سواليف:
2025-07-12@22:05:52 GMT

تحديات الشباب في الأحزاب

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

#تحديات_الشباب في #الأحزاب
د.بيتي السقرات/ الجامعة الأردنية

تشكل نسبة الشباب في الأردن من عمر ١٥-٢٤ ما يقارب خمس التعداد السكاني، وهذا العمر هو المثالي لتشكيل الفكر السياسي وصقل معارف الشباب، لكي يكون واعياً بمحيطه ومطلعاً على الخيارات المتاحة وربما يصل لاحقاً لإيجاد خيار جديد لم يعرضه أحد في الساحة السياسية.


والتحدي هنا على عاتق الأحزاب أكثر مما هو على الشباب، ذلك أن استقطاب الكوادر المفيدة المعدة -طاقات وطنية- هي عمل تلك الأحزاب، وإلا فإن الشباب يصبح طاقات مهدرة وربما تتجه به الاهواء لما هو خارج عن الطريقة السويّة السياسية.

السؤال هنا: ماذا أعددنا للشباب من برامج لحل قصير المدى؟! مثل : الفعاليات المجتمعية بكافة أنواعها وحلول طويلة المدى مثل السعي لإصلاح المناهج الدراسيّة وكذلك خلق مشاريع إنتاجية فيها فرص عمل للشباب.

أما العقبة الكبرى أمام الشباب فهي من يحاول “تثبيط الهمم” من الحزبيين الذي يرون أنه لا حاجة للعمل على التوسّع في القواعد الشعبية ويكون كفاية الشباب بما هو مقونن وتكون المكاتب السياسية بعيدة عن طموح الشباب نظراً لوجود تكتلات يمكن وصفها بالشللية يواجهها المنتسب الجديد، فيشعر الشاب حينها بغربة رغم أنه ينتمي فكرياً لهذا التيار الذي ينتمي له الحزب.

مقالات ذات صلة ظلم ودجل وكذب .. وصمت 2023/12/19

المقر الحزبي يكون موازياً لخلية نحل سياسية وثقافية واجتماعية ويجد المنتسب للحزب فيه ما يحفزه على العمل الجاد لخدمة المجتمع والوطن فضلاً عن الحزب.

فالكبار مطالبون بإفساح المجال للشباب ليكونوا بناة الغد ويقللوا من الوصاية على القرارات وطريقة إدارة المشهد، والشباب مطالب بالاندماج في كل نشاط حزبي يراه يتماهى مع توجهه دون أن يكون ذلك على حساب دراسته أو عمله، وإن كان هنالك تضحيات فلا تكون باهظة الثمن.

في الأنشطة يكون صوت الشباب أعلى وحماسهم يجعلهم منبعاً للتفاؤل بمستقبل أفضل للجميع.
فالشباب هم عماد الوطن ومستقبله.

الأجيال القادمة تستحق دعمنا جميعاً، فلنستمع لهم ولا نتركهم يتخطفهم الطير والغربان، ولنتجه إلى دعمهم من خلال جعلهم ركناً أساسياً في كل عمل ونشاط وستكون النتائج بإذن الله إيجابية وتسر الجميع.

العمل الحزبي ليس مغنماً كي يكون محتكراً أو عملا من تحت الطاولة للارتزاق، بل هو عمل وطني شريف نخوضه للوصول بما نراه مناسباً للوجهة الصحيحة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأحزاب

إقرأ أيضاً:

أنماط طرائق التفكير السوداني «7»

أنماط طرائق التفكير السوداني «7»

عوض الكريم فضل المولى وحسن عبد الرضي

الأحزاب السياسية: التأسيس وطريقة تفكيرها في الشأن السوداني العام

تمثل الأحزاب السياسية أحد أهم الفاعلين في المشهد السياسي والحراك المجتمعي والثقافي السوداني، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الوعي وصياغة الرؤى المستقبلية للدولة والرأي العام.

غير أن طريقة تفكير تأسيس هذه الأحزاب منذ الوهلة الأولي قامت على أنماط متعددة ومختلفة وغير متجانسة في ما يتعلق ببناء الدولة والمجتمع. دعك عن الاختلاف الأيديولوجيًا والسياسيً في تصور البلاد ووحدتها وهويتها وطريقة حكمها ودستورها، ولم يكن خلافا فكريا بل اختلاف تناقض نعيش نتائجه الان صراعات وحروب على المستوى القومي والولائي، مما يعكس أزمة عميقة تمتد جذورها إلى طبيعة تأسيس تلك الأحزاب، ومصادر أفكارها، وأيديولوجياتها، ومدى استيعابها للتنوع السوداني.

تتبنى الأحزاب السياسية السودانية عدة أنماط فكرية في مقاربتها للقضايا الوطنية، من أبرزها التفكير الديني، حيث تُصاغ المواقف السياسية من منطلقات دينية. وفي هذا السياق، تعددت المذاهب الفقهية والمدارس بين السلفية، والصوفية، والتجديدية، والسنية، والشيعية وغيرها، مما أدى إلى استقطاب حاد بين التيارات الإسلامية. ورغم أن الدين واحد والبلد واحد، إلا أن طريقة التأسيس القائمة على هذه التصورات أدت إلى إضعاف وحدة المجتمع وتعميق الخلافات بدلًا من بناء توافق وطني.

