اليوم 24:
2025-05-19@21:00:01 GMT

لحل أزمة التعليم ينبغي معالجة أزمة الثقة أولا

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

أزمة التعليم الجارية في المغرب اليوم تقدم نموذجا حيا ومقلقا عن خطورة ضعف الثقة بين الأطراف الفاعلة في الأزمات. فأحد العوامل الرئيسية التي تفسر استمرار الأساتذة في مسلسل إضراباتهم الوطنية، يتعلق بضعف الثقة لديهم في الجهات الرسمية والنقابية معا.

وتكشف الأدبيات المختلفة التي تعبر عن مواقف الأساتذة والتنسيقيات المنظمة لنضالاتهم، سواء تعلق الأمر ببياناتهم الرسمية أو تصريحاتهم للصحافة، أو شعاراتهم في الوقفات والمسيرات، أو نقاشاتهم على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، عن رصيد مقلق من التعبير عن ضعف الثقة في مخاطبيهم.

ومن خلال رصد عام للمؤشرات التي تكشف المستوى الخطير الذي بلغه عامل ضعف الثقة في أزمة التعليم اليوم، نجد أنه مس جميع المستويات الحيوية تقريبا. فالأساتذة والتنسيقيات المؤطرة لنضالاتهم لا يثقون في الخطاب الرسمي حتى حين يكون موثقا في محاضر رسمية ومعلن عنه في الجريدة الرسمية وفي وسائل الإعلام العمومية. ولا يثقون في المؤسسات الرسمية، سواء تعلق الأمر بالحكومة أو بالوزارة الوصية. ولا يثقون في المسؤولين الحكوميين سواء تعلق الأمر برئيس الحكومة أو بالوزير الوصي على القطاع. كما لا يثقون بالمسؤولين في القطاع. وأكثر من هذا أنهم لا يثقون أيضا في النقابات التي يفترض أنها تدافع عن مصالحهم وتمثلهم في الحوار الرسمي مع الحكومة.

وضعف الثقة الذي يرهن أزمة التعليم القائمة اليوم، وبالشكل الذي حاولنا تقريب صورته بشكل مركز، يرجع إلى عدة أسباب. يرجع بعضها إلى التجارب الحكومية السابقة. لكن أكثرها قوة وفاعلية اليوم يتعلق بأخطاء تدبير ملف الأزمة في ظل الحكومة الحالية. وكما قاربنا تلك الأخطاء في مقالات سابقة، يمكن إجمال التي لها علاقة مباشرة بضعف الثقة في أربعة أخطاء كبيرة. أخطاء في التواصل (كثرة المتدخلين، التناقض، الغموض، “الصمم” بحيث يفهم فاقد الثقة أنك لا تنصت له، …)، وأخطاء في تدبير الحوار الاجتماعي (مثلا، انفراد الحكومة بوضع النظام الأساسي دون إشراك النقابات التي وقعت معها من قبل اتفاقا حول توجهاته العامة، مما جعلها في الأوساط الأستاذية وثيقة مريبة)، وأخطاء في التعامل مع معطى التنسيقيات كشل من الأشكال التنظيمية الطارئة في الوسط الأستاذي (الهجوم المباشر من طرف وزراء، التهديدات، الاتهامات، الشيطنة، الارتباك في الإشراك في الحوار غير المباشر بعد التأخر المخل فيه …).

وخطورة ضعف أو انعدام الثقة تكمن في أمور، أهمها:

أولا، أنه يجعل الوعود المستقبلية غير ذات قيمة مهما كانت كبيرة، ومهما كان شكل توثيقها، ومهما كانت الجهة التي صدرت عنها. ذلك أن فاقد الثقة يعتبرها مجرد أسلوب للتلاعب وربح الوقت، ووسيلة للالتفاف على أوراق الضغط التفاوضية (الإضراب في الحالة التي نناقشها) …

ثانيا، أنه يجعل التعليلات التي تقدمها الحكومة في تفسير استحالة أو صعوبة الاستجابة لبعض المطالب فاقدة للمصداقية، وأنها مجرد أكاذيب للتهرب من الاستجابة وتحمل المسؤولية.

ثالثا، يمنع الطرف الفاقد للثقة من تقديم تنازلات، وهذا وحده عامل خطير يضفي على المواقف نوعا من التصلب، ويحكم على دينامية الحلحلة بالجمود. والأخطر أنه قد يؤدي إلى العدمية وتبخيس كل العروض المقدمة.

