كتب الأستاذ الجامعي البروفسور جان بيير فيليو أن مزايدة الوزراء العنصريين بحكومة إسرائيل تشجع ما تعرف بالمجموعات المسيحانية الصغيرة التي ترغب في بناء الهيكل الثالث في ساحة المساجد الحالية في القدس، ومع أن الواقع لم يتجاوز الخيال بعد، فإن العد التنازلي لمرتقبي الهيكل الثالث أصبح الآن في حالة تسارع.

وانطلق فيليو –في زاويته بصحيفة لوموند- من كتاب "الهيكل الثالث" لمؤلفه يشاي ساريد، ليرسم صورة لما يجري وما يخطط له من إحلال الهيكل المزعوم محل المساجد القائمة في ساحة الأقصى، خاصة منذ ترقية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاثنين من العنصريين إلى حقائب وزارية رئيسة؛ هما: بتسلئيل سموتريتش إلى وزارة المالية، وإيتمار بن غفير إلى الأمن القومي مع سلطة على "الحرس الوطني" المستقبلي.

واستعرض فيليو الكتاب الذي يستند إلى مئات الساعات من المقابلات مع ناشطين من الحركة المسيحانية من مستوطنات الضفة الغربية، الذي أخذ مؤلفه الخطابات الأخروية لناشطي "نهاية الزمان" حرفيا على محمل الجد، بعد مرور 20 عاما على اغتيال رئيس الوزراء العمالي إسحاق رابين على يد متعصب من هذه الحركات.


الهيكل الثالث

وبعد سرد لتاريخ الهيكل المقدس وتدميره لأول مرة في 586 قبل الميلاد على يد البابليين، ثم تدمير الهيكل الثاني في عام 70، أثناء قمع روما للانتفاضة اليهودية، أشار الكاتب إلى أن ذكرى هذين الحدثين ارتبطت بالحائط الغربي، أو ما يسمى الآن "حائط المبكى".

وإذا كانت إسرائيل حافظت في 1967 على ساحة المساجد أو "الحرم الشريف" باللغة العربية، أو "جبل الهيكل" باللغة الإنجليزية من التدمير، فإنها –حسب الكاتب- دمرت الحي المغربي الملاصق للجدار الغربي، وخصصته بالقوة للعبادة اليهودية، قبل أن يسمح لهم بالدخول إلى ساحات الحرم وتأدية صلواتهم فيها بحماية الشرطة.

وأشار الكاتب إلى تأسيس حركات مرتبطة بالهيكل؛ مثل: حركة الخلاص ومجموعة "مؤمنو جبل الهيكل" ومعهد الهيكل الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالإنجيليين الأميركيين، وقد تأسس في 1992 في البلدة القديمة بالقدس، وهي تثير من حين إلى آخر بعض المشكلات بهجماتها على الحرم الشريف، وتواصل مؤامراتها من أجل هدمه وإحلال الهيكل المزعوم مكانه، حتى إن معهد المعبد جلب 5 بقرات حمر بالكامل من تكساس تنقي برمادها بعد تضحية طقسية، ساحة المساجد تمهيدا لبناء الهيكل الثالث.

غير أن التوتر في القدس زاد –كما يقول الكاتب- مع دخول الوزيرين العنصريين إلى حكومة نتنياهو، بعد أن أكثرا من التصريحات والمبادرات التحريضية، إذ زار إيتمار بن غفير ساحة المساجد 3 مرات، في 2023، وكان خلال اثنتين من هذه الزيارات الاستفزازية، برفقة الحاخام الأرثوذكسي المتطرف شمشون إلبويم الذي يدعي، باسم "إدارة جبل الهيكل"، أنه حلّ محل السلطات الإسلامية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الهیکل الثالث

إقرأ أيضاً:

كارثة بيئية في عدن.. الصرف الصحي يغرق المساجد ويهدد السكان بـ”الوباء القاتل”

شمسان بوست / خاص:

أطلق عدد من سكان منطقة خورمكسر في العاصمة عدن، نداء استغاثة للجهات المختصة، بعد تفاقم أزمة طفح مياه الصرف الصحي في عدد من الحارات، وسط غياب أي تدخل فاعل من الجهات المعنية.

ووثق المواطنون في تسجيل مرئي حجم المعاناة التي يعيشونها، حيث ظهرت كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي وهي تغمر الشوارع، فيما كان عدد من الأطفال يلهون بجوارها، ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض معدية.

وبحسب الشهادات، فقد وصلت مياه المجاري إلى داخل أحد المساجد في الحي، ما أدى إلى تفشي الحميات وارتفاع عدد الإصابات بأمراض وصفوها بـ”القاتلة”، في ظل تدهور البنية التحتية وغياب الحلول الجذرية للمشكلة.

وطالب المواطنون السلطات المحلية بالتحرك العاجل لمعالجة الوضع، وإيقاف تدفق مياه الصرف، إلى جانب تنفيذ حملات رش ومكافحة للحد من انتشار الأوبئة التي باتت تهدد حياة السكان في خورمكسر ومناطق أخرى من عدن.

مقالات مشابهة

  • عرض فرنسي يقرب فاتي من الرحيل عن برشلونة
  • عيد الأضحى يوم الجمعة أم السبت؟.. بدأ العد التنازلي
  • نهيان بن زايد يكرّم العدّاء الإماراتي سالم الهاشمي
  • تأثير الثقافة العربية على العمارة التركية
  • نزع السلاح وتفكيكها مقابل الحكم .. مقترح فرنسي سعودي لإنهاء الحرب في غزة
  • التزام أمريكي بريطاني فرنسي أوروبي بدعم وحدة اليمن وسيادته واستقراره
  • باحث فرنسي: التنديد بالإخوان المسلمين في البلاد هدفه إشاعة الذعر
  • خطب الجمعة الموحدة في المغرب.. تنظيم للشّأن الديني أم تقييد رسمي؟
  • كارثة بيئية في عدن.. الصرف الصحي يغرق المساجد ويهدد السكان بـ”الوباء القاتل”
  • علماء يحذرون: ذوبان الصفائح الجليدية يتسارع والسواحل ستدفع الثمن