✒️عمر عبدالسيد: مشاهدات من أقصى شمال السودان
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن ✒️عمر عبدالسيد مشاهدات من أقصى شمال السودان، مشاهدات من أقصى الشمال 1 تختلف أساليب الحياة من منطقة إلى أخرى، ولكل رقعة أنماط يُجمعون عليها فتصير حاكمة لهم، يحرصون عليها وتتوارثها الأجيال .،بحسب ما نشر النيلين، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات ✒️عمر عبدالسيد: مشاهدات من أقصى شمال السودان، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
مشاهدات من أقصى الشمال (1)تختلف أساليب الحياة من منطقة إلى أخرى، ولكل رقعة أنماط يُجمعون عليها فتصير حاكمة لهم، يحرصون عليها وتتوارثها الأجيال وتحرص على أن لا تقفز عليها مهما زحفت عليهم المدنية وبهرجها.
وتبدو حياة الريف مختلفة كثيرا لمن ألف المدن، ففيها ثمة راحة وطمأنينة وهدوء وصفاء قل أن تجده خارجها مهما حاولت.
ومن الأشياء الغريبة أنني ما مكثت فترة في بلدتي (قرنتي) بوحدة (أرقو) بالولاية الشمالية طيلة عمري، مثل ما أمكث الان بسبب الحرب الخرطومية، فتجدك ملزماً أن تعيش بأسلوبهم ونمطهم الذي اكتشفنا أنه ماتع ومتوازن حد السرور.
سأحاول جاهداً خلال هذه المشاهدات أن أنقل الصورة كما هي علنا أن نستفيد منها ونتطبع بها.
اليوم في البلد
متى يبدأ اليوم؟ وكيف يسير؟ وما تفاصيله؟من اللافت جداً ارتباط تفاصيل اليوم بمواقيت الصلاة، وهذا يؤشر لارتباط أهل الريف وتمسكهم بشعيرة الصلاة، فيبدأ اليوم باذان الفجر الأول، وتسمع صياح الديكة مع دخول وقت كل صلاة، حيث يستيقظ الناس وتضاء البيوت، ويستعدو للذهاب لأداء صلاة الفجر في المساجد والزوايا والمسايد، حاملين بطاطير الإنارة المتنوعة التي يتفاخرون بأن أبنائهم أرسلوها لهم من دول المهجر، وبعودة الرجال إلى منازلهم يجدو ثرامس الشاي وصحون القرقوش في انتظارهم بالديوان، وبعد تناول (وجبة) الشاي، تكون (الساخن بارد) ملئت بالقراصة وأحكم إغلاقها لتحافظ على سخونتها الممتعة، بجانب حافظة الماء، فهذه وجبة الفطور للرجل وأبناءه ومن معه من المزارعين، طيلة فترة مكوثهم في (الخلا) يفلحون الأرض ويخضرونها و(يمسكون الموية)!.يفعلون كل ذلك والظلام دامس، والشمس لم تصحو بعد.
وما أن ترسل الشمس شعاعها إلا وتسمع عبارات التحايا والترحاب المعطونة بالحنية باستقبال يوم جديد،صباح الخبر، كيف اصبحتو (سرن بيكومندو) (سلام ويي بروه) وغيرها من عبارات التحايا.قليلون جداً يعملون في الوظائف تجدهم في انتظار المواصلات تقلهم لأماكن عملهم، وآخرون يخرجون لتناول بعض المستلزمات الضرورية.
وآخرون يحملون المنجل متوجهين لجناينهم و واطاتهم، وأصوات البهائم (أورتنجي) في الزريبة تنادي أننا في انتظارك، يحش ما تيسر من البرسيم أو الدقتيك (أُقد) أو اللوبيا أو القصب، ثم ملء الماء لهم، ويتكرر نفس الشيء عند العصر. ومن له بقر أو إبل أو حمار يقوم بتحويل موقعه وربطه (كوكينه) في مكان اخر به زرع.
بعد تناول الفطور حوالي ٩ – ١٠ صباحاً، يستلقي كل واحد لأخذ قسط من الراحة أو النوم، ويستيقظوا قبيل اذان الظهر.
يجلس الرجال في المسايد بعد صلاة الظهر وحتى وقت الغداء حوالي ٢ – ٣ ظهراً، بين تالٍ للقرآن وبين جلسات نقاش وتصفح للأخبار والأحوال.
