استعراض مشاركة سلطنة عمان في إكسبو 2025 أوساكا
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يقام في الفترة من 13 أبريل إلى 13 أكتوبر ٢٠٢٤م
كتب – عبدالله الشريقي:
تصوير – سعيد البحري:
نظمت المفوضية العامة لجناح سلطنة عمان بالتعاون مع سفارة اليابان في مسقط اليوم حفل استقبال مشاركة سلطنة عُمان في أكسبو 2025 اليابان- أوسكا – والمزمع اقامته في الفترة من 13 أبريل إلى 13 أكتوبر العام المقبل في جزيرة أوسكا في اليابان ، برعاية معالي معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ، وبحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي المفوض العام لجناح سلطنة عُمان في معرض أكسبو أوسكا 2025، وسعادة السفير جوتا ياموموتو، سفير دولة اليابان في سلطنة عمان وعدد من أصحاب السعادة ، تضمن الحفل مواد مرئية ، تحكي عن فكرة جناح سلطنة عمان ، ومشاركتها في هذا الحدث العالمي.
وأوضح سعادة السيد سعيد بن سلطان بن يعرب البوسعيدي المفوض المفوض العام لجناح سلطنة عُمان في معرض أكسبو أوسكا 2025 أن مشاركة سلطنة عمان في هذا المحفل العالمي تحت شعار “تصميم مجتمع المستقبل لحياتنا كما تأتي ُمشاركة سلطنة ُعمان في هذا المحفل لتصافح بثقافتها ثقافات الشعوب، مستعرضة عمان الماضي والحاضر والمستقبل.
وأضاف سعادة المفوض العام: تُعد مشاركة سلطنة عُمان في معرض أكسبو 2025 تعبيرًا حقيقيًا عن رؤيتنا الطموحة ورغبتنا في تعزيز التقدم والتنمية المستدامة في مختلف المجالات، كما تعكس الجهود التي تبذلها سلطنة عُمان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويمثل أكسبو 2025 منصة عالمية فريدة لعرض الإنجازات وتبادل الخبرات، ونحن ملتزمون بتعزيز التعاون الدولي وتكوين شراكات مع الدول المشاركة في المعرض، وسنعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء الدوليين لتبادل الخبرات والمعرفة.
من جانبه قال سعادة السفير جوتا ياموموتو سفير اليابان في سلطنة عُمان: يأتي إكسبو 2025 أوساكا ليمنح الفرصة للناس لاتخاذ إجراءات من أجل مستقبل أفضل ومستدام. وأعتقد أن بلدينا قد يعرضان إنجازاتنا وإمكاناتنا بالإضافة إلى تبادل الحلول للتحديات المشتركة التي تواجه البشرية. وأنا شخصياً أتطلع إلى رؤية جناحكم العماني الجميل مرة أخرى في أوساكا.
وأضاف: أود أن أعرب عن سعادتي بمشاركتنا في هذا المعرض الدولي الذي سوف يكون فرصة ممتازة لتعميق التعريف بسلطنة عُمان لدى أصدقائنا اليابانيين، والمجتمع الدولي، والتعرف على الرؤى المستقبلية لسلطنة عمان في كافة المجالات.
من ناحبتها قدمت بدرية بنت محمد العامرية رئيسة الفريق الإعلامي استعراصا حول جناح سلطنة عُمان ،مشيرة إلى أن أكسبو ٢٠٢٥ يعد حدث عالمي مختلف وفرصة ذهبية لنا لتسليط الضوء على إرثنا الثقافي الغني وتاريخنا العريق وتقديم رؤيتنا المستقبلية والتواصل مع العالم، لنروي قصتنا.
