نورالدين برحيلة “هم عميان قادة عميان، وإن كان أعمى يقود أعمى سقط كلاهما في حفرة”. لوحة  “العُـمْـيان”  للرسام المبدع الهولندي بيتر بروخل Pieter Brueghel ،  وهي تجسيد للمثل الذي ضربة الرسول المسيح عليه السلام إلى أولئك الذين يتصيدون الهفوات الصغيرة للناس في حين أنهم غارقون في أسوأ الشرور وأفظعها، كالقتل وسفك الدماء وقلب الحقائق على غرار إمبراطورية الكذب الأمريكية، التي تحاضر في القيم والأخلاق، وهي أكبر مثال للدولة المفلسة أخلاقيا، وخير مثال هو إذعانها المطلق للكيان الإسرائيلي المجرم.

. إسرائيل وأمريكا أعمى يقود أعمى، ولمعرفة هذه الحقيقة، يجب حماية الذاكرة الإنسانية من النسيان، فأمريكا دشّنت تاريخها الدموي بأكبر جريمة إنسانية عرفها التاريخ البشري، من خلال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للسكان الأصليين الهنود الحمر، وهي نفس المسرحية التراجيدية التي حاولت إسرائيل تنفيذها في فلسطين، غير أنها فشلت فشلا ذريعا رغم تزويدها بأعتى وأذكى وأقسى الأسلحة الفتاكة، وتكتلات وإنزالات ومؤامرات قوى الشر العالمي دون جدوى، (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) لأن العشب الفلسطيني لا يموت. أمريكا أكبر بوق للحقوق والحريات وخير دليل بصماتها الديمقراطية في عراق بيت الحكمة،  والقائمة طويلة.. ليبيا خربت، السودان قسمت، الصومال أصبحت أثرا بعد عين،  ، مالي شتتت، اليمن دُمّـرت، ومسلمو بورما يقتلون بنفس سيناريو مجزرة البوسنة والهرسك في أفق الإبادة الجماعية، مع صمت الإعلام الغربي الذي أبان عن إنسانية “شيلوك” في مسرحية تاجر البندقية لشكسبير.. إعلام شيلوك الغربي الذي يُهاجم المقاومة ويشيطنها، كشف عن عنصريته المقيتة، وهو يغض الطرف عن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، والتنكيل بالنساء والأطفال.. الدولة التي تقتل الأطفال مهما تظاهرت بالديمقراطية هي عصابة من المجرمين يجب مقاضاتها.. لقد حان زمن القيام بحركة تصحيحية لمنع انتشار وباء العماء الإسرائيلي، الذي تنتشر عدواه الفتاكة بالبصر والبصيرة، من خلال  أمريكا إمبراطورية الكذب والتضليل، واقتلاع القيم الأصيلة ونشر القيم المزيفة، وأشدها تدميرا هو تحويل الكوكب الأرضي إلى غابة للتوحش والهمجية، معتمدة على “هندسة الجهل”  وثقافة الإلهاء، وصناعة الخوف، لتحقيق الاستسلام والهيمنة على الشعوب. والأكثر ألما هو واقع  معظم شعوب العالم الإسلامي، التي تعيش حزنا كبيرا وحدادا طويلا، وحُقَّ لها أن أحزن.. كيف لا تحزن.. والفساد يفتك بأوطانها.. كيف لا تحزن والوطن الكبير من المحيط إلى الخليج تحول إلى بقرة حلوب للإمبريالية العالمية وعملائها الخونة، في زمن صمت نخب القصور، وقصور النخب، وسقوط أغلب الشعوب في التيه وفقدان البوصلة وابتلاع منجل الشيطان.. ختاما يجب على العقلاء في العالم أن يتّحِدوا لمواجهة  هؤلاء المجانين المُسرفين في القتل والفساد.. قبل فوات الأوان.. كاتب مغربي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

نيجيرفان بارزاني يبحث هاتفياً مع روبيو تعزيز الشراكة بين كوردستان والعراق وأمريكا

نيجيرفان بارزاني يبحث هاتفياً مع روبيو تعزيز الشراكة بين كوردستان والعراق وأمريكا

مقالات مشابهة

  • رحلة الإنجليزي ديلي آلي بين الصعود المذهل والسقوط المدوي
  • "هآرتس" العبرية: تغيير أماكن المختطفين بغزة يجعل الجيش الإسرائيلي أعمى
  • المصالح لا تبنى على القيم
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • ماذا نعرف عن مشروع التهويد الأخضر الذي تنفذه إسرائيل؟
  • 600 يوم من الجحيم في غزة والإبادة مستمرة وعالم أعمى
  • مسؤول حوثي: ارتفاع عدد الطائرات المدنية التي دمرتها إسرائيل في مطار صنعاء إلى 8
  • نيجيرفان بارزاني يبحث هاتفياً مع روبيو تعزيز الشراكة بين كوردستان والعراق وأمريكا
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • جريح في الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت سيارة في العباسية