24 مايو، 2025

بغداد/المسلة: في  الحادثة التي وقعت مساء الأربعاء الماضي أمام متحف كابيتال اليهودي، أخرج الأميركي إلياس رودريغيز، 31 عاماً من شيكاغو، مسدساً وأطلق النار على زوجين إسرائيليين شابين، مردداً عبارة: “الحرية لفلسطين”، قبل أن تُلقي الشرطة القبض عليه. وتحقق السلطات الفيدرالية في الحادثة باعتبارها جريمة كراهية ذات دوافع سياسية، في ظل تصاعد الغضب الشعبي الأميركي إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

ووصفت شبكة CNN الحادث بأنه جاء نتيجة معتقدات رودريغيز المعارضة للحروب الإمبريالية والإبادات الجماعية، وهي رؤى تقول الشبكة إنها تأصلت في وجدانه منذ أن كان فتى في الحادية عشرة، حين أخبرهم والده، جندي الحرس الوطني، أنه متجه إلى العراق.

ونشر رودريغيز عام 2017 مقالاً مطولاً تحدث فيه عن “يقظته السياسية”، حيث قال إن إرسال والده إلى العراق كان شرارة وعيه الأول، وإنه منذ ذلك الحين أخذ على عاتقه مهمة “منع جيل جديد من الأميركيين من خوض حروب الإبادة التي تديرها دولتنا”، وفق تعبيره.

وذكرت شكوى قضائية فدرالية أن رودريغيز أقر للشرطة بتأثره الشديد بحادثة الطيار الأميركي الذي انتحر حرقاً أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن العام الماضي، احتجاجاً على ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية في غزة”، ونعته بـ”الشهيد”. وأشارت الشكوى إلى أن رودريغيز كان يرى في فعلته تلك محاولة للفت انتباه الأميركيين إلى المعاناة الفلسطينية التي تجاهلها الإعلام والسياسة الرسمية.

وتداول ناشطون على منصة X رسالة نُشرت بعد وقت قصير من الحادثة، ويُعتقد أنها من توقيع رودريغيز، جاء فيها: “ماذا يمكن أن نقول الآن عن عدد الأطفال الذين شوّهوا واحترقوا وانفجرت أجسادهم؟ نحن الذين سمحنا بهذا لن نستحق أبداً غفران الفلسطينيين”.

وورد في إفادة خطية منسوبة إليه أن والده، حين عاد من مهمته في العراق، أهداه قطعة من زي جندي عراقي قُتل هناك، واصفاً شعوره حينها بأنه “غصة وطنية” تجاه ما سماه “سياسة الفتك والنهب التي تمارسها أميركا في الشرق الأوسط”.

ويقول مراقبون إن هذه الحادثة قد تعيد النقاش إلى الميدان الأميركي حول أثر الحروب الخارجية على الوعي الشعبي الداخلي، وسط تزايد التقارير حول ما يوصف بـ”جيل الغضب” الجديد، الذي بات يرى في فلسطين اختبارًا أخلاقيًا لصورة أميركا عن نفسها.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

العراق يختنق تحت حرارة مبكرة.. وأيّار يشعل الأرقام

22 مايو، 2025

بغداد/المسلة:  سجلت درجات الحرارة أعلى معدلاتها في العراق لهذا العام إذ بلغت 49 درجة مئوية في محافظتين جنوبيتين، وفق هيئة الأنواء الجوية العراقية، وذلك بعد أيام على وفاة طالبين في احدى الكليات العسكرية نتيجة تعرضهم لأشعة الشمس.

وبقيت درجات الحرارة العالمية مرتفعة هذا العام أيضا في إطار موجة حرّ غير مسبوقة تضرب الكوكب منذ سنتين تقريبا، وتثير تساؤلات لدى الأوساط العلمية بشأن تسارع وتيرة الاحترار العالمي.

وفي العراق، تتجاوز درجات الحرارة الـ50 خلال الصيف، وخصوصا في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، وتبلغ أحيانا هذه المستويات في أشهر سابقة.

