أضافت لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، موقعي "مليحة الأثري" و"حصن وفلج الذيد" إلى لائحة التراث في العالم الإسلامي.

وكانت هيئة الشارقة للآثار، وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، أنجزت ملف ترشيح متكامل لموقع مليحة الأثري تحت عنوان "مليحة: فترة ما قبل الإسلام في جنوب شرق الجزيرة العربية"، تناول الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية للموقع، إضافة للعناصر المعمارية الأثرية التي ظهرت خلال عمليات التنقيب المستمرة، ومقتنياته المكتشفة، وتقارير حالة صونها والحفاظ عليها.



ويستند إدراج موقع مليحة الأثري على هذه اللائحة نسبة إلى ما تمثله مدينة مليحة في فترة ما قبل الإسلام من ذروة الحضارة القديمة في هذه المنطقة والتي امتد تأثيرها الثقافي من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى الثالث الميلادي، مما يؤكد القيمة الأثرية الثقافية للمكتشفات المتمثلة باتصالات مليحة الخارجية والدور الحيوي الذي لعبته في تجارة القوافل كونها جزءاً رئيسياً من شبكة التجارة عبر صحراء شبه الجزيرة العربية والتي ربطت بين سواحل المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.
ويتمثل هذا الإدراج كإنجاز إضافي لموقع مليحة لما يتمتع به من أهمية أثرية مميزة، كما وأنه قد أُدرج كذلك مطلع هذا العام على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي لليونسكو، حيث بدأت أعمال التنقيبات والأبحاث فيه على يد فرق محلية منذ السبعينيات من القرن الماضي.

حصن وفلج الذيد

من جانب آخر، تكلل التعاون الناجح بجهود مشتركة بين هيئة تنفيذ المبادرات في إمارة الشارقة "مبادرة" وهيئة الشارقة للآثار لترشيح وتسجيل "حصن وفلج الذيد" على لائحة الإيسيسكو، حيث كانت "مبادرة" قد قامت بتوجيهات من عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عام 2017 بالتعاون مع "الشارقة للآثار" بترميم مبنى حصن الذيد والفلج، وذلك لما في مدينة الذيد من شواهد تاريخية أصيلة ومواقع أثرية لها دلالات على إرث وصفات أهل المنطقة وما شهدته من أحداث.

ويأتي إدراج حصن وفلج الذيد لما يمثله نظام الأفلاج والشريعة من أهمية أثرية واقتصادية على مدينة الذيد، حيث يعتبر الفلج أحد أقدم الشواهد الأثرية على الحياة في المدينة ويمتاز بالتقنيات الهندسية القديمة التي تضمن الاستدامة والعدل في استفادة المجتمع المحلي من الموارد المائية وخدمة القوافل التجارية التي كانت تمر على مدينة الذيد لموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين المدن ولوجود العناصر الدفاعية للحماية كحصن الذيد الذي يعتبر شاهدًا على التاريخ العريق للمدينة وأمن وسلامة سكانها وطرق القوافل التجارية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الشارقة

إقرأ أيضاً:

أجواء الأشخرة 2025 .. تراث ينبض بالحياة

تشهد فعاليات ملتقى “أجواء الأشخرة 2025” تنوّعًا لافتًا في البرامج المقدّمة، حيث تحتضن حديقة الأشخرة العامة سلسلة من الأنشطة التراثية والترفيهية والثقافية التي تستقطب مختلف الفئات العمرية، وسط أجواء تفاعلية ومشاركة واسعة من الزوّار، في مشهد يعكس نجاح الملتقى في تعزيز الحراك السياحي والثقافي وتنمية السياحة المجتمعية في محافظة جنوب الشرقية. وتوزعت الفعاليات على باقات متنوّعة تشمل عروضًا مبهجة للأطفال بمنطقة الألعاب، والمسابقات البحرية في “ركن عبق التراث”، والمسابقات الثقافية والترفيهية التي تحظى بمشاركة عائلية واسعة، إلى جانب الجلسات الشعرية المتنوعة، وعروض الشخصيات الكرتونية التي أدخلت البهجة إلى نفوس الزوّار، إضافة إلى العروض الكرتونية الترفيهية.

وفي إطار استطلاع جريدة "عمان" لآراء الزوّار حول فعاليات الملتقى، عبّرت الزائرة رناد بنت يحيى المرجبية عن إعجابها الكبير بالأجواء والتنظيم الذي تشهده نيابة الأشخرة، مؤكدة أن زيارتها الأولى لن تكون الأخيرة. وقالت: “سعدت بزيارتي لنيابة الأشخرة، وتفاجأت بجمال الأجواء وروعة المكان، فقد كانت تجربة استثنائية لم أكن أتوقعها.” وأضافت: “ما شدّ انتباهي منذ اللحظة الأولى هو حسن التنظيم في ملتقى أجواء الأشخرة، خاصة ركن (قرية عبق التراث) الذي مثّل إضافة نوعية للمنطقة، وأسهم في إبراز التراث العُماني بشكل حيّ وتفاعلي.” وأكدت أن مثل هذه الملتقيات والمهرجانات تعزّز النشاط السياحي المحلي وتُبرز الإمكانات الكامنة في سلطنة عُمان، قائلة: “لن تكون هذه زيارتي الأخيرة، بل بداية لسلسلة زيارات قادمة.”