رابعا، فقدان الثقة يفقد الكلام مصداقيته، ويركز فاقد الثقة على المكتسبات الفعلية وعلى الأعمال والإنجازات الضخمة لتأكيد حسن النية واستعادة الثقة في الوعود. أو يتطلب ضمانات أقوى، مثل تدخل جهة تتمتع بالمصداقية ولها رصيد من الثقة كاف لتشكيل ضمانة تملأ الفراغ الحاصل فيها.

إنه في مثل هذه الوضعية المتأزمة، التي تكون فيها الثقة بين أطرافها مفقودة، تكون مقاربة الحلول غير تقليدية. بحيث ينبغي أن تكون شاملة.

إن أولى الأولويات في مقاربة حل الأزمة الحالية بشكل ناجع، هي العمل الجاد والواقعي والعلمي والعملي على إعادة بناء الثقة، والاستعانة في ذلك بكل ما أمكن من العناصر ذات الأثر الإيجابي الكبير في استعادة القدر الكافي من الثقة أو تقويتها. وعدم استحضار ضعف الثقة أو الاستخفاف به يجعل محاولات الحكومة، مهما بلغت وتنوعت، فاشلة وغير ذات جدوى.

ورغم البعد المقلق الذي اتخذته أزمة التعليم الراهنة وما تمثله من تهديد، فهي رغم ذلك تتيح إمكانية تحويل ذلك التهديد إلى فرصة لاستدامة الاستقرار في قطاع التعليم. والأمر يتطلب أولا التعامل معها على أنها كذلك. ويتطلب ثانيا الاستجابة الشاملة لمطالب الأساتذة مما يجعلهم يعودون إلى الأقسام على أسس متينة قد تعمر سنين. ويمكن تدبير كلفة هذا العرض الشامل على مدى زمني متفاوض عليه، وتتوفر له الضمانات الأساسية لتحقيقه. ذلك أن المشكلة التي لا تستطيع حلها دفعة واحدة يمكن حلها بدفعات مترابطة تقبل بها الأطراف الفاعلة على أساس من الثقة والمصداقية.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أزمة التعلیم الثقة فی لا یثقون

إقرأ أيضاً:

رسامني يرفع اقتراح الخصخصة على مجلس الوزراء: المرافق الجوية والبحرية أولاً

يتوقع أن يدرس مجلس الوزراء اقتراحاً من وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، يهدف إلى تنفيذ عمليات خصخصة واسعة في بنية قطاع النقل الجوي والبحري، عبر عقود التشييد والتشغيل ونقل الملكية (B.O.T) التي ستنفّذ بواسطة وزارة الأشغال مباشرة.
وكتبت" الاخبار": في 12 أيار، رفع رسامني ملفاً إلى مجلس الوزراء هو عبارة عن مشروع قانون «يرمي إلى الإجازة للحكومة بواسطة وزارة الأشغال العامة والنقل، تصميم وإنشاء وتأهيل وتطوير المطارات الجوية والمرافئ البحرية، وبشكل عام مرافق النقل الجوي والبحري على اختلاف أنواعها وطبيعتها ونطاق عملها، وذلك بنظام عقود التشييد والتشغيل ونقل الملكية أو عقود التصميم والتشييد والتشغيل ونقل الملكية».
يتألف الملف، من ثلاث صفحات، تشير بوضوح إلى أن «الإمكانات لدى الخزينة العامة غير متوافرة حالياً لقيام الدولة بتأمين التمويل اللازم»، فيما تتبدى هناك ضرورة لتطوير وتحديث مرافق النقل الجوي والبحري في لبنان، وهذا يشمل مطار بيروت الذي تجاوز قدراته الاستيعابية في 2019 «ما يوجب جدياً البحث في مشاريع توسيعية وتأهيلية له». وأيضاً هناك مشروع «إطلاق مطار رنيه معوض في القليعات الذي يحتاج إلى ورشة عمل كبرى». كما يجب «تأهيل وتطوير وتوسعة مرفأ بيروت وإعادته إلى خارطة المنافسة العالمية»، والأمر نفسه ينطبق على «مرفأي طرابلس وصيدا نظراً إلى أهميتهما الحيوية في قطاع النقل البحري».
يشير رسامني في اقتراحه إلى أن «القطاع الخاص يبدي اهتماماً متواصلاً لتأمين أعمال الإنشاءات والتطوير والتشغيل للمطارات الجوية والمرافئ البحرية في لبنان، كما لديه الإمكانات المالية والتقنية والخبرات الدولية المطلوبة».
أيضاً يلفت الوزير إلى ضرورة البتّ بالملف سريعاً «نظراً إلى ما ينجم من أضرار بسبب تأخير تنفيذ مشاريع البنية الأساسية لضخامة تمويلها وعدم توافر التمويل اللازم في موازنات الدولة بصفة عامة...».
أما البنية القانونية للمشروع، فهي عبارة عن مشروع قانون يفترض أن تقرّه الحكومة، يتألف من صفحة واحدة وأربع مواد؛ الأولى تشير إلى أنه يجوز للحكومة بواسطة وزارة الأشغال العامة والنقل القيام بأعمال تصميم وإنشاء وتأهيل وتطوير وتشغيل المطارات الجوية والمرافئ البحرية، وبشكل عام مرافق النقل الجوي والبحري على اختلاف أنواعها وطبيعتها على أساس التمويل الذاتي بنظام (B.O.T) أو (D.B.O.T). والمادة الثانية، تنص على أن الوزارة ستقوم بهذه الخطوة عبر قانون الشراء العام. وتنصّ المادة الثالثة على أن مدّة العقود تمتدّ لـ 25 سنة بنهايتها تعود المنشآت والتجهيزات والموجودات إلى وزارة الأشغال.
  مواضيع ذات صلة رسامني عرض وأبي رميا للخطط التي ستعتمدها وزارة الأشغال في المرافق العامة التابعة لها Lebanon 24 رسامني عرض وأبي رميا للخطط التي ستعتمدها وزارة الأشغال في المرافق العامة التابعة لها 19/05/2025 05:28:32 19/05/2025 05:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: الدولة وحدها هي المسؤولة عن أمن الحدود البرية والبحرية والجوية Lebanon 24 سلام: الدولة وحدها هي المسؤولة عن أمن الحدود البرية والبحرية والجوية 19/05/2025 05:28:32 19/05/2025 05:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 القناة 12 الإسرائيلية: سموتريتش كان مستعدا لمرافقة نتنياهو في زيارته لواشنطن لكن رئيس الوزراء منعه Lebanon 24 القناة 12 الإسرائيلية: سموتريتش كان مستعدا لمرافقة نتنياهو في زيارته لواشنطن لكن رئيس الوزراء منعه 19/05/2025 05:28:32 19/05/2025 05:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الخارجية البريطاني: هجمات إسرائيل على المرافق الطبية في غزة مؤسفة ويجب أن تتوقف Lebanon 24 وزير الخارجية البريطاني: هجمات إسرائيل على المرافق الطبية في غزة مؤسفة ويجب أن تتوقف 19/05/2025 05:28:32 19/05/2025 05:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً نسب متراجعة في الانتخابات: بيروت نحو المناصفة و"القوات" تتقدّم مسيحياً في زحلة Lebanon 24 نسب متراجعة في الانتخابات: بيروت نحو المناصفة و"القوات" تتقدّم مسيحياً في زحلة 22:05 | 2025-05-18 18/05/2025 10:05:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عون الى مصر اليوم بعد المشاركة في القداس الحبري الأول للبابا Lebanon 24 عون الى مصر اليوم بعد المشاركة