قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل تحظر عمدا سفر آلاف المرضى والجرحى إلى خارج قطاع غزة بغرض العلاج والحصول على الرعاية الطبية الضرورية بما يشكل حكم مسبق بالإعدام ضدهم.

وأكد المرصد الأورومتوسطي، في بيان له اليوم الثلاثاء أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، أنه لا يمكن القبول باستمرار إسرائيل معاقبة المدنيين المرضى والجرحى والتساهل مع واقع تهربها من التزاماتها القانونية بتسهيل الرعاية الطبية لأقصى حد ممكن بوصفها القوة المحتلة في غزة.



وأكد المرصد أنه ومنذ بدء الهجمات العسكرية غير المسبوقة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أغلقت السلطات الإسرائيلية حاجز (بيت حانون/إيرز) أمام خروج الفلسطينيين بمن فيهم المرضى والجرحى في قطاع غزة.

وقال: "خلال أول أسبوعين تقريبا من هجمات إسرائيل، ظل معبر رفح المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة مع العالم الخارجي مغلقا قبل أن يتم في 20 تشرين الأول/أكتوبر إعادة فتحه بشكل جزئي لسفر المرضى والجرحى وإدخال إمدادات إنسانية".

وأضاف: "غير أن حركة مغادرة المرضى والجرحى الفلسطينيين ظلت تتسم ببطء شديد وتخضع لقيود إسرائيلية تعسفية نظرا للحاجة إلى الموافقة الأمنية من الجيش الإسرائيلي على كل اسم لشخص يحاول السفر للعلاج".

وأفاد رئيس لجنة الطوارئ الصحية في قطاع غزة الطبيب مروان الهمص لفريق الأورومتوسطي، بأنهم يرسلون للجانب المصري كشفا يوميا يضم 300 اسم لمرضى وجرحى بحاجة ماسة للعلاج غير أنه تتم الموافقة على 20 إلى 50 اسما فقط وبعد تأخير 24 إلى 72  ساعة ما يؤدي إلى وفاة بعض من يحصلون على الموافقات الأمنية اللازمة.

وأضاف: "بالإجمال لم يتمكن سوى 430 جريحا من هجمات إسرائيل من المرور عبر معبر رفح إلى مصر من أصل نحو 49 ألف جريح وهو ما يشكل نحو 1% فقط، في وقت يحتاج ما لا يقل عن 8 آلاف جريح إلى تدخل طبي عاجل وفوري.بموازاة ذلك نقل نحو 500 مريض من مرضى السرطان والكلى وغيرها من الأمراض المزمنة عبر معبر رفح إلى مستشفيات في مصر وتركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة".

وقال المرصد الأورومتوسطي: إن تقييد سفر الجرحى والمرضى يأتي في وقت تتعرض المنظومة الصحية في قطاع غزة لحالة انهيار شاملة. وفي الوقت الحالي هناك 13 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة تعمل بشكل جزئي وقادرة على قبول مرضى جدد، في ظل محدودية الإمكانات الطبية.

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، انخفضت القدرة السريرية من 3600 إلى أقل من 1400 سرير، وتصل معدلات الإشغال الآن إلى 206% في أقسام المرضى الداخليين و250% في وحدات العناية المركزة.

وعليه فإن غالبية المرضى في غزة لا يحصلون على أية مساعدة طبية، لا سيما أكثر من ألفي مريض بالسرطان وألف مريضا بالفشل الكلوي، ويواجه هؤلاء خطر الموت المحقق حال استمرار تقييد سفرهم إلى الخارج للعلاج.

ومنذ فرضها حصارا مشددا على قطاع غزة في العام2006  فرضت إسرائيل قيودا على حركة سفر المرضى إلى الخارج لتلقي العلاج وتجاهلت بشكل ممنهج نداءات إنقاذ الأرواح وتخفيف العبء على النظام الصحي المتهالك.

وأكد الأورومتوسطي أن تصعيد قيود سفر المرضى والجرحى وعرقلة تدفق الإمدادات الطبية في وقت يتعرض قطاع غزة إلى هجمات مميتة من أشكال العقاب الجماعي الصريح ضد السكان المدنيين مما يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي ويرتقي إلى جريمة حرب.

وشدد المرصد الحقوقي على أن القيود المفروضة على سفر المرضى والجرحى ترتبط ارتباطا مباشرا بزيادة أعداد الضحايا في قطاع غزة وقد تشكل عاملا إضافيا في تعميق جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الثلاثاء، اقتحام قوات إسرائيلية مستشفى "كمال عدوان" في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد حصاره وقصفه لعدة أيام.

جاء ذلك في بيان مقتضب لمتحدث الوزارة أشرف القدرة، بالتزامن مع مرور نحو أسبوع على فرض الجيش الإسرائيلي حصارا مطبقا على المستشفى، تخللته عمليات قصف أودت بحياة بعض الفلسطينيين.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن القوات الإسرائيلية المتوغلة شمال القطاع أخرجت مستشفى "كمال عدوان" عن الخدمة "بالقوة والإرهاب وبفوهات الدبابات".