كما عبّر الزائر عبدالله بن أحمد الشيخ بالحاج من الجمهورية الجزائرية عن إعجابه الشديد بما شاهده من تنوّع ثقافي وتنظيم احترافي ضمن فعاليات ملتقى أجواء الأشخرة 2025، وقال في تصريح لجريدة "عمان": “لقد انبهرت بما شاهدته من تنظيم مميز لفعاليات ملتقى أجواء الأشخرة، حيث أتاح لي الملتقى فرصة فريدة للتعرّف على التراث العُماني الأصيل من خلال (قرية عبق التراث) التي أبهرتني بعروض الفنون التقليدية، والأكلات الشعبية، والمتحف التراثي.” وأشار إلى أن الأجواء الصيفية في الأشخرة كانت معتدلة ومنعشة، مما أضفى على زيارته طابعًا خاصًا من الراحة والاستمتاع، مضيفًا: “لقد شاركت في مسير الأشخرة السياحي الثاني، وكانت تجربة فريدة جمعت بين الرياضة والمتعة واكتشاف الطبيعة الساحرة للمنطقة.” وفي ختام حديثه وجّه الزائر تحية تقدير للقائمين على الملتقى، مشيدًا بالجهود التنظيمية والاهتمام بالتفاصيل، ومؤكدًا أن “سلطنة عُمان تمتلك مقومات سياحية وتراثية تستحق أن تُكتشف وتُروّج عالميًا، وأنا أنصح الجميع بزيارتها.”

ويواصل ركن “عبق التراث” تأكيد مكانته كأحد الأركان الأكثر جذبًا في الملتقى، إذ ينقل الزوّار إلى مشاهد الحياة العُمانية القديمة، من خلال خيمة بدوية تضم عروض الفنون الشعبية، والمسابقات التراثية، والدكان القديم، والألعاب والملابس التقليدية، والحِرف اليدوية، إلى جانب تقديم عرض حيّ لتقاليد البحر وصناعة السفن التقليدية عبر ورشة تفاعلية، مما أتاح للزوار التعرّف عن قرب على هذا الموروث العريق، والتفاعل معه في بيئة نابضة بالهوية.

وتشارك في الملتقى مجموعة من الجهات الحكومية والخاصة التي أسهمت في إثراء التجربة التوعوية والثقافية من خلال أركان متخصصة، من بينها إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الشرقية عبر ركن تفاعلي للترويج السياحي والتعريف بالمقومات المحلية، وأركان أخرى مثل ركن بريد عمان، مكتبة السويح العامة، وفودافون عمان، وغرفة تجارة وصناعة عمان، التي تقدم برامج تفاعلية، ومسابقات تثقيفية، وهدايا للزوار. كما تميز ركن محافظة جنوب الشرقية بحضور بارز ضمن أركان الملتقى، حيث عرّف الزوار بمشروعات المحافظة التنموية، وقدّمت مجموعة من المبادرات التفاعلية التي تعكس حرص المحافظة على تعزيز مفاهيم التحول الرقمي، والاستفادة من التقنيات الحديثة في خدمة الزوار والترويج للخدمات الحكومية الذكية، بما ينسجم مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040" في بناء مجتمعات ذكية ومستدامة.

وقال عبدالله بن راشد الحجري، مدير إدارة السياحة بمحافظة جنوب الشرقية، ورئيس لجنة الفعاليات بالملتقى: شهد ملتقى هذا العام نقلة نوعية على جميع الأصعدة، فقد تم إضافة أركان المؤسسات ليعكس مدى الترابط والشراكة المجتمعية التي تحققها تلك المؤسسات، وكذلك تسليط الضوء وتعريف الزوار بالأعمال المستحدثة في تلك المؤسسات، إضافة إلى كسر حاجز الروتين اليومي للقائمين على تلك المؤسسات. عدد الزوار للملتقى يشهد بنجاحه، سواء كان الزوار من المحافظة أو من خارجها، ناهيك عن الأجواء الجميلة الساحرة التي تغنيك عن كل شيء. نية التطوير موجودة لدينا، وإن شاء الله ستتحقق جميع الأهداف المرسومة للرؤية.” وأضاف الحجري: “حُلة هذا العام حُلة مختلفة، ولدينا الكثير من المفاجآت التي تخص الجمهور في الأيام القادمة.”

تجدر الإشارة إلى أن الأسبوع الثاني من الملتقى انطلق الأحد الموافق 20 يوليو، ضمن برنامج ممتد يهدف إلى تنشيط الحركة السياحية في نيابة الأشخرة، وإبراز مكنونها التراثي والثقافي والاقتصادي، في إطار رؤية محافظة جنوب الشرقية لتنمية السياحة المجتمعية وتعزيز الهوية الثقافية والاقتصادية للمكان.

مقالات مشابهة

  • مشيدة بموقف المملكة.. رابطة العالم الإسلامي: مؤتمر «حلّ الدولتين» فرصة للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ
  • "العالم الإسلامي" تشيد بموقف المملكة الدؤوب والمساند للقضية الفلسطينية
  • رابطة العالم الإسلامي: مؤتمر “حلّ الدولتين” فرصة لدول العالم للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ
  • حسن شاه حسيني: الحفاظ على الأمن والسلام والاستقلال وسيادة الأراضي السودانية يمثّل قوة لكل العالم الإسلامي
  • منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة تطالب بوقف جريمة الإبادة والتجويع في غزة
  • "إبادة وتجويع".. "الإيسيسكو" توجه نداءً مهمًا إلى العالم بشأن غزة
  • إخماد حرائق اندلعت أمس في موقعين حراجيين بسهل الغاب
  • «الإيسيسكو» توجه نداء إلى العالم لوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة
  • أجواء الأشخرة 2025 .. تراث ينبض بالحياة
  • رابطة العالم الإسلامي ترحّب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين