الصباح الجديد -
سباق محموم بين دعاة الحرب هذه الأيام لاستمرارها وعدم توقفها، فنافخوا كيرها من (البلابسة) المناصرون للجيش يعتقدون اعتقاداً جازماً أن خطاب (التحقير) الذي يسوقونه ضد الدعم السريع كفيل بتحقيق الانتصارات لهم أما (بلابسة) الدعم السريع يحاولون توسيع نطاق الحرب ويستخدمون خطاب (تحقيري) يهدف لإحداث تخريب معنوي وسط جنود الجيش بالتقليل من شأنهم وتراجعهم في المعارك.
في المقابل إزداد خطاب الكراهية بعد إعلان حركات دارفورية انحيازها للجيش وخوضها المعركة بجانبه واعتبر الفلول من أنصار النظام البائد أن هذه سانحة وفرصة أخيرة لتحويل مسار المعركة فسارعوا في شحن الأطراف وتصوير المعارك على أساس أنها عرقية، وبالفعل نجحوا في ذلك، بعد أن تبني بعض أبناء دارفور هذا الخطاب.. فرفعت راية العنصرية البغيضة عقيرتها من جديد لتعيد للأذهان ذات الأيام السوداوية ومشاهد التفسخ في دارفور، والغريب مع ذلك تجد دعاة الفتنة يتلون الآيات (حتى إِذَا استيأس الرسل وظنوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا).
يبثون هذه السموم ويضعون أنفسهم في خانة الرسل اللذين يستحقون النصر من الله بعد أن كذبهم قومهم، وليت خطاب الكراهية التصعيدي وقف عند تحفيز المتحاربين على الحرب بل امتد ليشمل حتى شيوخ الطرق الصوفية اللذين يدعون للتسامح والسلام ووقف الحرب.
بقدر ما اختلف الناس مع شيخ الأمين أو الشيخ محمد الياقوت فما يقومان به عجزت عنه مؤسسات رصدت لها ميزانيات ضخمة لتقوم بمواساة الضحايا وتقديم العون لهم دون تمييز متحملين جراء ذلك تعرضهم للقصف الجوي والمدفعي.
وفي المقابل تجد أحد (البلابسة) يطالب السلطات بتدمير مسيد شيخ الأمين أو يرسل رسالة معاتباً لمحمد الياقوت كونه إستقبل قافلة لأحد قادة الدعم السريع، ماذا يفعل الشيخان وهما يقعان في مناطق سيطرة (الدعامة)؟
فعالية خطاب الكراهية تجاوزت التحريض على الشيوخ إلى المطالبة بتدمير الجسور والفرح بتلبية هكذا مطالب وغيرها من المنكرات مثل دفن الأسرى أحياء أو التوعد بنقل الحرب لمناطق بدواعي عرقية.
يحرضون ضد التفاوض وينسون أن المسرح بات مهيأ بفعل خطاب الكراهية لحرب أهلية مفتوحة ستكون النسخة الثانية للحرب الأهلية، فها هي حشود الفاشر تنبئ بذلك وهناك قوات للحلو في جبال النوبة والنيل الأزرق وأخرى لعبدالواحد في جبل مرة، وليس شيبة ضرار وحده من يتحدث عن تحالف مسلح للبجا في الشرق، هكذا ستتحول الحرب الحالية إلى حروب (داحس والغبراء) وعندها لن يتمكن أحد القفز من العربة الأخيرة بقطار الحفاظ على دولة السودان.
من المؤكد أن الحرب الأهلية الناتجة عن خطاب الكراهية ستجر تدخلات إقليمية خطرة، فطبيعة الوضع الهش في السودان ستجعل الباب مفتوحاً للتدخل بدعوى حماية أمنها القومي وهذا ما حذرت عنه الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأن الحرب الأهلية لن تتوقف في حدود السودان بل ستعم الفوضى كل الأقليم، في حين أن من يبثون خطاب الكراهية لا يدركون أبعاد مؤاثرات خطابهم فقط ينفثون سمومهم الزعاف ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً في حين أنهم هم الأخسرين أعمالاً .
لقد آن الآوان للتصدي لخطاب الكراهية ونشر التوعية بين المواطنين بضرورة وقف الحرب فالكل عرف مضارها ولا يحتاج لسبر أغوار أو تدقيق للتأكد من ذلك ..لقد بات المناخ مهيأُ لوقف الحرب وعلى جميع الاعلاميين والناشطين بل كل الشعب السوداني بدأ حملة قوية ضد خطاب الكراهية فمن هنا تكسُت المدافع وتخمد نيران المعارك.
