تحليل لـCNN يكشف: إسرائيل قصفت عدة مناطق وجهت المدنيين للانتقال إليها في غزة بعد الهدنة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
(CNN)-- قصفت إسرائيل ثلاثة مواقع على الأقل في غزة، كانت قد أمرت المدنيين بالانتقال إليها، منذ انهيار الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس في وقت سابق من هذا الشهر، حسبما توصل تحليل CNN.
وفي 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أصدر الجيش الإسرائيلي خريطة لغزة - مقسمة إلى 623 كتلة مرقمة- وتشير إلى المناطق التي سيستهدفها الجيش قريبا، والمناطق التي يجب على المدنيين الانتقال إليها.
والخريطة، وهي من بقايا الخطة قصيرة الأجل من السبعينيات لإعادة بناء غزة في السنوات الأولى من احتلال إسرائيل للقطاع الساحلي، وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "طريقة آمنة للحفاظ على أمنكم وحياتكم وحياة عائلاتكم".
وطُلب من سكان غزة: "يرجى الانتباه والتحقق من هذه الخريطة"، مع اتباع "تعليمات الجيش الإسرائيلي من خلال وسائل الإعلام المختلفة".
ومع ذلك، يظهر تحليل CNN أن تعليمات الجيش الإسرائيلي - في بعض الأحيان - كانت غير دقيقة ومربكة. وتسلط التحديثات المنتظمة للجيش الإسرائيلي الضوء على الكتل المرقمة باللون البرتقالي، وتحث المواطنين على إخلاء هذه المواقع، والانتقال إلى مناطق أخرى تحمل علامات على الخريطة. لكن بعض الرسائل كانت متناقضة، كما أُثيرت مخاوف أيضا بشأن قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى المعلومات بسبب انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات.
وباستخدام مقاطع الفيديو والصور التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت، وصور الأقمار الصناعية والتقارير الإخبارية المحلية، تحققت شبكة CNN من ثلاث غارات إسرائيلية على المناطق التي طُلب من المواطنين الفرار إليها.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان ردا على CNN: "منذ بداية القتال، يناشد الجيش الإسرائيلي السكان المدنيين الإجلاء مؤقتا من مناطق القتال الكثيف، إلى مناطق أكثر أمنا، من أجل تقليل المخاطر التي يشكلها البقاء في مناطق القتال العنيف".
كما زعم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف المناطق المحددة في هذا التقرير بعد "إشارة استخباراتية تفيد بأن هذه الأماكن كانت بمثابة ملاذ آمن لقادة لواء رفح التابع لحركة حماس الإرهابية".
وتابع البيان: "يواصل الجيش الإسرائيلي العمل ضد البنية التحتية لحماس والإرهابيين أينما كانوا في قطاع غزة".
قصف في المناطق التي توجه لها المدنيون
في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، أفيخاي أردعي على وسائل التواصل الاجتماعي، أوامر إخلاء للمواطنين في أجزاء من قطاع غزة، والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم "المنطقة الآمنة"، خلال الشهر ونصف الشهر الأول من الحرب، قبل الهدنة.
وتمت مشاركة صور متعددة لنفس الموقع - تم إبراز كل منها بمواقع مختلفة. على الخريطة، ويتم تسليط الضوء على المناطق الواقعة شمال وشرق مدينة خان يونس باللون البرتقالي، وتوجه السهام السكان إلى الإجلاء من هذه المناطق إلى المواصي، وهي قطاع ساحلي مساحته 5.22 ميل مربع (13.5 كيلومتر مربع)، حدده الجيش الإسرائيلي، أو إلى رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة.
وأثارت منظمات الإغاثة مخاوف بشأن "المنطقة الإنسانية" في المواصي، حيث وصفها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأنها "وصفة لكارثة"، بسبب المساحة الضيقة، ونقص البنية التحتية أو الخدمات.
وفي الوقت نفسه، يظهر التحليل أن الضربات استمرت في استهداف رفح.