بعد صلاة العصر يبدأ التواصل والزيارات، وتستمر حتى قبيل المغرب. وفيها يعود المزارع حاملا معه اللبن الحليب وقش البهائم.
ينتهي اليوم بانتهاء صلاة العشاء مباشرة، وبعدها تكاد لا تسمع صوتاً ولا ترى ضوءً، فالكل قد خلد في نوم عميق من رهق يوم حافل بالانجازات، ليستعد ليوم جديد بروح عالية وتفاؤل وبشر. وهكذا تستمر بقية أيام الأسبوع وتنقضي.
ومن الملاحظ أن الناس هنا لا يهتمون كثيراً بأسماء الأيام سوى يوم الجمعة ويوم السوق، ويوم المناسبة؛ كعرس أو حضور مسافر أو سماية وغيره.
وهذا النمط قاسم تشترك فيه القري والمناطق بشمالنا الحبيب، وربما قرى وفرقان السودان شرقه وغربه وجنوبه.
عمر عبدالسيد
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: تاق برس موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
“فلكية جدة”: بداية فصل الصيف 2025 فلكيًا.. غدًا
تشهد سماء المملكة وبقية النصف الشمالي من الكرة الأرضية غدًا، الانقلاب الصيفي وذلك في تمام الساعة 05:42 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وفي هذه اللحظة تكون الشمس عمودية تمامًا فوق مدار السرطان (دائرة عرض 23.5° شمالًا)، إيذانًا ببدء فصل الصيف فلكيًا، وسيستمر هذا العام لمدة (93) يومًا و(15) ساعة و(37) دقيقة.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة: “في هذا اليوم تشرق الشمس من أقصى الشمال الشرقي وتغرب في أقصى الشمال الغربي، ويكون ظلال الأشياء عند الظهر هي الأقصر خلال السنة، ويأخذ مسار الشمس الظاهري أعلى قوس له نحو الشمال، ما يجعلها في أعلى ارتفاع لها في السماء خلال العام خاصة في المناطق الواقعة شمال خط الإستواء”.
وبين أن، الانقلاب الصيفي يحدث عندما تصل الشمس ظاهريًا إلى أقصى نقطة شمالية في السماء، ويتزامن ذلك مع وصول الأرض إلى موضع في مدارها يكون فيه محورها مائلًا بأقصى زاوية (23.5 درجة) نحو الشمس ما يتسبب في أطول نهار وأقصر ليل خلال السنة في نصف الكرة الشمالي، بينما يكون الوضع معكوسًا تمامًا في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
وأضاف: “لا يحدث الانقلاب الصيفي في نفس اليوم كل عام بل يتراوح بين 20 إلى 22 يونيو، بسبب الفرق بين السنة التقويمية (365 يومًا) والسنة المدارية (365.2422 يومًا)، إلى جانب تأثيرات الجاذبية من القمر والكواكب، والتذبذب البسيط في دوران الأرض ويتم التعويض عنها بإضافة يوم كبيس كل أربع سنوات”.
وأشار أبو زاهرة، إلى أنه من المهم التفريق بين الصيف الفلكي والصيف المناخي, فعلماء الأرصاد يعتبرون الصيف ممتدًا من 1 يونيو إلى 31 أغسطس، بينما في الفلك يبدأ الصيف عندما تصل الشمس إلى أقصى ارتفاع لها أي يوم الانقلاب الصيفي.
وأفاد أنه وبالرغم أن هذا اليوم هو أطول أيام السنة من حيث عدد ساعات ضوء الشمس، إلا أنه ليس بالضرورة الأكثر حرارة، والسبب يعود إلى أن المحيطات واليابسة والغلاف الجوي تستغرق وقتًا لامتصاص وتخزين الطاقة الشمسية، ثم إعادة إطلاقها، ويُعرف هذا التأخير في الشعور بالحرارة بـ”التأخر الموسمي”، وتبلغ درجات الحرارة ذروتها عادة في شهري يوليو أو أغسطس.
يذكر أن علماء اليونان القدماء وعلى رأسهم إراتوستينس استغلوا ملاحظاتهم في يوم الانقلاب الصيفي لحساب محيط الأرض بدقة مذهلة مستخدمين مبادئ هندسية بسيطة فقط، وبعد الانقلاب الصيفي ستبدأ الشمس ظاهريًا بالتحرك جنوبًا من جديد في السماء وتبدأ ساعات النهار بالتناقص تدريجيًا حتى يحين موعد الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر المقبل.