(التعليم بحب)… مبادرات لدعم ميول الطلاب واستثمار قدراتهم في بلدة المزرعة بالسويداء
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
السويداء-سانا
مبادرات وأنشطة متعددة لدعم ميول الطلاب ومهاراتهم واستثمار قدراتهم، هذا ما تعمل عليه إدارة ثانوية الشهيد سليم شيا في بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي، بما يخدم الطلاب والعملية التعليمية ويتماشى مع طموحاتهم المستقبلية.
فكرة المبادرات والأنشطة التي تقام تحت عنوان ” التعليم بحب” جاءت حسب مدير الثانوية منهال بريك بغية تحويلها لمشاريع هادفة حسب الحاجة والميول الفردية للطلاب، مع التحفيز والتشجيع الدائم عليها من قبل إدارة الثانوية.
وبين بريك لسانا الشبابية أن المبادرات عديدة منها للغة الإنكليزية، ويتم فيها التنافس بين الطلاب على حفظ المفردات الجديدة وتوظيفها بحوارات وجمل وتدوينها بدفاترهم الخاصة، وقد حفظ بعضهم أكثر من 800 كلمة خلال الفترة السابقة، وهم مستمرون خلال الفصل الدراسي الأول وأيضاً في الفصل الدراسي الثاني، لافتاً إلى أن هذه المبادرة تحولت إلى مشروع مستقل ومستمر إلى السنوات القادمة.
وأشار مدير الثانوية إلى وجود مبادرة للغة العربية تنوعت بين حفظ المعلقات وتلخيص الروايات والقراءة وكتابة الخواطر وإلقاء الشعر، وانعكس التنافس فيها بين الطلاب على زيادة ثقتهم بأنفسهم ومخزونهم المعرفي والثقافي وتنشيط المكتبة والمشاركة بمسابقة تحدي القراءة العربي، إضافة لوجود مبادرة مماثلة للغة الفرنسية كان لها نصيب من الاهتمام والمتابعة والتفاعل معها.
وحسب بريك، فإن مبادرة الفيزياء والكيمياء تضمنت أنشطة تحبب الطلاب بالمادة، وتجعل الدرس أكثر متعة وتمهد الطريق لهم للتفوق بالمادتين، وهذا ما ينطبق أيضاً على مبادرات الفنون الجميلة والرسم التي تتناول نشاطات كثيرة بما يخدم جعل كلية الفنون الجميلة هدفاً للموهوبين، في حين تكللت مبادرة الأنشطة الرياضية بفوز المدرسة بالمركز الثالث بألعاب القوى على مستوى المحافظة وحصد ثمانية مراكز متقدمة، فضلاً عن وجود مبادرة للمواهب الفنية في مجال العزف والغناء يتم استثمارها بالفعاليات التي تقيمها الثانوية، إضافة لمبادرة للقيام بالأعمال التطوعية.
ويتماشى تطبيق هذه المبادرات كما ذكر بريك مع تعزيز فكرة تحضير الدروس على شكل مجموعات، بحيث تلعب دوراً كبيراً بفهم المادة والتركيز على دور الطالب لأنه محور العملية التربوية، حيث يصبح المعلم هو الميسر لهذه العملية.
واستند تنفيذ المبادرات كما أوضح بريك إلى كتابة الطلاب لأهدافهم وتطلعاتهم للمستقبل، حيث عملت إدارة الثانوية عليها لتقويتهم وتحفيزهم بهذا الاتجاه مع التركيز على تنظيم الوقت لديهم والابتعاد عن هدره بألعاب الموبايل، لافتاً إلى أن النتائج المحققة عبر المبادرات خلال الفترة الماضية جعلت الطلاب متحمسين أكثر لفكرتها والعمل عليها.
ووفقاً لأمين رابطة الشهيد كمال نصر الغربية لاتحاد شبيبة الثورة كريم حمزة فإن المبادرات المقامة ضمن الثانوية تعكس الحس العالي بالمسؤولية لدى كادر الثانوية والثقافة والانضباط لديهم، وتعاملهم مع الطلاب بطريقة تربوية أبوية، وتشجيعهم للمثابرة بتحصيلهم العلمي وتنمية مواهبهم ومنحهم شعوراً بالحنان وكأنهم في بيوتهم.
وحسب الطالبة همسة سليقة فإنها تشارك بمبادرة كتابة الخواطر كون هذه الموهبة موجودة لديها منذ فترة والثانوية شجعتها عليها، إضافة لمبادرة اللغة الإنكليزية، حيث حفظت 500 مفردة جديدة وتسعى للوصول إلى ألف مفردة.
وذكرت الطالبة بانا شلغين كيف تم تشجيعها على كتابة الروايات وهي ستتابع في هذا المجال، إضافة لزيادة مخزونها الأدبي عبر حفظ معلقة الشاعر الأعشى، فيما بينت الطالبة شمس العقباني أنها شاركت بعدة مبادرات وقرأت رواية أهلتها للوجود بمسابقة تحدي القراءة العربي.
وتأمل الطالبتان ولاء ولبنى نصر عبر مشاركتهما بمبادرة اللغة الإنكليزية بحفظ أكثر من ألف مفردة جديدة خلال العام الدراسي الحالي، فيما قال الطالب سليم حمزة: “إنه عبر هذه المبادرة ساهم بتقديم درس بعد تحضيره بمساعدة رفاقه، ما حقق له فائدة وحفزه أكثر للاهتمام بالمادة”.