ووجدت شبكة CNN، أنه خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت ما أعلنه أدرعي، استهدفت ثلاث ضربات إسرائيلية مواقع في رفح، رغم نصيحة الجيش الإسرائيلي التي تفيد بضرورة إخلاء سكان غزة "إلى رفح".
وبعد ظهر يوم 3 ديسمبر، وقعت ضربة جوية في حي الجنينة برفح. وتُظهر اللقطات، التي تم تصويرها بعد لحظات من الهجوم، عمود دخان كثيفا يتصاعد من موقع قريب من شارع صدام برفح.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تم تحديد موقعها الجغرافي لموقع مطابق للعمود الدخاني، حفرة كبيرة ومباني عديدة تضررت أو دُمرت.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن 17 شخصا على الأقل قُتلوا، وأُصيب العشرات في الهجوم الذي أصاب منزل عائلة البواب.
وفي وقت لاحق من تلك الليلة، استهدفت غارة جوية أخرى منزل عائلة الجزار في حي التنور برفح. وتُظهر اللقطات التي تم تصويرها في أعقاب الهجوم أفرادا يبحثون بيأس عن ناجين وسط الركام. ويُظهر أحد مقاطع الفيديو رجلا، والأنقاض تحاصر ساقيه، يتم إنقاذه من قبل فرق الدفاع المدني.
وحددت شبكة CNN الموقع الجغرافي للقطات منزل في حي التنور برفح، وأكدت وقوع القصف باستخدام صور الأقمار الصناعية.
وقال صحفيون في المنطقة لشبكة CNN إن 18 شخصا قُتلوا في التفجير، من بينهم الصحفية شيماء الجزار وعائلتها. ولم تتمكن CNN من التحقق بشكل مستقل من الضحايا.
وتمكنت شبكة CNN أيضا من التحقق من التقارير الواردة في مساء اليوم التالي، في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، والتي تفيد بأن غارة إسرائيلية استهدفت برج مياه عمومي على بعد أقل من 400 متر من منزل عائلة الجزار. ومن خلال تحليل صور الأقمار الصناعية، يمكن التأكد من تدمير برج المياه في الفترة ما بين 3 و9 ديسمبر.
كما كانت هناك تقارير تفيد بوقوع 3 غارات جوية أخرى على الأقل على مواقع في رفح، أيام 2 و3 و5 ديسمبر الجاري، لكن CNN، لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من هذه الهجمات.
رسائل مربكة حول المناطق الآمنة
كشف تحليل CNN أن الجيش الإسرائيلي أصدر أيضا رسائل متناقضة في شمال غزة، والتي كان من الممكن أن تدفع الناس إلى الاعتقاد خطأً أنهم في مناطق آمنة.
ففي 2 ديسمبر الجاري، نشر أدرعي على وسائل التواصل الاجتماعي، تعليمات إخلاء للمواطنين في شمال قطاع غزة، وسلط الضوء على عدد من التجمعات السكنية شمال مدينة غزة، بما في ذلك أجزاء كبيرة من مخيم جباليا للاجئين. ودعت التعليمات الأهالي في هذه المناطق إلى "إخلاء منازلهم فورا عبر محوري حيفا وخليل الوزير، والتوجه إلى مراكز الإيواء والمدارس المعروفة في حي الدرج، وحي التفاح وغرب مدينة غزة".
وأرفق أدرعي صورتين غير متناسقتين مع التعليمات. وأظهرت كلتاهما نفس المنطقة، لكن الصورة الثانية تحتوي على عدد أكبر من الكتل السكنية التي تُعتبر غير آمنة.
وأدى هذا إلى وجود رسائل مربكة حيث تم تحديد "كتل" معينة في نفس الوقت على أنها "آمنة" و"غير آمنة". فعلى سبيل المثال، لم يتم تمييز الكتلة 720 في الصورة الأولى، ولكنها تظهر في المنطقة البرتقالية في الصورة الثانية. وتظهر الكتلة 717، التي تم تسليط الضوء عليها جزئيا في الصورة الأولى، بشكل مباشر في المنطقة البرتقالية في الصورة الثانية.
