لجريدة عمان:
2025-06-23@17:52:46 GMT

وأنت تبحث في كُتب لتقرأها عام 2024

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

اكتب قصتك عندما تسأل الموظفين والطلبة ومختلف شرائح المجتمع عن خطتهم الحياتية في العام القادم والكتب التي يتطلعون لاقتنائها وقراءتها فستسمع قائمة من الأمنيات والأهداف المتنوعة، وقائمة من كتب القراءة التي يتحمسون لشرائها في معارض الكتب، وهناك من يفضل الكتب الإلكترونية، وهذا الأمر صار شائعا بعد أن أصبحت حياة البشر موجهة بتقنيات الاتصال وما أتاحتها من وسائل الاطلاع عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما أن ظروف ومتطلبات العمل والحياة لم تترك مساحة كافية لارتياد المكتبات وقراءة الكتب الورقية، كما كان الوضع سابقا، والحقيقة هي أن عام 2023 كان عاما رائعا للكتابة والنشر، بدءا من نشر مجموعة مذهلة من مذكرات المشاهير، وعودة عمالقة الأدب مثل هاروكي موراكامي ومارجريت أتوود وغيرهم، ووفرة المطبوعات من الكتب العلمية التي تتعمق في فضول العقل، إلى الكتب الوثائقية والتاريخية، وقصص الرعب، وكتب الطبخ التراثية، ودليل مراقبة الطيور، والروايات الخيالية، وقطاع النشر والمطبوعات يعد القراء بالكثير من المفاجآت بما يخبئه عام 2024، وقبل أن نفكر في أكثر ما نتطلع إلى قراءته العام المقبل علينا أن نسأل أنفسنا: هل ندرك أهمية التدوين كثقافة حياة، وهل الكتابة حكر على الكتاب المحترفين وأصحاب المواهب، أو أنها مهارة يمكن تطويرها وصقلها لدى الجميع وبذلك يمكن دعم ثقافة التدوين؟ في البدء دعونا نقف عند الجدل الأزلي حول ما إذا كانت الكتابة والإبداع مهارة مكتسبة أم إنها موهبة فطرية لدى البعض منا، فهناك دائما ذلك الاعتقاد السائد العام بأن البعض يولدون بأدمغة نشطة وجامحة الخيال ولديهم قدرة كبيرة على إظهار الإبداع، ويتعلمون أساسيات اللغة والتعبير أسرع من غيرهم، وبذلك هم الأقرب لأن يمتهنوا الكتابة، بينما يرى الكثير من العلماء والمفكرين أن التدوين الجيد والكتابة الإبداعية هي مهارة يمكن تعلمها وإتقانها، والاستنتاج العلمي في هذا الجدل هو أنه مع التقدم التكنولوجي وسهولة الوصول للمعرفة وأدوات التعلم فإنه يمكن للجميع تعلم استخدام اللغة، ولكن مدى البراعة يعتمد على الموهبة الطبيعية والاستعداد الفطري المرتبط بالقدرات اللفظية واللغوية، والتي يمكن ربطها بمعدل الذكاء الفردي، وهذا يعني بأن الفهم المجتمعي عن الكتابة كونها إما مهارة أو موهبة هو قاصر، لأن الكتابة هي مزيج من المهارة والموهبة معا، ولكن ماذا عن ثقافة التدوين والكتابة وحب القراءة والاطلاع هل هي جميعها أيضا مهارات مكتسبة؟ دعونا نعود للسؤال الأول، ماذا تود أن تقرأ في عام 2024م؟ في الواقع إن اختياراتنا في القراءة ما هي إلا انعكاسات عن موضوعات ومشاعر وتطلعات بداخلنا لا نملك أدوات كافية للتعبير عنها فنبحث عمن كتب عن هذه الجوانب، فالطالب الذي يخطط لإكمال دراسات عليا سيبحث دون أدنى شك عن كتب تسرد تجارب الكثيرين ممن يبحثون عن فرص التعليم العالي، ورائد العمل الذي يخطو أولى خطواته في ريادة الأعمال سوف يتجه إلى السرديات الشخصية لقادة الأعمال الناجحين الذين شقوا طريقهم في هذا المجال، وعلى الرغم من أن الكثير منا يعتقد بأن القراءة هواية إلا أنها في الحقيقة مهارة، وهي الأساس في صناعة كاتب ومدون جيد، وهكذا يمكننا صياغة السؤال ليصبح كالآتي: ماذا تود أن تقرأ وتكتب خلال عام 2024م؟ وبذلك نكون قد أمسكنا بقطبي الموضوع، فعندما يقرأ الشخص الكتب التي تسعف لديه شغف الاطلاع على أفكار ورؤى الآخرين في الموضوعات ذات الأهمية لديه، تتولد لديه الرغبة في مشاركة أفكاره أيضا، فهو لا شعوريا يقارن بين أفكاره وما ورد في هذه الكتب، وعليه فمن الضروري جدا أن يبدأ القارئ بتدوين وحفظ مرئياته وتأملاته الشخصية، فأفكارنا تتغير مع الوقت والتجارب، ومواقفنا تتبدل، ولكن القيمة الحقيقية للفكرة الأولى تبقى كما هي، ويمكن أن يستفيد منها شخص آخر، فجميع ما يدور في عقل ومخيلة الإنسان له قيمة، حتى وإن لم تظهر هذه القيمة في وقتها، وهذا هو الأساس في تثمين الكتابة وثقافة التدوين بغض النظر عن وجود موهبة الكتابة الإبداعية من عدمها.