وكانت القوات الإسرائيلية فرضت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حصارا مطبقا واستهدافا مباشرا لمستشفيي "الشفاء" و"الإندونيسي" ما أدى إلى "مجازر" بحق المرضى وجرحى الحرب والطواقم الطبية والنازحين.

ويتعرض شمال قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف وتوغل واسع للآليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وسط اشتباكات ضارية مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

يأتي ذلك بينما يشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى مساء الاثنين 18205 قتلى و49645 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين عدوان فلسطين غزة عدوان استهدافات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرضى والجرحى فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي: الآلية الإسرائيلية للمساعدات بغزة ترسيخ للسيطرة العسكرية

 

الثورة نت/

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان –مقره جنيف-، أن آلية العدو الإسرائيلي الجديدة للمساعدات في قطاع غزة تنتهك القانون الدولي وتم تصميمها لتهجير السكان وترسيخ السيطرة العسكرية.

وبيّن الأورومتوسطي، في بيان اليوم الأحد، أن الآلية تهدف لتضليل الرأي العام العالمي الذي بدأ يلتفت أخيرًا إلى الواقع الإنساني الكارثي في غزة، وفق وكالة سند للأنباء.

وقال: “بحسب تقييم فريقنا الميداني، من المستحيل تقريبًا تلبية الحاجات الحالية عبر نظام تقييدي ومركزي تتحكم فيه القوة القائمة بـ”الاحتلال”.

وأكد المرصد الحقوقي على أنه لا يمكن للمراكز الأربعة التي أنشأها جيش العدو لتوزيع المساعدات أن تلبّي احتياجات السكان بشكل آمن أو فعّال، لافتًا إلى أن “آلية المساعدات وُضعت لدفع سكان محافظتي شمالي غزة وغزة اللتين تضمان نحو نصف عدد السكان للنزوح القسري نحو مناطق الوسط والجنوب”.

وأشار إلى أن “أرباب الأسر سيكونون عرضة للإخفاء القسري أو الاعتقال التعسفي لدى خضوعهم للفحص الأمني قبل استلام المساعدة”.

وتابع: “ممثل كل عائلة سيجبر على قطع مسافات قد تصل إلى 30 كيلومترًا أسبوعيًا للحصول على مساعدات شحيحة، في ظل انعدام الطرق المعبّدة، وغياب وسائل النقل”.

وتفتقر الآلية التي وضعها العدو الإسرائيلي من حيث الأساس إلى أي شرعية قانونية أو إنسانية وتنتهك القانون الدولي ومعايير العمل الإغاثي، كما أن التوزيع المحدود للمساعدات لا يعبّر عن أي استجابة إنسانية، بل يُمثّل سياسة متعمدة لإدارة الجوع دون إنهائه، وفق البيان.

كما أكد “الأورومتوسطي” على أن حكومة العدو الإسرائيلي، التي تستخدم التجويع أداة مركزية لتنفيذ الإبادة الجماعية، لا يمكن أن تكون طرفًا في العملية الإنسانية بأي شكل من الأشكال.

وطالب جميع الدول بالعمل فورًا على استعادة الوصول الإنساني ورفع الحصار الصهيوني غير القانوني عن قطاع غزة.

وفي وقت سابق، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأن قوات العدو الصهيوني أنشأت 3 نقاط توزيع في منطقة رفح جنوب قطاع غزة بين محوري موراج وفيلادلفيا، أما الرابعة فهي بين محور نتساريم ومخيمات الوسط على شارع صلاح الدين تمامًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن مجمع التوزيع يحتوي على مدخلين على نفس الجانب للدخول والخروج ومدخل واحد من الجهة الأخرى، “جدار حدودي داخلي يربط بين المدخل والمخرج من نفس الجانب، وستكون هناك سدود ترابة تحد أي مجمع للتوزيع”.

مقالات مشابهة

  • منظمة حقوقية تصدر بيانا حول الوضع الأمني في جماعة تسلطانت.
  • “الأورومتوسطي”: “إسرائيل” مستمرة في فرض المجاعة كسلاح إبادة جماعية
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل مستمرة في فرض المجاعة وتدفع المدنيين إلى فوضى مذلّة
  • منظمة صحفية حقوقية دولية تضع قدماً لها في بغداد (صور)
  • منظمة حقوقية: ما وزع برفح اليوم سرقه الاحتلال من مؤسسة خيرية
  • الصحة العالمية: نفاد غالبية مخزونات المعدات الطبية والأدوية الأساسية في غزة
  • الأورومتوسطي: مجزرة مدرسة “الجرجاوي” بغزة سياسة صهيونية متكررة ومقصودة
  • الأورومتوسطي .. مجزرة مدرسة “الجرجاوي” في غزة تذكير بفداحة ثمن التقاعس عن معاقبة إسرائيل
  • الأورومتوسطي: الآلية الإسرائيلية للمساعدات بغزة ترسيخ للسيطرة العسكرية
  • الأورومتوسطي .. خطةالاحتلال الجديدة للمساعدات في غزة تنتهك القانون الدولي ومُصمّمة لتهجير السكان