إرث الشيخ زايد في الزراعة.. عزيمة تقهر المستحيل وتحول الصحراء إلى مروج خضراء
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
شكل الاهتمام بالزراعة ومكافحة التصحر أولوية في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أسهمت جهود الوالد المؤسس في قهر الصحراء من خلال زراعة ملايين من أشجار النخيل، وتأسيس نهضة زراعية كبيرة حولت صحراء دولة الإمارات إلى مروج خضراء.
ويوثق محور “إرث الوالد المؤسس”، ضمن حملة “استدامة وطنية” التي تم إطلاقها مؤخراً للتوعية بمبادرات ومشاريع الاستدامة في الدولة تزامناً مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، نهج وإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد، في مجال الحفاظ على الطبيعة والتنوّع البيولوجي، حيث أدرك أهمية الاستدامة قبل أن يصبح هذا المفهوم محل اهتمام العالم.
وتسعى حملة استدامة وطنية إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في جهود ومبادرات دولة الإمارات في مختلف المجالات والهادفة لتحقيق أهداف الحياد المناخي.
استصلاح الأراضي الزراعية
وتزامناً مع مؤتمر “COP28”، تشارك دولة الإمارات العالم جهوده لحماية كوكب الأرض، مستندة في ذلك إلى نهج وإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد الذي أكد أن “اهتمامنا بالبيئة ليس وليد الساعة، إنما هو اهتمام أصيل وراسخ دعونا له ومارسناه وطبّقناه، قبل أن يبدأ اهتمام العالم بسنوات عديدة”، كما تتقاطع رؤية المغفور له الشيخ زايد الثاقبة في التوسع في الزراعة وزيادة أعمال التشجير مع أهداف “COP28” في حماية البيئة من آثار التغيرات المناخية، ودفع الجهود العالمية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الزراعة لتحقيق أمن غذائي مستدام.
وحرص الشيخ زايد على تنمية الإمكانيات الزراعية، عبر استصلاح الأراضي الزراعية الجديدة، وبناء الأفلاج، وإنشاء القنوات، إضافة إلى توفير المياه من دون مقابل، حيث قال: “إن مياه الأفلاج الآتية من جوف الأرض يجب أن تكون من حق كل الناس الذين يعيشون فوق هذه الأرض”.
ومع تولى الوالد المؤسس الشيخ زايد، مقاليد حكم أبوظبي عام 1966، نجح في زراعة قسم كبير من الصحراء، ثم عمل جاهداً على مساعدة المزارعين، وتدريبهم على الزراعة، وترشيد استهلاك المياه، كما عمل على إنشاء السدود، وتحلية مياه البحر، وزراعة أشجار القرم.
شجرة الغاف
وكان الوالد المؤسس الشيخ زايد من أكثر من قدروا شجرة الغاف وحافظ على ما هو موجود من أشجارها في الطبيعة، وأصدر توجيهاته بمنع قطع أي شجرة غاف في إمارات الدولة، وأمر باستزراع غابات جديدة واسعة من الغاف حتى وصل عددها إلى ملايين الأشجار.
وصاحب اهتمام الشيخ زايد بالنشاط الزراعي والبيئي، سن القوانين والتشريعات العديدة للمحافظة على الثروة الزراعية والبيئية على أرض الدولة، كما عمل على دعم الابتكار للبحث عن سبل وآليات جديدة لتنمية وتطوير آليات الزراعة في الدولة، وذلك من خلال إنشاء مراكز بحوث زراعية عدة أسهمت في إحداث طفرة كبرى في الحركة الزراعية.
واهتم الشيخ زايد بإنشاء المؤسسات الزراعية المختصة، وتضمن المرسوم الأميري رقم 3 لسنة 1966 لإنشاء الدوائر الحكومية، وتوزيع اختصاصاتها في إمارة أبوظبي، تأسيس “دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في العين”، وكان توجه الوالد المؤسس أن يقيم الدوائر الزراعية المختصة، ويدعمها بالأجهزة والاختصاصيين في مختلف العلوم والاختصاصات الزراعية لزيادة الفاعلية في تنفيذ المشاريع الطموحة.
وامتدت أيادي المغفور له الشيخ زايد البيضاء في مجال الزراعة إلى دول عدة مثل مشروع استصلاح الأراضي في النوبارية في جمهورية مصر العربية، ومشروع قناة الشيخ زايد لنقل مياه النيل إلى الاراضي الصحراوية في منطقة توشكي المصرية، وإعادة بناء سد مأرب في اليمن، وغيرها من المشاريع.
