وائل بدران (رفح) 

أخبار ذات صلة مبادرات الإمارات تستشرف مستقبل «الاستدامة» سياسات الاستدامة.. نجاح إماراتي بلا نظير

افتتحت دولة الإمارات، أمس، محطة لتحلية المياه البحر في مدينة رفح المصرية على الحدود مع قطاع غزة، بسعة 600 ألف جالون يومياً، تخدم الآلاف من سكان غزة يومياً، وذلك بحضور وفد من أعضاء مجلس الأمن الدولي.

وجرى تمويل المحطة بشكل كامل من قبل دولة الإمارات. 
وقالت معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، مندوبة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة، خلال افتتاح المحطة: إن تركيب المحطة جرى إنجازه في فترة قياسية، لافتة إلى أنه بمجرد وصول أجزاء المحطة، استغرقت عملية التركيب يومين فقط. 
وأوضحت نسيبة أن نقل المياه إلى غزة عبر الشاحنات، باهظ التكلفة، وبالغ الصعوبة، لذلك كان القرار بإنشاء هذه المحطة، لافتة إلى أن الإمارات تمكنت من إنشاء المشروع من خلال التعاون الوثيق مع جمهورية مصر العربية. وأعربت عن شكرها لأعضاء مجلس الأمن الذين حضروا افتتاح هذا المشروع بالغ الأهمية، الذي عملت فيه أيادٍ إماراتية ومصرية لتوفير المياه بصورة مستدامة وآمنة لسكان القطاع، فيما أكد الأعضاء امتنانهم للجهود الإماراتية والمصرية في دعم الأشقاء الفلسطينيين. ويتكون المشروع من ثلاث محطات تحلية، سعة كل محطة 200 ألف جالون بإجمالي 600 ألف جالون يومياً.
 وأكد مدير المشروع، المهندس الإماراتي محمد الراشدي، أن الشركة المنفذة للمشروع هي «بال» الإماراتية، بالتعاون مع شركة «هندسة المياه» المصرية. وقال الراشدي، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: إن كل محطة تتكون من حاويتين، تعمل بنظام «التناضح العكسي»، حيث تسحب المياه من البحر، وتقوم بتحليتها عبر أغشية خاصة، مضيفاً: إن المحطات توفر مياه صالحة للشرب. وأكد أن سعي الإمارات إلى إنجاز المشروع في وقت قياسي نبع من حرصها على سرعة توفير المياه لسكان القطاع الذين يعانون نقصاً حاداً في المياه الصالحة للشرب. ونوّه المهندس محمد الراشدي بأن إنشاء المشروع في الجانب المصري من رفح، لتزويد غزة بالمياه، يرجع إلى انهيار نظام شبكة المياه في القطاع؛ لذلك كان الاعتماد على الجانب المصري لضمان ضخ المياه للقطاع بفاعلية وكفاءة عالية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات فلسطين إسرائيل غزة مجلس الأمن الدولي

إقرأ أيضاً:

ابتكارٌ عُمانيٌ واعدٌ لتنقية المياه الصناعية عبر حبر الحبار

العُمانية : يُقدم المشروع الابتكاري "مرشح مياه باستخدام حبر الحبار" للمبتكرة يسرى بنت يوسف الغدانية حلًا فعّالًا ومستدامًا لأحد أبرز التحدّيات التي تواجه قطاع النفط والغاز المتمثل في المياه المصاحبة لاستخراج النفط، التي تخرج بشكل يومي بكميات هائلة يصعب معالجتها لاحتوائها على العديد من المواد الكيميائية السامة.

ووضّحت يسرى بنت يوسف الغدانية لوكالة الأنباء العُمانية أنّها طوّرت مادة مرشحة مبتكرة تعتمد على حبر الحبار؛ ليكون بديلًا اقتصاديًّا وفعالًا للكربون المنشّط المستخدم في أغراض ترشيح المياه الملوثة الصناعية، وتعمل هذه المادة على امتزاز العناصر الثقيلة، وبعض المواد الهيدروكربونية الذائبة، كما تُسهم في تقليل ملوحة المياه، ويعمل على معالجة شاملة لهذا النوع من المياه الصناعية الملوثة بأقل التكاليف.