في القداس الحبري الأول للبابا 22:08 | 2025-05-18 18/05/2025 10:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 محمود عباس في لبنان الأربعاء لتحديد أطر سحب السلاح الفلسطيني Lebanon 24 محمود عباس في لبنان الأربعاء لتحديد أطر سحب السلاح الفلسطيني 22:12 | 2025-05-18 18/05/2025 10:12:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" يختبر شعبيته في البقاع بأول انتخابات بعد الحرب Lebanon 24 "حزب الله" يختبر شعبيته في البقاع بأول انتخابات بعد الحرب 22:14 | 2025-05-18 18/05/2025 10:14:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تراجع نفوذ Lebanon 24 تراجع نفوذ 18:00 | 2025-05-18 18/05/2025 06:00:55 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تشبه الأوروبيات.. خطوبة ابن الياس بو صعب والفنانة جوليا بطرس تعرفوا إلى العروس (صورة) Lebanon 24 تشبه الأوروبيات.. خطوبة ابن الياس بو صعب والفنانة جوليا بطرس تعرفوا إلى العروس (صورة) 03:17 | 2025-05-18 18/05/2025 03:17:58 Lebanon 24 Lebanon 24 بغياب والدها.. ابنة الفنان وائل كفوري الصُغرى تحتفل بالمناولة الأولى تعرّفوا إليها (صور) Lebanon 24 بغياب والدها.. ابنة الفنان وائل كفوري الصُغرى تحتفل بالمناولة الأولى تعرّفوا إليها (صور) 03:30 | 2025-05-18 18/05/2025 03:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل.. هذه النتائج الاولية Lebanon 24 الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل.. هذه النتائج الاولية 16:56 | 2025-05-18 18/05/2025 04:56:23 Lebanon 24 Lebanon 24 مأساة في لبنان.. "نوبة قلبية" تقتل مُرشحاً Lebanon 24 مأساة في لبنان.. "نوبة قلبية" تقتل مُرشحاً 04:37 | 2025-05-18 18/05/2025 04:37:20 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر نسب الإقتراع.. هذا ما سجّلته الأرقام Lebanon 24 آخر نسب الإقتراع.. هذا ما سجّلته الأرقام 05:08 | 2025-05-18 18/05/2025 05:08:50 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:05 | 2025-05-18 نسب متراجعة في الانتخابات: بيروت نحو المناصفة و"القوات" تتقدّم مسيحياً في زحلة 22:08 | 2025-05-18 عون الى مصر اليوم بعد المشاركة في القداس الحبري الأول للبابا 22:12 | 2025-05-18 محمود عباس في لبنان الأربعاء لتحديد أطر سحب السلاح الفلسطيني 22:14 | 2025-05-18 "حزب الله" يختبر شعبيته في البقاع بأول انتخابات بعد الحرب 18:00 | 2025-05-18 تراجع نفوذ 17:29 | 2025-05-18 جعجع: غداً يوم جديد في زحلة فيديو حفل تنصيب البابا لاوون الرابع عشر: تعهدٌ بجعل الكنيسة رمزا للسلام Lebanon 24 حفل تنصيب البابا لاوون الرابع عشر: تعهدٌ بجعل الكنيسة رمزا للسلام 06:24 | 2025-05-18 19/05/2025 05:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 تعرّض للخيانة مرتين وتم هجره في المرة الثالثة وفقد طفله.. فنان شهير يكشف العديد من أسرار حياته (فيديو) Lebanon 24 تعرّض للخيانة مرتين وتم هجره في المرة الثالثة وفقد طفله.. فنان شهير يكشف العديد من أسرار حياته (فيديو) 04:24 | 2025-05-18 19/05/2025 05:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 فيديو لـ"شابات جميلات" يسرقن في بيروت.. شاهدوا ماذا حصل Lebanon 24 فيديو لـ"شابات جميلات" يسرقن في بيروت.. شاهدوا ماذا حصل 00:07 | 2025-05-17 19/05/2025 05:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • محافظ البحر الأحمر يكشف خطة الحكومة لحل أزمة المياه بالغردقة
  • خلال أسبوعين.. محافظ البحر الأحمر يكشف خطة الحكومة لحل أزمة المياه بالغردقة
  • الفريق الاشتراكي: الحكومة في حالة إنكار جماعي والواقع التعليمي مقلق وهناك تراجع الثقة في المدرسة العمومية
  • فريق الأحرار بمجلس النواب يثمن جهود الحكومة في إصلاح التعليم رغم "التشويش والتشكيك"
  • رئيس الحكومة: الهدر المدرسي تفاقم منذ 2016 والهاجس اليوم إعادة الثقة في المدرسة العمومية
  • تشاؤم إسرائيلي من تهديدات وجودية تحول دون بلوغ الدولة عامها المائة
  • رسامني يرفع اقتراح الخصخصة على مجلس الوزراء: المرافق الجوية والبحرية أولاً
  • نائب أمريكي: ينبغي لنا أن نشارك سوريا تطلعها نحو المستقبل
  • القمة العربية الـ34 ببغداد .. فلسطين أولاً والتحديات الإقليمية في الواجهة
  • الكرملين : يجب استكمال تبادل أسرى الحرب قبل التخطيط لمحادثات جديدة