أوسمة وجوائز
وتقديراً لجهوده في نشر التنمية الزراعية والمحافظة على البيئة في دولة الإمارات، حظي الوالد المؤسس الشيخ زايد باحترام عالمي كبير وحصل على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير والدروع من المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقد تلقى الشيخ زايد في عام 1995 ميدالية ذهبية وجائزة تقديرية من الدكتور جاك ضيوف مدير عام منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” تقديراً لجهوده في نشر التنمية الزراعية بدولة الإمارات ومساهماته في عدد من الدول النامية، كما منحت المنظمة الشيخ زايد في عام 2001 “ميدالية اليوم العالمي للأغذية ” اعترافاً بجهوده في مكافحة التصحر ومواقفه المشرفة والعظيمة في خدمة البشرية جمعاء.
كما تسلم الشيخ زايد في 1997 شهادة الدكتوراة الفخرية في مجال الزراعة التي منحتها له جامعة عين شمس في مصر، في حين تلقى الوالد المؤسس في 2002 درعاً تذكارية من برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقديراً وعرفاناً لجهوده المخلصة في مجال حماية البيئة ونشر الرقعة الخضراء وتسخير كل الإمكانيات للمحافظة على البيئة، إضافة إلى العديد من الجوائز والأوسمة وشهادة التقدير العربية والإقليمية والدولية.
قطاع زراعي مستدام
وبفضل الرؤية الثاقبة الشيخ زايد، تطور القطاع الزراعي بشكل سريع منذ عام 1971، حيث تم تأسيس قطاع زراعي مستدام في دولة الإمارات، وفي هذا الإطار أعرب الوالد المؤسس عن اعتزازه بما حققته الإمارات من إنجازات في مجال الزراعة والتشجير بقوله: “لقد تمكنا من تحويل أرض هذا الوطن التي قيل أنها لا تصلح للزراعة والتنمية إلى مزارع تنتشر على مدى البصر.. وإلى حدائق وغابات خضراء ومصانع إنتاجية”، كما قال الشيخ زايد: “إن ما يدعونا للفخر والاعتزاز أن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت تحقيق نجاحات بارزة وباهرة في إعادة الخضرة إلى المناطق الصحراوية ولم يقتصر نجاحنا على زراعة تلك المساحات الواسعة من الصحراء بل تعداه إلى توطيد علاقة مجتمع الإمارات بالزراعة واستطعنا من خلال تكثيف حملات التوعية والإرشاد والتدريب والدعم المستمر واللامحدود توطيد علاقة العطاء المتبادلة القائمة بين الأرض والمواطن الذي صار أكثر حرصاً على حيازة الأراضي الزراعية وإدارتها وتطويرها”.
واستكمالاً لمسيرة الشيخ زايد، وبتوجيهات قيادة دولة الإمارات، واصلت الإمارات هذه المسيرة لاستدامة القطاع الزراعي، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع المهمة بهدف زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، وتحسين المردود الاقتصادي لقطاع الزراعة، وزيادة الاستثمارات وتوظيف التكنولوجيا فيه، ونتيجة لذلك دخلت الإمارات في عام 2019 موسوعة جينيس من حيث كونها الأولى عالمياً بأعداد أشجار نخيل التمر، حيث قدر عدد أشجار النخيل بأكثر من 40 مليون نخلة، كما بلغ إجمالي عدد المزارع في الدولة وفقاً لأحدث إحصائيات وزارة التغير المناخي والبيئة 38 ألف مزرعة تتبع أساليب زراعة متنوعة، فضلاً عن تصدر الإمارات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المؤشر العالمي للأمن الغذائي 2022.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الزراعة: إطلاق مبادرة نوعية لدعم صغار المزارعين وتعزيز الميكنة الزراعية
أصدر مركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، "الانفوجراف الاسبوعي" في نسخته رقم 276 حول الحصاد الاسبوعي لأهم أنشطة الوزارة، خلال الاسبوع الماضي في الفترة من 5 وحتى 11 ديسمبر الجاري، كما أصدر المركز ايضا ملخصا بالفيديو، حول انشطة الوزارة خلال نفس الفترة.
وخلال هذا الأسبوع شهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ــ نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ــ افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي الثالث لممثلي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفــاو"، بحضور الدكتور شو دونيو المدير العام للمنظمة وعلاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي وعدد من الوزراء.
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء، الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة، لتسلم "ميدالية أغريكولا" أرفع أوسمة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الممنوحة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بحضور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي وعدد من الوزراء وعقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا، لمتابعة جهود توافر السلع الغذائية والمنتجات الزراعية في الأسواق، وذلك بحضور علاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والعقيد الدكتور بهاء الغنام المدير التنفيذي لجهاز مُستقبل مصر للتنمية المُستدامة بينما وقع علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تجديد اتفاقية الاستضافة الجديدة للمركز الدولي للأسماك في مصر.
كما شهد الوزير حفل التخرج السنوي لأكاديمية السويدي للتعليم الفني، حيث احتفلت الأكاديمية بتخريج الدفعة الثانية عشرة لعام 2025.