ونشر أدرعي نصيحة محدثة في 3 ديسمبر الجاري، حيث تم تضمين الصورة التي تظهر المنطقة المظللة الأوسع فقط.
وتحققت CNN من ضربتين إسرائيليتين وقعتا داخل كتل لم يتم تسليط الضوء عليها في النسخة الأولى من الصورة، لذلك وفقا لإرشاداتنا كان ينبغي أن تكون آمنة، بعد أن شارك أدرعي أوامر الإخلاء المتناقضة.
وفي مساء يوم 3 ديسمبر، أظهر مقطع فيديو على الإنترنت محطة بنزين تشتعل فيها النيران. وجاء ذلك بالتزامن مع أنباء عن استهداف محطة بنزين في حي التفاح بمدينة غزة بغارة جوية إسرائيلية.
وتم تصوير الفيديو ليلا، مما يجعل من الصعب اكتشاف أي معالم مهمة. إلا أن التقارير زعمت أيضا أن محطة الوقود تقع بجوار مكاتب الدفاع المدني الفلسطيني. وبهذه المعلومات، تمكنت CNN من تحديد موقع مكتب للدفاع المدني ومحطة وقود جنبا إلى جنب في حي التفاح.
وتكشف صور الأقمار الصناعية للمنطقة - التي قدمتها Planet Labs في 4 ديسمبر - عن الدمار وعلامات الحريق الواضحة في موقع محطة البنزين، الواقعة في المبنى 720، وهي منطقة لم يتم تسليط الضوء عليها في إحدى الخرائط المنشورة. وأصدر الدفاع المدني الفلسطيني في وقت لاحق بيانا قال فيه إن ثلاثة من أعضاء فريقه المدني قُتلوا، وأُصيب عدد آخر في القصف.
وفي اليوم نفسه، زعمت تقارير محلية أن مسجد السلام في حي التفاح اُستهدف بغارات إسرائيلية.
ولا تُظهر صور الأقمار الصناعية للمنطقة أضرارا واضحة بالمسجد، لكن هناك آثار قصف في المنطقة المحيطة.
ورغم أنه لم يكن من الممكن تأكيد التاريخ الدقيق لهذا الهجوم - الذي استهدف الكتلة 717 - إلا أن تحليل صور الأقمار الصناعية يكشف أن الهجوم وقع في الفترة ما بين يومي 2 و9 ديسمبر الجاري، في الأيام التي تلت نشر أدرعي تصحيحا للخريطة الأولية.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الخرائط تعكس الالتزام بضمان "جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب التسبب في خسائر في أرواح المدنيين أو إصابتهم، باتباع جميع الوسائل المتاحة".
لكن الجماعات الحقوقية والمنظمات الدولية شككت في هذه الادعاءات. وأثار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) مخاوف بشأن إمكانية وصول سكان غزة إلى الخرائط، نظرا لانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات.
وتكشف البيانات الواردة من مرصد الإنترنت العالمي، NetBlocks، أنه في الأوقات التي كان فيها الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لعدد من الكتل حول غزة، كان الربط الشبكي في محافظة رفح أقل من خمس مستوياته وقت الذروة. وفي محافظة خان يونس، كانت هناك أوقات تم فيها تسجيل الاتصال على أنه صفر.
وجاء في إحاطة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه "من غير الواضح كيف سيتمكن المقيمون في غزة من الوصول إلى الخريطة بدون كهرباء ووسط انقطاعات متكررة في الاتصالات".
إسرائيلالأمم المتحدةالجيش الإسرائيليحركة حماسقطاع غزةنشر الجمعة، 22 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي حركة حماس قطاع غزة صور الأقمار الصناعیة الجیش الإسرائیلی دیسمبر الجاری المناطق التی کانون الأول فی المنطقة حی التفاح فی الصورة قطاع غزة التی تم شبکة CNN
إقرأ أيضاً:
تحليل لـCNN: جولة ترامب في الشرق الأوسط تحمل أهمية أكبر مما أظهرها البيت الأبيض
تحليل بقلم ستيفن كولينسون من شبكة CNN
(CNN) -- تتجاوز رحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عقودًا بمليارات الدولارات، ومسيرات جمال، وغضبًا في أمريكا بسبب عرض قطر منحه طائرة رئاسية جديدة.
