الإمارات تتصدر الوجهات السياحية العالمية خلال عطلات الميلاد ورأس السنة
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
تتجه أنظار العالم خلال الأسبوع الأخير من العام الجاري إلى دولة الإمارات، التي باتت تتصدر قائمة الوجهات السياحية العالمية الأكثر استقطابا للزوار والسياح بفضل ثراء خياراتها السياحية والترفيهية واستضافتها أشهر العلامات الفندقية العالمية وأكبر مراكز التسوق والترفيه إلى جانب الأسواق التقليدية والشعبية.
وتشير التوقعات الصادرة عن المؤسسات السياحية وشركات الطيران في الدولة إلى استقبال أعداد قياسية من المسافرين خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وذلك استنادا إلى ارتفاع الطلب على السفر للإمارات ذهاباً وإياباً، وارتفاع معدلات الإشغال الفندقي إلى الحد الأعلى.
وأشارت شركة “ويجو”، المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت إلى تصدر دولة الإمارات دول منطقة الشرق الأوسط في عمليات البحث حول رحلات الطيران، في فترة الاحتفالات والعطلات التي تصاحب أعياد الميلاد ورأس السنة، كاشفة عن 300 ألف عملية بحث خلال الأيام الأولى من ديسمبر الجاري عن رحلات الطيران المتجهة إلى الإمارات للاحتفال بنهاية العام.
من جهتها، كشفت مطارات دبي، عن جاهزية مطار دبي الدولي “DXB”، للتعامل مع الطفرة المتوقعة، خلال موسم الأعياد من خلال العمل على قدم وساق لتوفير تجربة سفر سلسة لجميع الضيوف؛ إذ تشير التوقعات إلى أن عدد المسافرين الذين سيستقبلهم مطار دبي الدولي خلال الفترة من 15 حتى 31 ديسمبر الجاري نحو 4.4 مليون مسافر، وبمتوسط حركة مرور يومية تصل إلى 258 ألف مسافر من وإلى دبي.
بدورها، تتطلع “الاتحاد للطيران” مع سفر حوالي 1.4 مليون شخص معها في شهر ديسمبر الحالي، إلى إعادة ربط الأحباء وتوفير تجارب عطلة لا تنسى لضيوفها الذين دعتهم للاستمتاع بالاحتفالات خلال رحلاتهم معها في موسم العطلات ونهاية العام.
وذكرت “الاتحاد للطيران” أنه بات بإمكان ضيوفها، مع افتتاح مبنى المسافرين “A” الجديد في أبوظبي أخيراً، الاستمتاع بأجواء ترحيبية مع وجود مرافق تسجيل رحبة، بما في ذلك مكاتب تسجيل الحقائب الذاتية بتقنية البصمة، وخدمات مخصصة للمسافرين في درجة الأعمال والدرجة الأولى.
وتتحول الإمارات سنويا خلال عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة إلى محطة سياحية لملايين الزوار ولا سيما في ظل الفعاليات الكبرى التي تشهدها مناطق الدولة والتي تتناسب مع الشرائح العمرية كافة.
ومنذ منتصف الشهر الجاري تسجل المنشآت الفندقية العاملة في الإمارات مستويات إشغال قياسية تجاوزت حاجز الـ 95%، فيما من المتوقع تسجيل نسب تصل إلى 100% خلال ليلة رأس السنة الميلادية في بعض المنشآت الفندقية.
وتمتلك الإمارات خيارات متنوعة على صعيد المنشآت الفندقية التي تقدم لنزلائها كل سبل الراحة والرفاهية بما يتناسب مع مختلف الميزانيات، حيث يستمتع نزلاء هذه الفنادق بأجواء الهدوء والاسترخاء التي توفرها الفنادق والمنتجعات الواقعة على شاطئ البحر فيما تقدم المنتجعات الصحراوية لزوارها من عشاق السفاري تجربة فريدة قد لا تتوافر في مكان آخر من العالم.