وأعربت الطالبة شهد أبو درغم عن سعادتها بالمشاركة بالعديد من المبادرات، ما جعل العملية التعليمية أكثر متعة بالنسبة لها، في حين أبدت الطالبة نايا القنطار سعادتها بمبادرات المعلقات وحفظ معلقة الشاعر امرئ القيس تماشياً مع فسح المجال لها بإعداد تقرير تعريفي عن المدرسة نتيجة حبها للعمل في مجال الإعلام.
عمر الطويل
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
اجتماع دولي في الرباط لدعم حل الدولتين.. هل تنجح الدبلوماسية في تحريك السلام؟
تستضيف العاصمة المغربية الرباط، غدا الثلاثاء، الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، في سياق دبلوماسي مكثف يسعى إلى إعادة إحياء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية المتعثرة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتراجع زخم المبادرات الدولية.
ويُعقد هذا اللقاء تحت شعار: "الحفاظ على دينامية عملية السلام: الدروس المستخلصة، النجاحات والآفاق"، بمبادرة مشتركة بين المملكة المغربية ومملكة هولندا، وبمشاركة واسعة لممثلين سياسيين رفيعي المستوى، مبعوثين خاصين، منظمات دولية، وخبراء في شؤون السلام والشرق الأوسط.
المغرب في قلب الوساطة الدبلوماسية
وتأتي استضافة المغرب لهذا الاجتماع، وفق مراقبين، كمحاولة لتثبيت حضوره كوسيط "متوازن" في الملف الفلسطيني، رغم اعترافه بإسرائيل في إطار اتفاق التطبيع المعروف بـ"اتفاق أبراهام". وتُعتبر هذه الاستضافة محاولة دبلوماسية لإعادة تموضع المملكة كطرف فاعل في الدفع بحل الدولتين، وسط تساؤلات عن مدى صدقية هذا التوازن في ظل استمرار الاحتلال وتوسع الاستيطان.
اجتماع تقني.. أم تحرك سياسي حقيقي؟
ويركز الاجتماع ـ بحسب المنظمين ـ على تقييم العمليات السياسية السابقة، ودراسة إمكانيات دعم هياكل الحوكمة الفلسطينية، إضافة إلى الشق الاقتصادي الضروري لخلق بيئة سلمية مستقرة. كما يسعى اللقاء إلى إطلاق منصة دولية للمشاريع والمبادرات العملية التي من شأنها تقريب وجهات النظر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتُختتم أعمال الاجتماع المنتظر في الرباط بصياغة توصيات سياسية عملية، ستُرفع لاحقاً إلى المؤتمر رفيع المستوى المزمع تنظيمه في مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال يونيو 2025، ما يمنح لقاء الرباط وزناً استراتيجياً في خريطة المبادرات الدولية الساعية لإحياء حل الدولتين.
تحالف دولي جديد.. وواقع سياسي مأزوم
التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين هو مبادرة تم إطلاقها خلال أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر 2024، ويضم عدة دول ومنظمات دولية وإقليمية تسعى إلى خلق زخم دبلوماسي جديد حول فكرة حل الدولتين، بعد سنوات من الجمود والتجاهل.
وقد سبق اجتماع الرباط أربع لقاءات سابقة عقدت في الرياض، بروكسل، أوسلو، والقاهرة، لكن أياً منها لم يُحدث اختراقاً فعلياً في المشهد السياسي، في ظل تمسك حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية بسياسات اليمين المتطرف، واستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، الذي يشهد منذ أشهر واحدة من أشرس الحملات العسكرية منذ النكبة.
تساؤلات حول التوقيت والمضمون
ورغم الأهمية الرمزية والاجتماعية لهذا النوع من المبادرات، تُطرح أسئلة عديدة حول تأثيرها الحقيقي على الأرض، في ظل غياب أي ضغط دولي فعّال على إسرائيل، وفقدان الثقة الفلسطينية في جدية المجتمع الدولي بعد عقود من التهجير، الحصار، والمماطلة.
كما يثير توقيت الاجتماع تساؤلات لدى شريحة واسعة من النشطاء والمحللين، خاصة أنه يأتي في وقت تتسارع فيه خطوات التطبيع العربي، بينما تتعمق الانقسامات الفلسطينية الداخلية، وتتعرض غزة والضفة الغربية لسلسلة متواصلة من الجرائم الإسرائيلية.
ورغم أن اجتماع الرباط يدخل في إطار سلسلة من الجهود متعددة الأطراف لإحياء خيار "حل الدولتين"، إلا أن المشهد السياسي على الأرض لا يبدو مشجعاً، في ظل غياب الإرادة الدولية الفعلية لإجبار الاحتلال على الانصياع للقرارات الأممية، ومع استمرار تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من العواصم العربية.
ويبقى السؤال الأبرز: هل يمكن لاجتماع الرباط أن ينتج فعلاً دينامية جديدة؟ أم أنه سيلتحق بلائحة المؤتمرات التي تُقيم شعارات السلام، بينما يُدفن السلام تحت أنقاض غزة وجدار الفصل في الضفة؟