وقالت: إنّ فكرة المشروع بدأت في عام 2023 خلال مشاركتها في ماراثون "منافع" التابع لموارد وكان أحد التحدّيات فيه يتمحور حول الاستفادة من الموارد العُمانية المحلية لتصميم منتجات مفيدة ومنها بدأت رحلة تطوير هذا الابتكار.

وبيّنت أنّ المرشح يعتمد بشكل رئيس على مادة مسحوقية تمّ تطويرها من حبر الحبار بعد معالجته بطريقة خاصة تمنحه خصائص الامتزاز المطلوبة إذ يتميز هذا المسحوق بإمكانية دمجه مباشرة في أنظمة الترشيح المختلفة، وخصوصًا في أنظمة "الفلترة المعبأة" أو ما يُعرف بالـ Compact Filters، دون الحاجة إلى تعديل كبير في البنية الأساسية للأنظمة المستخدمة، وهذا يجعل استخدامه عمليًّا ومرنًا في التطبيقات الصناعية؛ حيث يمكن إضافته مباشرة داخل وحدات الفلترة والاستفادة من خصائصه في إزالة الملوثات.

وحول الفوائد البيئية لهذا المشروع مقارنة بالمرشحات التقليدية أفادت بأنّ هذا الابتكار يتميّز بكونه أكثر استدامة من المرشحات التقليدية، خصوصًا الكربون المنشّط المستخدم في ترشيح المياه الصناعية، فعملية إنتاج المادة المبتكرة من حبر الحبار لا تتطلب عمليات تصنيع معقدة أو استهلاكًا عاليًا للطاقة، مما يُقلل من البصمة الكربونية.

وقالت: إنّ هذه المادة صديقة للبيئة من حيث مصدرها وطريقة تصنيعها، ويمكن إنتاجها محليًّا في سلطنة عُمان من موارد طبيعية متوفرة، على عكس الكربون المنشط الذي غالبًا ما يتمُّ استيراده ويحتاج إلى تجهيزات صناعية متقدمة، وهذا يمنح المشروع ميزة مزدوجة: حماية البيئة ودعم الاقتصاد المحلي في آنٍ واحد.

وذكرت أنه تمّ اختبار المادة المطورة في البداية على عينات محاكية للمياه المصاحبة للنفط، وأظهرت فعالية عالية جدًا في امتزاز العناصر الثقيلة وتقليل الملوحة، كما أجرينا مقارنة علمية بين المادة الجديدة والكربون المنشّط الوظيفي المستخدم حاليًّا في ترشيح هذا النوع من المياه، وكانت النتائج متقاربة جدًا من حيث الكفاءة، مما يعكس قدرة المرشح على أداء نفس الوظيفة بكفاءة عالية.

ولفتت إلى أنها تعمل حاليًّا على اختبار المادة على عينات حقيقية من المياه المصاحبة للنفط في بيئات أكثر قربًا للواقع الصناعي، ولا تزال هذه الاختبارات قائمة، مشيرةً إلى أنّ النتائج الأولية مبشّرة ولها دلالات إيجابية، والعمل على مواصلة تطوير وتحسين المادة لضمان فعاليتها واستدامتها عند التطبيق على نطاق أوسع.

وحول التحدّيات التي واجهت مشروعها الابتكاري أشارت إلى أنّ المشروع واجه عدّة تحدّيات خلال مرحلة تطويره أبرزها كان صعوبة تنفيذ التجارب العلمية وإثبات فعالية المادة عمليًّا، خاصة أنني كنت قد تخرّجت بالفعل ولم أعد أنتمي لأي جامعة، وبالتالي لم يكن لدي وصول مباشر إلى المختبرات الجامعية لكنني تغلبت على هذا التحدي من خلال تكوين فريق بحثي مكوّن من أشخاص ذوي خبرات متعددة في المجالين المالي والعلمي.

