#سواليف

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق العنان لجنوده في قطاع غزة للإقدام على ممارسات غير أخلاقية بحق المدنيين الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم، تشمل سرقة الممتلكات وأعمال النهب.

ووثق المرصد الأورومتوسطي سلسلة حالات تكشف عن تورط جنود إسرائيليين في سرقات ممنهجة لأموال ومتعلقات الفلسطينيين، بما يشمل الذهب ومبالغ مالية وهواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر محمولة.

ومنذ نهاية شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، يواصل جيش الاحتلال تنفيذ عمليات عسكرية برية في داخل قطاع غزة، تتضمن اقتحام المناطق السكنية ومداهمة المنازل وشن حملات اعتقال عشوائية من داخلها بحق المدنيين.

مقالات ذات صلة 29 ألف شهيد ومفقود جراء العدوان الصهيوني 2023/12/29

وتظهر شهادات جمعها الأورومتوسطي أن مداهمات جيش الاحتلال تتجاوز الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والإعدام الميداني إلى تخريب متعمد للمتملكات وسرقة المقتنيات الشخصية، ومن ثم حرق المنازل بعد نهبها في إطار نهج يقوم فيما يبدو على الانتقام الجماعي من السكان الفلسطينيين.

وقال الأورومتوسطي إن تقديراته الأولية بناء على ما وثقه من إفادات -ما يزال يواصل جمعها حتى تاريخ البيان- بأن سرقة متعلقات شخصية لمدنيين فلسطينيين وأعمال نهب واسعة لمقتنيات ثمينة قام بها جيش الاحتلال قد تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات.

وقال الفلسطيني “ثابت سليم” (في الأربعينيات من عمره)، لفريق الأورومتوسطي، إن قوات جيش الاحتلال عمدت إلى نهب كل ما يتوفر من أموال وذهب لدى اعتقاله واثنين من أبنائه من داخل منزلهم في حي “الزيتون” جنوبي مدينة غزة. وقال “سليم” إنه تم إطلاق سراحه وحده قبل يومين، فيما ما يزال لا يعلم شيئًا عن مصير أبنائه.

وذكر “حسان” أن قيمة ما أخذه الجنود من مبالغ مالية في منزله تتجاوز 10 آلاف دولار أمريكي موزعة على عدة عملات، يضاف إليها مبلغ مماثل تقريبًا عبارة عن ذهب لزوجته وزوجة نجله البكر.

أما السيدة “أم محمد غربية” من سكان حي “الشجاعية” شرقي مدينة غزة، فأبلغت فريق الأورومتوسطي أن قوات جيش الاحتلال انتزعت بالقوة حليها الذهبية الذي كانت ترتديه خلال مداهمة منزلهم واعتقال زوجها ونجلها البكر منتصف هذا الشهر.

فيما قال “حسين الطناني ” من سكان حي “الشيخ رضوان” شمالي مدينة غزة إنهم تفاجأوا بعد عودتهم إلى منزلهم الذي تعرض لمداهمة جيش الاحتلال أثناء نزوحهم إلى مدرسة قريبة تابعة للأمم المتحدة بتخريب شامل في محتوياته وسرقة مبالغ مالية وجهاز كمبيوتر.

وتتطابق الشهادات التي تلقاها المرصد الأورومتوسطي مع ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في 15 من شهر ديسمبر/كانون أول الجاري بشأن “استيلاء” جيش الاحتلال على مبالغ مالية تتجاوز قيمتها 5 ملايين شيكلًا إسرائيليًا (نحو 1,351,350 دولارًا أمريكيًا) بزعم السيطرة عليها من “وحدة الغنائم” في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش.

وذكر الأورومتوسطي أن المبلغ المعلن عنه قد يكون جزءًا ضغيرًا من أعمال سرقة ونهب لم يبلغ عنها الجنود، في وقت انتشر فيه مقطع مصور (لم يتسن التحقق من تاريخه وملابساته كاملة) لثلاثة من الجنود يبيعون بشكل شخصي حليًّا ذهبية في أحد متاجر الضفة الغربية بعد سرقتها من منزل في غزة.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى تعمد جنود الاحتلال نشر مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي توثق تعمدهم تخريب منازل المدنيين في قطاع غزة، أو رسم شعارات عنصرية أو يهودية على الجدران، إلى جانب التفاخر بالاستيلاء على أموال ومقتنيات ثمينة.

وقالت السيدة “علياء النجار”(34 عامًا) في إفادة لوسائل إعلام، إنها شاهدت بعض حليها الذهبية التي كانت تحتفظ بها مع متعلقات والدتها في أحد المقاطع المصروة التي نشرها جنود إسرائيليون، من بينها قطعة ذهبية اشترتها من قيمة أول راتب حصلت عليه كمعلمة، وهي سوار ذهبي مميز كونه مصمم على شكل ورقة شجر (عيار 24).

وذكرت “النجار” أن جنديًا إسرائيليًّا عرض سوارها في مقطع مصور داخل حافظة قماشية تملكها والدتها، وتضع فيها قطع ذهب أخرى ومقتنيات ثمينة، وعندها علقت على الفيديو قائلة للجندي: “أنتم لصوص”، قبل أن يحذف الجندي المقطع.

وظهر مقطع آخر لجندي إسرائيلي يعرض فيه قلادة فضية مكتوب عليها “صنع في غزة”، مصممة على شكل قلب من حجر الكريستال ويقول إنه سيهديها لصديقته، كما ظهر جندي آخر يمسك غيتارًا موسيقيًّا ويعزف عليه ويغني فوق ركام أنقاض المنازل التي تم تدميرها في غزة.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تحقيق دولي شامل ومحايد في الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قوات جيش الاحتلال التي ما برحت تلحق الدمار والأضرار بالمدنيين بلا ضابط أو رادع، واتخاذ إجراءات تضمن المساءلة والمحاسبة القانونية.