وأضافت: تأتي الرسالة الرئيسية لمشاركة سلطنة عُمان في أكسبو 2025 أوساكا تحت عنوان: سلطنة عُمان روابط ممتدة”، هذه الرسالة تتناغم مع الرسائل العامة التي ينطلق منها أكسبو 2025 أوساكا وتعكس أسس الحياة المحلية في سلطنة عُمان التي تعتمد بشكل أساسي على التواصل الإنساني مع الآخر، وترتبط منذ القدم بحلقات وصل بينها وبين دول العالم فهي لم تتبادل البضائع فحسب بل صدرت ثقافات وحضارات وفنون، ما نطمح له مع شركائنا من خلال أكسبو ٢٠٢٥ أوساكا ، هو تقديم سلطنة عمان بشكل إبداعي يبرز الفرص والامكانيات التي تتميز بها.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مشارکة سلطنة ع سلطنة عمان أکسبو 2025 عمان فی فی هذا
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان ودورها المحوري في أمن الملاحة البحرية
لا يحتاج صوت سلطنة عُمان أن يرتفع عاليا في مجلس الأمن ليعرف العالم دورها في دعم أمن وسلامة الملاحة البحرية والإقليمية والدولية، فالوقائع عبر العقود الماضية، بل وعبر التاريخ، تثبت هذا الدور بالأدلة والبراهين. ولذلك كانت كلمتها في الجلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن الدولي حول «تعزيز أمن الملاحة البحرية من خلال التعاون الدولي من أجل الاستقرار العالمي» والتي عقدت في نيويورك أقرب إلى استراتيجية تعكس فهما عميقا لطبيعة التهديدات المركبة التي تواجه البحار المفتوحة، من الإرهاب البحري وتهريب البشر، إلى الاستخدام السياسي للهجمات على خطوط الشحن البحري. ونتيجة خبرتها الطويلة، تطرح سلطنة عُمان سردية بديلة لأمن الملاحة لا تقوم على الهيمنة أو المحاور، بل على إعادة الاعتبار للمنظومة القانونية الدولية وعلى رأسها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
لا تنبع خبرة سلطنة عُمان في إدارة الأمن البحري من موقعها الجغرافي الحساس فقط، بل من عقود من التفاعل العملي مع التحديات الجيوسياسية التي تحيط بمضيق هرمز وبحر العرب وبحر عُمان، وجميعها مسارح لاضطرابات عابرة للحدود.
الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر، والتي كادت أن تتحول إلى حرب إقليمية بالوكالة، كشفت عن محدودية المقاربة الأمنية التقليدية، ومع ذلك، نجحت سلطنة عمان في الوساطة التي أفضت إلى وقف إطلاق النار في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مؤكدة بذلك على ما يعرف في أدبيات العلاقات الدولية بـ«القوة الهادئة» وهي استراتيجية لا تسعى إلى الهيمنة، بل إلى خلق توازنات جديدة عبر الحوار والتدخل الوقائي.
بحسب تقرير مركز مارشال الألماني، فإن أمن البحر الأحمر لم يعد شأنا إقليميا محصورا، بل أصبح مصلحة استراتيجية للقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، ومجالاً تتقاطع فيه خطوط الطاقة والغذاء والسلاح.
لكن سلطنة عُمان لا ترى البحر فقط بوصفه مسرحا أمنيا، بل تنظر له عبر تاريخها الطويل باعتباره رافعة مهمة للتنمية. وخلال استضافتها لمؤتمر المحيط الهندي الثامن، طرحت سلطنة عُمان رؤية متكاملة تقوم على التكامل الإقليمي، والحوكمة البحرية، والاستثمار في البنى التحتية الزرقاء. هذه الرؤية تتقاطع مع دعوات الأمم المتحدة لتطوير استراتيجيات بحرية متكاملة تربط بين الأمن، والتغير المناخي، وحماية البيئة البحرية، وهو ما يؤكد وعي سلطنة عُمان بالتحديات المتداخلة التي تواجه البحار، لا سيما تلك المتصلة بالتدهور البيئي والاحترار العالمي.
ويشير تقرير الأمم المتحدة الأخير إلى أن التغير المناخي ـ من ارتفاع مستويات البحار إلى اشتداد العواصف وتآكل الشواطئ ـ بات يمثل خطرا مضاعفا للأمن البحري، إذ يعطل الموانئ، ويعرض البنية التحتية البحرية للهجمات والانهيار. ورؤية عُمان تأخذ هذا البُعد في الحسبان وتدعو إلى دمج الاستجابة المناخية في استراتيجيات الأمن البحري.
إن التحدي الأكبر في الخليج والبحر الأحمر ليس غياب القوة العسكرية، بل غياب الثقة، وندرة الآليات الإقليمية الجماعية، وهنا تحديدا يبرز دور عُمان بوصفها «الدولة الجسر» القادرة على التوسط بين الخصوم، والمقبولة من جميع الأطراف. ولا يخفى أن استقرار الملاحة في مضيق هرمز هو شرط أساسي لبقاء الاقتصاد العالمي، حيث يمر عبره أكثر من 20% من النفط العالمي.
لا تنطلق رؤية سلطنة عُمان في إدارة الأمن البحري عبر استراتيجية الردع وحده ولكن عبر الشراكة والتمكين وبناء المؤسسات.. في هذا السياق، تمثل سلطنة عمان، كما تشير تحليلات معهد واشنطن، حالة فريدة في المنطقة: دولة ذات موقع استراتيجي بالغ الحساسية، لكنها ترفض توظيفه في لعبة المحاور. وإذا كانت البحار مرآة لصراعات العالم، فإن مضيق هرمز، بفضل عُمان، قد يتحول إلى مرآة للأمل.