منظمات حقوقية ترصد التجاوزات وضعف الإقبال على الانتخابات المحلية بتونس
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
قدمت مجموعة من المنظمات الرقابية المهتمة بالشأن الانتخابي بتونس، تقاريرها عن سير العملية الانتخابية للمجالس المحلية والتي جرت الأحد بتونس، وأجمعت على تدني نسبة المشاركة في التصويت والعزوف الكبير عن التوجه إلى مراكز الاقتراع.
وكشفت إحدى المنظمات أن 26 دائرة انتخابية لم تتم بها عملية الاقتراع عكس ما أعلنته هيئة الانتخابات والتي تحدثت عن دائرتين انتخابيتين فقط.
وتحدثت المنظمات وهي شبكة مراقبون، ومرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ودعم التحولات الديمقراطية، وجمعية شباب بلا حدود، والمركز التونسي المتوسطي، عن وجود خروقات في عملية الاقتراع من بينها جرائم انتخابية.
وقالت علا بن نجمة رئيسة "مرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ودعم التحولات الديمقراطية" إن "أهم ملاحظة يمكن الخروج بها بعد يوم من انتخابات المجالس المحلية هي نسبة الإقبال الضعيفة للناخبين في كافة المحافظات".
وشددت بن نجمة في تصريح لـ"عربي21" أنه منذ الساعات الأولى لفتح المراكز وحتى الانتهاء لم نشهد إقبالا على التصويت، وهنالك عزوف كبير وخاصة من الشباب".
وتحدثت بن نجمة عن تسجيل المرصد لخروقات يوم عملية الاقتراع تصل لجرائم انتخابية قائلة: "سجلنا خروقات من عديد المرشحين داخل وفي محيط مراكز الاقتراع، هناك لافتات لمرشحين ظلت معلقة وهناك تأثير على الناخبين بتوزيع أموال ونقلهم بسيارات".
بدوره قال رئيس "شبكة مراقبون" سليم بوزيد إن نسبة المشاركة النهائية في هذه الانتخابات لم تتجاوز 11,2 % مع هامش خطأ 0,8 بحسب تقديرات الشبكة .
وأفاد بوزيد في تصريح لـ"عربي21" بأن سير الاقتراع كان عاديا ولكن العزوف كان لافتا وهناك فوارق كبيرة بين الجهات والفئات العمرية وخاصة الشباب الذي لم يقبل على الانتخاب".
وأوضح بوزيد أن الشبكة نشرت 930 ملاحظا موزعين على كافة الهيئات الفرعية و529 ملاحظا قارا داخل المكاتب و301 مشرف كملاحظين متنقلين على مستوى المعتمديات".
26 دائرة بلا انتخابات
وكشف رئيس "شبكة مراقبون" أن عملية الاقتراع خلال الدور الأول للانتخابات المحلية لم تتم في 26 دائرة انتخابية، خلافا لما أعلنت عنه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في وقت سابق بخصوص استحالة تنظيم الانتخابات في دائرتين انتخابيتين فقط وهما برج الخضراء وجزيرة جالطة".
وأكد بوزيد أن 2129 دائرة انتخابية شهدت فعليا عملية اقتراع و26 دائرة لم يتم فيها الاقتراع بسبب غياب المترشحين وهو ما شهدته أيضا الانتخابات التشريعية لسنة 2022 حيث لم يجرى الاقتراع في 7 دوائر للسبب نفسه.
وطالب رئيس "شبكة مراقبون" بنشر نتائج كافة مكاتب الاقتراع بالتفصيل ونشر صور محاضر الفرز وعد النتائج لكافة مكاتب الاقتراع في أقرب الآجال.
كما أكد ممثل مراقبون أن الملاحظين المتنقلين للشبكة، رصدوا بعض التجاوزات على غرار محاولات تأثير أو ضغط على الناخبين و تواصل الحملات الانتخابية في محيط مراكز الاقتراع .
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الانتخابات التونسي تونس انتخابات سعيد انقلاب سعيد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیة الاقتراع
إقرأ أيضاً:
البتراء.. ومس الواقعية السحرية
عبدالله رزق أبو سيمازه
تنتمي رواية ( البتراء ) إلى ما يمكن تسميته بأدب ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ، لكن قد ينهض احتجاج ، بما مفاده أن الوقت لازال باكرا ، لتمثل هذه الثورة ، التي لا تزال تعتمل في الصدور ، في شكل ما من الأدب ، خاصة الرواية . غير أن صلاحا ، القويضي ، يلوح بهذا المستند ، بادعاء أوان الاوان . للأستاذ صلاح القويضي ، رؤية بشأن الثورة ، وشبابيتها ،على نحو خاص ، ظل يدافع عنها بعناد وتصميم ، لابد أن تجد التعبير عنها في الرواية ، بتمجيد شبابها ، وشهدائها ، وبما يمكن أن يحيل الرواية ، نفسها ، مفردة من مفردات الثورة : ترسا ، فعلا ، اوعيا …
وقد استهدف المؤلف بنيانا غير تقليدي بروايته الاولى ، بإضفاء الكثير من الواقعية ، على تفاصيلها ، من أمكنة وأشخاص واحداث . ويلاحظ ، منذ البدء ، تناوب عدة رواة ، بمن فيهم المؤلف نفسه ، على سرد وقائعها : نجمة ، بطلة الرواية ، فادية صديقتها ، عادل حبيبها ، زهراء امها ، عادل الوان ، التشكيلي الصحفي ، …الخ.