جولة وصفها البيت الأبيض بأنها فرصة لترامب لإظهار براعته في عقد الصفقات، تُربك المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
وأينما حل، يُحدث ترامب اضطراباتٍ تُمهّد الطريق لاحتمالاتٍ جديدة، فهو يُخاطر، فعلى سبيل المثال، قراره في هذه الرحلة برفع العقوبات عن سوريا لمنح دولةٍ مزقتها الحرب فرصةً ثانية.
لكن هذه الخطوة تُحيي سؤالًا دائمًا حول سياسة ترامب الخارجية والتجارية برمتها، هل يُمكنه بذل جهدٍ كافٍ لتحقيق اختراقاتٍ حقيقية من خلال الفرص التي يُنشئها؟
إن هوس البيت الأبيض بتمجيد ترامب يعني أن أهم مبادراته غالبًا ما تُغمرها الدعاية.
لذا، حظيت صفقة قطر لشراء طائرات بوينغ بقيمة عشرات المليارات من الدولارات باهتمام أكبر في الولايات المتحدة يوم الأربعاء من لقائه في الرياض مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ولعل هذا اللقاء التاريخي الأول بين القادة الأمريكيين والسوريين منذ 25 عامًا هو المبادرة الأبرز في جولة ترامب.
وقبل أن يُطيح بالديكتاتور القاتل بشار الأسد، كان الشرع قائدًا للمتمردين أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة، وكانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. ومع ذلك، جلس ترامب معه ورفع العقوبات الأمريكية عن بلاده التي مزقتها الحرب الأهلية، على أمل منحها فرصة لتوحيد صفوفها وإنقاذ المدنيين الذين يواجهون جوعًا شديدًا.
طموحات ترامب الدبلوماسية الإقليمية تتوسع
ولا تنتهي التغييرات الجيوسياسية التي أحدثها ترامب في سوريا، فقد استخدم الرحلة لبناء ضغط جديد على إيران للموافقة على القيود المفروضة على برنامجها النووي - محذرًا من العمل العسكري إذا رفضت ولكنه يحاول بوضوح تجنب الاحتمال الرهيب لحرب جديدة في الشرق الأوسط.
كما سلطت رحلته الضوء على تزايد توتر العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - الذي كان يُنظر إليه على أنه رفيق الروح الأيديولوجي للرئيس الـ 47 ولكنه أصبح بشكل متزايد هدفًا لإحباط ترامب.
ووراء الكواليس، كان فريق ترامب يتحدث مع مسؤولين قطريين وسعوديين حول كيفية التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي والهجوم الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين.
وكان رد نتنياهو هو الإعلان عن أنه "ليس لديه خيار" سوى الاستمرار في القتال، واستهدف زعيم حركة “حماس” الذي ستكون هناك حاجة إليه لأي مفاوضات سلام، في غارة على مستشفى.
ولا يوجد شعور بأن التحالف الأمريكي مع إسرائيل في خطر ولكن فجوات بين ترامب ونتنياهو قد ازدادت أيضًا بشأن اتفاق أمريكي لوقف الهجمات الصاروخية من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن والتي لم تشمل إسرائيل.
وتجاوز ترامب للإسرائيليين في صفقة هذا الأسبوع لتحرير آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة في غزة؛ وقرار العقوبات على سوريا.
ولم يقتصر تركيز ترامب على الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة بل كان يأمل أيضًا في السفر إلى تركيا لالتقاط صورة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي كانت ستُثبت محاولته الفاشلة حتى الآن لإنهاء الحرب بينهما.
