عدن الغد / بي بي سي


تنخرط عائلة "نيميشا بريا"، وهي ممرضة من ولاية كيرالا الهندية تواجه عقوبة الإعدام في اليمن، في نضال حثيث من أجل حريتها.

من قلب ولاية كيرالا، جاءت نيميشا إلى اليمن لتجد نفسها متورطة في رحلة من اليأس. تواجه حكم الإعدام في ذلك البلد بتهمة قتل المواطن اليمني، طلال عبده مهدي، في عام 2017، وتتكشف قصة نيميشا على خلفية معركة قانونية مضطربة.


معضلة الهروب من العقوبة
وسط الحماس الذي يحيط بقضية نيميشا، يبرز سؤالٌ مثير للجدل: هل يمكن الهروب من عقوبة الإعدام في اليمن من خلال تعويض عائلة الضحية مالياً، بدفع الدية؟

إنّ الفكرة المقلقة المتمثلة في أن دفع المال قد يكون بمثابة تذكرة للحرية يتردد صداها من خلال المناقشات المحيطة بمحنة نيميشا.

أهمية الاعتذار
تحت سطح الجانب المالي للقصة يكمن عنصر أكثر عمقاً - سعي نيميشا للخلاص من خلال الاعتذار. وهذا الجانب الرئيسي، الذي غالبا ما تطغى عليه الاعتبارات المالية، يشكل محور كفاحها من أجل العدالة.

في الرحلة الشاقة من أجل حرية نيميشا بريا، تواجه عائلتها تعقيدات النظام القانوني في اليمن. لقد اتخذت حياة الممرضة البالغة من العمر 34 عاما منعطفا غير متوقع، عندما حُكم عليها بالإعدام في السجن المركزي باليمن بتهمة قتل طلال عبده مهدي.


ويتفاقم الوضع مع ظهور نقاشات حول إمكانية إطلاق سراح نيميشا، إذا قامت عائلتها بتعويض عائلة القتيل اليمني. وهذا يثير مخاوف أخلاقية ويرسم صورة قاتمة، مفادها أنه من الممكن شراء طريقة للهروب من عقوبة الإعدام في اليمن.

ومع ذلك، فإنّ التعمق في تعقيدات قضية نيميشا يكشف عن قصة أكثر إثارة للمشاعر. وبعيدا ًعن العناوين والمفاوضات المالية، فإن جوهر الأمر يكمن في الرغبة الصادقة لعائلة نيميشا في تقديم اعتذار لعائلة الضحية. هذه البادرة، المتجذرة في مبادئ طلب العفو، هي النقطة المحورية في جهودهم لتأمين إطلاق سراح نيميشا.

خلفية

اتخذت رحلة نيميشا بريا من ولاية كيرالا إلى اليمن منعطفاً غير متوقع، انتهت بسجنها في السجن المركزي في اليمن. وعلى الرغم من رفض مجلس القضاء الأعلى في اليمن طلبها نقض حكم الإعدام، إلا أن هناك بصيصاً من الأمل في عالم الشريعة الإسلامية. فرصة نيميشا الوحيدة لتجنب عقوبة الإعدام تكمن في الحصول على العفو من عائلة الضحية وتقديم التعويض.

التحديات والمعارك القانونية

ويضيف المشهد السياسي المعقد في اليمن، والذي يتميز بحرب أهلية طويلة الأمد بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية، طبقات من الصعوبة إلى قضية نيميشا. إنّ رفض الحكومة الهندية الاعتراف بالمتمردين الحوثيين يزيد الأمور تعقيداً، ما يخلق عقبات أمام أقارب نيميشا أو أصدقائها الذين يحاولون إنقاذها.

كما أنّ منح محكمة دلهي العليا الإذن لوالدة نيميشا، بريما كوماري، بالسفر إلى اليمن يعكس تطوراً كبيراً في هذه الملحمة القانونية. ومع ذلك، فإنّ توجيهات المحكمة لها بتحمل المسؤولية عن أمنها يسلط الضوء على طبيعة الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

دلالة تاريخية

وتبرز قضية نيميشا بريا باعتبارها حالة شاذة في تاريخ اليمن، حيث يعتبر الإعدام الفوري هو القاعدة في قضايا القتل. التأخير في تنفيذ الحكم يثير الدهشة، ويثير تساؤلات حول تفرد هذا الوضع.

