عربي21:
2025-05-21@12:53:50 GMT

كاسك يا وطن

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

مسرحية "كاسك يا وطن" قُدمت في سوريا عام ١٩٧٩، من تأليف محمد الماغوط وإخراج خلدون المالح، وبالطبع اضطلع بالبطولة المطلقة فيها النجم السوري دريد لحام.

ولم تكن فقط مسرحيةً ممتعة ومسلية أو حتى مسرحية تحمل الأيديولوجيا الصارخة وتقوم بتعليتها أكثر على حساب أي عنصر فني آخر فيها.

وترجع أهمية وخطورة هذه المسرحية في عرضها عام ١٩٧٩ إلى تقديمها النقد السياسي الاجتماعي القاسي في ظرف بالغ الحساسية كان يمر به العالم العربي بشكل عام، وسوريا بشكل خاص من ناحية، والحال التعس الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية وحالة اللا اتفاق التي وصلت إليه الأنظمة العربية تجاهها من ناحية أخرى، وبالطبع لقد فطنت الشعوب إلى استغلال الأنظمة العربية القضية لتقدم مشروعية وجودها الدائم في الحكم.



وهنا فطن نظام الحكم الذكي في سوريا، وأنظمته الأمنية، إلى أنه لا بد من حتمية إرواء حالة ظمأ وجوع الجماهير إلى حرية التعبير، وإلى نوع من التنفيس ومن ثم الإشباع، وبهذا يضمن النظام بقاءه، وقد كان ما أريد له أن يكون.

وتم التصريح لعرض مسرحية "كاسك يا وطني" وما فيها من سخرية مُرة على حال العرب وموقفهم المتخاذل تجاه القضية، وكذلك السخرية من الإعلام الموجه الذي يبيع الأحلام الساذجة للناس، بينما بطل المسرحية غوار يبيع أولاده الثلاثة، بعد أن خسر كل شيء نتاج البيروقراطية الغبية العمياء، في إشارة واضحة لنظام حكم متكلس.

كما يفقد غوار بطل مسرحيتنا حياة ابنته، وتتركه زوجته وتتدهور به الأحوال اقتصاديا واجتماعيا، ويبيع أولاده الثلاثة، ويتحول غوار من مواطن بسيط ملتزم إلى مواطن فاشل فقد كل شيء.

وهنا يأتي أهم مشهد في المسرحية، وهو ظهور شبح والده الذي استشهد من أربعين سنة، ليسأله عن أحواله وأحوال الأمة العربية، وما انتهت إليه القضية الفلسطينية، وهل أعيدت الأمور إلى نصابها، واستقر العدل.

وبالطبع هذا المشهد المهم والمدهش الذي ابتدعه الماغوط، قد استوحاه من مشهد الشبح في مسرحية هاملت لشكسبير، فالشبح في الحالتين (هاملت وغوار) يحتمل دلالات مختلفة وتأويلات عديدةً، فهو المعادل الموضوعي للعقل الباطن الذي يظهر لغوار، وهو في حالة انهيار وسُكْر وتشرذم وانهيار كامل، ليطلب ويسأل، ولكن غوار بعد بعض المجاملات يواجه الشبح بالحقيقة المُرة، وبضياع القضية ومعها ضياع الكرامة.

وينصرف الشبح بعد أن صب جام غضبه ولعناته على غوار، أي حالة من حالات المواجهة بين الإنسان ونفسه لمحاولة التطهر، وهي في واقع الأمر ليست لغوار فقط، وإنما تنسحب علينا نحن أيضا كمتلقين بضرورة مواجهة ظرفنا البائس التعس، وعدم الاستسلام لمن يبيعون لنا الأحلام ويتاجرون بأموالنا، ويقدمون لنا وللجماهير العريضة حزمة من الكذب تسمى بحق تقرير المصير، وما أكثرهم من كَذَبة ومخادعين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الفلسطينية سوريا فلسطين مسرحيات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

محامي بالنقض: "التقاضي أصبح مثل الحج لمن استطاع إليه سبيلا" (فيديو)

كشف علاء مصطفى، المحامي بالنقض والدستورية العليا، تفاصيل قرار المحامين بالامتناع عن حضور الجلسات أمام محاكم الجنايات لمدة يومين، موضحا أن فرض أي رسوم مصاريف على دعاوى أو إجراءات قضائية يكون بموجب القانون.

خطاب تضامن من نقيب الصحفيين إلى المحامين في موقفها من الرسوم القضائية نقابة المحامين بالدقهلية: نفذنا الإضراب عن الجلسات بمحاكم الجنايات بنسبة 100%

وأضاف "مصطفى"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج صباح البلد، المذاع على قناة صدى البلد، اليوم الثلاثاء، أن هناك قانون رقم 90 لسنة 1944 خاص بالرسوم القضائية في مصر، تم تعديله بقانون 26 لسنة 2009، موضحًا أنه منذ 5 سنوات يتم فرض رسوم نسبية ورسوم إجراءات تحت مسمى الخدمات المميكنة من قبل رؤساء محاكم الاستئناف، حيث يستخدمون عبارة بعد الاطلاع على القانون.
وأضاف أن بند الخدمات المميكنة لم يكن موجودًا في القوانين الموجودة، وتزيد الأعباء على كاهل المواطن أو المتقاضي، لافتا إلى أن التقاضي أصبح مثل الحج لمن استطاع إليه سبيلا؛ حيث إن إرفاق المسندات قد يصل إلى 2000 جنيه وتصوير بعض القضايا قد يصل لـ 20 ألف جنيه.
وأردف، المحامي بالنقض والدستورية العليا، أن وقفة المحامين في المحاكم والامتناع عن حضور الجلسات لصالح المواطنين المتقاضين والمهنة، لأن هذه الرسوم المفروضة من محاكم الاستئناف حالت دون وصول المتقاضي إلى القاضي.

مقالات مشابهة

  • علاء نجم: ما يحدث في الدوري المصري "مسرحية".. ومحاولات إضعاف الزمالك مرفوضة
  • مالك حداد.. الشاعر والروائي الجزائري الذي عاش حالة اغتراب لغوي
  • كيف تتوقف عن الإفراط في الأكل حين تكون تحت تأثير التوتر؟ إليك ما توصل إليه العلماء
  • خادم الحرمين يشيد بما توصلت إليه محادثات ترامب مع ولي العهد
  • عاجل: خادم الحرمين يشيد بما توصلت إليه محادثات ترامب مع ولي العهد
  • بين السينما والمسرح.. كريم عبد العزيز يعيد عرض مسرحية الباشا
  • محامي بالنقض: "التقاضي أصبح مثل الحج لمن استطاع إليه سبيلا" (فيديو)
  • رفع العقوبات عن السودان وسوريا: ثمن الانعتاق أم مسرحية الابتزاز؟
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية تؤيد القضية الفلسطينية
  • لاعب أمريكي يواجه الإعدام بعد ضبط طرد مخدرات مرسل إليه