الجزيرة:
2025-05-11@19:42:02 GMT

نساء غزة يعشن ظروفاً لا تطاق ويعانين فقدان الخصوصية

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

نساء غزة يعشن ظروفاً لا تطاق ويعانين فقدان الخصوصية

تعاني الفلسطينيات من افتقادهن للخصوصية بمراكز النزوح جنوب قطاع غزة المحاصر، وسط ظروف قاسية يواجهنها لتوفير أدنى مقومات الحياة.

وتكون مراكز النزوح عادة مدارس ومؤسسات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تعاني من اكتظاظ شديد يفوق طاقة استيعابها بسبب نزوح السكان إليها من شمال وجنوب القطاع، مما يحول دون قدرة النساء على استخدام دورات المياه، أو النوم وحدهن داخل غرف خاصة.

كما حال استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم دون دخول المستلزمات الصحية النسوية، الأمر الذي تصفه الفلسطينيات بـ"الكارثي" والذي يتزامن مع غياب المياه اللازم للنظافة والاستحمام وحتى للشرب.

كما تقوم النساء في ظل هذه الحرب بأعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتهن الجسدية، مثل تقطيع الحطب لطهي الطعام، والجلوس أمام النيران التي ينبعث منها دخان احتراق الخشب والأوراق لساعات طويلة في العراء.

ضغوط نفسية

كل ذلك يحدث في ظل ضغوط نفسية تعاني منها الفلسطينيات بسبب الآثار الكارثية لهذه الحرب بدءا من ترك منازلهن، مرورا بفقدان مقومات الحياة، وصولا لفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 1.8 مليون نازح فلسطيني باتوا يعيشون، في مئات مراكز النزوح والإيواء، حياة غاية في الصعوبة.

وقال المكتب في بيان نشره السبت الماضي إن "هذه الأعداد الكبيرة من النازحين يحتاجون لحل جذري لإنهاء معاناتهم المتواصلة، وكلهم بحاجة إلى مساعدات وإمدادات عاجلة على المؤسسات الدولية توفيرها فورا".

وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت ريم السالم المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات -في بيان- إن المرأة الفلسطينية تعرضت وعلى مدى عقود لهجوم متعدد الطبقات من التمييز والعنف الفظيع والممنهج بسبب الاحتلال الإسرائيلي، والحرمان من حق تقرير المصير.

وأضافت "الاعتداء على كرامة المرأة الفلسطينية وحقوقها اتخذ أبعادا جديدة ومرعبة" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي موعد بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع، حيث أصبح الآلاف منهن ضحايا "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي تتكشف".

وتطرقت السالم إلى "الظروف الصعبة التي تواجه الحوامل في غزة مع احتمال الولادة دون تخدير أو تدخل جراحي أو احتياطات صحية".

إلى جانب ذلك، فإن التقديرات حرمت "أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة فترة الحيض من الحصول إلا بشكل محدود على منتجات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية" وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

خصوصية مفقودة

وفي أحد مراكز النزوح بمدينة رفح جنوبي القطاع، تقف السيدات في طابور بانتظار دورهن لدخول دورات المياه.

سعاد مقبل (43 عاما) التي نزحت من شمال غرب مدينة غزة تصيح بغضب "حتى دخول الحمامات صار يحتاج طابورا!! ألا يكفي ما حدث لنا بغزة، هل يجب علينا أن نتحمل إهانة كرامتنا هنا أيضا!".

وأضافت "لم تعد لدينا كسيدات أي نوع من الخصوصية، فنحن أصبحنا في الشوارع، على مرأى ومسمع الجميع".

وأوضحت أن معاناتهن تتفاقم يوميا في ظل الازدحام الشديد داخل مراكز الإيواء، والنقص الحاد للمياه ونفاد مستلزمات النظافة الشخصية.

وتضيف بحرج شديد "بداية النزوح لم أتقبل هذا الوضع، وكنت محرجة جدا لدرجة منعتني من دخول الحمام لمدة يومين إلى الحد الذي تسبب بآلام شديدة في البطن والكلى".

وتبين أنها تحاول التأقلم مع الوضع الحالي رغم صعوبته بسبب فقدان الخصوصية، وتقول "لم أتوقع في أسوأ الأحوال أن تصل الأمور إلى هذا الحد، العيش في مركز إيواء واستخدام حمامات عامة، وغير ذلك الكثير".