ووقع مركز البحوث الزراعية، بروتوكول تعاون مع برنامج "كافي" المموّل من الاتحاد الأوروبي، لتدريب 400 ألف مزارع قمح في 5 محافظات على الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة.
بينما عقد الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، اجتماعا مع الفريق المختص بإنشاء قاعدة البيانات المعلوماتية لبنك الجينات الإقليمي في جنوب سيناء والبنوك التابعة للمركز؛ لبحث آليات تطوير نظام معلومات الموارد الوراثية النباتية وسبل ربطه بقاعدة البيانات الوطنية للأراضي والمياه.
كما استقبل المركز وفدا رفيع المستوى من جامعة چينچو الصينية لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الاستخدام الأمثل للموارد الوراثية والتنوع البيولوجي، كذلك نظمت محطة بحوث الشيخ، فاعلية لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة المعيلة في المناطق النائية، خاصة في شمال سيناء.
كما كثّف باحثو المركز، جولاتهم الميدانية ضمن مبادرة “اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير”، في إطار جهود الدولة لتعزيز التنمية الزراعية في سيناء، كذلك شارك المركز، ممثلًا عن جمهورية مصر العربية، والقارة الأفريقية في اجتماعات الفريق الحكومي العامل المعني بإعداد الإطار الاستراتيجي المستقبلي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر لما بعد 2030، وذلك بتكليف من السيد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتوجيهات الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء والمنسق الوطني للاتفاقية لتعزيز الدور المصري في هذا الملف الدولي.
بينما أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن إطلاق مبادرة نوعية لدعم صغار المزارعين وتعزيز الميكنة الزراعية، حيث بدأت في توزيع حوالي 434 آلة "فراطة ذرة" مُعاد تأهيلها بالكامل كمنح مجانية على صغار المزارعين.
كما أعلنت تنفيذ نحو 1875 نشاط إرشادى متنوع مابين ندوات إرشادية وحلقات نقاشية وزيارات حقلية فى نطاق المراكز الإرشادية، و مراقبات وجمعيات إستصلاح الأراضي، استفاد منها حوالي 47875 مزارع بمختلف المحافظات، خلال شهر نوفمبر.
بينما أطلقت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، حملة وطنية توعوية، استهدفت مربي الدواجن بجميع محافظات الجمهورية، بإجراءات الأمن الحيوي، خاصة خلال فصل الشتاء، كما كثفت حملاتها الرقابية خلال شهر نوفمبر، حيث تم المرور على 430 منشأة وضبط 58 مخالفة، كذلك تم تحصين أكثر من 8.1 مليون جرعة للقاحي الحمى القلاعية والوادي المتصدع في جميع محافظات الجمهورية منذ بداية الحملة.
بينما نظم معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة التابع لمركز البحوث الزراعية بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، ورشة عمل بعنوان “دور صحة التربة في مجابهة التغيرات المناخية”.
كما نشرت الوزارة تقريرا صادر عن الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، حول جهود وأنشطة الإدارة خلال شهر نوفمبر الماضي، كما أعلن قطاع استصلاح الأراضي عن إزالة 80 حالة تعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المهد بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 6615 مترًا، خلال أسبوع. ونشرت الوزارة أيضا تقريرا عن الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، استعرضت فيه أنشطة وجهود الهيئة خلال شهر نوفمبر الماضي بينما أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تقريرا يتضمن أبرز جهود وأنشطة المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية خلال شهر نوفمبر الماضي، حيث استقبل المعمل أكثر من 31 ألف عينة، كما استقبل المعمل، وفدا من الخبراء الصينيين، برفقة ممثلين من الإدارة المركزية للحجر الزراعى المصرى للإطلاع على أحدث التقنيات العلمية ودور المعمل الرقابى فى مجال تحاليل سلامة الغذاء، كما استقبل وفدا كوريا فى إطار الزيارة الرسمية لأعضاء مبادرة التعاون الكوري–الأفريقي في مجالي الغذاء والزراعة للجهات التابعة لمركز البحوث الزراعية لفتح آفاق التعاون البحثى، كما بلغ اجمالى عدد العينات التي استلمها المعمل هذا الأسبوع حوالي 7500 عينة.
يذكر ان مركز المعلومات الصوتية والمرئية، والمكتب الاعلامي للوزارة، يصدران الجمعة من كل اسبوع، انفوجرافا وفيديو باسم: الزراعة في اسبوع، لالقاء الضوء على ملخص ما تم من انشطة وجهود، بكافة القطاعات والهيئات، التابعة للوزارة، فضلا عن انفوجراف وفيديو كل ثلاثاء باسم: الزراعة في كل مصر، حول انشطة وجهود القطاع الزراعي، بالمحافظات المختلفة.