مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثالث، تزايدت التحذيرات الدولية والأممية من إمكانية تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء المصرية.

وتساءلت وكالة الأنباء الفرنسية عن إمكانية نجاح إسرائيل في تنفيذ مخططها؟ خاصة بعد أن أمرت المدنيين بالمغادرة إلى أقصى جنوب القطاع،​​واضطرار نحو 85% من سكان القطاع إلى ترك منازلهم، وحدوث اكتظاظ كبير في مدينة رفح الحدودية مع مصر.

وجاءت التصريحات الإسرائيلية لتؤكد نية إسرائيل في تهجير سكان غزة، حيث دافع أعضاء في الحكومة الإسرائيلية علناً عن فرضية مغادرة الفلسطينيين للقطاع.

وخلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كتب وزير المال بتسلئيل سموتريتش على فيسبوك مرحبا بـ"الهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم".

ودعت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملئيل إلى "تشجيع إعادة التوطين الطوعي لفلسطينيي غزة خارج القطاع لأسباب إنسانية"، فيما اقترح مسؤولون إسرائيليون سابقون أن مصر بإمكانها إقامة مدن خيام واسعة في صحراء سيناء، بتمويل دولي.

تحذيرات

ورداً على هذه التصريحات، حذّر عدة رؤساء دول عربية من المخطط الإسرائيلي لتهجير سكان غزة، ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سكان غزة إلى "الثبات والبقاء على أرضهم" بعد أيام على اندلاع الحرب. كما حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من "نكبة ثانية".

وانتقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر في الدوحة "أساليب إسرائيل المنهجية...لتفريغ غزة من شعبها"، مضيفاً أن "مقدار الدمار في شمال قطاع غزة مؤشر واضح على نية إسرائيل في طرد سكان غزة منها ضمن سياسة يدافع عنها أعضاء الحكومة الإسرائيلية مثل بن غفير وسموتريتش وآخرين".  

كذلك، رفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشكل قاطع فكرة طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، قائلا إنه يجب أن يكونوا قادرين على البقاء في ديارهم بينما تقاتل إسرائيل حماس. وقال في مقابلة مع قناة "العربية" إن "هذه الفكرة محكوم عليها بالفشل، ولذا نحن لا نؤيدها".

فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأحد الماضي من "تزايد الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر".

وكرّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني ذلك، متهما إسرائيل بتمهيد الطريق لطرد سكان قطاع غزة جماعيا إلى مصر عبر الحدود.

وأشار لازاريني في مقال رأي نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة واحتشاد المدنيين النازحين الذين فرّوا من القتال بشكل متزايد قرب الحدود في الشمال ثم الجنوب. وقال "التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر".

اقرأ أيضاً

مصر تحذر إسرائيل وأمريكا من "قطيعة" حال تهجير الفلسطينيين لسيناء

واعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي أنه "من الأهمية بمكان التشديد على عدم الترويج لعملية إجلاء السكان هذه وعدم التشجيع عليها أو فرضها ".

ما هو الرأي القانوني؟

قانونياً، إنّ طرد المدنيين محظور بموجب اتفاقيات جنيف التي تشكل جوهر القانون الإنساني الدولي.

في هذا السياق قالت شيلا بايلان، المحامية الدولية في مجال حقوق الإنسان، المستشارة السابقة للأمم المتحدة "إذا تم التهجير في سياق نزاع مسلح، فهو جريمة حرب".

وبموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن "الترحيل أو النقل القسري للسكان" مُدرج كجريمة ضد الإنسانية.

وأوضحت بايلان أنه لا يحتاج القادة للقيام بإعلانٍ صريح حول ضرورة مغادرة الأشخاص حتى يتم اعتبار ذلك ترحيلاً قسريا مؤكدة "إذا جعلت ظروف العيش مستحيلة أمام الناس، فلن يكون أمامهم خيار آخر".

وأشارت إلى حصول إدانات ناجحة متعددة بشأن التهجير القسري للمدنيين، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة والمحكمة الخاصة بسيراليون والمحكمة الجنائية الدولية.

وفي عام 1948، شُرّد وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت إبان قيام دولة إسرائيل والتي عُرفت ب"النكبة".

ونحو 80% من سكان غزة هم أنفسهم لاجئون أو أبناء وأحفاد اللاجئين الذين تركوا منازلهم خلال "النكبة" إبان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وهناك قرابة ستة ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة مسجلون لدى الأونروا.