اهتمام وسائل الإعلام وحملات الدعم

يلعب صامويل جيروم، أخصائي اجتماعي في اليمن، دوراً حاسماً في تسليط الضوء على قضية نيميشا. وتهدف جهوده، إلى جانب جهود حملة مجلس العمل الدولي لإنقاذ نيميشا بريا، إلى إعادة تشكيل سردية بالقضية. ويشددون على أنّ طلب العفو أمر بالغ الأهمية، ما يتحدى التصور القائل بأن التعويض المالي هو الحل الأساسي.

وتحمل رحلة بريما كوماري الوشيكة إلى اليمن، المقرر إجراؤها في شهر يناير/كانون الثاني، وعداً بتحقيق انفراجة. إنّ قرار المحكمة العليا في دلهي، إلى جانب الجهود المتواصلة التي يبذلها مجلس العمل الدولي لإنقاذ نيميشا بريا، يغذي التفاؤل بشأن إطلاق سراح نيميشا في نهاية المطاف.

عزيمة أم

إنّ تصميم بريما كوماري الثابت على إنقاذ ابنتها يسلط الضوء على المأساة الإنسانية، التي تكمن في قلب هذه المعركة القانونية. تصميمها على مواجهة التحديات في اليمن، على الرغم من حالة الحرب السائدة، ينبع من حب الأم والأمل في لم شمل نيميشا مع ابنتها الصغيرة.

وفي مواجهة الحزن الذي لا يمكن تصوره، تطالب بريما كوماري بتفهم قضية ابنتها، مبرزة رحلة نيميشا من الفقر إلى أرض أجنبية سعياً لحياة أفضل. وهي لا تزال ثابتة على قناعتها بأن طلب العفو، وليس مجرد دفع مبلغ من المال، هو الجوهر الحقيقي لسعيهم إلى العدالة.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الإعدام فی الیمن عقوبة الإعدام نیمیشا بریا إلى الیمن

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: هل يمكن لأحد إيقاف زحف اليمين الشعبوي في أوروبا؟

أكد مقال نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية أن قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا يواجهون خطر صعود أقصى اليمين الشعبوي، في ظل تراجع نفوذ أوروبا وغرقها في مشاكل اقتصادية، ودخولها في خلافات عميقة مع الحليف الأميركي الذي يدعم اليمين.

وأضافت الصحيفة أن قادة الدول الأوروبية الثلاثة ما فتئوا يحذرون من كوارث إذا تقوّى أقصى اليمين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خلافات الائتلاف وصعود اليمين تهدد مستقبل ميرتس في قيادة ألمانياlist 2 of 2برلمان النمسا يحظر حجاب الفتيات ومنظمات حقوقية تنددend of list

فقد قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن حكومته هي "الفرصة الأخيرة" للبلد لتفادي ذلك السيناريو، وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "خطر اندلاع حرب أهلية" إذا ما انتصر أقصى اليمين.

بينما وصف رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر حزب الإصلاح بزعامة نايجل فاراج بأنه تحد "لجوهر هويتنا الوطنية".

غير أن إيكونوميست قالت إن خطاب أقصى اليمين الشعبوي يستحق الإدانة في كثير من ملامحه، لكنها شددت على أن الحديث عنه "بلغة كارثية" محكوم عليه بالفشل، مبرزة أن القادة يحتاجون لنهج مختلف لتحقيق الهدف المطلوب.

إخفاقات

وذكرت أن الخطاب التشاؤمي قد يبدو أنه محاولة من القادة الثلاثة لصرف الانتباه عن إخفاقاتهم الذاتية.

وتابعت أن حكومة ستارمر مثلا تنفق كثيرا على الرعاية الاجتماعية، وستفرض ضرائب قياسية في ظل غياب نمو سريع، وذلك بعد 14 عاما من الركود تحت حكم المحافظين.

