شاهد إيلون ماسك يشتم المعلنين المستنكفين
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
اعتلى إيلون ماسك المسرح في مؤتمر ديل بوك (DealBook) مساء أمس الأربعاء لإجراء مقابلة مع المحاور أندرو روس سوركين، وكانت عن حياته وشركاته قبل أن تنتقل إلى الموضوع الأكثر إثارة وهو منشورات ماسك الأخيرة التي صُنفت أنها "معادية للسامية" على موقع "إكس" بحسب تقرير لموقع "ذي فيرج".
واعترف ماسك خلال اللقاء بأخطائه، ولكنه تحدى المعلنين قائلا "آمل أن يتوقفوا عن الإعلان.
وخص بالذكر بوب إيجر الرئيس التنفيذي لشركة ديزني عندما ذكره ماسك قائلا: "مرحبا بوب إذا كنت من بين الجمهور"، بعد أن أوضح إيجر عدم رغبته في أن يوجد على المسرح خلال كلمة ماسك.
واعتبر ماسك أنه إذا لم يعد المعلنون، فإن "ما ستفعله مقاطعة الإعلانات هذه هو أنها ستقتل الشركة". وقد بدا مستسلما تقريبا لهذا الاحتمال، وقال: "هذا ما سيعرفه كل شخص على وجه الأرض.. سوف نختفي بسبب مقاطعة المعلنين".
جاءت رسالة ماسك إلى المعلنين في محاولة لإنقاذ الضرر الذي سببه وصفه منشورا اعتبر معاديا للسامية بأنه "الحقيقة الفعلية" قبل أسبوعين. ومنذ ذلك الحين أوقفت أكثر من 100 علامة تجارية إعلاناتها، وتواجه الشركة خطر خسارة 75 مليون دولار بحلول نهاية العام، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وقال ماسك عن هذه الحادثة: "عند النظر إلى الماضي كان يجب ألا أرد على هذا الشخص بعينه". وألقى باللوم على وسائل الإعلام لعدم تغطيتها توضيحاته قبل الاعتذار قائلا: “لقد سلمت سلاحا محشوا لأولئك الذين يكرهونني، ويمكن القول إنهم معادون للسامية، ولهذا أنا آسف جدا. لم يكن ذلك في نيتي".
وأصر ماسك على أن زيارته لإسرائيل لم تكن "جولة اعتذار"، وليست ردا على الانتقادات الموجهة لمنشوراته، وأنه لا يمانع أن يكون موضوعا للازدراء.
ويبدو أن محاولته للتوضيح أدت إلى تعزيز نظرية المؤامرة المعادية للسامية التي روج لها في المقام الأول، حيث ألقى باللوم على نطاق واسع من "الناس في المجتمع اليهودي" لدعمهم مجموعات ناشطة لم يذكر اسمها.
وكانت المقابلة الكاملة مشتتة وتحولت في بعض الأحيان إلى ردود فعل غير مبالية من ماسك خصوصا فيما يتعلق بالأسئلة المتعلقة بتصرفاته الخاصة، والنزوح الجماعي للمعلنين الناتج عن ذلك، وهي الأشياء التي يمكن أن تؤثر ماديا على منصة "إكس"، مما أعطى انطباعا بأنه لا يهتم لكل هذا الجدل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خسائر مالية هائلة لإيلون ماسك بعد فشل منصبه السياسي
الجديد برس|
انتهت تجربة الملياردير الأميركي إيلون ماسك في واشنطن كما بدأت بطريقة غير تقليدية، ولكن هذه المرة بصمت وإحباط.
فبعد 3 أشهر من قيادة وزارة “الكفاءة الحكومية” -التي أسسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية- يستعد ماسك لمغادرة المشهد السياسي بعدما فشلت حملته لمحاربة الهدر الحكومي في تحقيق الوفورات الموعودة، والتي كان يُتوقع أن تبلغ -حسب خطاباته- تريليوني دولار.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فإن حصيلة ماسك كانت سلبية، ليس فقط على مستوى أدائه الحكومي، بل وأيضا على مستوى أدائه في شركته العملاقة لصناعة السيارات الكهربائية “تسلا” التي تأثرت سلبا على الصعيدين المالي والسمعة، في حين أن الفوائد التي جناها اقتصرت على ما وصفها التقرير بـ”القيمة النفسية” في مهاجمة أعدائه المشتركين مع ترامب داخل البيروقراطية الفدرالية.