صفا

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف المرصد الأورومتوسطی جیش الاحتلال قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

السودان يدخل عامه الثالث في أسوأ أزمة إنسانية عالمية وسط تجاهل دولي واسع

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الأزمة الإنسانية في السودان مستمرة في التفاقم، حيث يدخل النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامه الثالث على التوالي، وسط تقاعس دولي عن اتخاذ خطوات فاعلة لوقف القتال وإنقاذ المدنيين، في كارثة وصفها بأنها من بين أخطر الأزمات العالمية.

وأفاد المرصد في بيان صحفي، له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، بأن النزاع المستمر تسبب في معاناة عشرات الملايين من السودانيين، الذين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والخدمات الطبية، في ظل انهيار اقتصادي وارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما جعل الغالبية العظمى عاجزة عن تلبية أبسط احتياجاتها اليومية.

وقال: "خلال العامين الماضيين، قُتل أكثر من 18,800 مدني في السودان نتيجة الاستهداف المباشر للأحياء السكنية والبنية التحتية المدنية، عبر غارات جوية، وقصف مدفعي، وطائرات مسيّرة هجومية وانتحارية، إضافة إلى اشتباكات داخل المدن، في انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني".

وسلط المرصد الضوء على تصاعد الانتهاكات بحق الأطفال، حيث وثقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) 221 حالة اغتصاب لأطفال، بينهم رضّع دون سن الخامسة، فضلاً عن زيادة ملحوظة في انتهاكات أخرى مثل التجنيد القسري والقتل والاعتداء على المدارس والمستشفيات، مع انتشار الانتهاكات إلى أكثر من نصف الولايات السودانية.

كما أكد المرصد أن العنف الجنسي تحول إلى سلاح ممنهج في النزاع، يستهدف بشكل خاص النساء والفتيات، حيث يعاني أكثر من 12 مليون امرأة وفتاة من أشكال متعددة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل تدمير شبه كامل للنظام الصحي، إذ أُخرج 80% من المرافق الطبية عن الخدمة في مناطق النزاع.

يُضاف إلى ذلك تفاقم أزمة الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من 24.6 مليون شخص من انعدام حاد في الغذاء، منهم نحو 638 ألف شخص في مرحلة مجاعة فعلية، في وقت تعيق الاشتباكات وتقييدات الوصول تقديم المساعدات الإنسانية.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن النزاع أدى إلى أكبر موجة نزوح داخلي في العالم، مع نزوح حوالي 9 ملايين شخص، ولجوء 3 ملايين إلى دول مجاورة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية تشتد فيها مخاطر الأمراض وتفتقر إلى الخدمات الصحية الأساسية.

وفي سياق موازٍ، وثقت منظمات حقوقية فقدان نحو 50 ألف شخص في ظروف غامضة، في حين لا توجد جهود رسمية جادة للكشف عن مصيرهم أو تقديم معلومات لأسرهم، ما يزيد من معاناة السودانيين وسط مناخ إفلات من العقاب.

وطالب المرصد المجتمع الدولي ومؤسساته الرئيسية، من بينها مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، بفرض حظر فوري على توريد الأسلحة والطائرات المسيّرة إلى أطراف النزاع، وتجميد أصول المسؤولين عن الانتهاكات وحظر سفرهم، بالإضافة إلى دعم بعثة تقصي الحقائق المستقلة لتوثيق الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.

كما دعا إلى إنشاء آلية دولية خاصة لمعالجة ملف المفقودين والإخفاء القسري، وإطلاق برامج طارئة لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفتح ممرات إنسانية آمنة تخضع للرقابة الدولية، تتيح إيصال المساعدات دون عوائق.

وأخيرًا، شدد على ضرورة إعداد خطة دولية متكاملة لإعادة الإعمار والتعافي في السودان، تراعي حقوق اللاجئين والنازحين وتعوض الضحايا، لضمان تحقيق العدالة الانتقالية والسلام المستدام.

أنهى التقرير بالتأكيد على أنه "وسط كل هذه التحديات، تظل الأزمة السودانية تتصاعد، بينما يغيب الدعم الدولي الفعلي، ما يزيد من معاناة ملايين المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة الحرب والفقر والمرض، في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية تعقيدًا في العالم اليوم".


مقالات مشابهة

  • تقارير إعلامية: الصواريخ الأخيرة التي أطلقتها إيران استهدفت الجليل
  • مقتل 30 شخصا في هجوم إرهابي على كنيسة في دمشق
  • السودان يدخل عامه الثالث في أسوأ أزمة إنسانية عالمية وسط تجاهل دولي واسع
  • الاحتلال ينفذ عمليات هدم بمخيم نور شمس ويعتقل العشرات بالضفة
  • تسير 10000 كيلومتر دون تزويد بالوقود.. تعرف على القاذفة B2 التي قصفت المفاعل النووي الإيراني
  • مسؤول غربي: إسرائيل بدأت تدرك أنها في حرب تتجاوز قدرتها لوحدها
  • قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت
  • إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية الإيرانية وتصعيد عمليات الاغتيال داخل إيران
  • إسرائيل تستفز العرب.. وزير مالية الاحتلال يطالب الخليج بدفع تكاليف الحرب ضد إيران
  • اقتحام ونهب بالقوة.. شركتان في صنعاء تتهمان الحوثيين بالاستيلاء على ما تبقى من ممتلكاتهما