من ناحية أخرى، نجد أن هناك أحزابًا تأسست على أساس مناطقي وإثني، حيث تعتمد على قواعدها المناطقية والعرقية، مما ساهم في تفكيك الوحدة الوطنية وأدى إلى نزاعات وحروب أهلية. أما في الجانب الأيديولوجي، فقد انقسمت الأحزاب بين تيارات شيوعية، وبعثية، وقومية، وليبرالية، مستمدة أفكارها من تجارب خارجية دون مراعاة خصوصية الواقع السوداني.

يضاف إلى ذلك التفكير العابر للحدود، إذ تبنَّت بعض الأحزاب أفكارًا ومشاريع سياسية مستوردة من الخارج، مثل الشيوعية، والناصرية، والبعث العربي، واللجان الثورية، إلى جانب الأحزاب الدينية التي استلهمت نموذج الإخوان المسلمين من مصر، مما جعل القرار السياسي السوداني مرتبطًا بصراعات دولية وإقليمية.

بالإشارة إلى أزمة التأسيس وغياب المرجعية الوطنية، كما أسلفتا، نأمل إلى حتمية تبني البحث العميق في أزمة تأسيس هذه الأحزاب ومصادر دساتيرها. فالأحزاب السياسية السودانية تعاني من مشكلات في التأسيس والأفكار والبرامج، حيث تستند معظمها إلى توجهات نخبوية أو خارجية لا تعكس احتياجات المجتمع السوداني الحقيقية. كما أن دساتير معظم الأحزاب تفتقر إلى مرجعية وطنية متماسكة، بل تُستمد أحيانًا من مذاهب وأيديولوجيات وافدة لا تتناسب مع السياق المحلي، مما أدى إلى قطيعة بين الأحزاب والجماهير.

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤالٌ يحتاج إلى إجابة: ما أثر التعليم في تعميق هذه الأزمة؟ هل يمكننا أن نطرح هذا السؤال بجرأة ونبحث عن إجابات له؟

إن طرائق التفكير في بناء المناهج التعليمية كانت أحد العوامل الأساسية التي أسهمت في تكريس هذه الأزمة، إذ لم يتم توظيف التعليم كأداة للتحرر الفكري وتقديم حلول جذرية لمشكلات السودان. بل على العكس، ظل التعليم مسيَّسًا، يخدم أجندات معينة، مما جعل الأجيال الجديدة تكرر أخطاء الماضي بدلًا من السعي إلى التغيير الحقيقي.

مما جعلنا نعاني من أزمة مزمنة في إدارة التنوع، حيث فشلت معظم الأحزاب السياسية في استيعاب التنوع الثقافي والاجتماعي وإدارته بشكل خلاق ومنتج. وبدلًا من تحويل التنوع إلى مصدر قوة، أصبح سببًا رئيسيًا للصراعات نتيجة غياب رؤية وطنية جامعة تقوم على أسس المواطنة والعدالة الاجتماعية. ذلك يظهر جليا في الهروب من تبعات هذه الأزمة الحالية التي تواجه بلادنا العزيزة، إذ اعتادت الأحزاب السياسية عند مواجهة الأزمات أن تلجأ غالبًا إلى الهروب من المسؤولية أو التنصل من تبعات أفعالها، سواء عبر تبادل الاتهامات أو الانخراط في مساومات سياسية لا تقدم حلولًا حقيقية. هذا النهج الموروث، وأحيانًا المؤدلج، عزَّز حالة عدم الثقة والفرقة بين الجماهير والأحزاب، وجعل النظام السياسي هشًا وعرضة للانهيارات المتكررة.

فما الرؤية الصائبة التي تقودنا نحو إصلاح جذري، إذ نأمل، في ختام هذا المقال، أن نكون قد طرحنا موضوعًا يستحق العصف الذهني العميق والنقاش الهادف لإيجاد حلول للأزمة السياسية السودانية المزمنة والمستفحلة. إن إصلاح الأحزاب السياسية في السودان يتطلب مراجعة شاملة لطريقة تفكيرها في التأسيس واهتمامها بالشأن العام، والابتعاد عن الاستقطاب الأيديولوجي والمناطقي، والعمل على بناء أحزاب ذات مرجعية وطنية تستوعب التنوع وتقدم حلولًا عملية لمشكلات السودان المتراكمة. بدون ذلك، ستظل الأحزاب تدور في حلقة مفرغة، أشبه بـ”جمل العصارة”، تكرر التجارب الفاشلة، وتصبح مجرد أدوات لإعادة إنتاج الأزمات، بدلًا من أن تكون جزءًا من الحل.

الوسومأنماط طرائق التفكير السوداني الأحزاب السياسية السودان بناء الدولة حسن عبد الرضي الشيخ عوض الكريم فضل المولى

مقالات مشابهة

  • منتخب الشباب يواصل استعداداته القوية لوديتي الكويت
  • استدعاء خماسي المقاولون العرب لمعسكر منتخب الشباب استعدادا لكأس العالم
  • أنماط طرائق التفكير السوداني «7»
  • محافظ المنيا يفتتح أكبر ملتقى توظيف للشباب بالصعيد.. غداً
  • تفقد دورة المدربين الآسيوية:وزير الشباب يطلع على سير تحضيرات المنتخب الوطني للشباب
  • وزير الأوقاف يدعو لبناء منصة وطنية تُبرز طاقات الشباب
  • شباب الجبهة الوطنية يبحث تعزيز المشاركة السياسية وتكثيف الحضور الميداني
  • عمان تُتوّج عاصمةً للشباب العربي لعام 2025|فيديو
  • رئيس شباب النواب: تعديلات قانون الرياضة لم تكن تري النور لولا دعم القيادة السياسية
  • أشرف صبحي: المحور التنموي للشباب يتضمن التنشئة المجتمعية والاجتماعية