وخلال حرب عام 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية، حدث المزيد من عمليات النزوح.

المصدر | أ ف ب

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل رفح تهجير سيناء تهجیر سکان إسرائیل فی قطاع غزة سکان غزة غزة إلى

إقرأ أيضاً:

إستشهاد عشرات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية في عدة مناطق بغزة

غزة (الاراضي الفلسطينية) "أ ف ب)": أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي قتل اليوم 35 فلسطينيا في قطاع غزة، من بينهم ستة كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن طواقمه ومسعفين "نقلوا 35 شهيدا وعشرات الإصابات بنيران الاحتلال، سواء بالرصاص الحي أو قذائف الدبابات أو غارات جوية، من مناطق مختلفة في قطاع غزة".

وأوضح أن ستة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب 30 آخرون بجروح عندما أطلق جنود إسرائيليون النار بالرصاص وقذائف الدبابات في اتجاه آلاف الأشخاص الذين تجمّعوا فجر الأربعاء على طريق صلاح الدين قرب جسر وادي غزة في وسط القطاع للحصول على مساعدات.

وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات (وسط) وصول قتلى ومصابين. وأوضح في بيان أن بين المصابين "عددا من الحالات الخطيرة والحرجة".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في حادث جسر وادي غزة.

سلسلة حوادث مميتة

وحصلت خلال الأسابيع الماضية سلسلة حوادث مميتة يومية في محيط مراكز "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيا، وقُتل، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني، العشرات من منتظري المساعدات، في وقت يشدد القطاع نقصا فادحا في المواد الغذائية والأساسية.

وأقرّ الجيش الإسرائيلي مرارا بحصول إطلاق نار.

وكانت إسرائيل منعت كل الإمدادات الغذائية والدوائية الى القطاع في مارس الماضي، قبل أن تعيد السماح في مايو بإدخال كميات محدودة من المساعدات.

وبحسب أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس، قُتل ما لا يقل عن 516 شخصا وأصيب نحو 3800 آخرين بنيران إسرائيلية أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية منذ أواخر مايو.

سبعة من عائلة واحدة

من جهة ثانية، قال بصل إن سبعة أشخاص من عائلة واحدة بينهم أطفال ونساء قتلوا في غارة جوية إسرائيلية قرب محطة الشوا للوقود في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، ونقلوا الى مستشفى المعمداني بغزة.

وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب عدد آخر بجروح نتيجة غارة من طائرة مسيرة إسرائيلية قرب مبنى بلدية النزلة في جباليا في شمال قطاع غزة، وفق المصدر ذاته.

وإستشهد فلسطينيان بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة في منطقة الصبرة في مدينة غزة.

كما إستشهد ثلاثة أشخاص في غارة جوية استهدفت منزلا مكوّنا من طابقين بجوار مدرسة القسطنطينية التي تؤوي مئات النازحين في حي الكرامة في شمال غرب مدينة غزة.

ولا يمكن لوكالة فرانس برس أن تتحقّق بشكل مستقلّ من عمليات القصف وإطلاق النار في قطاع غزة.

وكان بصل ذكر صباح اليوم أن طواقم الدفاع المدني ومسعفين نقلوا إلى مستشفى محلي ستة قتلى بعد غارة جوية في مخيم النصيرات، وثلاثة بعد غارة في حي الشجاعية، وخمسة من دير البلح في وسط القطاع.

واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 56156 شخصا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: الجيش تعمد استهداف الفلسطينيين قرب مراكز المساعدات في غزة
  • “الأورومتوسطي”: “إسرائيل” تتعمد استخدام التجويع كسلاح حرب ضد الفلسطينيين
  • 35 شهيدا .. قوات الإحتلال ترتكب مجـ.زرة جديدة بحق الفلسطينيين
  • ساندرز: يجب وقف دعم حكومة نتنياهو التي تبيد وتجوع سكان غزة
  • إستشهاد عشرات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية في عدة مناطق بغزة
  • سكان إسرائيل يودّعون الملاجئ بعد 12 يومًا من «الجحيم تحت الأرض»
  • هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
  • إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لعملية القيد التاريخية لشركة ڤاليو في البورصة المصرية
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 40 شهيدًا
  • هيرميس تنجح في إتمام عملية القيد التاريخية لشركة ڤاليو بالبورصة المصرية