وقالت: إنّ التحدي الآخر تمثل في إيجاد جهة حاضنة للمشروع إذ شاركت بداية في برنامج "منافع" التابع لمؤسسة موارد، وكنت أطمح إلى أن يكون هو بوابة الوصول إلى المنتج النهائي، لكن للأسف لم أتأهل لمرحلة الحاضنات، مما تسبب في توقّف مؤقت لمسار المشروع، وبدأت بعدها رحلة بحث عن جهة تستضيف المشروع بشكل فعلي، كما تواصلت مع عدّة مؤسسات دون استجابة واضحة، إلى أن وُفّقت بالانضمام إلى مسرعة OQX التابعة لشركة أوكيو، والتي قدمت لنا الدعم المطلوب، وما زلنا نعمل تحت مظلتها حتى اليوم.

وحول الأهداف المستقبلية للمشروع الابتكاري وخطط تطويره بشكل أكبر ذكرت أنّ الأهداف المستقبلية التي تعمل عليها حاليًّا تتمثل في تنفيذ مشروع تجريبي ميداني في أحد حقول شركات النفط والغاز؛ لإثبات فعالية المنتج في بيئة واقعية وتحت ظروف تشغيل فعلية، وهذا سيكون خطوة مفصلية لتقييم الأداء الصناعي للمادة ومقارنتها بشكل مباشر مع المواد المستخدمة حاليًّا.

وأكّدت على أنها تسعى إلى تأسيس شركة ناشئة تحمل اسم "InkClear"، لتكون بمثابة منصة لتطوير وتسويق هذا الابتكار بشكل احترافي. طموحي أن يتحول هذا المنتج العُماني إلى منتج عالمي يصل إلى أسواق دولية ويُعتمد عليه بوصفه حلًّا مستدامًا لمُعالجة المياه الصناعية، خصوصًا في قطاع النفط والغاز.

وحول تأهل مشروعها الابتكاري لتمثيل سلطنة عُمان في المعرض الدولي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا بماليزيا 2025، قالت يسرى بنت يوسف الغدانية: يُعدُّ تأهلي إنجازًا كبيرًا وشرفًا عظيمًا يشعرني بالفخر والمسؤولية في آنٍ واحد، إذ إنّ هذا التمثيل لا يُعدُّ تكريمًا لمشروعي فحسب، بل يُمثّل أيضًا فرصة حقيقية لعرض الابتكار العُماني على منصة عالمية.

وأضافت: إنّ هذه المشاركة في هذا الحدث الدولي تمثل بوابة لعرض مشروعي وشركتي الناشئة "InkClear" أمام جمهور دولي يضم مستثمرين، وخبراء، ومهتمين بمجال الابتكار والتقنيات البيئية، وأعدها فرصة ذهبية لفتح آفاق جديدة، وبناء شراكات، وربما جذب استثمارات تدفع بالمشروع نحو العالمية، ووجودي هناك لا يمثلني فقط، بل يمثل كل شاب عُماني يؤمن بأفكاره ويعمل من أجل تحويلها إلى واقع.

مقالات مشابهة

  • الشربيني: الطاقة الإنتاجية لمياه الشرب 25.75 مليون م3 يوميا من خلال 2779 محطة
  • "نماء لخدمات المياه" توقع 7 مذكرات لدعم القطاع العقاري بشبكات المياه والصرف الصحي
  • ابتكارٌ عُمانيٌ واعدٌ لتنقية المياه الصناعية عبر حبر الحبار
  • محافظ أسوان: إقامة محطة لتعبئة أسطوانات البوتاجاز بفارس لتوفير 20 ألف أسطوانة يومياً
  • هذه المناطق تخدمها محطات المرحلة الأولى من الأتوبيس الترددي .. تعرف عليها
  • إنجاز جديد .. اكتمال أعمال الصبة الخرسانية للمستوى الثاني لمبنى وعاء الاحتواء الداخلي بمبنى المفاعل النووي
  • محافظ المنيا يوقع اتفاقا مع شركة المياه لإنشاء محطة ومأخذ على النيل بالمنطقة الصناعية
  • بعد توقف لسنوات.. ورشات المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء تنجز أعمال صيانة محطة تحويل الزبداني
  • نهيان بن مبارك: نموذج رائد لمؤسسة مرموقة تخدم طلابها ومجتمعها والإنسانية
  • 21 صورة بالخرائط.. طريقة الوصول إلى محطات الأتوبيس الترددي BRT وسط الدائري