أما في فرنسا، فقد ألغي قانون ماكرون لرفع سن التقاعد، بينما يدفع رئيس وزرائه الخامس -خلال 3 سنوات- باتجاه المصادقة على الموازنة بشق الأنفس داخل الجمعية الوطنية. وفي ألمانيا، لم يتحقق شيء تقريبا من خطة ميرتس لـ"خريف الإصلاحات".

وذكرت أن تحذيرات القادة الثلاثة غير مقنعة، فبعض حكومات أقصى اليمين ليست خطرة، فجورجيا ميلوني تقود إيطاليا كما يفعل أي سياسي تقليدي، ومستشارو حزب الإصلاح المحليون في بريطانيا يتصرفون حتى الآن "بشكل طبيعي".

في الوقت الذي تتراجع فيه رغبة الولايات المتحدة في قيادة الدفاع الجماعي عن أوروبا، يتبنى أقصى اليمين الأوروبي اعتقاد دونالد ترامب بأن القارة ستكون أكثر أمنا إذا كانت أقل توحدا.

وأوضحت أن عددا كبيرا من الأوروبيين لا يصدقون ما يقال لهم، لذلك باتوا يقتربون من أقصى اليمين الذين كانت تتجنبهم سابقا.

إعلان

ففي فرنسا يلتقي زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا مع رجال الأعمال الفرنسيين، وحزب الإصلاح ببريطانيا يستقبل سياسيين محافظين منشقين هو في حاجة إليهم، وفقط برلين ترفض التعامل مع حزب البديل من أجل ألمانيا، حتى إن نوابه -ثاني أكبر كتلة في البرلمان- ممنوعون من تولي مناصب نواب رئيس البوندستاغ.

وتابعت أن المشروع الشعبوي الأكثر إقناعا هو الاقتصاد، فأحزاب أقصى اليمين عندما يخاطبون الشركات يركزون على تقليل القيود التنظيمية، محليا وأوروبيا، ويقولون إنهم يريدون حكومة لا تفرض الكثير من الضرائب، بينما تشتكي الشركات من أن الدولة تعاقب روح المبادرة والمخاطرة، وتنفق الكثير على الرعاية الاجتماعية.

وعلى الرغم من أن التكامل الاقتصادي الأوروبي هو المصدر الأبرز للنمو -توضح إيكونوميست- إلا أن أقصى اليمين يتجه نحو صدام مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيقود إلى تآكل السوق الموحدة وتدمير النمو.

وتوضح الصحيفة أن على الأوروبيين أن يقلقوا من رؤية أقصى اليمين لأوروبا، ففي الوقت الذي تتراجع فيه رغبة الولايات المتحدة في قيادة الدفاع الجماعي عن أوروبا، يتبنى أقصى اليمين اعتقاد دونالد ترامب بأن القارة ستكون أكثر أمنا إذا كانت أقل توحدا.

وأكدت إيكونوميست أن الانتخابات الرئاسية ستجرى بعد 18 شهرا في فرنسا، وفي مارس/آذار 2029 بألمانيا، وأغسطس/آب 2029 ببريطانيا، وإذا استمر السياسيون التقليديون في شيطنة اليمين الشعبوي فسيريحهم ذلك نفسيا، لكنه لن يخدم بلدانهم.

مقالات مشابهة

  • الرعاية الصحية تنقذ مُسنًا من تمدد خطير بالشريان الأورطي دون جراحة ببورسعيد
  • وجه ميسي يدفع جماهير هندية لتحطيم المقاعد واقتحام الملعب
  • محافظ أسيوط يفتح بوابة استثمارات هندية جديدة لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة
  • كيف يمكن لهذه الدولة الخليجية أن تساعد لبنان؟
  • متى تتحول الكحة البسيطة إلى خطر؟.. العلامة رقم 5 لا يمكن تجاهلها
  • حين يتحول الاحتجاز إلى حكم بالإعدام في مصر
  • 10 مخالفات مرورية يمكن التصالح عليها بـ 25 جنيها فقط.. ما هي؟
  • إيكونوميست: هل يمكن لأحد إيقاف زحف اليمين الشعبوي في أوروبا؟
  • إلى أي حد يمكن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب؟
  • 10 مخالفات مرورية يمكن التصالح عليها بـ25 جنيهًا فقط.. تعرف عليها