السيستاني يعزي الشعب الإيراني بتفجيرات كرمان: مدعاة لمزيد من الحزن
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
شفق نيوز/ قدم مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، اليوم الأربعاء، تعازيه إلى الشعب الإيراني بالحادث "الإرهابي" الذي وقع في محافظة كرمان جنوب شرق إيران.
وقال مكتب المرجع الديني الأعلى في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "الحادث الإرهابي الذي وقع اليوم في محافظة كرمان وأسفر عن استشهاد وجرح المئات من الأبرياء لهو مدعاة لمزيد من الحزن والأسى"، مبديا تعازيه "للأسر المكلومة وعموم الشعب الإيراني".
وكانت مصادر رسمية إيرانية أفادت، اليوم الأربعاء، بارتفاع حصيلة تفجيري كرمان الى نحو 250 قتيل وجريح، في وقت توعد فيه وزير الداخلية بـ"ردّ ساحق وعاجل".
وقالت هيئة الطوارئ الإيرانية، إن "عدد ضحايا التفجيرين الإرهابيين في كرمان ارتفع إلى 103 قتلى و141 جريحا".
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني أفاد، اليوم الأربعاء، بوقوع انفجار بالقرب من قبر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، في محافظة كرمان، مخلفاً 15 مصاباً على الأقل في حصيلة أولية.
وفي تطور لاحق، أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، بأن تفجيرين إرهابيين على الطريق المؤدي إلى قبر سليماني في كرمان جنوب إيران، ما تسبب بحالة من الذعر بين الحشود المتواجدة في المكان.
وتحدثت العلاقات العامة بإدارة الطوارئ في إيران، لوكالة "تسنيم"، عن عدد المصابين في حادث الانفجار على طريق روضة الشهداء في كرمان، وقالت: "قبل دقائق قليلة، وقع حادث انفجار في نفق (كنبد جبليه)، حيث أصيب 15 شخصاً وتم نقلهم إلى المراكز الطبية".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي مكتب السيستاني تفجيرات كرمان
إقرأ أيضاً:
الرّاحلون يتركون خلفهم أبوابًا للذكرى
يقول الكاتب المصري الراحل د. أحمد خالد توفيق: "عندما يرحل شخصٌ عزيزٌ، لا نودّع فقط شخصًا، بل نودّع معه جزءًا من أنفسنا، من ذكرياتنا، من طريقتنا في رؤية العالم. يترك الراحلون خلفهم ثقوبًا لا يمكن لرجلٍ أو امرأةٍ أخرى أن تملأها، لأن الفراغ الذي تركوه ليس مجرد مساحة، بل هو شكلٌ محدّدٌ من العاطفة والتجربة لا يتكرّر".
لا نريد أن نفتح على أنفسنا أبوابًا نعلم بأن خلفها نهرًا جارِيًا من المشاعر الجياشة والأحاسيس المرهفة المتعبة بشقاء الفراق وشتات الفكر، ولكن ما يعنيها هو رصد كمية المعاناة الإنسانية التي تشتعل في قلب أي أمٍّ حنون فقدت أحد أبنائها، فكيف يكون حالها لو أنها فقدتهم جميعًا!
لله الأمر من قبل ومن بعد، صبرٌ جميل والله المستعان. ما أصعبه من فقدٍ، وما أقساه من ألم في هذا الوجود! يقول الشاعر السعودي الدكتور فواز اللعبون:
يا راحلين بعذبِ الذكرياتِ قِفوا
ردّوا عليَّ بقايا الروحِ وانصرفوا
لا تتركوني على الأعتابِ منتظرًا
وأنصفوني من الأشواقِ وانتصفوا
أي حزن يشبه فاجعة الألم في قلب أم أو أب فقدوا فلذات أكبادهم! وقد ورد في القرآن الكريم لفظ الحزن في مواضع كثيرة، منها حزن أبو يوسف على ولده بقوله: "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ".
وورد أيضًا في القرآن الكريم قصة أم موسى وحزنها على ابنها الذي ألقته في اليم، وفي قصة أخرى لمريم بنت عمران وخوفها على ابنها.. ومع ذلك فالله تعالى يربط على القلوب الموجوعة، ويلهمها الصبر والسلوان. وفي حياتنا اليومية، كم نرى بأم أعيننا كيف يفعل الحزن بالقلوب، وكيف يؤثر على وجه الحياة بشكل عام، ومع ذلك فالله سبحانه وتعالى يخفف الحزن بالصبر والإيمان والاحتساب، ولهذا نزلت العديد من الآيات البيّنات التي لا يريد الله تعالى الحزن للنساء، مثل قوله تعالى في سورة القصص: "كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ"، وفي سورة الأحزاب: "أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنْ"، وفي سورة مريم: "فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي"، وفي سورة القصص: "وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي".
وقد أكد علماء الدين والفقه أن حزن المرأة هو حزن عميق، فمشاعرها رقيقة، والحزن يفقدها جمالها، ويزيدها ضعفًا ووهنًا لا يُطاق، وقد يحولها إلى شخصية أخرى غير التي ألفها الناس من حولها. فالحزن عند المصيبة يصبح قطعة من عذاب، تشتعل نيرانه في القلب ولا تموت إلا برحيل الأم من على ظهر الدنيا، ولهذا فإن الكثير من الأمهات تظل على حزنها حتى النهاية.
وقد أثبت علماء الطب بأن الحزن يؤثر سلبِيًّا على الغدد المفرزة للهرمونات الأنثوية. فكم هناك في هذا العالم المترامي الأطراف من امرأة حزينة لم تنجب أطفالًا، وكم حزينة تساقط شعرها بعد أن كان يسافر مع الريح، وكم من حزينة شحب لونها من فراق أحبتها، وكم وقفت امرأة أو رجل على قبر أبنائهم ممزّقي المشاعر، يتفكرون في الذي قد مضى من الوقت وقد ملأ الشوق قلوبهم، ولسان حالهم كما قال الشاعر:
كمْ نشتاقُ تحتَ الأرضِ قومًا
وقد رحلوا إلى ربّ كريمِ
إذا مروا بخاطرنا بكينا
وأغضينا على جرحٍ أليمِ
وكلٌّ عندهُ ميتٌ حبيبٌ
به يشتاقُ للعهدِ القديمِ
ألا يا ربِّ فارحمهم جميعًا
وأنزلهم بجناتِ النعيمِ
إن فقدان الأبناء "مصيبة عظيمة وجرح دامٍ لا يبرأ سريعًا"، بل يظل ينزف طوال الوقت، وربما يتسع مدى هذا الجرح مع الوقت، خاصة عندما تأتي الذكريات بشيء من ريح الماضي وذكريات الأبناء وصراخهم وضحكاتهم في المكان الذي أصبح فارغًا بعد رحيلهم. لذا فإن الصبر والاحتساب أجرٌ، وهو الطريق الصحيح لتجاوز مثل هذه المحنة العظيمة.
فرحم الله أرواحًا اشتقنا إليها، وبقيت في جوارحنا نبضًا لا يتوقف مع الزمن.