جيفري ساكس: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة وستفشل عسكريا
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قال أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة كولومبيا الأميركية جيفري ساكس إن "تصرفات إسرائيل في قطاع غزة جرائم حرب"، وإن القصف المستمر والحصار الدائم قد يتسببان في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء.
وأضاف ساكس -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن إسرائيل لا تستطيع تحقيق الأمن عن طريق الحرب، بل من خلال تسوية تضمن الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، بوصف ذلك جزءا من حل سياسي شامل وعادل.
وساكس تم اختياره مرتين ضمن قائمة مجلة التايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، وله عدة مؤلفات كانت 3 منها الأكثر مبيعا وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، كما حاز العام الماضي على جائزة "تانغ" للتنمية المستدامة.
أسباب الفشل العسكريويرى أستاذ الاقتصاد السياسي أن الفشل سيكون مصير العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وأرجع ذلك إلى 3 أسباب:
سبب عسكري، حيث ستواجه إسرائيل صعوبات كبيرة في حرب المدن بغزة، وستخسر أعدادا كبيرة من قواتها، مما سيضع ضغوطا سياسية وإنسانية داخل إسرائيل من أجل تبني إستراتيجية تقوم على العمل السياسي بدل القوة العسكرية. سبب جيوسياسي، إذ "سيطالب العالم بشكل متزايد إسرائيل بوقف مذبحتها"، وستصبح الضغوط السياسية المفروضة عليها قوية أكثر فأكثر، سواء في داخل منظمات الأمم المتحدة أو في غيرها. سبب جيوإستراتيجي، فما يحدث في غزة اليوم يرفع احتمالية إطالة أمد الحرب، وأن تمتد إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، وهذا من شأنه أن يزيد المخاطر الأمنية بشكل كبير على العالم أجمع، بما في ذلك إسرائيل.وقال ساكس عن فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بانتخابات عام 2006 إنه كان يجب على إسرائيل أن تفتح مفاوضات دبلوماسية وسياسية مع حماس من دون شروط مسبقة، وكان يجب على المسؤولين الإسرائيليين أن يجتمعوا مع مسؤولي حماس للتوصل إلى تفاهم يهدف إلى مستقبل من السلام المتبادل.
وأشار ساكس -الذي يشغل منصب رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة- إلى أنه يجب التوصل إلى سلام مع الشعب الفلسطيني، وينبغي تحقيق ذلك باعتراف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين، بحيث تتمتع فلسطين بالسيادة على أراضيها، بما في ذلك القدس الشرقية. وهذا لا يتعلق بحماس في حد ذاتها، وإنما بفلسطين.
أميركا ليست وسيطاورفض أستاذ الاقتصاد السياسي أن تكون أميركا وسيطا في مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، لأنها "حليفة لإسرائيل وهو أمر واضح"، لكننا نحتاج إلى توافق عالمي في الآراء بشأن المضي قدما، وهذا الإجماع يكاد يكون موجودا لولا الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد قليل من البلدان التي تسبح عكس التيار.
ويتولى ساكس أيضا حاليا مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا الأميركية، وقال عن الساسة الأميركيين "إنهم مؤيدون لإسرائيل بقوة، ليس فقط بسبب اللوبي الإسرائيلي، بل أيضا بسبب الأيديولوجية الأميركية". و"علاوة على ذلك فإن الجيش الأميركي وأجهزة الاستخبارات متحالفان بقوة مع إسرائيل".
وطالب في ختام تصريحاته بالتحرك نحو الحل السياسي الذي تأخر 50 عاما، وطالب "المجتمع الدولي بأن يتحد من أجل تحقيق العدالة في هذه الرقعة الجغرافية التي تضم بين طياتها شعبين". وقال "إن حل الدولتين هو الخطوة الأولى الضرورية نحو هذا المسار"، بعد أن اعتبرت "العديد من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات السياسية الإسرائيلية النظام الإسرائيلي بمثابة نظام قائم على الفصل العنصري".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
"لوفتهانزا" الألمانية تحظر "نقل الأسلحة" إلى إسرائيل
فرضت شركة "لوفتهانزا" الألمانية للشحن حظرًا على نقل الأسلحة لإسرائيل، وأرجعت القرار إلى توجيه بريطاني لمراقبة الصادرات، بحسب ما نقلت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية عن مصادر، وفقا لقناة القاهرة الإخبارية.
وأبلغت الشركة الألمانية، وكلاء الشحن الدوليين بأنه "وفقًا لقرار داخلي صادر عن الشركة، فُرض حظر على جميع الشحنات العسكرية والأمنية إلى تل أبيب، بأثر فوري حتى إشعار آخر"، مضيفة: "سنوافيكم بالمعلومات فور توافرها".
وقال متحدث باسم لوفتهانزا للشحن، إن "الشركة تلتزم التزامًا تامًا بجميع القوانين واللوائح. وبعد صدور توجيه بريطاني لمراقبة الصادرات والعقوبات ذات الصلة، أصبح نقل المعدات والمكونات العسكرية من وإلى تل أبيب مستحيلًا حاليًا بالنسبة لشركة لوفتهانزا للشحن، بغض النظر عن مسار الرحلة، نحن نعمل على إيجاد حل يسمح بالشحنات الفردية".
واستأنفت لوفتهانزا للشحن رحلاتها الكاملة إلى إسرائيل، 1 أغسطس، بـ7 رحلات أسبوعية، بعد أن كانت أوقفت رحلاتها في بداية يونيو، وأجلت عودتها المقررة بسبب العملية العسكرية ضد إيران.
كما تعد ألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة، وجمدت بعض الصفقات تحت ضغط شعبي كبير بسبب الحرب في غزة، إلا أنها عادت وأنهت القيود على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، نوفمبر الماضي.