هناك مصطلح منتشر بشكل واسع يعرف بالعدالة المناخية ولا يعرف الكثير من الناس معناه فهو مفهوم يعترف بآثار التغيرات المناخية على المواطنين المتضررين منها، وهي حركة وعي تهدف إلى تخفيف أضرار تغير المناخ على الشعوب المتضررة من ذلك على اختلافها، وتقوم على عدة عوامل أساسية كالإقرار بأن الشعوب والتجمعات البشرية المختلفة تتأثر بالتغييرات المناخية بشكل متباين فيما بينها، آثار تغيير المناخ مختلفة ولا تقع بالتساوي على الرجال والنساء والأطفال وكبار وصغار السن.


لا يوجد مجتمع لا يعاني من تغيير المناخ وعليه فان الفقراء والضعفاء هم الأكثر تضررًا من ذلك الأمر، وتعمل على هذا المبدأ العديد من المنظمات بدايًة من الأمم المتحدة والفريق الدولي المختص بالتغيير المناخي، وهذه المبادئ لا تتنافى مع تحمل الأفراد المتضررة من آثار تغير المناخ جزء من مسؤولية الانبعاثات الضارة والتلوث البيئي، والذي ساهم في هذا التغيير المناخي، ولكن الذين يتحملون الأضرار هم الفئة الأقل مسؤولية عن احداث هذا التلوث. 

-الظواهر المناخية:

الظواهر المناخية المعبرة عن تغير المناخ هي ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفقًا لمسح الجيولوجيا الأمريكي يعتبر الاحتباس الحراري مجرد جانب واحد معبر عن تغير المناخ، تشير ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية عن معدلاتها الطبيعية، وهذا يحدث نتيجة زيادة تركيزات الغازات المنبعثة في الغلاف الجوي، كما يشير تغير المناخ إلى التزايد في حدوث التغيرات المناخية على مدى فترة طويلة من الزمن، بما في ذلك الهطول المطري ودرجات الحرارة وأنماط حركة الرياح.

ولا شك أن الاحتباس الحراري هو محصلة ارتفاع درجات الحرارة، وهو المرتبط بدوره بالأنشطة الصناعية وخاصة المتعلقة بالانبعاثات الحرارية، ولذلك تعد ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي من فعل انسان العصر الحديث، وأسباب الاحتباس الحراري بمعدله الحالي ليست طبيعية، ولكنها مدفوعة بعجلة الاقتصاد البشري والصناعات.

ويقوم العديد من العلماء بدراسة هذه الظاهرة ومحاولة فهم كيف تتحمل أنشطة المجتمعات البشرية مسؤولية وتبعات الارتفاع في درجات الحرارة، يضطلع العلماء تحت مظلة المجموعة الدولية لخبراء المناخ (IPCC) باعداد تقارير منتظمة مختصة بتطورات تغير المناخ في كل عام. 

-ما هي التغيرات المناخية واسبابها:
التغيرات المناخية هي التحولات الرئيسية في المناخ العالمي على المدى البعيد.

المناخ العالمي هو النظام الجوي الذي يربط ما بين المتصل بين الشمس والأرض والمحيطات، وعناصر الطقس من الرياح، والأمطار والثلوج، حيث يمكن وصف مناخ مكان ما استادًا إلى المعلومات المتوفرة عن الجو مثل كمية الأمطار وتغير درجات الحرارة خلال العام، ومع حدوث التغير المناخي يتجاوز المناخ العالمي معدلاته المتوسطة أو الطبيعية في أماكن محددة.
يسبب تغير المناخ ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ، والذي يؤدي بدوره  إلى تكون الأعاصير التي تهب بشكل أقوى وتسقط مزيدًا من الأمطار وتسبب مزيدًا من العواقب، كما يؤدي إلى تحول التيارات المحيطية العالمية التي تذيب الجليد في القارة القطبية الجنوبية، وتزيد من ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل تدريجي، وكل التغييرات المناخية هي من صنع التلوث في المقام الأول، مما يجعل تغير المناخ العالمي أمرًا هامًا ومعقدًا جدًا.

-أسباب التغير المناخي:

الغازات المنبعثة من حرق الوقود تحت الغلاف الجوي.
انبعاث جسيمات الكربون الأسود الناتجة عن احتراق عن عمليات الصناعة
الغازات الناتجة عن استخدام وسائل المواصلات.
الأنشطة الزراعية والانتاج الحيواني.
تشييد المباني.