وتشهد كافة إمارات الدولة سلسلة من الفعاليات والعروض السياحية والترفيهية بمناسبة رأس السنة الميلادية واستقبال عام 2024، حيث اعتادت الإمارات على إبهار العالم بعروض الألعاب النارية المتميزة التي تقام في أبرز المعالم السياحية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
كيف اختفت أعياد الميلاد في غزة؟
في الحرب، لا تشبه الحياة شكلها المعتاد؛ يصبح كل يوم يمر دون فقدان أو إصابة إنجازًا صامتًا. في قطاع غزة ، لا تأتي أعياد الميلاد كبقية العالم. لا حفلات، لا هدايا، لا كعك، بل لحظات قصيرة من التنفّس وسط الخوف، ومحاولة بسيطة لإثبات أن الحياة ما زالت ممكنة، ولو على الهامش.
في غزة، لا تأتي أعياد الميلاد على هيئة حفلة، بل تهبط مثقلة بأسئلة وجودية أليمة: هل سننجو حتى الغد؟ هل سنعيش لنطفئ شمعة؟ ماذا لو لم نحتفل بحياتنا؟
"أنا انولدت مرتين"، تقول الطفلة "مِنّة" ذات العشرة أعوام، وهي تعرج على رجلها إثر إصابة سابقة في قصف إسرائيلي قبل عام لبيتها، فقدت فيه أخاها.
"أنا انخلقت مرتين، مرة لما انولدت، ومرة يوم طلعوني من تحت الركام لما قصفوا البيت علينا واستشهد أخويا الصغير فتحي. بس رح أحتفل بعيد ميلادي عشان أحكي للعالم إنو إحنا أقوياء".
في تلك اللحظة، لم تعد لها أمنية سوى أن قالت: "أمنيتي إنو ما أموت الليلة".
على بلاط مدرسة "النصر" غرب مدينة غزة، والتي تحوّلت إلى مركز إيواء، كانت "رهف"، في عامها الثاني عشر، تنتظر أن تهمس لها أمها بجملة تشبه الاحتفال. كانت تحلم بكعكة صغيرة، أو حتى شمعة منسية.
تقول أمها: "كنتُ أتمنى أن أصنع كعكة لابنتي في عيد ميلادها، ولكن الدقيق الذي لدينا بالكاد يكفينا لصنع خبز، وسط شبح المجاعة الذي يسود في قطاع غزة".
رهف لم تطلب شيئًا سوى "كعكة حلوة"، لكنها حين نظرت حولها إلى الأطفال الآخرين الذين خسروا أمهاتهم، قالت: "أنا أحسن... ماما وأخواتي جنبي".
في خيمةٍ قماشها لا يقي من حر أو برد أو رصاصة طائشة، جلست "فرح" تحضن طفلتها التي حملت بها وأكملت عامها الأول أيضًا في الحرب. لم يكن هناك غطاء جيد، ولا حليب، ولا حتى لحظة آمنة واحدة. ومع ذلك، غنّت لها بصوتٍ خافت:
"سنة حلوة يا جميل... سنة صامدة يا صغيرتي". ثم همست وهي تبتسم:" بنتي وُلدت في عزّ الحرب، اسمها شام، أتمنى لها حياة بعيدة .عن الحرب والدمار ..".
الأمهات في غزة لا يحتفلن، بل يُقدّسن يومًا لم يُصب فيه أطفالهن بشظايا صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، ويومًا لم تُكتب فيه أسماؤهم في قوائم الشهداء.
"إسلام"، أمّ لأربعة أطفال وزوجة شهيد، تقول إن عيد ميلاد ابنها ذي العامين جاء بعد يومٍ واحد من مجزرة في الحي المجاور:"في يوم ميلاده، بس حضنته وقلت له: كل سنة وإنت عايش يا حبيبي... لأنه العيش صار إنجاز".
ثم أضافت: "طفلي، والذي فقد والده في الحرب، ومشى أول خطواته، ونطق أول كلماته في الحرب، صار يعرف أن عيده سيبقى ناقصًا إلى الأبد".
