محلل عسكري بـ هآرتس: إسرائيل قد تضطر لتغيير شكل الحرب دون أن تحقق أهدافها
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة عبرية تحليلاً عسكريًا، يشير إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة ربما لن تحقق الأهداف المرجوة منها، وهي القضاء على حماس، وإعادة الأسرى، وقد تضطر إلى تغيير شكل حربها على غزة، إلى شكل آخر أقل ضراوة.
وذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "آمال إسرائيل تصطدم بالواقع"، وأن عمليات الجيش في قطاع غزة، المتواصلة منذ شهرين ونصف الشهر، لم تؤد إلى انهيار كامل لمنظومة القادة والسيطرة في حماس، ولم تضعف الروح القتالية لدى مقاتليها.
وأفاد هرئيل بأنه "يتبلور في المستوى السياسي وجهاز الأمن الإدراك أن الحرب في قطاع غزة ستنتقل إلى مرحلتها الثالثة – بعد المرحلة الجوية ومرحلة المناورة البرية – خلال الشهر المقبل".
وكان خلاف كبير قد نشب داخل الحكومة الإسرائيلية بين وزراء في الكابينيت السياسي الأمني، بينهم إيتمار بن غفير وميري ريغف، وبين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، على خلفية تخوف أخذ يتعمق في اليمين من تقليص ضراوة الحرب على غزة، من دون أن تتحقق أهداف إسرائيل المعلنة، بالقضاء على حركة حماس، وإعادة الأسرى في غزة، وإنشاء وضع أمني جديد في "غلاف غزة".
وسيتمثل التغيير، بموجب توصية أمريكية، بإقامة منطقة عازلة عند حدود القطاع، وربما عزل شمال القطاع عن جنوبه، وتقليص عدد قوات الاحتياط، وشن اقتحامات عسكرية بمستوى ألوية، بدلًا من الفرق العسكرية الأربع التي تنفذ المناورة البرية حاليًا.
والمداولات حول ذلك في إسرائيل تتركز على توقيت هذا التغيير، وما إذا سيتم في منتصف يناير/كانون الثاني المقبل أم في نهايته.
اقرأ أيضاً
بن غفير في مواجهة مجلس الحرب.. انقسامات وجدل داخل الحكومة الإسرائيلية
عقبة أمام تغيير مسار الحرب
وأشار هرئيل إلى وجود "عقبة مركزية واحدة" وهي الوضع السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يخشى من انهيار ائتلافه تحت ضغوط اليمين المتطرف في حكومته.
وسبب آخر يتعلق بالأعباء غير المسبوقة على قوات الاحتياط وتأثير الحرب طويل المدى على الاقتصاد؛ فمئات الآلاف منهم يخدمون منذ شهرين ونصف الشهر تقريبًا بشكل متواصل ويتزايد ثِقل تأثير ذلك على العائلات، المصالح التجارية والتعليم، وستكون هناك ضرورة لأخذ ذلك بالحسبان وإجراء تغييرات بانتشار الجيش، الشهر المقبل".
وأوصت الإدارة الأمريكية والبنتاجون والقيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم) بتغيير شكل الحرب في الفترة القريبة، لكنها لا تمارس ضغوطًا على إسرائيل في هذا الاتجاه، حسب هرئيل.
وخلال اجتماع سابق للكابينيت، قال هليفي إنه استغرق الأميركيون عشر سنوات لقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بعد هجوم 11 أيلول/سبتمبر 2001، وقد يستغرق إسرائيل وقتًا أقل لاغتيال يحيى السنوار.
ورأى هرئيل بذلك أن إسرائيل "ستغير شكل الحرب قبل أن تحقق أهدافها".
وأشار هرئيل إلى أن نتنياهو قد يمنع تنفيذ الخطط لتغيير شكل الحرب، لأن بقاءه في الحكم على رأس اهتماماته، ولذلك، من الجائز أن يخوض مواجهة مع الإدارة الأمريكية، على خلفية استمرار الحرب بشكلها الحالي من أجل الحفاظ على حزبي اليمين المتطرف، بقيادة بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، داخل حكومته.
وأضاف هرئيل أنه في هذه الحالة ستنتقل الكرة إلى وزراء كتلة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بشأن بقائهما في الحكومة، التي انضموا إليها بعد نشوب الحرب مباشرة، أو الانسحاب منها.
