طالبة بـ«رابعة أساسي»: «عايزين نعيش في أمان زي أطفال العالم»
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
بخط يدها فوق ورقة بيضاء انتزعتها من أحد دفاترها المدرسية، التى حملتها معها بين طيّات ملابسها أثناء نزوحها للمرة الثالثة، بداية من منزلها فى مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مروراً بالمكوث لأسابيع قليلة فى خان يونس جنوب القطاع، وأخيراً العيش داخل خيمة بالية فى مدينة رفح الحدودية.
تعبّر الطفلة الغزاوية «تالا هلال»، 10 أعوام، والتى تدرس بالصف الرابع الأساسى، عن أحلامها ومعاناتها بعدما دمّر العدوان الإسرائيلى طفولتها وحياتها، حيث كتبت «تالا»: «أنا الطفلة البريئة، أنا أعيش فى ذُل وإهانة، أنتم يا أطفال العالم، أغيثونا من فضلكم، غزة تحت النار ونحن نريد أن نعيش فى أمان، لا نريد أن نعيش فى خوف وفزع، أنا الطفلة، حقى أن أعيش فى أمان، وأريد أن أعيش مثل جميع أطفال العالم، غزة تحت الموت، أنا فى معاناة كبيرة أخرجونى من هذه المعاناة والإهانة، غزة تستنجدكم»، واختتمت رسالتها بتوقيعها برفقة عدد من الأطفال النازحين.
«تالا» التى يتقاسم القلق والحزن ملامحها تقول لـ«الوطن» إنها ذاقت مرارة النزوح مرات كثيرة، إذ لم يخطر فى بالها أن يصبح المشهد كارثياً ودموياً إلى هذا الحد. وتتابع: «مش أول حرب أحضرها فى غزة، يعنى عِشت قصف العام قبل الماضى، بس أبداً ما كان الوضع زى اللى بيصير حالياً».. الأحلام البسيطة التى دونتها الطفلة ذات الـ10 سنوات، قررت إعطاءها لأحد الصحفيين بالقطاع لنشرها: «كتبت مناشدتى للعالم، وكل الأشياء اللى بدى ياها تحصل واحتفظت فيها، بس حسيت إنى لازم أوصل صوتى ومشاعرى للعالم، لأن كل يوم القصف بيكون قريب منا كتير وممكن نموت فى أى لحظة».
تقول الطفلة الفلسطينية بعيون دامعة وابتسامة تخفى وراءها المزيد من الألم، إنها لا تستطيع استيعاب حياتها التى انقلبت فى ليلة وضحاها.
واصلت «تالا» حديثها بنبرة استغراب تخللتها ضحكة ساخرة: «يعنى أنا فى هذا العمر واتعلمت الإسعافات الأولية وصرت أميز أصوات القصف، وباقدر أعرف هذا الصاروخ من طائرة حربية ولّا استطلاع ولّا استهداف مدفعية.. كل لحظات ومشاهد الحرب بتوجع القلب، بس أكتر شىء مش قادرة أستوعبه لهذا الوقت هو مشهد تفجير مدرستى اللى فيها كل ذكرياتى، حسيت روحى بتنقلع من جسمى، وماكنتش مصدّقة إنه خلاص هيك ما فينى أروح تانى على المدرسة اللى حبيتها وكانت كل حياتى»، وحول تجميعها لتوقيع عدد من الأطفال على ورقة «الاستغاثة والأمنيات»، تقول: «باحاول أوصّل صوت أطفال غزة إلى كل العالم، علشان يعرفوا إن مش أنا لوحدى اللى باعانى».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
«لم ينجح إلا طالبة».. محافظ بني سويف يقرر إعفاء إدارة مدرسة بعد رسوب جماعي للطلاب
كلف الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، وكيل وزارة التربية والتعليم، بإعفاء إدارة مدرسة حميدة إدارة تعليم الواسطى من مهامها، وذلك عقب تداول واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي لواقعة رسوب جماعي لطلاب الصف الثالث الإعدادي بالمدرسة، وهو ما اعتبره المحافظ انعكاسًا واضحًا لسوء الأداء الإداري والتعليمي داخل المدرسة.
كلف المحافظ وكيلة الوزارة بإحالة كل من مدير إدارة الواسطى التعليمية ووكيل الإدارة إلى التحقيق العاجل، للوقوف على أسباب هذا التراجع الواضح في نتائج المدرسة، والتقصير في المتابعة والتقييم التربوي داخل الإدارة التعليمية، إضافة إلى سرعة إعداد دراسة متكاملة حول أسباب تدني نسب النجاح وارتفاع معدلات الرسوب مع رصد ضعف الالتزام بالحضور وانخفاض التحصيل الدراسي بهذه المدرسة، على أن تتضمن الدراسة حلولًا واقعية لتحسين الأداء في المدرسة وباقي المدارس التي تشهد أوضاعًا متقاربة.
ووجه المحافظ بعقد لقاء مجتمعي عاجل يضم الطلاب وأولياء الأمور وممثلي التعليم والمجتمع المحلي، لمناقشة الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة، واقتراح سبل معالجتها، على أن يُرفع تقرير مفصل بنتائج هذا اللقاء وما تم التوصل إليه من توصيات إلى مكتبه خلال أيام.
من جانبها، أكدت أمل الهواري، وكيل وزارة التربية والتعليم ببني سويف، تنفيذ تكليفات المحافظ فورًا، موضحةً أنه تم تشكيل لجنة فنية لمراجعة أوراق إجابات طلاب المدرسة، الذين بلغ عددهم 60 طالبًا وطالبة، منهم 14 طالبًا تغيبوا عن أداء الامتحانـ مؤكدة أن اللجنة المختصة ستنتهي من أعمالها قريبًا، مع التأكيد على أن النتائج تعكس الواقع التعليمي الفعلي داخل المدرسة، في ظل التزام صارم بعدم السماح بأي تجاوزات تتعلق بالغش أو التلاعب بنتائج الامتحانات.