تضامن وتعاون.. هكذا يتحدى المغاربة الناجون من الزلزال شظف العيش وبرد الشتاء
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
بعد ثلاثة أشهر من الزلزال المدمر، يحاول الكثير من المغاربة الذين فقدوا منازلهم مواجهة التحديات اليومية بمساعدة من منظمات خيرية ومؤسسات رسمية. غير أن برد الشتاء يثير مخاوفهم، في ظل استمرار سكناهم في خيم مؤقتة.
التضامن سلاحهم... هكذا يتحضر ناجون من الزلزال المدمر الذي ضرب وسط المغرب قبل ثلاثة أشهر لمواجهة اليوميات الصعبة داخل مخيم يؤويهم، في حين يثير البرد مخاوفهم.
بعدما دمر الزلزال جانبًا من قرية إمزلين الواقعة في دائرة ويرغان وسط جبال إقليم الحوز، لجأ نحو 250 من سكانها إلى خيام بجانب الطريق المؤدية إليها. عند مدخله تحضر سيدات الطعام، وتهتم أخريات بتنظيف الأواني أو إعداد الخبز.
وقد نجح كهربائي القرية التي تبعد حوالى 60 كيلومترا عن مدينة مراكش، في وصل المخيم بشبكة الكهرباء، وتمكّن السباك من ربطها بشبكة المياه.
في مواجهة الهموم والصعاب اليومية، يتقاسم الناجون الموارد القليلة والمهارات، ويتناوبون على أداء المهام "للعيش في ظروف جيدة"، على ما يقول منسق المخيم توفيق جعيدي.
وتستطرد مليكة أكوراي (48 عاما) مؤكدة أن "التعاون هو مفتاح استمرارنا على قيد الحياة"، وهي من ضمن الطاقم المكلف بإعداد الطعام.
تقرير أممي: أكثر من 90% من ضحايا الزلزال الذي ضرب غرب أفغانستان كانوا من النساء والأطفالشاهد| زلزال أفغانستان: قرى دُمرت بالكامل.. أكثر من ألف قتيل والأمل في العثور على ناجين يتلاشىفقدت قرية إمزلين ثلاثة من سكانها في الزلزال الذي ضرب ليل 8 أيلول / سبتمبر أجزاء شاسعة جنوب مراكش معظمها قرى نائية وسط جبال الأطلس الكبير، يبلغ فيها معدل الفقر حوالي ضعف المعدل الوطني، وفق الأرقام الرسمية.
وقضى في الكارثة نحو 3 آلاف شخص فيما تضرر أكثر من مليونين. وخصصت السلطات ما يقارب 11,7 مليار دولار لإيواء الناجين وإعادة الإعمار في برنامج يمتد خمسة أعوام. ويوضح جعيدي "في هذه القرية حصل البعض على الدعم وآخرون ليس بعد".
"يخيفني البرد"تولى متبرعون من الأفراد ومؤسسات رسمية توفير تجهيزات للناجين، مثل المراحيض والحمامات المتنقلة وسخانات الماء التي تعمل بقوارير الغاز. تكتسي الأخيرة أهمية حيوية مع اقتراب فصل الشتاء الذي تنخفض فيه درجات الحرارة حتى الصفر في هذه المناطق الجبلية المرتفعة.
ويثير هذا الأمر مخاوف الناجين مثل مليكة أبناي التي تقول "نفكر فيه كل يوم، كان الوضع صعبا عندما أمطرت السماء آخر مرة"، وتوحلت الأرض التي تحتضن الخيام المغطاة بقماش بلاستيكي مشمع. وتشاطرها فاطمة أبكار (67 عاما) المخاوف ذاتها وتقول "يخيفني البرد، لا أقوى على النوم ليلا بسبب داء المفاصل".
على بعد مئات الأمتار عن قرية إمزلين، يحتضن مخيم آخر نحو 600 ناج من سكان قرية البور حيث خلف الزلزال نحو 40 شخصا قتيلًا، فيما تدمر 90 بالمئة من المساكن، وفق الناشط الاجتماعي محمد لديب.
شاهد: رغم كارثة الزلزال.. مراكش المغربية تحتفل باليوم العالمي للسياحة على طريقتها الخاصةلا يزال وقع الكارثة باديا على ملامح أحد الناجين من سكانها ويدعى عمر بيدار (71 عاما) الذي يقول واقفا أمام خيمته "أفكر في حالتي، الحياة داخل خيمة ليست سهلة.. أشعر أن هذا الوضع سيستمر". وقد حصل هذا الشيخ المتقاعد على المساعدات الشهرية التي تخصصها السلطات للناجين وأيضا الدعم الموجه لإعادة بناء البيوت المنهارة، لكنه لا يزال ينتظر التراخيص الضرورية.
حتى تشرين الثاني / نوفمبر تلقى نحو 24 ألف شخص المساعدات المالية الشهرية، فيما تمت الاستجابة لـ3300 طلب دعم من أجل إعادة البناء من أصل 6 آلاف طلب، وفق الحكومة.
وتضرر أكثر من 60 ألف مسكن من جرّاءِ الزلزال.