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: خطاب الکراهیة
إقرأ أيضاً:
ترامب يبدأ غدا زيارة للمنطقة تشمل السعودية وقطر والإمارات
يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب غدا الاثنين إلى المنطقة في زيارة تشمل السعودية وقطر والإمارات، ويأمل خلالها في أن يبرم على الأقل صفقات تجارية كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الإقليمية.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب يتطلع لـ"عودة تاريخية" إلى المنطقة، في أبرز زيارة خارجية يجريها منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، وستطغى عليها الحرب في غزة والمباحثات النووية مع إيران.
ويؤشر قرار ترامب مجددا تخطي الحلفاء الغربيين التقليديين واختيار دول الخليج كمحطة خارجية أولى له (باستثناء زيارته للفاتيكان للمشاركة في تشييع البابا فرانشيسكو)، إلى الدور الجيوسياسي المتزايد الذي تحظى به هذه البلدان الثلاثة، إضافة إلى مصالحه التجارية الخاصة في المنطقة.
وسيلتقي ترامب في الرياض قادة الدول الست لمجلس التعاون الخليجي، إلا أن جدول الزيارة الإقليمية لا يشمل إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وتحث عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة ترامب على استغلال زيارته للمنطقة للضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل، في حين يحتل الملف النووي الإيراني مرتبة متقدمة أيضا في جدول الأعمال.
إعلانوقال الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إن الملف الإيراني يعد أبرز الملفات التي تثير مخاوف إسرائيل في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة قد تسرع في التوصل إلى إطار عام أو مبادئ لاتفاق ترويجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل اشتداد الحرب في قطاع غزة.
وأضاف مصطفى في مقابلة مع الجزيرة نت أن فرض وقف لإطلاق النار على إسرائيل سينظر إليه داخليا على أنه نهاية للحكومة الإسرائيلية الحالية، الأمر الذي من شأنه أن يحدث تغييرات كبيرة على الساحة السياسية الإسرائيلية، لا سيما فيما يتعلق بمكانة الحكومة وأدائها.
وبعد هدنة لمدة شهرين في أعقاب حرب مدمرة شنتها إسرائيل على غزة استمرت أكثر من 15 شهرا استأنفت تل أبيب عدوانها في 18 مارس/آذار الماضي بعدما أطبقت في مطلع الشهر ذاته الحصار على القطاع ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إليه.
وتسعى إسرائيل من خلال ذلك إلى الضغط على حماس للإفراج عن الأسرى الذين لا يزالون لديها، في حين تضع نزع سلاح الحركة ضمن شروطها للتفاوض، وهو ما تعتبره الحركة "خطا أحمر".
وأوضح الباحث أن أحد الأهداف الرئيسة لزيارة ترامب يتمثل في البحث عن مسارات لاستقرار المنطقة، والسعي لفتح آفاق سياسية لحل الملفات العالقة والمتوترة في البيئة الإقليمية، في إطار أجندات يسعى من خلالها لإنهاء التوترات.
وأشار مصطفى إلى أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، خصوصا في ظل ما تحمله من أجندات تدعو إلى التهدئة، مستشهدا بخطوات سابقة لترامب تمثلت في التوصل إلى اتفاق مع جماعة الحوثي في اليمن، وبدء مباحثات مع إيران، ووقف التصعيد بين باكستان والهند، وهي تحركات انعكست على مواقفه بشأن الحرب في غزة.
وبحسب مصطفى، فإن ترامب طرح تصورا سياسيا لإنهاء الحرب في قطاع غزة، يتضمن ملامح لما يعرف بـ"اليوم التالي لغزة"، متوقعا أن يتوافق هذا التصور إلى حد كبير مع تعديلات أُدخلت على المقترح العربي الذي نوقش في قمة القاهرة الأخيرة.
إعلانوختم الباحث بالقول إن الزيارة تحمل آفاقا فعلية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وهو ما يجعل إسرائيل في حالة من القلق الشديد إزاء مواقف ترامب وتحركاته المرتبطة بهذا الملف الحساس.
وكان البيت الأبيض أعلن مؤخرا أن ترامب سيزور السعودية وقطر والإمارات من 13 إلى 16 مايو/أيار الحالي.