-الآثار الايجابية من تغير المناخ:

زيادة المحاصيل الزراعية في بعض الأماكن وزيادة إنتاج الحبوب والفواكه مما يؤدي الى الانتعاش الغذائي بشكل مؤقت.
حدوث تغييرات نوعية في المحاصيل التي تحتاج إلى أشعة الشمس والدفء للنمو.
ارتفاع إنتاج البذور وأحجام الثمار والأوراق في النباتات.
زيادة المساحة الخضراء العالمية بشكل ملحوظ.
ولكن مع هذا فقد قال العلماء أن هذه التغييرات مؤقتة ولا يمكن الاعتماد عليها، كما أن زيادة الناتج في المحاصيل يأتي على حساب جودتها وقيمتها الغذائية، كما أنها قد تحدث لأسباب أخرى متعددة. 

طرقة مواجهك التغيرات المناخية:
ترشيد استخدام الطيران.
استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات.
استخدام السيارات الكهربائية.
الاستثمار في الطاقة الشمسية.
تقليل استعمال الأكياس والزجاجات البلاستيكية.
التقليل من تناول اللحوم.
زراعة الأشجار.
التوعية حول المناخ.

ترشيد استخدام الطيران: تساهم رحلات الطيران في جزء كبير من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن احتراق الوقود، وخاصة درجات رجال الأعمال التي تلوث الجو بشكل أكبر من الدرجات الاقتصادية.

استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات: الدراجة وسيلة مواصلات نظيفة ولا تنتج عنها انبعاثات حرارية، عكس السيارات.

استخدام السيارات الكهربائية: استخدام السيارة الكهربائية التي يعاد شحنها أفضل من السيارة التي تعمل بالبنزين من حيث استخدام الطاقة التي لا تنتج انبعاثات حرارية.
الاستثمار في الطاقة الشمسية: استعمال الطاقة الشمسية في منزلك استثمار مستدام ويقلل من استهلاك الكهرباء في المنازل وكذلك يقلل من احتراق الوقود للحصول على الكهرباء.

تقليل استعمال الأكياس والزجاجات البلاستيكية: البلاستيك له تأثير سئ على البيئة من جميع النواحي، لأن كل مرحلة من مراحل تصنيعه تحتاج الى طاقة هائلة، ومن ثم انبعاثات كربونية أكبر من الطبيعي.

التقليل من تناول اللحوم: تقليل كمية اللحوم التي تتناولها يقلل الانبعاثات الكربونية بدرجة 40 في المائة، حيث أن الإنتاج الحيواني يساهم بشكل كبير في رفع نسبة الكربون.
زراعة الأشجار: زراعة الشجر الأخضر تساهم في امتصاص غاز تاثني أكسد الكربون مما ينعكس على حالة المناخ.
التوعية حول المناخ: يجب التوعية حول أمور تغير المناخ وما يجب فعله كمواطنين، حيث أن الكثير من الناس لا يعلمون حول هذا الأمر.

-الفرق بين الطقس والمناخ:
المناخ عبارة عن وصف الظروف المتوقعة في مكان محدد في وقت محدد تبعًا لخمسة عناصر، وهي الغلاف الجوي والغلاف المائي والغلاف الجليدي سطح الأرض والمحيطات، ويتم قياس تلك الظروف على المدى الطويل، أما الطقس يشير عمومًا إلى درجة الحرارة اليومية ونشاط هطول الأمطار.

و يتم توقع المناخ عن طريق تجميع إحصاءات الطقس على مدى فترات تبلغ 30 عامًا، في حين يتم تحديد الطقس بجمع البيانات الأرصاد الجوية اليومية مثل درجة الحرارة الجوية والضغط والرطوبة والإشعاع الشمسي وسرعة الرياح واتجاهها وما إلى ذلك في وقت قصير لا يتجاوز أسابيع.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التغيرات المناخية الظواهر المناخية الاحتباس الحراري العدالة المناخية التغیرات المناخیة الاحتباس الحراری المناخ العالمی درجات الحرارة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

شحاتة السيد يكتب: الأسرار المناخية في الأمطار الصيفية

لم تعد السماء تمطر كما اعتدنا في كتب الجغرافيا المدرسية. في القاهرة، وكما في العديد من المدن حول العالم، أصبحنا نشهد أمطارًا تتساقط فجأة خلال أيام الصيف الحارة، من دون مقدمات واضحة أو تفسير مباشر. 

