عاجل : هل بات الصِدام حتميًّا أم الخطّة الجهنّمية أصبحت أمرًا مقضيّا؟
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
سرايا - نشرت العديد من وسائل الإعلام مؤخرًا معلومات مفادها، إن مليون فلسطيني من النازحين وصلوا إلى رفح، حيث يقيمون في الخيام أو الشوارع.
العديد من المحللين الاستراتيجيين والسياسيين المصريين، يرون بأن "إسرائيل" تدفع بضرباتها وعدوانها المدنيين في غزة إلى رفح، مشيرين إلى أن المسافة بين رفح الفلسطينية وخط الحدود المصرية فقط 100م، محذرين من المؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وخلق صدام مصري – فلسطيني بهدف صرف الأنظار عن جرائم الاحتلال في فلسطين، وتصفية القضية الفلسطينية.
الكاتب الصحفي المصري ضياء رشوان - رئيس الهيئة العامة للاستعلامات - قال إن الرفض البات لسياسة التهجير القسرى التى تقوم بها "إسرائيل" لأبناء غزة داخل القطاع، ولمحاولات تهجير سكان القطاع نحو سيناء أو الدفع إليه، هو الخط الأحمر الذى لن تسمح مصر بتخطيه مهما تكن النتائج، لمساسه بالأمن القومى والسيادة المصرية على كامل التراب الوطني، ولما سيؤدى إليه من تصفية كاملة للقضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها، مشيرا إلى أن أحداً لا يستطيع فرض أمر واقع بالقوة، مؤكدا أن الدولة المصرية تمتلك كل الأدوات التى تمكنها من الحفاظ على أرضها وأمنها القومي.
وأكد رشوان أن مصر تفتح معبر رفح البري بصورة دائمة للأفراد والبضائع، وأن أي معوقات فى المعبر تأتي من الطرف الآخر الإسرائيلي، موضحاً أنه منذ بدء دخول المساعدات لقطاع غزة، تم إدخال ٣٣١٣ شاحنة مواد غذائية وإغاثية ووقود وغاز منزلي، واستقبال 682 مصاباً، وإجلاء 11067 من المصريين والرعايا الأجانب من القطاع.
وجدد” رشوان” إدانة مصر التامة لسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، والرفض الحاسم للممارسات الإجرامية لجيش الاحتلال، بقصفه وقتله وجرحه عشرات الآلاف من المدنيين بالقطاع 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، واستهدافه المتعمد البنية التحتية والمستشفيات والمدارس وأماكن الإيواء التابعة للأمم المتحدة، وقتله أطقم الإسعاف والصحفيين وموظفى الأونروا.
كلام رئيس الهيئة المصرية العامة للاستعلامات اعتبره بعض المحللين مجرد كلام تنقصه إجراءات قوية مصرية تجبر "إسرائيل" على وقف فوري لإطلاق النار، مؤكدين أن مصر قادرة على ذلك.
في ذات السياق قال الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار إن الخطر يدق الأبواب والموت في كل مكان من شمال غزة إلى جنوبها مرورا بوسطها، مشيرا إلى أن الهدف واضح وهو دفع أبناء الشعب الفلسطيني تجاه الحدود مع مصر لتنفيذ الهدف الإجرامي أي التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء بالقوة بعد أن رفض الحكم في مصر هذا التهجير الذي يعني تصفية القضية الفلسطينية.
وقال النجار إن هذا الفعل الصهيوني الإجرامي الجاري على الأرض ينبئ بصدام حتمي، طالبا المصريين للاستعداد جيدا.
وقال إنها حرب إبادة فاشية يشنها كيان مجرم بمشاركة امبراطورية الشر الأمريكية وبتواطؤ ودعم غالبية الحكومات الغربية وأكثرها حقارة مواقف الحكومات الألمانية والبريطانية والفرنسية، وبصمت وخذلان الحكومات العربية وتواطؤ بعضها مع الكيان الصهيوني، وبعجز أحرار العالم عن دفع حكوماتهم لاتخاذ مواقف تتجاوز الرفض والاستنكار لاستهداف المدنيين دون فعل أي شئ لحمايتهم.
