«الغرفة وضواحيها».. رمزية الجدار والبيت المهجور
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
مصادفات غريبة جمعت شخصيتين رئيستين تمثلان صورة حية للواقع العراقي، يجد كل منهما نفسه حبيساً في شقة ملاصقة للأخرى، يتواصلان عبر جدار يفصل بينهما، من دون أن يرى بعضهما بعضاً، ويحمل كل منهما اسماً وهمياً يضيف تعقيداً إضافياً للحبكة في رواية ميسلون هادي «الغرفة وضواحيها».
تعتمد الكاتبة على السرد المتقن في الرواية الصادرة حديثاً، والمرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2024، وتسلط الضوء على تأثيرات الحروب وآثارها على الحياة اليومية للعراقيين، كما تُلقي المصادفة الغامضة بظلالها على القصة، مما يجعل القارئ يتساءل، ويستمتع في الوقت ذاته بتفاصيل اللقاء الغريب الذي يكشف الحقائق والأحداث التي مرّ بها العراق وشعبه.
البيت المهجور
رمزية الجدار والبيت المهجور تمثل قيمة لدى ميسلون، وتقول لـ«الاتحاد»: تنقلنا كثيراً بين بيت وآخر بسبب ظروف كثيرة، من بينها السفر، لكن استقرارنا النهائي كان في بيتنا الأخير الذي شهد عزنا وأحلى أيام عمرنا، بعد رحيل زوجي لم نرجع إليه، ولا زال مهجوراً منذ ثلاث سنوات، وبما أني تحدثت كثيراً عن البيت المأهول بكل تفاصيله وجمالياته، في رواياتي كلها، فلربما أوحى إلى بيتنا، الذي لم نستطع الرجوع إليه حتى الآن، بأن يكون هو بطل الحكاية. والفقد هو الوجه الآخر للحياة، فالبيت يعيش أطول من صاحبه، ولكنه يصبح شبيهاً بالمصباح الرقيق الذي يتكسر في الروح ويجرحها بقسوة، أما الجدار، فيفصل بين اثنين من أقرب الناس إلى بعضهما، ولكن الأخطار الخارجية كانت هي الحاجز بينهما.
هام وزمن
وعن شخصيات الرواية ترى ميسلون أن شخصية «هام» هو الحب الخفي لشخصية «زمن»، وقد شعرتْ بالراحة للتحدث إليه من دون أن تدري أنه مصعب عريسها الذي لم يحضر العرس، وعندما يعودان ليصبحا «عالية» و«مصعب» بدلاً من هام وزمن، يكون الواقع قد أصبح قاسياً وعصيباً، لأنهما سيكونان في مكان صعب جداً تفصل بينهما غيبوبة مصعب الذي التقى بعروسه من خلف حاجز، وأراد أن يحميها من الخطر بطريقته.
تتحكم الكاتبة بالزمان أثناء سرد أحداث الرواية، وتوضح: «لأن الزمن كائن يتحرك معنا، فالبيت هو الذي يحمينا من أخطار هذا الزمن العصيب، بالمعنى الاجتماعي الأليف للبيت، إذ إنه الكتيبة الشجاعة التي تشق طريقها للقتال بقوة واحدة فقط».
تكمل: «هي حميمية البيت وجماله، فهو المكان الذي يشاركنا أحلامنا، ويرتفعُ معنا إليها، وحتى عندما فقد البيت كل عناصر هذه الحماية، فالنجاة من هذا المكان تكون بالبقاء فيه، أما الزمان قد تحدته زمن بأحلامها وانتظارها لمصعب، فكان لا يهمها أن الخارج قد أصبح جحيماً لا يطاق، لأن المفر من جحيم الخارج هو الحلم».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جائزة الشيخ زايد للكتاب
إقرأ أيضاً:
محامي بالنقض: "التقاضي أصبح مثل الحج لمن استطاع إليه سبيلا" (فيديو)
كشف علاء مصطفى، المحامي بالنقض والدستورية العليا، تفاصيل قرار المحامين بالامتناع عن حضور الجلسات أمام محاكم الجنايات لمدة يومين، موضحا أن فرض أي رسوم مصاريف على دعاوى أو إجراءات قضائية يكون بموجب القانون.
خطاب تضامن من نقيب الصحفيين إلى المحامين في موقفها من الرسوم القضائية نقابة المحامين بالدقهلية: نفذنا الإضراب عن الجلسات بمحاكم الجنايات بنسبة 100%وأضاف "مصطفى"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج صباح البلد، المذاع على قناة صدى البلد، اليوم الثلاثاء، أن هناك قانون رقم 90 لسنة 1944 خاص بالرسوم القضائية في مصر، تم تعديله بقانون 26 لسنة 2009، موضحًا أنه منذ 5 سنوات يتم فرض رسوم نسبية ورسوم إجراءات تحت مسمى الخدمات المميكنة من قبل رؤساء محاكم الاستئناف، حيث يستخدمون عبارة بعد الاطلاع على القانون.
وأضاف أن بند الخدمات المميكنة لم يكن موجودًا في القوانين الموجودة، وتزيد الأعباء على كاهل المواطن أو المتقاضي، لافتا إلى أن التقاضي أصبح مثل الحج لمن استطاع إليه سبيلا؛ حيث إن إرفاق المسندات قد يصل إلى 2000 جنيه وتصوير بعض القضايا قد يصل لـ 20 ألف جنيه.
وأردف، المحامي بالنقض والدستورية العليا، أن وقفة المحامين في المحاكم والامتناع عن حضور الجلسات لصالح المواطنين المتقاضين والمهنة، لأن هذه الرسوم المفروضة من محاكم الاستئناف حالت دون وصول المتقاضي إلى القاضي.