ورغم حملة التقشف “الشعاراتية” فإن ثروة ماسك انخفضت بنحو 130 مليار دولار منذ تنصيب ترامب في ولايته الثانية، في وقت تعرضت فيه وكالات حكومية أميركية -من الاستخبارات إلى التعليم- لهزات إدارية أثرت في معنويات العاملين فيها دون تحقيق وفورات حقيقية.
وتشير الصحيفة إلى أن القضاء الأميركي قاوم بعض إجراءات وزارة الكفاءة الحكومية، لكنه لم يخرج سالما، إذ خلفت التجربة جهازا بيروقراطيا جريحا وبيئة تنفيذية مشوشة، ورغم محاولات ترويج هذه النتائج كـ”انتصار على الدولة العميقة” فإن التكلفة السياسية والاقتصادية ظلت باهظة.
في المقابل، قد تظهر إحدى ثمار هذه التجربة لاحقا عبر مشروع ترامب الدفاعي الجديد “القبة الذهبية” الذي يسعى إلى محاكاة القبة الحديدية الإسرائيلية على نطاق أميركي واسع.
وإذا تم تنفيذه فإن المشروع سيكون من أكبر الإنفاقات الدفاعية في التاريخ الأميركي، وربما ينافس تكلفة مشروع “أبولو” التابع لوكالة ناسا، والتي بلغت 280 مليار دولار بالقيمة الحالية.
وتعد شركة “سبيس إكس” المملوكة لماسك الشريك الأساسي في المشروع إلى جانب شركتي بالانتير وأندريل، مما قد يفتح الباب أمام تحويل جزء كبير من أموال دافعي الضرائب إلى إمبراطوريته التكنولوجية.
لكن يبقى التساؤل: هل تعزيز الأمن القومي هو الهدف؟ أم إعادة توزيع العقود الحكومية دون منافسة؟
وتجاوزت الأضرار التي لحقت بماسك نطاق العاصمة الأميركية لتطال سمعة تسلا، حيث تسببت مواقفه المتطرفة على منصة إكس -التي يملكها- في مقاطعة واسعة النطاق بأوروبا والولايات المتحدة.
وفي إحدى أبرز الحملات الساخرة أُطلقت في لندن حملة إعلانية شبهت سيارات تسلا بالرموز النازية تحت شعار “من الصفر إلى عام 1939 في 3 ثوانٍ”، في تلميح مباشر إلى دعم ماسك خطابات اليمين المتطرف.
وفي رد غير متزن وصفت بام بوندي المدعية العامة السابقة في إدارة ترامب أعمال تخريب صالات عرض تسلا بـ”الإرهاب”، في خطوة اعتبرها التقرير تعبيرا عن فشل ماسك في إدراك حجم أزمته الدعائية.
وتلقت طموحات ماسك ضربة موجعة حين فشل في ترجيح كفة مرشح محافظ للمحكمة العليا في ولاية ويسكونسن رغم إنفاقه 22 مليون دولار في أغلى سباق قضائي بتاريخ الولايات المتحدة، مما أبقى على هيمنة الأغلبية الليبرالية في المحكمة.
أما مشروعه لكشف الفساد الحكومي عبر ما سمي “جدار الإيصالات” فلم يلقَ حماسا يذكر من القضاء أو الكونغرس الجمهوري، في مؤشر على أن النظام الأميركي لا يزال يتمتع بقدر من المناعة المؤسساتية.
وفي آخر ظهور له داخل البيت الأبيض جلس ماسك في إحدى زوايا اجتماع الحكومة.
وفي مقابلة وداعية عبر قناة فوكس مع لارا ترامب بدا ماسك متأثرا بما وصفه بـ”سوء فهم الجمهور له”، مشيرا إلى أن البعض “أساء تأويل التحية التي قام بها على أنها تحية نازية”، وقال “هم يحاولون التشكيك في كل شيء أقوم به”.
واختتم التقرير بتحليل ساخر من منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بماسك “غروك” التي وصفت تجربته في واشنطن بأنها “تجربة دوج أسفرت عن اضطرابات تنفيذية وتعقيدات قانونية ونتائج محدودة طغت عليها خسائر كبيرة أقرب إلى تحذير منه إلى إنجاز”.
ورغم كل ما أنفقه وسعى إلى تحقيقه فإن ماسك خرج من واشنطن بجروح سياسية ومالية وشخصية، تاركا وراءه إدارة مرتبكة ومؤسسات مثقلة وشركة سيارات فقدت بريقها العالمي، والدرس الأوضح: ربما لا يكفي الذكاء التكنولوجي لتفكيك الدولة.