ومن غير المرجح أن يحضر أيٌّ من الزعيمين المتنافسين المفاوضات، مما دفع ترامب إلى التخلي عن خططه للقيام برحلة جانبية غير متوقعة، مما يُلقي بظلال من الشك على مبادرته للسلام.
مقامرة ترامب الكبرى في سوريا
يُمثل قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا أحد أكبر مقامرات السياسة الخارجية حتى الآن في ولايته الثانية.
ولم تُكشف بعد تفاصيل الدبلوماسية المعقدة التي لا بد أنها أدت إلى هذا القرار لكن هذه الخطوة تعكس إدراكًا بأن سوريا، التي دمرتها سنوات من الحرب الأهلية، تمر بمرحلة تحول، وتحتل مكانة حيوية على خريطة المنطقة، ولديها القدرة على الانزلاق إلى فوضى أكبر إذا تدهورت أكثر.
وذكر الرئيس الأمريكي للصحفيين بأنه يعتقد أن لدى الشرع "فرصة حقيقية للحفاظ على تماسكها".
وقال مسؤولون لاحقًا إن ترامب يريد أن تعترف سوريا في نهاية المطاف بإسرائيل.
وسيمثل هذا تحولًا استثنائيًا في منطقة تمزقها الكراهية.
وقال فراس مقصد، مدير التواصل في معهد الشرق الأوسط، لبيكي أندرسون من شبكة CNNبأن الخطوة السورية كانت فوزًا كبيرًا لترامب في رحلة تهيمن عليها المخاوف الاقتصادية.
وأضاف مقصد: "أعتقد أن ترامب كان حريصًا للغاية، وأود أن أقول، حريصًا جدًا على تحقيق نجاحات جيوسياسية أيضًا، ومهما حدث في سوريا، فلن يبقى في سوريا".
وتعكس خطوة الرئيس الأمريكي استعداد بعض القادة الأوروبيين والشرق أوسطيين للتخلي عن استيائهم من أنشطة الشرع السابقة، على أمل أن يتمكن من منع العودة إلى الحرب الأهلية.
وعلى غير العادة، يحظى قرار ترامب السياسي بالثناء حتى بين بعض المنتقدين المخضرمين له.
وذكر ليون بانيتا، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ووزير الدفاع الأمريكي، لشبكة "CNN الأربعاء: "أعتقد أنها خطوة جيدة. أعتقد أن (ترامب) محق لأن هذا الشخص كان قادرًا على قيادة تلك الثورة، وتمكن من عزل الأسد، وعلى حد علمي، يعمل على تحقيق الاستقرار في ظل التحدي الصعب الذي يواجه سوريا."
وجاء قرار ترامب برفع العقوبات بناءً على حثّ السعودية وقطر، اللتين ترغبان في تجنّب امتداد الاضطرابات في سوريا كما أن هناك رغبة في الرياض وواشنطن والدوحة لمنع عودة القوى الخارجية إلى سوريا، التي عانت لعقود من التدخل الأجنبي من دول، بما في ذلك إيران وروسيا وتركيا وإسرائيل.
لكن ترامب يُخاطر.
وفي حين يُنظر إلى الشرع خارج البلاد على أنه أفضل أمل لسوريا في الاستقرار، يتزايد القلق من أن حكومته لا تحمي الأقليات الدينية والعرقية.
وفي غضون ذلك، في واشنطن، سيطلب كبار أعضاء الكونغرس ضمانات بأنه يطرد عناصر تنظم "داعش" قبل موافقتهم على رفع العقوبات المنصوص عليها في القانون والتي لا يمكن للرئيس التنازل عنها من تلقاء نفسه.
وقال السيناتوران جيم ريش وجين شاهين، الرئيسة الجمهورية وكبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في بيان: "لاغتنام الفرصة، من المهم تنفيذ قرار الرئيس بسرعة، وأن تتحرك الحكومة السورية بسرعة لمعالجة مخاوف الأمن القومي الأمريكي".