أزمة نظافة

وتقول النازحة نسرين مسعود (35 عاما) إن النازحات يواجهن أزمات عديدة "ونواجه أزمة صحية حقيقية داخل مراكز الإيواء بفعل نقص مستلزمات النظافة والمستلزمات الصحية الخاصة بالنساء".

وتوضح مسعود أن نقص المياه يتسبب أيضا بأزمة نظافة، مما يؤدي إلى إصابة العديد منهن بأمراض نسائية، فضلا عن انتشار الأمراض المعدية.

وبحسب بيان المركز الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 355 ألف حالة بين 1.8 مليون نازح داخل مراكز النزوح تم توثيق إصاباتها بأمراض معدية.

وأشارت نسرين إلى أن انعدام خصوصية النساء في مراكز الإيواء يولد لديهن "شعورا بالخوف وعدم القدرة على التصرف بحرية".

ونقلت عن النازحات شعورهن بـ"حرج شديد وتقيد في الأماكن العامة، بينما دفعتهن الظروف المعيشية الصعبة -في ظل انعدام مصادر الدخل ونفاد البضائع من الأسواق- للاقتصاد في استخدام أي مواد أو مستلزمات خشية فقدانها في حال طال أمد الحرب".

ومع بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة من خلال إسرائيل، لكن بعد ضغوط أممية ودولية سمحت بدخول مساعدات إنسانية محدودة جدا عبر معبر رفح المصري، والمخصص للمسافرين في المقام الأول.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم -حسب بعض التقديرات- نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية جراء حصار متواصل منذ 17 عاما.

أعمال شاقة

وفي أرض زراعية بمدينة دير البلح وسط القطاع، تجلس النازحة سعاد أبو حصيرة (43 عامًا) أمام فرن مصنوع من الطين تعد الخبز لنحو 35 فردا من عائلتها وأقاربها الذين نزحوا من مدينة غزة بفعل الغارات العنيفة والهجوم البري الإسرائيلي.

وتبذل سعاد -بمساعدة مجموعة فتيات بدت عليهن ملامح الإرهاق- جهدا كبيرا في إشعال النار بالحطب، رغم أنها مهمة الرجال في الوضع الطبيعي.

ويتطلب ذلك قوة في قطع الأخشاب بما يتناسب مع حجم الفرن، وإدخال متواصل لها كي لا ينخفض مستوى النيران، كما أن دخانها يسبب أمراضا في الجهاز التنفسي.

وتخبز هذه النازحة حوالي 100 رغيف من الخبز بشكل يومي لإطعام هذا العدد الكبير من النازحين، وتقول "الحياة هنا صعبة جدًا والوضع لا يطاق، لكننا مجبرون على تحملها وتجرع الألم والمرارة، إلى حين العودة إلى منازلنا".

وتضيف سعاد التي بدت آثار الحروق والجروح واضحة على يديها "كنت صاحبة القرار في منزلي قبل النزوح، في إعداد وتجهيز ما أشاء من الطعام، لكنني اليوم لست صاحبة القرار، إنما أنفذ ما يقرره أصحاب الأرض التي نقيم فيها حاليا".

وتتساءل بصوت متحشرج "متى تنتهي هذه الحرب ونرجع إلى منازلنا مرة أخرى؟ يكفي بهدلة وذلا، والله تعبنا".

ومنذ 80 يوما من الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع والتي خلفت -حتى أحدث حصيلة منشورة الأحد- 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" وفقا للأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

فقد وجوع.. أمهات غزة يعشن واقعا مأساويا

بين ألم الفقد وقسوة الجوع ومعاناة النزوح، تعيش الأمهات الفلسطينيات بقطاع غزة -في ظل الإبادة والحصار الإسرائيليين المستمر على القطاع- واقعا إنسانيا يزداد مأساوية مع مرور كل يوم.

وتكافح الأمهات كثيرا من أجل البقاء في مخيمات النزوح بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد أن فقدن أزواجهن وأبناءهن ومنازلهن، ويعشن في ظروف قاسية لا تليق بالكرامة الإنسانية.

وخلال حرب الإبادة، قتلت إسرائيل أكثر من 12 ألفا و400 امرأة، وفقدت أكثر من 14 ألف امرأة زوجها، بينما تواجه نحو 60 ألف سيدة حامل خطرا حقيقيا بسبب انعدام الرعاية الصحية، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

كما نزح أكثر من 90% من سكان القطاع، بعضهم أكثر من مرة، ويقيمون في ملاجئ مكتظة أو في العراء، وسط تفشي الأمراض ونقص المياه، بحسب تقارير محلية ودولية.