وقبل أسابيع من حلول فصل الصيف، سجلت محافظتا بصرة وميسان الجنوبيتان 49 درجة مئوية مقابل 48 درجة في محافظة ذي قار المجاورة، وفقا لهيئة الأنواء الجوية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة عامر الجابري لوكالة فرانس برس إن 49 درجة مئوية “تعد اعلى درجات حرارة سجلت حتى الآن في العراق هذا العام”، مشيرا إلى أن الحرارة كانت جيدة نسبيا في أيار/مايو العام الماضي.

ويُعد العراق من الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض أوجه التغير المناخي، بحسب الأمم المتحدة. ويساهم انخفاض معدلات الأمطار وموجات الجفاف والعواصف الترابية في مفاقمة معدلات الحر في البلاد.

وأوضح الجابري أنه “بصورة عامة، فإن كمية الأمطار المتساقطة على مستوى السنوات السابقة كانت قليلة نوعا ما”.

وشهد العراق عواصف رملية وغبارية عدة خلال الأسابيع الأخيرة، أدى أشدّها إلى دخول أكثر من 3700 مصاب بالاختناق إلى المستشفيات في 14 نيسان/أبريل في وسط وجنوب البلد.

وبلغت درجة الحرارة الثلاثاء في العاصمة بغداد 44 درجة مئوية، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 46 درجة الجمعة.

وأوضح الجابري “نعتبر شهر أيار/مايو شهر حالة عدم استقرار الطقس”، مضيفا “ليس غريبا ان يشهد ارتفاعا لدرجات الحرارة إلى هذا المستوى”.

وأشار إلى أن درجات الحرارة ستبدأ بالتراجع يوم السبت.

والأربعاء، وجّه رئيس الحكومة محمّد شياع السوداني بالتحقيق في حادثة “وفاة طالبين من طلّاب الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار، وتعرّض طلبة آخرين لأعراض مرضية.

وكانت وزارة الدفاع أعلنت أن يوم الأحد “ظهرت بعض علامات الإعياء والتعب” على تسعة طلاب “نتيجة تعرضهم إلى أشعة الشمس مما تسبب بإصابتهم بالجفاف ووعكة صحية نقلوا على اثرها” إلى المستشفى.

وفيما اعتادت محافظة ميسان على الصيف الحار جدا، قال الناشط البيئي والعامل اليومي مصطفى هاشم إن “الصيف بدأ باكرا هذا العام”.

وتابع أن “الوضع متعب جدا”، مضيفا “حتى أن أحد زملائي فقد الوعي أمس أثناء عملنا في صيانة أجهزة التبريد على سطح احد الأبنية” وذلك قبل أن تصل درجة الحرارة إلى 49.

وفي كلّ صيف، تتكرر المعاناة مع انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة في اليوم. وتلجأ الكثير من الأسر إلى المولدات الكهربائية فيما يصبح التكييف في المنازل ترفا في بلد غنيّ بالنفط لكنه يعاني من تهالك البنى التحتية جراء نزاعات استمرت لعقود وسياسات عامة غير فعالة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • من تيك توك إلى السجن: العراق يلاحق نجوم التواصل الاجتماعي
  • أحزاب العراق: تضخم الأعداد يهدد استقرار النظام السياسي
  • من يقود العراق؟ تقرير عالمي يكشف انهيار النخبة في العراق
  • الطائرة الصينية التي أثبتت تراجع سلاح الجو الأميركي
  • مايكروسوف تحظر رسائل البريد التي تحتوي على كلمات فلسطين وغزة
  • فرنسا تتسلم قيادة مهمة حلف شمال الأطلسي في العراق
  • العراق يختنق تحت حرارة مبكرة.. وأيّار يشعل الأرقام
  • العراق يواجه تحديات حقوق الإنسان في التدريب العسكري
  • المحكمة والغاز والعلم الأميركي.. ثلاثية تعيد إنتاج صراع أربيل وبغداد