وأضافا: "سيساعد هذا سوريا على البقاء على المسار الصحيح، و التحرر من النفوذ الخبيث لإيران وروسيا، ومن محاولات الصين لكسب موطئ قدم اقتصادي في الشرق الأوسط، ومن عودة ظهور داعش".
وأصدر السيناتور ليندسي غراهام، حليف ترامب، بيانًا حذرًا قال فيه: "أميل بشدة إلى دعم تخفيف العقوبات عن سوريا في ظل الظروف المناسبة، ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن القيادة الحالية في سوريا حققت مكانتها بقوة السلاح، وليس بإرادة شعبها".
وأشار غراهام إلى أن إسرائيل قلقة بشكل خاص من قرار رفع العقوبات عن سوريا، وجادل بأن الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع حلفائها لتنسيق الانفتاح الجديد.
وقال غراهام: "قد تكون هذه الحكومة الجديدة في سوريا استثمارًا جيدًا، وقد تكون الطريق لتوحيد سوريا، مما يجعلها جزءًا مستقرًا من المنطقة. ومع ذلك، هناك الكثير مما يجب تعلمه قبل اتخاذ هذا القرار".
وأضاف: "إن استقرار سوريا سيغير قواعد اللعبة في المنطقة، ولكن بالنظر إلى ماضيها، يجب تقييم تقدمها عن كثب".
"بالتوفيق يا سوريا"
إذا أراد ترامب قيادة سوريا نحو الاستقرار، فسيحتاج إلى استخدام قوة الولايات المتحدة لحشد الدول ذات التوجهات المتشابهة.
وهذا النوع من العمل مع الحلفاء ليس سمة مميزة للبيت الأبيض الحالي، وهو يمثل تحديًا آخر لفريق السياسة الخارجية المُرهَق الذي تُعيقه قرارات التوظيف الفوضوية وقلة خبرة بعض اللاعبين الرئيسيين - على سبيل المثال، مبعوث ترامب ستيف ويتكوف.
بدا أن ترامب يُمهّد الطريق لإلقاء اللوم، في حال جاءت قراراته بنتائج عكسية، مشيرًا عدة مرات إلى أن جزءًا من سبب رفع العقوبات كان بسبب دعم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. قال ترامب: "يا إلهي، ما أفعله من أجل ولي العهد".
وبعض انتصارات ترامب الأخيرة لا تُشير إلى استعداده لبذل الجهد الدبلوماسي الشاق، فقد زعم أنه توصل إلى صفقات تجارية كبيرة مع المملكة المتحدة والصين لكن من الأفضل وصفها بأنها إعلانات عن نية التوصل إلى اتفاقيات.
وإذا كانت خطوة العقوبات يوم الثلاثاء مشابهة، فلن تصل دبلوماسيته تجاه سوريا إلى غايتها أبدًا.
وهناك سبب آخر للقلق، يبدو أن الشرع قد فعّل ضعف ترامب تجاه الأقوياء، فقد وصف "الإرهابي السابق" بأنه "شاب رائع وجذاب" و"مقاتل"، ومن المثير للدهشة، بالنظر إلى ارتباطات الزعيم السوري بتنظيم "القاعدة"، أن الرئيس الأمريكي علّق قائلاً إن لديه "ماضٍ قويّ للغاية".
ويعجّ التاريخ بأمثلةٍ وضعت فيها واشنطن ثقتها في قادةٍ أقوياء في الشرق الأوسط للحفاظ على وحدة بلدانٍ مزقتها الانقسامات الدينية والقبلية. في العراق، انتهى هذا الرهان بخسارة آلاف الأرواح الأمريكية، لكن ترامب أكثر تفاؤلاً، وقال: "حان وقت تألقهم. حظاً سعيداً يا سوريا. أظهري شيئاً مميزاً للغاية".
أمريكاإسرائيلالإماراتالسعوديةسورياقطرالأمير محمد بن سلمانالإدارة الأمريكيةالحكومة الإسرائيليةالحكومة السعوديةبنيامين نتنياهودونالد ترامبنشر الجمعة، 16 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.