في وصفٍ دقيق لما تعنيه أعياد الميلاد في زمن الحرب، ترى الأخصائية النفسية في شؤون المرأة، حنين زيدية، أن هذه المناسبات لا تمرّ كأيام احتفال عادية، بل تتحوّل إلى "ندوب داخلية وعلامات زمنية مشوّهة".
يصبح يوم الميلاد أثقل من أن يُحتفل به ببراءة، مثقلًا بما يحمله من وجع وخسارات. ورغم ذلك، يُصرّ الناس، خاصة النساء والأطفال، على التمسّك بهذه اللحظة – حتى لو كانت مكسورة. ليس لأنهم بخير، أو لأن الفرح حاضر، بل لأنهم في أمسّ الحاجة للتشبّث بأي لحظة تُشبه الحياة، حتى لو كانت تُعاش في خيمة، بلا كهرباء، وتحت أصوات القصف.
وفي التجربة النفسية التي ترصدها "زيدية"، يتكوّن لدى النساء والأطفال نوعٌ خاص من الذاكرة العاطفية، حيث تُصبح أعياد الميلاد ذكرى مزدوجة تحمل وجع الفقد، لكنها أيضًا دليل على النجاة.
وكأنهم يُعيدون بناء الصلابة من تحت الركام، يلتقطون من تحت الرماد ما يمكن أن يُعينهم على الاستمرار. إنها المقاومة النفسية التي تولد من لحظةٍ موجوعة، فتتحوّل إلى ما يُدفئ القلب ويُبقي على الأمل حيًا، مهما كانت الحياة منزوعة من ملامحها المعتادة.
نزح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، أي نحو 85% من سكانه، بحسب تقارير الأمم المتحدة، ومع تهدّم البنية التحتية وتوقّف الإمدادات، يهدّد شبح المجاعة أرواحًا لا تعرف سوى الانتظار.
ورغم ذلك، تقرّر "صابرين"، 30 عامًا، الاحتفال بيوم ميلادها بعد أن نزحت مرارًا وقُصف منزلها.
تقول: "قررت أزور البحر وما أخلي شي ببالي... يمكن أموت بكرة، بس حبيت أقول لنفسي: أنا عايشة".
لا تأتي الأعياد في غزة محمولة على تقويم، بل تأتي محمولة على لحظات النجاة: حين لا يقع صاروخ على رأسك، حين تجد ما تأكله في وجبة واحدة، حين تبقى أمك حيّة رغم كل القصف، فذلك يومٌ تستحق أن تحتفل به.
كل يوم لا يُقتل فيه طفل وامرأة في غزة هو عيد ميلاد. كل ليلة تمرّ دون أن يفقد شخصٌ أطرافه أو أحبّته، هي شمعة تُضاء في صمت. وكل امرأة تحضن طفلها بعد القصف، تكون قد منحت هذا العالم ميلادًا جديدًا، رغم كل شيء. فهل ستظل ذكرى الميلاد في غزة شبحًا ثقيلًا؟ أم تتحوّل، رغم كل شيء، إلى نشيد حياة؟
ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.
المصدر : وكالة سوا - لمى أبو عاصي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين عن تجربة معالجة نفسية في غزة حماس: ننتظر الرد النهائي على ما تم الاتفاق عليه مع ويتكوف الأحمد: الذكرى الـ61 لتأسيس منظمة التحرير محطة مفصلية وتجسيد لإرادة التحرر الأكثر قراءة سفارة فلسطين بالقاهرة تعلن استئناف معاملات تقديم طلبات جوازات السفر البيومترية سفير فلسطين بالقاهرة يكشف عن عدد الغزيين الذين استقبلتهم مصر منذ بدء الحرب إدانات دولية واسعة لاستهداف الاحتلال وفدا دبلوماسيا في جنين العليا الإسرائيلية: قرار إقالة رئيس الشاباك غير قانوني وشابه تضارب مصالح عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025