وفيما يتعلق بحزب الله في لبنان، أشار هرئيل إلى أن "النقاش كله حول الحرب في القطاع مرتبط مباشرة بما يحدث في جبهة لبنان أيضا.
وخلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لإسرائيل تم تقديم موقف قاطع من جانب واشنطن: الحل للتوتر في الشمال سياسي وحسب".
وترددت تقارير في إسرائيل، مؤخرا، حول مسعى أمريكي لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل وانسحاب الأخيرة من مزارع شبعا، مقابل إبعاد قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، بينما "إسرائيل لا تزال متشككة حيال احتمالات نجاح مبادرة كهذه، لكنها ستمنح وقتا لها"، حسب هرئيل.
اقرأ أيضاً
3 خلافات بين نتنياهو وبايدن.. غزة تدفع شريكي الحرب نحو صدام
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة نتنياهو أهداف إسرائيل من الحرب الكابينيت شکل الحرب
إقرأ أيضاً:
الصحافة الإسرائيلية: كيف تبدو إسرائيل بعد 12 يوما من الضربات الإيرانية؟
تناولت صحف إسرائيلية عدّة حال البلاد بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إيران، متوقفة عند دلالة أن يُلقى على الإنسان طنّ من المتفجرات، وكيف فقدت إسرائيل السيطرة على مسار الحرب التي لم تنتهِ بعد في غزة.
وقد تناولت صحيفة "هآرتس" الموضوع في تقريرين مختلفين، ركز أولهما على نظرة الإسرائيليين للحرب بعد ما عايشوه من قصف إيراني، في حين ركز الثاني على مدى إمكان التوصل إلى اتفاق نووي، وعلى التنازلات التي يمكن أن يقدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا السياق.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هل تثني الضربة الأميركية لإيران دولا أخرى عن امتلاك القنبلة؟list 2 of 2نيويورك تايمز: هل الضربة النووية الأميركية لإيران رادعة للآخرين أم محفزة لهم؟end of listومن ناحيتها، ركزت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اهتمامها على ما حققته إسرائيل من حملتها العسكرية على إيران، دون أن تنسى كيف وجد نتنياهو نفسه فجأة هدفا لغضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقد تحكمه بمسار الحرب.
أما موقع "+972" فرأى أن الإسرائيليين الذين أثارت لديهم الصواريخ الإيرانية قلقا وجوديا، سيظل شعورهم المحطم بالحصانة ملازما، حتى لو صمد وقف إطلاق النار.
حان وقف الحروبوقالت هآرتس إن الوقت حان للتوقف والنظر إلى المدنيين الذين يدفعون الثمن، لإدراك أنه آن للحروب التي ابتليت بها منطقة الشرق الأوسط أن تتوقف، مشيرة إلى أن الإسرائيليين اعتادوا حلقات متكررة من صفارات الإنذار، ووقف إطلاق النار، لكن الحرب مع إيران بدت لهم مختلفة.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم شيرين فلاح صعب- أن أول صاروخ إيراني لم يصب قلب تل أبيب فحسب، بل أصاب أيضا صمود الإسرائيليين الجماعي، ليدركوا أن إسرائيل ليست بمنأى عن القصف، وليروا بشاعة الحرب والثمن الذي يدفعه المدنيون الأبرياء في الصواريخ التي تسقط على رامات غان وطمرة ومدن أخرى.
وذكر الكاتب أن الصواريخ الإيرانية ضيقت الفجوة بين إسرائيل وغزة بشكل وحشي، حتى إن صور الدمار من تل أبيب ورامات غان أصبحت تذكر بصور بيت لاهيا ومدينة غزة، حتى يفهم المرء ما يعنيه أن يُلقى عليك طن ونصف من المتفجرات.
إعلانوخلص الكاتب إلى أن إسرائيل لو نظرت إلى غزة، لا من خلال وعود "النصر الكامل" والاعتبارات الأمنية، بل من خلال عيون طفل محروم من الحماية، أو أم عاجزة عن حماية أطفالها، لربما طورت فهما أخلاقيا أعمق للعواقب المدمرة لاستمرار الحرب.