فإذا عدنا بالتاريخ للوراء سنجد بأن ثقافتنا زاخرة بأمثلة كثيرة عن أهمية التوثيق والتدوين وذلك حسب معطيات العصر، فهناك قصص وتجارب وملاحم انتقلت عبر الأجيال عن طريق الحفظ الشفهي، وهناك عدد لا يستهان به من الإرث الفكري والمعرفي الموثق بالكتابة والتدوين، وهذه المنطلقات هي الأساس في أهمية إحياء هذه الثقافة وتشجيع أصحاب المعرفة والخبرات بأن يخرجوا الثروة الفكرية من عقولهم وصدورهم بالتدوين والكتابة، فنحن عندما تواجهنا تحديات في العمل أو الدراسة نبحث في محركات البحث الإلكترونية عن أشهر الكتاب والمؤلفين في موضوع التحدي، وقد تكون الإجابة لدى شخص قريب منا بحكم اطلاعه وتجاربه وخبراته الحياتية، وهذا السيناريو يتكرر دائما وفي مختلف التخصصات، لأن المعرفة قد تكون قريبة جدا منا ولكنها حبيسة حاملها، والتعلم من الآخرين هو أحد أهم مصادر التعلم مدى الحياة، وأهم محفزات التطوير الذاتي، لأن هذا النوع من المعرفة يكون غالبا مقرونا بنكهة تجربة صاحبها، وهي معرفة ملهمة تدفع المتلقي للارتقاء بفكره إلى مستوى التأمل وتنمية القدرة على استدعاء الدروس المستفادة وتطبيقها في الحياة الواقعية في مواقف شبيهة.

وهذا يقودونا للنقطة الأساسية في موضوع القراءة والكتابة وهي أن القدرة على الكتابة الإبداعية ليست الأساس في التدوين ومشاركة الخبرات والمعرفة، ولا يجب أن تكون العائق الذي يمنع تدفق المعارف الإنسانية في المجتمع وبين الأجيال، فأصحاب الخبرات والحكمة لا يحتاجون لأن يمتلكوا ترسانة لغوية رصينة لمشاركة معارفهم الثمينة، ولكنهم بحاجة ماسة لوجود منظومة داعمة وممكنة لمشاركة الثراء المعرفي المخزون لديهم على نهج تأملي وقابل للتأطير، وأولى ركائز هذه المنظومة تتمحور حول تثمين المعارف المتحصلة من الممارسات والتجارب والخبرات الشخصية، وردم الفجوة بين الأجيال وخصوصا في بيئات العمل المعاصرة، فالتقدم التقني لا يُغني عن أشكال المعارف الإنسانية الأخرى، والتجسير بين مختلف الأجيال في الأوساط العملية والمهنية له دور كبير في تحفيز ثقافة المشاركة والتدوين، لأن خلق الحاجة لهذه المعارف الضمنية يدفع حاملها للتفكير العميق حول تجاربه وكيفية قراءة خبراته السابقة بموضوعية وحيادية، وتقييم قناعاته السابقة واختياراته وأساليبه في حل المشكلات واتخاذ القرارات، وبذلك فإن الحصيلة المعرفية تكون غنية ومفيدة وقابلة للاطلاع والتطبيق.

