سودانايل:
2025-06-27@15:18:30 GMT

عن لوثة الكيزان كلنا أخوان مسلمون اليوم

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

(30 يوليو 2013)

(أعيد نشر هذه الكلمة في سياق خطاب لوثة الكيزان الدائر. فليست هذه مرتي الأولى التي أناشد فيها الليبراليين والتقدميين والحداثيين من قومي إلا تستبد بهم لوثة العداء للإخوان فيهدمون معبدهم (كالنظام الديمقراطي) بأيديهم. والكلمة ليست عن كيف انقلبت هذه الجماعة في مصر على الديمقراطية المستعادة بفضل ثورة 2010 احتجاجاً على فوز الإخوان المسلمين فيها فحسب، بل عن كيف ران عليهم صمت ذليل حيال ذبح خصمهم في ميدان رابعة بلا جريرة سوى أنه جاء الحكم غلابا بالتصويت.

وربما أساء مما يحدث في أرقى الديمقراطيات. ولكنه ليس من عزم الأمور أن تخرج عليه طالباً ديمقراطية أفضل (ربما تلك التي لا تخضع فيها لحكم الاقتراع) ثم تعود بعد ثورتك عليه محتقباً ديكتاتورية أنشبت أظافرها فيك قبل غيرك. فهي تعرف أنك خطر عليها في المدى الطويل بأكثر من خطر الإخوان.

رثيت لجماعة من السودانيين تناقلوا خبراً لئيماً عن الرئيس مرسي مفاده أنه تهافت أمام المحققين. فقالوا إنه قال للمحقق إن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، انتهره لما أبدى عزته برئاسته لجمهورية مصر أمامه مرة وقال له: "إن مصر أكبر من مرسي ومن جماعة الإخوان". ربما حدث هذا ونقول بذلك جدلاً. ولكن الأرذل من التضعضع أمام محقق حاقن هو التضعضع بقبول ما يصدر عنه عن رجل مغيب قهراً عن وظيفته التي جاءها برغبة شعب مصر. فإذاعة خبر عن مصدر واحد عاهة وبروبقاندا. أما إذاعة "مأثرة" للأمن المصري (عن الأمن المصري) عن هدم رجل في ذمتهم فهذا باب غائر في النذالة.
قالوا إنهم يحققون مع الرئيس مرسي لهروبه الكبير من السجن خلال ثورة 25 يناير 2010 بمساعدة من حماس. واستغربت أن المحقق المصري كالكلب العجوز، في قول أهل الإنجليزية، ليس بوسعك تعليمه حيلة جديدة. عدت بذاكرتي إلى أيام في 1964 أو1965 حين اصطدم الإخوان المسلمون بنظام ناصر. فألقت القبض على الشهيد سيد قطب. وراحت الدولة تذيع تآمر الإخوان لزعزعة أمن لبلاد. ومن ضمن ذلك نشر صور لمصاحف مجوفة قيل إن الإخوان كانوا يخفون فيها مسدساتهم لوقت التخريب. وصدقناهم في حماستنا للناصرية. وقتلوا قطب. وخرجنا في القوى التقدمية في مظاهرة لدعم النظام التقدمي في مصر من مؤامرات الإخوان. ولا أذكر ذلك اليوم إلا بهوان. لقد شقينا من أخوان السودان آنذاك ولكن لا تزر وازرة وزر أخرى. فليس من الخلق أن يسير التقدم في جنازة مفكر وعابد ومفسر مرموق للقرآن قتيل غيلة.

استمعت إلى كلمة أحمد شفيق في مناصرة نداء السيسى العام لمواجهة الإخوان المسلمين. ويؤسفني أنها معجونة من لغة "تحالف الشعب العامل" في أسوأ نسخها. سمى الإخوان خونة ومارقين. خونة لمن ومارقين من ماذا؟ وقال إنهم توهموا بحكم مصر أن أماراتهم الإسلامية بدأت بها. فهي الباكورة. وقال إنه قد يفهم مروقهم. من ماذا؟ ولكن لا يفهم خيانتهم التي لن يلوموا إلا أنفسهم عليها. وقال إنهم سيتعبأون من وراء القوات المسلحة التي، فيما معناه، حملت رؤوسها على أكفها فداء للوطن. وبالدم بالروح.
يرتكب يساريو السودان ذنباً غير مغفور إن لم يستنكروا بأغلظ العبارات ما يجري للإخوان المسلمين في عدوية والجيزة والقائد إبراهيم. فقتلة الإخوان في تجمهرهم السلمي هم قتلة راتبون. وسيأتي يوم التحرير (الميدان). بل جاء وذقتم عضاضهم. ولن تنجوا منهم إلا إذا اتبعتم سنة التظاهر بأمر الزعيم. وهي عاهة قديمة فيكم.
أرجو ألا نكرر خطأ 1952. فقد اتفق للإخوان والشيوعيين الاحتجاج معاً على انقلاب 1952. فصادم النظام الإخوان ووقعت المحاولة المزعومة لقتل ناصر واستباح النظام حرماتهم. وحدث في نفس الوقت أن واجه النظام الشيوعيين بقتل "خميس والبقري" النقابيين ممن كانا في قيادة موكب للضغط لمطالب نقابية. ورتب الإخوان والشيوعيون حملات مشتركة للهجوم على الدكتاتورية العسكرية في مصر. وهكذا كان اسم ثورة يوليو في جريدة الميدان يومها. ثم جنح الشيوعيون نحو النظام بعدها كما هو معروف.
التهمة الموجهة للرئيس مرسي أنه كسر قيد السجن وخرج بالثورة. فليقل شفيق والبرادعي وعمرو موسي ورفعت السعيد من أي الأرائك والمشربيات جاءوا إلى الثورة؟
لن يحقن دم الإخوان إلا تحالف عريض (حتى ممن وقفوا ضدهم في 30 يونيو) لوقف الذبح للسياسة في عدوية والقائد إبراهيم. فالذبح للسياسة هو نهاية السياسة. وكلنا أخوان مسلمون اليوم.

