2023 العام الأكثر حراً في التاريخ
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أعلن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي الأربعاء أنّ العام 2023 سيكون “الأكثر حرّاً” في التاريخ المسجّل بعد أن كان نوفمبر المنصرم “استثنائياً” إذ أصبح سادس شهر على التوالي يحطّم أرقام حرّ قياسية.
وقالت سامانثا بورغيس، نائبة رئيس قسم المناخ في المرصد، إنّ “العام 2023 بات يضمّ ستّة أشهر قياسية وفصلين قياسيّين. إنّ شهر نوفمبر الاستثنائي هذا، يضمّ خصوصاً يومين كانت فيهما درجات الحرارة أعلى بدرجتين مئويتين بالمقارنة مع حقبة ما قبل الثورة الصناعية، ما يعني أنّ 2023 هو العام الأكثر حرّاً على الإطلاق في التاريخ المسجّل”.
وبحسب المرصد فإنّ متوسط درجة الحرارة العالمية في 2023 يزيد بمقدار 1.46 درجة مئوية عمّا كان عليه في حقبة ما قبل الثورة الصناعية.
وكانت هناك تحذيرات عديدة من أنّ العام الجاري قد ينتزع من العام 2016 لقب العام الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل، بخاصة بعد أن حطّم شهرا سبتمبر وأكتوبر الأرقام القياسية السابقة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها تأكيد هذا الأمر.
ويقول العلماء إنّ البيانات المستمدّة من عيّنات الجليد وحلقات الأشجار وما شابه، تشير إلى أن 2023 قد يكون الأكثر حرّاً في تاريخ الكرة الأرضية منذ أكثر من 100 ألف عام.
البيان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی التاریخ
إقرأ أيضاً:
تونس: صيف 2025 الأكثر حرارة من المعتاد وتحذيرات من آثار مناخية محتملة
تونس - تتجه أنظار التونسيين إلى صيف 2025 بقلق متصاعد وهاجس كبير، في ظل توقعات تتحدث عن حرارة تفوق المعتاد، وسط تحذيرات جدية من انعكاسات مناخية قد تزيد أعباء الأزمات البيئية والصحية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد، بحسب سبوتنيك.
وكان المعهد الوطني للرصد الجوي في تونس (مؤسسة رسمية) قد حذر من تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدلات المناخية المرجعية، متوقعا أن يكون هذا الصيف أكثر حرارة من المعتاد وأشدّ جفافا.
وتشهد تونس خلال السنوات الأخيرة موجات حر غير مسبوقة، ناجمة عن ظاهرة "التطرّف المناخي" التي تتغذى من الاحتباس الحراري العالمي. وقد أدّت هذه الموجات الحارة إلى تصاعد حرائق الغابات التي اجتاحت مساحات واسعة من الغطاء النباتي، مما زاد من المخاوف بشأن قدرة البلاد على مواجهة هذه الكوارث البيئية المتكررة وتأثيراتها السلبية على حياة الناس والبيئة على حد سواء.
ويُصنف تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة)، منطقة شمال أفريقيا، ومنها تونس، كأحد أكثر المناطق تعرضا لهشاشة موجات الحرّ، مع ازدياد مخاطر الجفاف الممتد وتراجع مصادر المياه العذبة التي باتت تهدد الأمن المائي والغذائي في البلاد.
وأضافت التغيرات المناخية هاجسا جديدا يثير قلق التونسيين، حيث لوحظ تزايد مقلق في حالات غرق المصطافين على السواحل خلال السنوات الأخيرة. ويُفسّر الخبراء هذه الظاهرة بارتفاع درجة حرارة مياه البحر، التي أدت إلى تغير ديناميكية التيارات البحرية، ما خلق دوامات خطيرة حتى في المناطق المعتادة للسباحة، ليصبح البحر بذلك بمثابة "مصيدة" غير متوقعة للمصطافين.
تغيرات مناخية مقلقة
يشرح الباحث في علم المناخ زهير الحلاوي، في تصريح لـ "سبوتنيك"، أن تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدل المعتاد ليس مفاجئا، بل هو نتيجة مسار طويل من الارتفاع المستمر الذي تشهده تونس منذ أكثر من عشر سنوات في سياق التغيرات المناخية العالمية.
ويرى الحلاوي، أن موقع البلاد في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تُوصف مناخيا بـ"النقطة الساخنة"، يجعلها معرضة بشكل خاص لهذا الارتفاع المستمر في درجات الحرارة، مضيفا: "لا نتوقع أن يشذ صيف هذا العام عن القاعدة، بل بدأنا فعليا نشعر بهذا الارتفاع الواضح في درجات الحرارة".
ويلفت الباحث في علم المناخ إلى سمة جديدة مثيرة للقلق في تطور الظواهر الحرارية، تتمثل في أن الحرارة لم تعد تنخفض ليلا بالشكل المعتاد، وهو ما يعرف بـ"الراحة الليلية" في المناخ المتوسطي، ما يزيد من شدة الإجهاد الحراري ليلا ونهارا.