ومع أن للكاتب خبرة في التعامل مع الشعر : كتابة وترجمة ونقدا ، الا أنه تفادى ، بشكل ملحوظ ، استحضار اللغة الشعرية ، في متن الرواية ، كأداة للسرد .
مؤلف الرواية صلاح القويضيترصد الرواية ، تطور حياة ” نجمة ” ، على خلفية من الأحداث الدموية الكبرى ، التي شغلت قرابة العقدين من عمر البلاد ، بدء من حرب التورابورا والجنجويد ، في دارفور، حيث فقدت ، في سياقها ، على أطراف معسكر كلمه للنازحين ، كفها وعذريتها ، معا ، مرورا ، بفض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة ، شرقي الخرطوم ، حتى ( حرب الجنرالات مع دعمهم السريع – جنجويدهم السابق – الذي اسسوه ودربوه وسلحوه ومكنوه في الارض ، ليعينهم في حرب دارفور وكردفان ، فانقلب عليهم . ص ٥٦( ، والتي اشتعلت في العاصمة ، قبل أن تعم أقاليم البلاد الاخرى .
يشكل حضور “نجمة “، حفيدة السلطان سليمان صولون ، سليل النبي سليمان بن النبي داود ، في ساحة الاعتصام ، ليس مجرد حضور للتاريخ ، أو للماضي القريب ، حسب ، وانما حضور الراهن الدارفوري ، الغارق في الدم المسفوك ، ودالة حضور المستقبل ، الموعود بالدم ، ايضا ، وشكل نبوءته . تتردد “البتراء”، وهي ترسم عالمها الخاص ، بين الواقعي وفوق الواقعي ، وبين الحقيقي والمتخيل ، ومن ثم لا تخلو الرواية – وان اقتربت من واقعية يوسف القعيد – من مس من الواقعية السحرية .
لنجمة – البتراء حياتان : حياة قبل تفعيل الاسورة السحرية ، وهي تشغل الفصول الأولى من الرواية ، وثانية ، بعدها ، تختزل فصل الختام ، منذ تفعيل القوى الخارقة الكامنة ، في الاسورة . ومن ثم يمكن تمييز نوعين من أحداث الرواية . ما حدث بالفعل ، وهو الواقعي من الأحداث . وما لم يحدث ، بعد ، المرتجى ، وهو ليس تطورا في سياق التسلسل المنطقي للوقائع ، بقدر ما هو انعطاف ، وهو غير الواقعي ، الذروة المؤجلة ، حتى الآن .
تبدو غامضة ، تلك الذروة المرتجاة ، وغائمة ، بين الصحوة والغفوة ، وبين الحلم واليقظة ، حيث ينتظر ان تقوم ” نجمة ” ، كأحدى حفيدات الملك سليمان ، بفك الطلاسم ، المكتوبة بلغة الجن ، على اسورتها ، وقراءة التعويذة عليها ، لتنشيط قدرات الاسطورة الخارقة الكامنة ، لتكون أداة حمايتها ، ولتصبح ، هي ، كنداكة في بلدها (ص ٥٦)، وفق ما أفادت به عرافة غجرية ، اطلعت على خفايا الاسورة ، التي تتزين بها . لكنها ، قبيل الانتصار للأسطورة ، خلال طقس تفعيل قدراتها ، تنسرب ، نجمة وامها ، في ” حلم جميل ” ، كما عاشه المؤلف ، حيث ( يحل الجيل الجديد الراكب الرأس ، محل القادة الذين ساروا بالبلاد من فشل إلى فشل ، منذ خروج المستعمر – ص ١٦١ )، وذلك قبل أن يصحو ( مذعورا على صوت انفجار مروع بقذيفة ضخمة ص ١٦٦) .
تقترب ” البتراء ” من أن تكون رؤية ، او إطارا للخلاص الذي تكونه ، أو تكون مرموزه ، وفق نبوءة العرافة الغجرية . غير ان الرواية ، وهي تبلغ – في الحلم – ختامها ، تكف عن ملاحقة مصائر بقية شخوصها ، ومنهم ، “عادل الوان” ، و”فادية ” صديقة نجمة ، والاهم ، انها تغفل مصير “الفاضل” ، ولد “نجمة ” ، الذي ثأر لوالدته ، وحقق لها ، ولأسرتها ما كانت ترجوه من انتقام ، بان قتل أباه ، القائد الجنجويدي حماد الاشيقر ، حماد الأعرج سابقا ، دون أن يعرف حقيقته ، في اكثر الأحداث تراجيدية ، بعد اغتصاب نجمة وبتر كفها .
الوسومعبدالله رزق أبو سيمازه