أما الركيزة الثانية في دعم ثقافة التدوين تنبع من الرغبة الشخصية لدى حاملي المعرفة في تدوين خبراتهم الشخصية من مبدأ أن الكتابة هي أداة رائعة للتأمل في حياتنا وإنجازاتنا السابقة وتطلعاتنا، ولا بد من إدراك أهمية أخذ الخطوة الأولى بكل شجاعة سواءً بتدوين التأملات في الهاتف، أو الكتابة بالقلم في كتيب ملاحظات، أو الطباعة في الحاسوب، هذه الخطوة لها أهمية كبيرة في تأصيل التدوين كممارسة دورية وثقافة حياة، إن محدودية أدوات اللغة ووجود الأخطاء الإملائية والنحوية ليست مبررا للإحجام عن التدوين والكتابة، يكفي أن يبدأ الشخص بتأسيس «سجل الأفكار» ومنها يمكن تطويعها لمختلف أشكال الكتابة الإبداعية، فالقيمة الحقيقية لهذه الأفكار تكمن في أنها تعبر عن قصة حقيقية وتجربة واقعية يمكن أن يتعلم منها الآخرون، كما أن هذا السجل هو يشبه كثيرا أنماط الكتابة التأملية التي تتيح للكاتب فرصة التفكير العميق في أبعاد خبراته والتعرف على مكامن الخطأ ونقاط التفوق في مسيرته، وكأنها تمثيل وتجسيد لواقع من الماضي البعيد يسكن وعاءً آخر خارج صندوق ذكرياته.

إن الكتابة عن خبراتنا تفيد كاتبها بنفس القدر الذي تمنح المعرفة والاستفادة للقراء، فرحلة التعلم لدى الإنسان لا مدى لها، وتدوين تجاربنا هي بمثابة الاستكشاف الإضافي لما يعنيه الإبداع، لأننا حينما نكتب للآخرين نقوم بفصل أنفسنا عن التجربة مما يتيح لنا رؤية الأحداث من على بعد ويمنحنا الفرصة لتعميق فهمها لذاتنا، والتعرف على المسارات العقلية التي كانت توجه تجاربنا، فلكل شخص منا قصة في العمل أو في الحياة الدراسية والاجتماعية، وكل قصة لها بصمتها المميزة، ولو أننا بدأنا ممارسة الكتابة التأملية وتدوين أفكارنا فإن جزءا كبيرا من مسارات التعلم مدى الحياة سوف تتبلور وتصبح متاحة وواضحة وحقيقية، وعندما نبحث عن كتب وإصدارات جديدة للقراءة في معارض الكتب القادمة في عام 2024م علينا أن نتذكر دائما أن لدينا ما نقدمه نحن أيضا، وأن يوما ما سوف تكون قصتنا على أرفف المعرض لتحمل للقراء رحيق خبراتنا وتأملاتنا ورحلتنا في العمل والحياة، وهي حتما ستكون إضافة أصيلة للمعارف الإنسانية.

د. جميلة الهنائية باحثة في سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکتابة الإبداعیة الأساس فی

إقرأ أيضاً:

واتساب يكشف عن ميزات جديدة منها الكتابة بالذكاء الاصطناعي

يواصل واتساب توسيع قدراته بشكل كبير، حيث يختبر حاليا مجموعة من الميزات الجديدة لمستخدمي الإصدار التجريبي على نظامي أندرويد وiOS، تهدف هذه الميزات إلى تحويل المنصة إلى تجربة تواصل أكثر ذكاء وخصوصية، مع توحيد مستوس الميزات عبر أنظمة التشغيل المختلفة

أبرز الميزات الجديدة في واتساب1. ملخصات المحادثات بالذكاء الاصطناعي:

لمعالجة مشكلة كثرة الرسائل، يقدم واتساب ميزة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تلخص المحادثات دون المساس بخصوصية المستخدم، تعمل هذه الميزة عند وجود ثلاث رسائل غير مقروءة أو أكثر في محادثة فردية أو جماعية.