ووصف النجار صفقة تبادل الأسرى بأنها كانت خطيئة اضطرت لها المقاومة التي تقف وحيدة بلا سند أو ظهير واستخدمتها بكفاءة لإثبات احترامها للقواعد الإنسانية في معاملة الأسرى، مؤكدا أنها صفقة عبثية لأنه مقابل تحرير ما يزيد على 200 من الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الصهيوني، بعد إطلاق المقاومة للعشرات من الأسرى لديها، قام الكيان الصهيوني الغاصب باعتقال أكثر من 3 آلاف غيرهم من شعب واقع تحت الاحتلال، لافتا إلى أنه كان على الدول التي تتوسط في الصفقة إذا أرادت لها أن تكون صفقة سلمية حقيقية وليست مجرد تمرير للرغبات الأمريكية والصهيونية في استعادة أسرى الكيان الصهيوني قبل استكمال هدم غزة على رؤوس أبنائها، كان عليها أن تحشد موقفا دوليا وتعمل على صفقة تحرير كل الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الصهيوني مع تعهد بعدم اعتقالهم مجددا، مقابل إطلاق كل الأسرى الصهاينة ومن معهم، مع وقف نهائي لإطلاق النار، والبدء فورا في وضع حل للصراع وفقا للقرارات الدولية حتى رغم أنها تجافي الحقوق الفلسطينية وتقر بالأمر الواقع، لإنهاء الدورات الجهنمية من انفجارات وقودها البشر والحجر.
إقرأ أيضاً : مسؤول امريكي: الاحتلال قلص عملياته شمال غزة إقرأ أيضاً : ضابط سابق في جهاز الشاباك "الإسرائيلي" استجوب السنوار 180 ساعة يكشف أسرار جريئة إقرأ أيضاً : "الصحة العالمية" تنظر بمشروع قرار أردني دولي يطالب الاحتلال باحترام الطواقم الطبية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: رئيس غزة القطاع مصر الدولة مصر مصر غزة رئيس مصر أحمد غزة الشعب مصر مصر العالم غزة العالم جرائم فلسطين مصر الصحة الدولة غزة الاحتلال أحمد الشعب رئيس القطاع الکیان الصهیونی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الضربات اليمنية تُربك مطار اللّد “بن غوريون” وتُعطّل حركة الشحن في قلب الكيان
يمانيون | خاص
شهد مطار ما يُسمى “بن غوريون” الدولي في كيان الاحتلال الصهيوني خلال شهر أبريل 2025 انخفاضًا حادًا في حركة الشحن الجوي، في نتيجة مباشرة للعمليات اليمنية الجوية التي استهدفت البنية التحتية للمطار وأربكت المجال الجوي للكيان. فقد سجل المطار تراجعًا بنسبة 12% في حجم البضائع المشحونة مقارنة بشهر مارس من العام نفسه، وهو ما يعادل خسارة 4129 وحدة شحن مرتبطة بركاب أو بشحن مباشر، ليصل إجمالي ما تم نقله عبر المطار إلى نحو 30,800 وحدة فقط، في مؤشر واضح على التأثير العميق والمتزايد للعمليات اليمنية على أحد أكثر المرافق حساسية في الكيان.