كما أشار إلى أن تونس تشهد سنويا موجات حر شديدة، مع أيام تصل فيها الحرارة إلى نحو خمسين درجة مئوية في الظل، ما يمثل ضغطا غير مسبوق على السكان والمنظومة الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
ويؤكد الحلاوي أن هذه التوقعات التي نشرها المعهد الوطني للرصد الجوي تبدو منطقية تماما في ضوء هذه المؤشرات، داعيا إلى عدم اعتبارها مفاجئة، بل جزءًا من واقع مناخي جديد يتطلب يقظة وتخطيطا جديا للتكيف وتقليل الأضرار.
تداعيات مباشرة على السواحل والأنشطة الاقتصادية
ويرى زهير الحلاوي، أنّ تداعيات التغيرات المناخية لا تقتصر على موجات الحرّ وحدها، بل تتجاوزها إلى تأثيرات خطيرة على السواحل والمنظومة البيئية البحرية. يوضح أنّ من أبرز هذه التداعيات ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة تمدد المياه مع ازدياد حرارتها، وهو ما يهدد السواحل المنخفضة ويزيد من خطر انجرافها.
وأضاف: "معظم الأنشطة الاقتصادية في تونس متركزة على هذه السواحل، وفي مقدمتها السياحة الشاطئية التي تمثل ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني، وأي تهديد حقيقي للسواحل يعني تهديدا مباشرا للقطاع السياحي، وما يعنيه ذلك من خسائر في العائدات وتراجع فرص العمل".
ويشير الحلاوي، إلى خطر آخر يتمثل في اختلال المنظومة البيئية البحرية، إذ يتسبب ارتفاع حرارة مياه البحر في نفوق الكائنات الحية البحرية، ما يؤدي إلى تراجع الثروة السمكية ويضر بقطاع الصيد البحري والإنتاج الاقتصادي المرتبط به. كما نبّه إلى خطر دخول أنواع دخيلة تستوطن المياه الدافئة لتحل مكان الكائنات المحلية، وهو ما يطرح إشكالا بيئيا واقتصاديا مزدوجا.
وشدد الحلاوي على أنّ هذه الظواهر المتشابكة تفرض على تونس العمل على مسارين متلازمين: التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة رغم كونها مساهما ضئيلا عالميا (حوالي 0.07 بالمائة)، والعمل بشكل جدي على التأقلم من خلال خطط مبنية على معرفة دقيقة بالمخاطر وآليات التصدي، وهو ما يتطلب تمويلات ضخمة ستكون عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة ما لم يتم دعمها خارجيا.
البحر.. مصيدة جديدة بفعل التغيرات المناخية
وتشهد السواحل التونسية هذه الفترة حوادث غرق متواترة، آخرها مأساة طفلة في الثالثة من عمرها جرفتها التيارات البحرية لمسافة كيلومترات في مدينة قليبية، إضافة إلى ثلاث حالات غرق في شاطئ سليمان بمحافظة نابل قبل يومين، وأربع حالات أخرى في محافظة المهدية قبل عشرة أيام بينهم ثلاثة من عائلة واحدة، إلى جانب عشرات عمليات الإنقاذ. هذه الحوادث المأساوية ألقت الضوء على خطر جديد يلاحق المصطافين في تونس.
يقول الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في الطقس عامر بحبة لـ "سبوتنيك"، إن تفسير هذه الظاهرة يبدأ من دراسة التيارات الشمالية القادمة من أوروبا وارتفاع سرعة الرياح، ما يؤدي إلى زيادة في ارتفاع الأمواج خاصة في السواحل الصخرية التي لا تمتص قوة الموج كما تفعل الشواطئ الرملية.
وأضاف: "زيادة على ذلك، يسهم زيادة سرعة الرياح وارتفاع الأمواج في ظهور تيارات عكسية خطيرة تعرف بالتيارات الساحبة، وهي قادرة على ابتلاع أي شخص عالق في مسارها".
وأشار بحبة، إلى أن التغيرات المناخية وارتفاع حرارة البحر يسهمان في تغيير ديناميكية هذه التيارات بشكل يجعلها تتكون فجأة وتصبح أكثر شراسة. وهو ما يفسر، حسب قوله، هذه الحوادث المفاجئة حتى في شواطئ اعتاد الناس السباحة فيها بأمان.
ويوصي الباحث في الطقس المصطافين بتوخي الحذر الشديد، عبر السباحة في المناطق المراقبة فقط، وتجنب السواحل الصخرية أو المناطق القريبة من الموانئ وكاسرات الأمواج، وخاصة في الأيام التي تشهد رياحا قوية وأمواجا عالية، مؤكدا أنّ الوعي بهذه الظواهر ومعرفتها أساسي للحد من مخاطرها وإنقاذ الأرواح.