خطوات سهلة لتفعيل ميزة توليد الصور مع ChatGPT داخل واتسابلأول مرة .. واتساب تبدأ بعرض الإعلانات على منصتها

يظهر زر جديد أعلى سلسلة الرسائل يؤدي النقر عليه إلى إرسال طلب آمن ومجهول لإنشاء ملخص سريع للمحادثة، والذي يُعرض مباشرة للمستخدم، هذه الميزة اختيارية، ويتم تعطيلها تلقائيا في المحادثات التي تفعل فيها إعدادات “خصوصية الدردشة المتقدمة”. 

ملخصات المحادثات بالذكاء الاصطناعي على واتساب
2. مساعد الكتابة بالذكاء الاصطناعي:

في الوقت نفسه، تطور واتساب أداة مساعدة جديدة لمساعدة المستخدمين على كتابة رسائلهم بتنسيقات متنوعة، حسب السياق، أثناء كتابة الرسالة، يظهر خيار لتفعيل “مساعد الكتابة”، يقترح النظام إعادة كتابة الرسالة بتنسيقات مختلفة، مثل "واضح"، "احترافي"، "مضحك"، أو “داعم”، يمكن للمستخدم اختيار النمط المناسب واستبدال النص الأصلي بالتنسيق الجديد.

لا ترسل هذه الميزة إشعارا للطرف الآخر باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويمكن منح تقييم مخصص لجودة الاقتراحات دون الكشف عن محتوى الرسالة.

مساعد الكتابة بالذكاء الاصطناعي على واتساب
3. التحكم في جودة الوسائط التي يتم تنزيلها تلقائيا:

استجابة لطلبات المستخدمين بتقليل استهلاك البيانات والمساحة، أضاف واتساب إعدادا جديدا لتحديد جودة الصور ومقاطع الفيديو التي يتم تنزيلها تلقائيا، تعمل هذه الميزة من خلال الإعدادات، مما يتيح للمستخدمين اختيار التنزيل التلقائي للجودة "القياسية" أو "عالية الدقة".

يعتمد النظام على آلية تنزيل مزدوجة من المرسل، حيث يتم إرسال نسختين مضغوطتين عاليتي الجودة من الوسائط، ويتم تنزيل النسخة الأفضل، وفقا لتفضيلات المستقبل، يتيح هذا التعديل توفيرا كبيرا في البيانات، خاصة في المجموعات التي تحتوي على الكثير من الوسائط، مع إمكانية تنزيل النسخة عالية الجودة يدويا عند الحاجة.

4. رفع اليد في المكالمات:

هذه الميزة مستوحة من أدوات الاجتماعات الافتراضية، حيث يضيف واتساب ميزة "رفع اليد" إلى مكالمات الصوت والفيديو الجماعية لتحسين التفاعل وتنظيم المحادثات. 

تعمل هذه الميزة أثناء المكالمة، ويمكن لأي مشارك اختيار "رفع اليد" من قائمة الخيارات، وسيظهر رمز اليد المرفوعة بجوار اسمه لجميع المشاركين، كما تساعد هذه الميزة على تقليل المقاطعات وتحسين ديناميكية المحادثة، خاصة في الفصول الدراسية الافتراضية أو اجتماعات الفريق، كما تتيح للمستمعين التعبير عن رغبتهم في المشاركة بسهولة.

ميزة رفع اليد في المكالمات على واتساب طباعة شارك واتساب ميزة جديدة الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • أمير منطقة الباحة يتسلّم التقرير السنوي لمديرية السجون بالمنطقة لعام 2024
  • أمير الباحة يتسلّم التقرير السنوي لمديرية السجون بالمنطقة لعام 2024
  • مبدعون يفتحون نوافذهم على لحظة الكتابة كفعل داخلي ووجودي
  • واتساب يكشف عن ميزات جديدة منها الكتابة بالذكاء الاصطناعي
  • انطلاق حملة الحصاد والدرس لموسم 2024-2025..هذا ما وقفت عليه وزارة الفلاحة
  • وأنت في بيتك .. استخراج بطاقة الرقم القومي في ساعتين
  • وزير الإسكان: زيادة مساحة المعمور داخل مصر من 7% في 2014 إلى 14% خلال 2024
  • التدريب التقني يعزّز فرص التوظيف بـ618 معرضاً وملتقى لخريجي 2024 .. فيديو
  • دعاء تيسير الأمور المُعطلة .. ردّده يفرج الله همك ويريح بالك
  • استشاري يوضح أبرز الأساليب التي تساعد الأفراد على التكيف مع ضغوط العمل اليومية .. فيديو