وحيدة مع 7 أطفال

في خيمة تفتقر لأدنى مقومات الحياة في خان يونس، تعيش الفلسطينية أم محمد أبو دقة مع أطفالها السبعة بعد أن فقدت زوجها وأحد أبنائها خلال قصف إسرائيلي.

وقالت: "زوجي وابني استشهدا خلال الحرب، وأعيش داخل خيمة بظروف صعبة، أطفالي مصابون وبحاجة لعلاج غير متوفر بسبب الحصار وإغلاق المعابر".

تفتقر أم محمد لأبسط مقومات الحياة، وتعاني حر الصيف وبرد الشتاء، ولا تجد ما يسد رمق أطفالها.

إعلان

وأضافت: "نعاني الجوع ولا يوجد من يعيلنا، لجأت إلى طحن المعكرونة لصناعة الخبز بعد نفاد الدقيق".

وفي رسالة موجعة، دعت أمهات العالم للوقوف إلى جانب أمهات غزة، والمطالبة بوقف الإبادة ورفع الحصار، وتقديم الدعم الإنساني لأسر فقدت كل شيء.

جوع وقهر

حال مشابهة تعيشها أم أيمن، التي فقدت زوجها وطفلها ومنزلها في القصف، وتضطر للإقامة في خيمة مصنوعة من النايلون والقماش المهترئ، منذ أن دمرت إسرائيل بيتها قبل عدة أشهر.

وقالت: "فقدت ابني وزوجي وبيتي، وأعيش في خيمة لا يوجد فيها طعام أو شراب، غير قادرة على مواصلة الحياة، وخاصة بعد الفقد".

ولفتت إلى أنها تمشي مسافات طويلة للحصول على القليل من المياه، سواء للشرب أو الطهي، وأوضحت أن خيمتها المصنوعة من القماش والنايلون لا تقيها حر الصيف ولا برد الشتاء وتأمل أن تنتهي الإبادة.

وتناشد، الأم الغزية، أمهات العالم أن يقفن إلى جانب الأمهات الفلسطينيات، ويطالبن بوقف الحرب ورفع الحصار وإنهاء المجاعة.

مأساة الإبادة

أما صابرين أبو دقة، التي فقدت زوجها وشقيقها، فقالت إنها تعيش مع أطفالها الخمسة في ظروف غاية في الصعوبة، وأضافت: "لا يوجد بسكويت أو عصائر أو وجبات صحية نطعم بها أطفالنا، نعيش على المعكرونة فقط".

ودعت العالمين العربي والإسلامي، والمؤسسات الإنسانية، للوقوف بجانب أطفال غزة، في ظل الوضع الكارثي الذي خلفته الإبادة.

وفي شهادة أخرى، قالت أم فلسطينية فقدت زوجها ومنزلها، ووضعت طفلها يتيما بعد مقتل والده في قصف إسرائيلي، إنهم يعيشون مجاعة حقيقية.

وأضافت دون ذكر اسمها: "لا طحين، لا أكل، لا شرب"، مشيرة إلى أن أوضاع النساء في قطاع غزة مأساوية.

وفي رسالتها إلى نساء العالم قالت: "أتمنى يقفوا معنا، يساندونا، ويحسوا بمعاناتنا".

ومطلع مارس/آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل من جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.

إعلان

ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة اعتمادا كاملا على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السبع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • «حشد»: قصف الاحتلال مراكز إيواء النازحين بـ غزة والقتل والتجويع «إبادة جماعية»
  • جدة.. حملة توعوية بالمصانع للوقاية من فقدان السمع والأمراض المهنية
  • فقد وجوع.. أمهات غزة يعشن واقعا مأساويا
  • سلطة المياه الفلسطينية: غزة تموت عطشا
  • سلطة المياه الفلسطينية تحذر من كارثة وشيكة في قطاع غزة
  • نجاة طالب بأعجوبة من محاولة ذبح داخل مركز للدروس الخصوصية
  • سلطة المياه: غزة تموت عطشا ونحذر من انهيار شامل في القطاع
  • اليونيسف: الحرب دمرت 70% من نظام المياه في غزة والناس تصارع من أجل قطرة ماء
  • اليونيسف: الحرب دمرت 65 إلى 70% من نظام المياه في غزة والناس تصارع من أجل قطرة ماء
  • هل ستعود الخرطوم “المدينة المستهلكة الأولى” كما كانت، أم استفاد سكانها من تجربة النزوح