هذا التراجع لم يكن مجرد انعكاس لهجمات موضعية، بل نتيجة تراكمية لضربات عسكرية محسوبة نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضمن استراتيجية الضغط الجوي والبحري الشامل على كيان الاحتلال الصهيوني، والتي بدأت تأخذ بعدًا دوليًا، خصوصًا مع تزايد قلق الشركات الأوروبية من التورط في شحنات قد تُعتبر دعمًا مباشراً لكيان يمارس الإبادة الجماعية في غزة. وتُظهر البيانات الرسمية أن دولًا أوروبية بارزة باتت تعيد النظر في علاقاتها التجارية والجوية مع الكيان، فقد انخفضت الصادرات الجوية من النرويج بنسبة 89.32%، ومن اليونان بنسبة 56.71%، ومن جمهورية التشيك بنسبة 50%، بينما تراجعت إيطاليا بنسبة 27% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وتُظهر هذه الأرقام أن الحظر الجوي الذي أعلنت عنه القوات المسلحة اليمنية بات واقعًا مطبقًا على الأرض، ليس فقط بفعل الصواريخ والمسيّرات التي استهدفت محيط المطار والمنشآت الحساسة، بل بسبب القلق الأوروبي المتزايد من التعرض لردود يمنية على خلفية دعم الكيان. وقد أكد مصدر رسمي في وزارة الدفاع اليونانية أن العمليات اليمنية تركّز على شركات الشحن الجوي المتورطة في تزويد الاحتلال بالأسلحة والذخائر، وعلى رأسها شركة “سيلك واي إيرلاين” التي سُجل تراجع في نشاطها بنسبة 19.85% خلال الفترة الأخيرة.
وتشير تقارير استخباراتية مسرّبة إلى أن هذه الشركة متورطة في شحنات غير قانونية من الأسلحة والمواد المتفجرة إلى كيان الاحتلال عبر مسارات تمر بإيرلندا ودول أوروبية أخرى، ضمن ثغرات في أنظمة الطيران المدني، ما جعلها هدفًا مشروعًا ومباشرًا لعمليات الردع اليمنية. وبحسب الوثائق ذاتها، فإن قيمة ما نقلته الشركة من أسلحة ومعدات يتجاوز مليار دولار، ما يعكس حجم التورط الأوروبي في إمداد الاحتلال بالوسائل الفتاكة، ويبرر تصعيد صنعاء العسكري ضد هذه الشركات.
وقد أكدت القوات المسلحة اليمنية أن الحظر الجوي المفروض على مطار بن غوريون سيبقى ساريًا ما دام العدوان على غزة مستمرًا، مشيرة إلى أن غالبية شركات الطيران قد التزمت فعليًا بالتوجيهات اليمنية، ما أدى إلى شلل واسع في العمليات الجوية، وتقييد كبير في حركة الشحن الجوي، انعكست آثاره على سلاسل التوريد المرتبطة بالقطاعين التجاري والعسكري.
الضربة اليمنية لم تقتصر على الجانب العسكري المباشر، بل شكلت تحولًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك الإقليمي، وأربكت المنظومة الأمنية والاقتصادية الصهيونية، وأثارت مخاوف حقيقية في أوروبا من استمرار التعاون اللوجستي مع كيان محاصر جويًا وبحريًا. فاستمرار اليمن في استهداف المرافق الحيوية للكيان أربك الحسابات الغربية وأجبر عواصم كبرى على إعادة تقييم جدوى المغامرة في فتح خطوط تجارية أو عسكرية مع كيان لم يعد قادرًا على ضمان أمن مطاراته أو منشآته الحيوية.
إن الضربات اليمنية التي طالت مطار بن غوريون ليست مجرد عمليات عسكرية، بل رسائل استراتيجية تؤكد أن عصر تفوّق الكيان الصهيوني الجوي قد ولى، وأن الساحة لم تعد مقصورة على طيران الاحتلال أو حلفائه الأمريكيين والبريطانيين. ومع تصاعد عمليات الردع اليمني، يبدو أن الكيان الصهيوني يتجه نحو مزيد من العزلة الجوية والتجارية، بينما تتزايد الكلفة الاقتصادية لحربه العدوانية على غزة، وتتعاظم آثارها على شبكاته الحيوية، في وقت لا يملك فيه حلفاؤه سوى التراجع أمام تصميم صنعاء على فرض معادلة جديدة: لا أمن ولا اقتصاد للعدو ما دامت غزة تُقصف، وما دام الحصار جاثمًا على شعبها.