والسؤال الذي يطرحه المتخصصون والمواطنون على حد سواء هو: ما الذي يحدث في مناخنا؟ هل الأمطار الصيفية مجرد حدث عارض، أم هي مؤشر عميق على تحولات مناخية شاملة تؤثر في النظام الجوي بأسره؟
من المعروف علميًا أن الأمطار غالبًا ما ترتبط بموسم الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة وتتهيأ الظروف الجوية لتشكيل الغيوم وسقوط الأمطار. بينما في الصيف، حيث تتجاوز درجات الحرارة الأربعين أحيانًا في بعض المدن، يتطلب تشكل الأمطار آليات مختلفة وعوامل فيزيائية دقيقة.

الزيادة الحرارية في الطبقات السطحية من الغلاف الجوي تؤدي إلى رفع وتيرة التبخر، مما يحمل الهواء بكميات هائلة من بخار الماء. مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تتعزز هذه العملية بشكل غير معتاد. ولكن البخار وحده لا يكفي لتكوين الأمطار، بل يتطلب الأمر حدوث اضطرابات هوائية معينة، مثل اندفاع منخفض علوي بارد من الطبقات العليا للجو، أو تصادم كتل هوائية مختلفة.
هذا التفاعل بين كتلة هوائية ساخنة محملة بالرطوبة وكتلة باردة علوية يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي، مما ينتج عنه ما يُعرف بالعواصف الحملية أو الأمطار الرعدية الصيفية. وفي بعض الحالات، تكون هذه الأمطار غزيرة ومركزة، وتظهر في غضون دقائق، وهو ما شهدناه في مشاهد متكررة خلال السنوات الأخيرة في القاهرة، وبيروت، وعمان، وحتى في الرياض.
السؤال الأكثر عمقًا لا يتعلق فقط بكيفية تشكّل هذه الأمطار، بل بما تعنيه من دلالات مناخية. فظهور نمط مناخي غير مألوف، مثل هطول الأمطار في أوقات غير معتادة، يعني غالبًا أن النظام المناخي بدأ يختل، وأن خطوط التوازن التي كانت تضبط العلاقة بين فصول السنة بدأت تتحرك.

العلماء يربطون هذا التغير مباشرة بالاحترار العالمي الناتج عن تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. فمع كل جزء من الدرجة المئوية التي ترتفع فوق المتوسط المعتاد، يحتفظ الغلاف الجوي بمزيد من بخار الماء، مما يجعله أكثر قابلية لتوليد طاقة كامنة تؤدي إلى تطرف مناخي. وما كان يومًا من الحالات النادرة، كالأمطار الصيفية، يتحوّل شيئًا فشيئًا إلى نمط متكرر.
تساعد تكنولوجيا الأقمار الصناعية، ونماذج المحاكاة الجوية، وأدوات الاستشعار عن بعد في توفير بيانات دقيقة حول أنماط التحول هذه. 

ورصدت العديد من المراصد المناخية الإقليمية والدولية تحوّلات واضحة في التوزيع الموسمي للهطول المطري في مناطق متعددة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن بين أهم ما كشفته هذه النماذج هو وجود تحولات زاحفة في نطاقات الأمطار، حيث تتوسع بعض المناطق شبه الجافة لتدخل في نطاق المطر الموسمي، بينما تنحسر مناطق أخرى.

تظهر هنا معضلة من نوع جديد: إذا تغير نمط سقوط الأمطار من شتوي إلى صيفي، أو أصبح غير منتظم، فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على الزراعة، والتخطيط العمراني، وإدارة موارد المياه. فالمزارع الذي كان ينتظر المطر في ديسمبر ويناير، لن يجد فيه فائدة إن جاء في يوليو، لأنه حينها يكون قد زرع أو حصد بالفعل. كما أن المدن غير المجهزة بتصريف مياه الأمطار في الصيف معرضة للغرق والشلل، كما شهدنا في القاهرة قبل عامين.