"استعادة بيتي"في مخيم البور، حالف الحظ بعض العائلات للإقامة في حاويات جهزت للسكن مؤقتا مثل كلثوم بوصابون (60 عاما) "وهو وضع أفضل من الخيمة" كما تقول، لكنها تضيف "أريد استعادة بيتي" وتربية حفيديها تحت سقفه بعدما أودى الزلزال بوالدتهما.
لكن الصعوبات والمخاوف لا تمنع هؤلاء الناجين من الاحتفاء بلحظات الفرح المتاحة، كإقامة عرس تأجل بسبب الزلزال. ففي إمزلين، تقول العروس لطيفة أمزيل (24 عاما) "تستمر الحياة رغم كل شيء، قضينا ثلاثة أشهر في قلق فظيع فكان عرسي لحظة فرح".
وتتابع سيدة حامل تشاركها المخيم، باسمة، "قريبًا سوف نحتفل بمولود جديد".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظمة العفو الدولية: تعرض متظاهرين معتقلين في إيران للاغتصاب والعنف الجنسي شاهد: فلسطينيون يلجأون إلى محيط مستشفى الأقصى بينما تشتد المواجهات في جنوب قطاع غزة فيديو: بسبب "إل نينيو".. فيضانات عارمة وسيول تضرب الصومال الشتاء تضامن نزوح المساعدات الانسانية مراكش زلزال المغربالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الشتاء تضامن نزوح المساعدات الانسانية مراكش زلزال المغرب إسرائيل حركة حماس غزة الشرق الأوسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة تغير المناخ فلسطين البيئة قصف فرنسا إسرائيل حركة حماس غزة الشرق الأوسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة یعرض الآن Next قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
انطلاق «مهرجان الشعراء المغاربة 6»
تطوان (وام)
أخبار ذات صلةانطلقت مساء أمس في مدينة تطوان شمالي المغرب فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الشعراء المغاربة الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، والعاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس، على مدى 3 أيام، بمشاركة أكثر من 40 مبدعاً من شعراء ومثقفين وفنانين مغاربة.
حضر افتتاح المهرجان في مسرح إسبانيول في تطوان عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وعبد الرزاق المنصوري، عامل إقليم تطوان، وزهور امهاوش، المديرة الجهوية للثقافة، نيابة عن معالي الدكتور محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين والطلاب الجامعيين ومحبي الكلمة.
فضاء مفتوح
من جانبه، أشار عبد الله العويس، في كلمته، إلى الدور الريادي للشعر في التعبير عن الهوية والقيم الثقافية قائلاً: «إن دار الشعر في تطوان منارة للإبداع وملتقى للأدباء والشعراء، ويتوج نشاطها السنوي هذا اللقاء الأدبي، ليكون فضاء مفتوحاً للحوار الثقافي، وملتقى للأصوات الشعرية بعد أن شهد موسمها الحافل العديد من الأنشطة المتميزة التي تضمنت القراءات الشعرية والدراسات النقدية الهادفة، إضافة إلى إصدار مجموعة جديدة من الدواوين الشعرية التي تعطي دافعاً كبيراً للشعراء إلى المزيد من الإبداع والعطاء، في ظل تعاون وثيق بين دائرة الثقافة بالشارقة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، منبثق من علاقات أخوية راسخة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية ترعاها القيادة الرشيدة في البلدين».
بيوت الشعر
نيابة عن معالي محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية، ألقت زهور امهاوش، المدير الجهوية للثقافة كلمة الوزارة، مثمنة مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة في تأسيس بيوت الشعر في الوطن العربي، وما أحدثته من نقلة نوعية للمشهد الثقافي العربي، موجهة شكرها لدائرة الثقافة في الشارقة على جهودهم العربية المتواصلة.
وقالت «إن الدورة الحالية من المهرجان ستشهد فقرات شعرية وفنية غنية متنوعة، بحضور شعراء يمثلون مختلف جهات المغرب، كما يمثلون مختلف أصوات الشعر المغربي الناطق بالأمازيغية والعربية والحسانية، وعدد من اللغات الحيّة، وهو ذلك الغنى والتنوع الذي تحتضنه مدينة تطوان عبر التاريخ».
الديوان الأول
أعلنت دار الشعر في تطوان أسماء الفائزين في جائزة «الديوان الأول للشعراء الشباب- تطوان» في دورتها السادسة، واستحدثت مسابقة جديدة تحمل اسم «المسابقة الإقليمية لرواد اللغة العربية» التي تهدف إلى غرس روح الإبداع اللغوي لدى الأطفال وتنمية مهاراتهم في التعبير الشفهي والكتابي، من خلال مسابقات في الإلقاء الشعري والقراءة المعبرة وكتابة النصوص القصيرة.
محطة بارزة
قال الشاعر مخلص الصغير، مدير دار الشعر في تطوان خلال حفل الافتتاح، إن بيوت الشعر أصبحت محطة بارزة في المشهد الثقافي العربي؛ بفضل توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة كما باتت فضاءً إبداعياً يحتفي بالكلمة الشعرية، مشيراً إلى أن المهرجان تلتقي فيه مجموعة من أبرز الأصوات الشعرية المغربية، حيث شهد مشاركة المئات من الشعراء والشاعرات.