وفي مقال آخر قلم عاموس هرئيل، ذكرت الصحيفة أن غزة ما دامت جرحًا داميًا ومؤلمًا، ستظل تكلف إسرائيل ثمنا باهظا بسبب عدم رغبة نتنياهو في السعي لإنهاء الحرب هناك، محاولا الترويج لقصة جديدة عن نصر شامل على الجبهة الإيرانية، لتبقى غزة مع الرهائن والقتلى، وحملة عسكرية عبثية تزهق أرواح العديد من المدنيين الفلسطينيين دون أن تنهي الصراع.
وتساءلت الصحيفة، إذا صمد وقف إطلاق النار، فهل تستطيع الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق نووي أكثر صرامة مع إيران، وهل وافق نتنياهو على تقديم تنازلات في غزة؟
وذكر الكاتب أن إعلان وقف إطلاق النار جاء صباح الثلاثاء بروحِ وأسلوب ترامب الذي قال "جاءتني إسرائيل وإيران في وقت واحد تقريبا، وقالتا: سلام! … ستشهد كلتا الدولتين حبا وسلاما وازدهارا هائلا في مستقبلهما".
لو نظرت إسرائيل إلى غزة، لا من خلال وعود "النصر الكامل" والاعتبارات الأمنية، بل من خلال عيون طفل محروم من الحماية، لربما طورت فهما أخلاقيا أعمق للعواقب المدمرة لاستمرار الحرب
وأعرب ترامب عن غضبه من التهديد بمهاجمة إيران، وحث إسرائيل على "إعادة طياريها إلى الوطن فورا"، وهاجم إسرائيل علنا على غير عادته، قائلا "لست راضيا عنهم. لست راضيا عن إيران أيضا، لكنني مستاء حقا إذا خرجت إسرائيل هذا الصباح"، مشيرا إلى أن كلا البلدين انتهكا وقف إطلاق النار.
ومع ذلك رأى الكاتب أن القصف لم يعق البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل أسس أيضا لتوازن ردع جديد، حيث أدرك النظام في طهران أنّ استثماره مئات المليارات من الدولارات في برامجه النووية والصاروخية، وفي دعم المنظمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، قد فشل.
ومن جانبه، أصدر نتنياهو بيانا مفصلا أعلن فيه زوال "التهديد الوجودي المزدوج الفوري النووي والباليستي"، وأن الحرب انتهت بعد أن حققت إسرائيل جميع أهدافها، وحذر من رد قوي على أي انتهاكات إيرانية.
وختم عاموس هرئيل بأن ترامب، هو الآخر لم يتخل عن حلمه بتحالف إقليمي جديد، يضم إسرائيل ودول الخليج السنية، ربما يكسبه أيضا جائزة نوبل للسلام.
هدف لغضب ترامبأما صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فركزت -في تحليل بقلم لازار بيرمان- على النتائج، واستغربت كيف وجد نتنياهو نفسه فجأة هدفا لغضب ترامب بعد الضربات الأميركية على إيران، منبهة إلى أن برنامج طهران النووي تراجع، ولكن ليس إلى الأبد.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب عندما هنأ كلا البلدين في بيانه لوقف إطلاق النار على "صمودهما وشجاعتهما وذكائهما"، كان من الصعب الجزم بأن أحدهما أقرب حليف لبلاده في الشرق الأوسط، والآخر عدو لدود.
ألقى ترامب باللوم على كلا البلدين لانتهاك وقف إطلاق النار وقال "لدينا في الأساس دولتان تتقاتلان منذ فترة طويلة وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ما تفعلانه".
وخلص لازار بيرمان إلى أن نتائج هذه العملية ستعتمد من الآن فصاعدا على ترامب الذي تعهد بأن إيران لن تحصل على سلاح نووي في عهده، ولكن الإيرانيين يدركون أن البيت الأبيض سيستقبل رئيسا جديدا بحلول عام 2029، وقد تجد إسرائيل نفسها تواجه قرارات متجددة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
إعلانوفي نفس السياق، خلص موقع +972 إلى أن إعلان نتنياهو أن إسرائيل "أزالت تهديدا وجوديا" بهجماتها على إيران، لا يعني أن "الروتين" الذي يعود إليه الإسرائيليون لم يعد حروبا دائمة، حيث يواصل جيشهم إحداث كارثة في غزة.
وختم أورين زيف تقريره للموقع بأن نهاية صواريخ إيران قد تعيد شعور الإسرائيليين بالأمان، ولكن شعورهم السابق بالحصانة سيستغرق وقتا أطول بكثير قبل العودة.