عادل عسوم: هذه صورة والدي رحمه الله وخكايته في قطار كريمة
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
أسألكم بالله الترحم عليه والدعاء له في هذا اليوم المبارك، نعم لقد مرت أكثر من ثلاثة عقود على وفاته، لكأنه أمامي الآن وهو يقرأ مجلة العربي أمام باب منزلنا في البركل أو حيث عمل في العديد من مدن وقرى السودان، فقد كان رحمه الله شغوفا بالقراءة والثقافة على عمومها.
ولوالدي رحمه الله قصة كفاح حري بها أن تحكي في المجامع، فقد كان عصاميا، خرج من البركل وعمره أقل من 14عاما وذهب (متخفيا) إلى الخرطوم بغية مواصلة دراسته.
قال لي رحمه الله بأن لجنة ترسلها وزارة التربية والتعليم جاءت إلى خلوة ودالكرسني في البركل تحت حيث كان يتعلم، واختارت اللجنة الوالد ضمن تلاميذ ثلاث باعتبارهم نجباء يستحقون الالتحاق بالمدرسة الأولية، وبالفعل التحق بالمدرسة مع رفيقيه، لكنهم فوجئوا بقرار آبائهم الرفض التام بأن يدرسوا في مدارس الاستعمار، ولم تجد كل وساطات الأهل والأمهات لاثناء الآباء الثلاث عن قرارهم، فقرر ثلاثتهم الهروب إلى العاصمة لمواصلة دراستهم، ويوم الهروب تفاجأ الوالد بتخلف رفيقيه وهو يستقل قطر كريمة، لكنه أصر على السفر واختبأ في أحد ازيار عربات القطار الفارغة، وقد سبق له الاتفاق مع والدته على أمر ما.
فوصل إلى امدرمان ليبحث عن بيت أحد اخواله – وللعلم فإن جدتي جعلية من المتمة- وخاله هذا اسمه الطاهر، وكان صاحب مطعم شهير في امدرمان، واعتاد المجئ إلى البركل هو ووالدته للسلام على جدتي (الزهرة بت الشريف أبوسَم)، وناول خاله خطابا أملته عليه جدتي، فقرأه خاله وبكى ثم أعطاه الأمان، وبقي الوالد في كنف خاله الذي سافر إلى البركل ليعلم جدي بالأمر، واقسم عليه بأن لايرفض مواصلة ابنه لتعلميه وسيتكفل هو بذلك، وبالفعل أكمل والدي رحمه الله تعليمه والتحق بمدرسة المساعدين الطبيين في الخرطوم، وكانت تسمى مدرسة غردون للمساعدين الطبيين، وكان ترتيبه الأول على الدفعة، وصادف يوم تخرجه فيها الاحتفال بالاستقلال عام 56، وعندما نال شهادته كمساعد طبي عاد إلى البركل ليتزوج من والدتي أطال الله عمرها وهي ابنة شيخه وأستاذه في الخلوة التي درس فيها وهو الشيخ محمد الحسن حاجنور رحمه الله، وأمها البتول بت احمد عبدالحميد الكرسني رحمهم الله جميعا، واصطحب والدتي وسافر إلى بورتسودان ليصبح مستشفى بورتسودان أول مكان يعمل فيه، واختاره جراح انجليزي شهير مُحضّرا للعمليات برفقته في المستشفى، وكان هذا الطبيب الانجليزي استاذه في مدرسة غوردون الطبية، وكان يشيد بوالدي كثيرا على نبوغه وتفوقه، وهو الذي أسهم في إلحاقه بالسلاح الطبي بالجيش الانجليزي، حيث عمل في الحبشة وكذلك في طبرق في ليبيا من خلال القوة السودانية، وجاب الوالد رحمه معظم ارجاء السودان من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله كمساعد طبي، وكان ميلادي وثلاثة من اشقائي في شرق السودان، بينما توزع ميلاد بقية اشقائي مابين أقصى جنوب السودان في قوقريال، وأقصى شماله بين ظهراني أهلنا السكوت والمحس في جزيرة صاي، وختم الوالد عمله – بعد أن أصبح مفتشا عاما للشفخانات- في مستشفى كريمة، وعندما أتم السن القانونية للمعاش؛ ظل يعالج مرضاه الذين اعتادوا القدوم إليه من أماكن عديدة في مستشفى كريمة، فكان المريض يرفض مراجعة الطبيب (الدكتور) المسؤل عن المستشفى فيجدهم ينتظرونه أمام المستشفى، وبقي رحمه الله حريصا على مرضاه يعالجهم في بيته في (البركل فوق) إلى أن لقى ربه.
اشهد بأنك ادبتنا كما ينبغي، وقد بذلت كل الجهد لتعليمنا، وكان لك الفضل في عشقي واخوتي للقراءة والسعي لايساع أفق المعرفة والوعي، ومنك تعلمنا حسن الخطابة، وكذلك درسنا على يديك اللغة الانجليزية التي كنت تجيدها، وكم كانت لتوجيهاتك (الحكيمة) أثرها في تشكيل وجداننا وتكوين الكاريزما الخاصة بكل فرد منا.
اللهم اغفر لوالدي مغفرة لاتبقي من بعدها عليه خطيئة، وارحمه رحمة ترفع بها درجته في الجنة إلى عليين، وافتح له اللهم في مرقده وفي ساعته هذه بابا من الجنة لايسد، وصله بالدنيا موصل خير الى أن ترث الأرض ومن عليها، ويوم يقوم إليك الخلق أسألك ياربي ان تفتح له أبواب الجنة الثمانية يلج إليها من أيها شاء، وهبه ياربي لذة النظر إلى وجهك الكريم انك ولي ذلك والقادر عليه.
عادل عسوم:
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رحمه الله
إقرأ أيضاً:
دعاء استقبال العشر من ذي الحجة.. احرص عليه هذه الأيام
يحرص المسلمون على اغتنام أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة ، لما تحمله هذه الفترة من مكانة عظيمة وأجر كبير، حيث يستقبلون هذه الأيام بالإكثار من الطاعات والعبادات، ويحرصون على التضرع إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال، طلبًا للرحمة والمغفرة والقبول، ولهذا يبحث الكثيرون عن أدعية خاصة لاستقبال هذه العشر المباركة، لتعظيم الأجر وتحقيق القرب من الله.
وفي هذا الشأن يقول الدكتور شوقي علام، مفتي مصر السابق، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء ، إن الدعاء من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ ، لذا يجب على العبد أن لا يفوت هذه الفرصة الثمينة في التقرب إلى الله بالدعاء، وأن يرفع يديه مستعينًا به في كل أموره، سائلاً الله بكل أسماءه الحسنى وصفاته العلى.
دعاء استقبال شهر ذي الحجة
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني.
اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتلهمني بها رشدي، وترد بها ألفتي، وتعصمني بها من كل سوء.
ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.
اللهم يا مصرف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك.
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وضلع الدين، وغلبة الرجال.
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي.
ويكثر الناس أيضًا من ترديد الأدعية التالية في استقبال العشر الأوائل من ذي الحجة:
اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل.
دعاء استقبال العشر الأول من ذي الحجة مكتوب
أعوذ بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل، والهم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها.
اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد.
اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني.
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت.
اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.
اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر.
اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
دعاء النبي في العشر الأوائل لمحو الذنوب
قالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يردد دعاءً جامعًا وعظيمًا في العشر الأوائل من ذي الحجة، ويُعرف بدعاء الكوامل الجوامع، وهو:
"اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من الشر ما عاذ به عبدك ونبيك، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا."