«المطوع».. عودة يومية إلى الفرجان القديمة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
تقدم فعالية «المطوع» يومياً طوال فعاليات اليوم الوطني بدرب الساعي في أم صلال، إحياءً للموروث الشعبي الأصيل.
وقال الفنان محمد حسن المحمدي إن «المطوع» هو الشخص الذي يجمع الأطفال حوله وهم يرتدون الملابس التقليدية التراثية التي تعبر عن روح الألفة والالتقاء، ويطوفون في أروقة الفريج، يؤدّون»التحميدة» ويرددون بأدعية التحميد والتهليل والشكر لله، مشيرا إلى أن فعالية «المطوع» تشهد إقبالاً كبيراً بين العائلات من المواطنين والمقيمين وزوار درب الساعي من مختلف الجنسيات.
ومن بين العبارات التي يرددها الأطفال خلف «المطوع» على مسامع زوار درب الساعي، «الحمد الله الذي هدانا.. للدين والإسلام واجتبانا.. سبحانه من خالق سبحانه.. بفضله علمنا القرآنَ.. نحمده وحقه أن يحمدَا.. حمداً كثيراً ليس يحصى عددَا.. طول الليالي والزمان سرمدَا.. أشهد بأن الله فرداً واحدا.. وأن رسوله النبي الأمجاد».
وأضاف ان «المطوع» يرمز إلى حياة الفرجان القطرية القديمة لما له من تفرد ملحوظ تناقلته قصص الأجداد، حيث كان محبوباً مُهاباً، يحتل مكانة خاصة بين أهل «الفريج»، فكان مصلحاً اجتماعياً يفض المنازعات بين الناس في المجالس العرفية، إضافة إلى المكانة الدينية والثقافية والاجتماعية.
وأوضح المحمدي أن «المطوع» كان يتولى قديماً تعليم الصغار أركان الإسلام، وتحفيظ القرآن، والأحاديث النبوية، إضافة إلى التدريب على مهارات الكتابة، والحساب، والخط، بينما كان الآباء في رحلات الغوص لمدد تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر داخل البحر.
وكان أهل قطر قديماً يؤدّون «التحميدة» للطفل الذي يحفظ القرآن الكريم كاملاً، وكانوا يطوفون به في الفريج وهو يرتدي أجمل ملابسه (الثوب والغترة والعقال والبشت) وإعطاءه سيفا صغيرا، ويكون بجانبه أصحابه يحملون العود والبخور، مع ترديد الأدعية، وكانت جميع البيوت تقوم بإعطائه الهدايا والنقود والحلويات من باب التشجيع.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر درب الساعي الموروث الشعبي
إقرأ أيضاً:
حضارة مصر القديمة.. كيف ألهمت السينما العالمية والمصرية؟
تعتبر الأساطير الفرعونية مصدر إلهام لصنّاع السينما حول العالم، حيث اجتمع في حضارة مصر القديمة ما يمزج بين الغموض، والرمزية، والعظمة التاريخية، لتصبح مادّة خصبة لأفلام تناولت الملوك والمعبودات، وأعادت صياغة التاريخ في قالب من الخيال والمغامر، وبينما حرصت بعض الأعمال على تصوير الواقع بدقة، أخذت أخرى منحى دراميًا خياليًا بهدف الإثارة، وفيما يلي نستعرض أبرز هذه النماذج، كما أشار إليها الدكتور حسين عبد البصير، الروائي وعالم المصريات في تصريحات صحفية.
يُعد هذا الفيلم من أشهر الأعمال التي تناولت الأساطير الفرعونية، حيث عُرضت النسخة الأولى منه عام 1932، من إخراج كارل فريند، وجسّد قصة مومياء فرعونية أُعيدت إلى الحياة بعد آلاف السنين، مستلهمًا بذلك أسطورة "لعنة الفراعنة".
"المومياء" النسخة الثانيةوفي عام 1999، أعيد إنتاج الفيلم ببطولة برندان فريزر وراشيل وايز، مضيفًا طابعًا من الإثارة والمغامرة، واستند إلى عناصر من كتاب الموتى وأسطورة إحياء الموتى، رغم أن العمل ظل خياليًا بالأساس.
"أرض الفراعنة" (Land of the Pharaohs) – 1955من إخراج هاورد هوكس، تناول الفيلم بناء الهرم الأكبر في الجيزة، وسلّط الضوء على الحياة السياسية والاجتماعية في مصر القديمة، بما في ذلك صراع الفرعون مع كهنة المعابد، ورغم طغيان الخيال على بعض المشاهد، فقد استند العمل إلى خلفية تاريخية تركز على الجانب الرمزي للأسطورة.
"المصري" (The Egyptian) – 1954هذا الفيلم مقتبس عن رواية ميكا والتاري، ويعرض قصة طبيب مصري قديم يتورط في صراعات دينية وسياسية، يُبرز الفيلم عددًا من الطقوس والأساطير المصرية، ويظهر فيه عدد من الآلهة المصرية مثل رع وأنوبيس، كما يصوّر الصراع بين الكهنة والفراعنة في سياق الحياة اليومية بمصر القديمة.
السينما المصرية وتوظيف الأسطورة الفرعونية"المومياء" (1969) – شادي عبد السلاميُعتبر هذا الفيلم من أهم الأفلام المصرية التي عالجت الأسطورة الفرعونية بواقعية وجدية، أخرجه المخرج الكبير شادي عبد السلام، وركّز على قضية سرقة مقابر الملوك في الأقصر، حيث تناول الصراع بين الحفاظ على التراث المصري وبين الجشع المادة، ويُعد العمل من أبرز النماذج التي قدّمت الحضارة المصرية بوعي تاريخي عميق.
"الفرعون" (Pharaoh) – 1966رغم كونه فيلمًا بولنديًا، إلا أنه يُعد من أبرز الأعمال السينمائية التي تناولت مصر القديمة بشكل جاد، يعرض الفيلم الحياة في عهد رمسيس الثالث عشر، مسلطًا الضوء على الصراع بين السلطة السياسية والدينية، ومقدمًا رؤية تاريخية دقيقة نسبيًا عن مصر الفرعونية.
أثر السينما في نشر التراث الفرعونيرغم أن العديد من هذه الأفلام اعتمد على الخيال وأحيانًا الابتعاد عن الدقة التاريخية، فإن تأثيرها الثقافي لا يمكن إنكاره، فقد ساهمت هذه الأعمال في نشر الوعي بالحضارة المصرية القديمة وجذب اهتمام العالم إلى أساطيرها ومعابدها وآثارها.
وكان لفيلم "المومياء" (1969) تحديدًا دور بارز في إعادة تقديم التراث المصري بمنظور مصري أصيل، في مقابل الصورة الهوليودية المثيرة التي قدمتها السينما الغربية.