IbrahimA@missouri.edu
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی مصر

إقرأ أيضاً:

مجلس حكماء المسلمين ينظِّم مائدة عن التراث الديني بكازاخستان

نظَّم مجلس حكماء المسلمين فرع آسيا الوسطى، بالتعاون مع المركز الدولي للحوار بين الأديان والحضارات والجامعة المصرية للثقافة الإسلامية "نور مبارك"، مائدة دولية مستديرة تحت عنوان "الدبلوماسيَّة الروحيَّة والحفاظ على التراث المقدس للأديان العالمية والتقليدية" وذلك على مدى يومي 25 و 26 يونيو الجاري، في مدينة ألماتي بكازاخستان.

مجلس حكماء المسلمين يهنِّئ الأمة العربية والإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديدمجلس حكماء المسلمين يُدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة بدمشق

وشهد هذا التجمع الرفيع حضورًا متميزًا لنخبة من كبار العلماء والشخصيات الدينية والخبراء والمثقفين، بهدف استكشاف الدور الحيوي للمخطوطات القديمة والتراث الديني الثقافي في عصرنا الحديث؛ حيث ركزت النقاشات على تطوير إستراتيجيات فعالة لترميم هذه المخطوطات النادرة، وتعزيز الدبلوماسية الروحية كجسر للتفاهم بين الأديان؛ حيث كان من أبرز محاور هذا الحوار مبادرة طموحة لترميم مخطوطة نادرة من القرآن الكريم تعود للقرن الثاني عشر.

وضمت قائمة المشاركين في هذه المائدة الدولية المستديرة كلًّا من، الدكتور دارخان كديرالي، المنسق العام لمكتب مجلس حكماء المسلمين في منطقة آسيا الوسطى، باويرجان باكيروف، نائب رئيس المركز الدولي للحوار بين الأديان والحضارات، الدكتور أحمد حسين ، رئيس جامعة نور مبارك، الدكتور إليونور سيلارد، باحثة مشاركة في INALCO بفرنسا، الدكتور عشير بيك مؤمنوف، مستشار آسيا الوسطى لمركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، الدكتور رستم جابوروف، المستشار العلمي للجمعية العالمية لدراسة وحفظ وتعزيز التراث الثقافي لأوزبكستان (WOSCU).

وركَّزت فعاليات اليوم الأول على عروض تقديمية تحت عنوان "الدبلوماسية الروحية ودور الأديان في بناء الثقة المتبادلة"، أدارها الدكتور يختيار بالطور، مدير قسم العلوم والابتكار في جامعة نور مبارك. بالتوازي، عقد خبراء الترميم ورش عمل وندوات متخصصة، فيما قدم أحد الباحثين من جامعة الأزهر جولة إرشادية قيمة لمجموعة المخطوطات الإسلامية، تضمنت عرضًا خاصًّا للمصحف النادر من القرن الثاني عشر.

وخصصت فعاليات اليوم الثاني لمناقشة آليات صيانة المخطوطات الإسلامية النادرة وأحدث الأساليب الأكاديمية في دراسة التراث الإسلامي؛ حيث تُوجت المائدة الدولية المستديرة باعتماد إعلان مشترك يؤكد التزام المؤسسات المشاركة الراسخ بحماية التراث المقدس وتعزيز الدبلوماسية الروحية كركيزة للتفاهم والتعايش بين الثقافات والأديان.

يأتي ذلك في إطار جهود مجلس حكماء المسلمين الهادفة إلى تعزيز الدبلوماسية الروحية في ترسيخ الحوار والتسامح والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة بما يسهم في نشر قيم السلام والتفاهم والاستقرار.

طباعة شارك حكماء المسلمين مجلس حكماء المسلمين مائدة مستديرة كازاخستان التراث

مقالات مشابهة

  • مجلس حكماء المسلمين ينظِّم مائدة عن التراث الديني بكازاخستان
  • كانسيلو يطمئن الدكة بعد هدف ليوناردو: ما فيها تسلل .. فيديو
  • عودة الإخوان غدا!!
  • دريان: لا دولة بدون المسلمين والمسيحيين
  • اليوم.. طلاب الثانوية العامة "النظام الجديد والقديم" يؤدون امتحاني الفيزياء والتاريخ
  • إيران تستأنف الرحلات شرقًا وجنوبًا وتُبقي مطارات رئيسية مغلقة
  • اليوم.. محاكمة 57 متهمًا في قضية إعادة هيكل اللجان النوعية لـ «الإخوان الإرهابية»
  • ماراثون الثانوية العامة |طلاب مدارس المكفوفين النظام القديم يؤدون الفلسفة والمنطق اليوم
  • خلال ساعات.. نظر محاكمة 57 متهما بقضية اللجان النوعية للإخوان
  • اليوم.. محاكمة 57 متهمًا في قضية اللجان النوعية للإخوان