوع متقدم من المجاهر لا يكتفي بتقديم صور ثلاثية الأبعاد للعينات (الطول، العرض، العمق)، بل يضيف بعدا رابعا هو الزمن، ما يسمح برصد العمليات البيولوجية والكيميائية المعقدة لحظة بلحظة داخل الخلايا والجزيئات، ويؤكد أن هذا الإنجاز، الذي تحقق خلال الفترة من 2002 إلى 2006، لا علاقة له على الإطلاق بتطوير الأسلحة.
ويتأكد ما سبق بأنه لا توجد أي أبحاث منشورة، في قواعد بيانات الأبحاث المعروفة عالميا، باسم أحمد زويل في أي نطاق عسكري، كما أنه لم يرصد حضوره في أي من مؤتمرات هذه النطاقات، وهو غير معروف في أوساطها.
وفي تصريحات للجزيرة نت، قال الدكتور علي عبده، أستاذ الهندسة النووية في الولايات المتحدة، إن تخصص زويل كان في الكيمياء، مع تركيزه الدقيق على تطبيقات الليزر في تصوير التفاعلات الذرية في الزمن الفيمتوثانية، والتي توسع لاحقا في استخدامها ضمن التطبيقات البيولوجية.
وأضاف: "كلنا نعلم أن التطبيقات العسكرية لتكنولوجيا الليزر، خصوصا في الصواريخ، تأتي في مراحل متقدمة ومختلفة تماما، فكيف وصل البعض إلى الجزم بأن الرجل ساهم في تطوير برنامج الصواريخ الإسرائيلي؟ وأين الدليل؟".
إعلانوتساءل عبده مستنكرا: "هل من المعقول أن تُشرك إسرائيل عالما عربيا، مصريا وطنيا، في برامجها العسكرية السرية بهذه السهولة؟"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ذاتها، تشترط على الباحثين في برامجها العسكرية التنازل عن أي جنسية أخرى، إلى جانب الحصول على تصاريح أمنية من أعلى المستويات، وهو ما اختبره شخصيا خلال تقدمه للعمل في مختبرات بحثية مثل لوس ألاموس وسانديا، حيث تم رفض طلبه بسبب هذه الاشتراطات الأمنية المعقدة.
وشدد عبده على أن زويل "قدم علما نافعا للبشرية، وتتلمذ على يديه عشرات الباحثين، وانتفع بنتائج أبحاثه ملايين البشر حول العالم"، لافتا إلى أنه كان من المؤسسين الأوائل لجامعة زويل، والتي رأى فيها مشروعا تعليميا ينافس أعرق المؤسسات البحثية في العالم.
وأشار إلى أن زويل كان حريصا على دعم الطلاب غير القادرين ماديا، قائلاً: "أشهد أنه كان يردد دائما: لن يُحرم طالب من القبول بسبب المصاريف، وإذا توفرت فيه شروط الجدارة، فالجامعة مسؤولة عن دعمه"، موضحا أنه خصص منحا مجانية شاملة لنحو 300 طالب في الدفعة الأولى، بلغت تكلفة الطالب الواحد أكثر من 200 ألف جنيه مصري، كما أنشأ مدينة جامعية متكاملة لهم.
واختتم الدكتور عبده تصريحه بالقول: "عرفت فيه التسامح، وسلامة الصدر، والعمل الجاد في صمت، بعيدا عن المهاترات أو المزايدات، ولعل هذا كله يكون شفيعا له بين يدي ربه، فلعل بينه وبين الله خبيئة لا يعلمها إلا هو".