ثمّة ما هو أعمق من مجرد السيول المؤقتة. فهذه الظواهر تعكس اضطرابًا أكبر في دورة المياه العالمية، وتؤشر إلى اختلال في حركة التيارات النفاثة، وتغير في مواضع الضغط الجوي العالي والمنخفض، وكلها عناصر دقيقة تدخل في حسابات ما يُعرف بالتوازن الديناميكي للغلاف الجوي.

يظن البعض أن هذه الأمطار خيرٌ في غير أوانه، لكنها في الحقيقة قد تكون نذيرًا بتحولات أكثر جذرية، من بينها تغير حدود الفصول نفسها. فعندما تتكرر الأمطار في الصيف، وتصبح درجات الحرارة معتدلة في الشتاء، فإننا أمام تلاشي تدريجي لما نعرفه من خصائص الفصول الأربعة، ودخولنا في مرحلة مناخية جديدة قد تُعرف باسم مناخ الانتقال المتغير أو مناخ الفوضى.

هذا المفهوم ليس مجرد تشبيه أدبي، بل هو مصطلح علمي بدأ استخدامه لوصف الحالة التي لا يمكن فيها التنبؤ بسلوك المناخ على المدى المتوسط بسبب كثرة المتغيرات. وهذا ما يجعل النماذج المناخية طويلة الأجل أكثر عرضة للخطأ، ويزيد من صعوبة وتعقيد التخطيط الحضري والمائي والزراعي.

على صعيد السياسات، تطرح هذه الظاهرة تحديات كبيرة. فلم يعد المناخ مجرد شأن بيئي، بل أصبح قضية أمن قومي. فأي تغير في نمط المطر قد يخلق نزاعات حول الموارد، أو يفاقم الهجرة المناخية، أو يسبب ضغطًا على شبكات البنية التحتية. ومن هنا تأتي أهمية أن تضع الحكومات سيناريوهات استباقية تتضمن بناء بنية تحتية قادرة على امتصاص الصدمات المناخية، وتوفير نظم إنذار مبكر، وتعزيز البحث العلمي.

أصبح الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها في هذا المجال. فأنظمة التعلم العميق قادرة على تحليل ملايين البيانات المناخية في وقت قياسي، واستنباط أنماط قد تعجز النماذج التقليدية عن رصدها. كما أن المحاكاة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتنبأ بمواقع العواصف والأمطار وتوقيتها وشدتها، بدقة متزايدة يومًا بعد يوم.
لكن رغم هذه الأدوات، تبقى الحاجة إلى الوعي العام، وإلى ربط المواطن بهذه التغيرات من خلال إعلام علمي رشيد، يقدم الحقائق دون تهويل، وينبه إلى المخاطر دون إثارة الهلع. فالتغير المناخي ليس مجرد موضوع للنقاش السياسي في المؤتمرات الدولية، بل هو واقع يومي نشهده في تفاصيل الطقس وفي تغير سلوك السماء.
تلك الغيوم الصيفية التي تمر من فوقنا ليست مجرد مشهد عابر، بل هي وثيقة حيّة تشهد على أن مناخ الأرض يكتب فصلاً جديدًا من تاريخه، فصلًا تندمج فيه الفصول وتختلط فيه التوقعات، وتصبح فيه المظلة جزءًا من حقيبة الصيف.

طباعة شارك الأمطار الجغرافيا موسم الشتاء

مقالات مشابهة

  • أوروبا تحترق بموجة حر استثنائية ومغردون يحذرون من التغيرات المناخية
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي ودعمها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
  • لماذا صيام تاسوعاء قبل يوم عاشوراء وعلاقته باليهود؟ لـ3 أمور و9 فضائل
  • شحاتة السيد يكتب: الأسرار المناخية في الأمطار الصيفية
  • خبير أرصاد: الاحتباس الحراري من أكبر أسباب ارتفاع درجات الحرارة  
  • خبير أرصاد: الاحتباس الحراري يغير ملامح فصول السنة ويضاعف حرارة الخليج .. فيديو
  • تغير المناخ يهدد نصف موائل السلاحف البحرية
  • ما الذي نعرفه عن العلاقة بين التغيرات المناخية وموجات الحر؟
  • بنعلي: المغرب يعتزم خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأكثر من 53% بحلول 2035
  • هل يحدث تسونامي بالبحر المتوسط.. أستاذ المناخ يكشف الحقيقة