ما مصير أزمات ليبيا المستعصية خلال العام الجديد؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
نشر موقع "المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرًا سلط خلاله الضوء على الوضع الليبي الهش، الذي يحمل العديد من التداعيات على سكان هذا البلد.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة العليا والمجلس الرئاسي تسيطر على غرب البلاد، بينما تسيطر الحكومة الموازية ومجلس النواب على الجزء الشرقي من البلاد.
ويضيف الموقع أنه إلى جانب وجود قوات عسكرية في الشرق والغرب، هناك مجموعات مسلحة مختلفة تسيطر على مناطقها وتحاول بين الحين والآخر توسيعها، ويدخل قادة هذه الألوية في تحالفات ويقاتلون مع بعضهم البعض، أو ينتقلون من تحالف إلى آخر، العامل الذي يغذي معارك الشوارع.
وبين الموقع أنه على مدى السنوات الـ 12 التي مرت منذ الإطاحة بمعمر القذافي، أعرب قادة العديد من الجماعات السياسية العسكرية في العديد من المناسبات عن رغبتهم في إنشاء سلطات موحدة تكون قادرة على وضع حد للتفكك وبدء عملية التعمير.
ورغم الدعوة إلى ضرورة إجراء الانتخابات، غير أنه في الممارسة العملية لم ينجح الأمر، فقد كان من المقرر إجراء الانتخابات في البداية سنة 2017، بعد ذلك حُدد العاشر من كانون الأول من سنة 2018 كموعد للتصويت.
وفي ظل فشل هذه المحاولات تم الإعلان عن 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021، كموعد للانتخابات. ونظرا لعدم جاهزية قوائم المرشحين والقوانين ذات الصلة بحلول موعد الانتخابات المقترحة، فشل إجراء التصويت مرة أخرى، على الرغم من وجود ما يقرب من 3 ملايين ناخب مسجل.
وذكر الموقع أنه رغم انتهاء صلاحيات حكومة الدبيبة في كانون الأول/ ديسمبر 2021، لكنه رفض الاستقالة. رداً على ذلك، عين البرلمان وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيساً جديداً للحكومة، الأمر الذي لم يؤثر بأي حال من الأحوال على الوضع، بل أدى إلى تفاقم التناقضات بين الغرب والشرق. في 16 آيار/ مايو قرر مجلس النواب إعفاء باشاغا من منصبه وأمر بالتحقيق معه لعدم قيامه بمهامه.
في الحقيقة، أُحرز بعض التقدم في قرارات اللجنة المشتركة "6+6 " التي تضم ممثلين عن المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب.
وزعمت اللجنة أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستجرى في وقت واحد في أوائل سنة 2024. ومع ذلك، يشكك الكثيرون في قدرة البلاد على الإعداد السليم للانتخابات وإجرائها بسبب غياب إطار تشريعي يحدد صلاحيات الرئيس والبرلمان أو الشروط الذي ينبغي توفرها في المرشحين الذين سيترشحون لكل من البرلمان والمناصب الحكومية العليا وغياب الدستور أيضاً.
و في شباط/ فبراير 2022، قرر البرلمان الليبي إصدار إعلان دستوري وتشكيل لجنة مكونة من 24 ممثلًا من ثلاث مناطق جغرافية رئيسية في البلاد، وفي حزيران/ يونيو 2023 طرح مستشار مجلس الأمن القومي إبراهيم خليفة بوشناف مبادراته الخاصة بشأن الدستور، مقترحا التنصيص في الدستور على أن الإسلام هو دين الدولة، والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع وأي قانون يصدر بالمخالفة لأحكام الشريعة باطل.
ناهيك عن ذلك، اقترح بوشناف زيادة تركيبة مجلس الشيوخ من 78 إلى 90 عضواً، ومساواة التمثيل من المناطق الرئيسية الثلاث على الرغم من تباين أحجام السكان فيها بشكل كبير. ومن هذه المقترحات وحدها تبين أن المناقشة ستكون صعبة وطويلة.
وأنشئ مجلس الأمن القومي في الأصل سنة 2007 وكان يرأسه معتصم القذافي، أمين أجهزة المخابرات وقوات الأمن في ليبيا، الذي قُتل سنة 2011. بعد 10 سنوات أعيد تشكيل مجلس الأمن استنادًا إلى قانون 2007 نفسه، والذي تم الاعتراف بصلاحيته. خلال ذلك، صرح بوشناف أن الشعب سئم ولا يثق بالحكومة الحالية غير مستبعد فوز سيف الإسلام القذافي في الانتخابات المقبلة.
ومع ذلك، لقى هذا الترشيح رفضًا شديدًا من بعض الأطراف، التي اغتنمت الفرصة لنهب البلاد مع الإفلات من العقاب ولا يريدون وضع حد للفوضى التي عمت البلاد.
وذكر الموقع أن محاولات بعض القوى الخارجية للتأثير على الأحداث في ليبيا واضحة، وأبرزها الفضيحة الصاخبة التي اندلعت بعد ظهور اتصالات بين حكومة الوحدة الوطنية مع وزارة الخارجية الإسرائيلية، ومما لا شك فيه أن ذلك كان جزءًا من خطة واشنطن لتطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل.
لكن عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول وافق مجلس النواب الليبي، خلال اجتماعه في بنغازي، بالإجماع على قانون يجرم تطبيع العلاقات مع إسرائيل ويمنع تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء الليبية، وكذلك دخول أي سفن ترفع العلم الإسرائيلي إلى المياه الإقليمية الليبية. ومن الناحية الإستراتيجية؛ لم يغير هذا خطط البيت الأبيض، لكن تصنيف الدبيبة انخفض بشكل حاد مع اجتياح الاحتجاجات جميع أنحاء البلاد.
واعترفت الأمم المتحدة والعديد من الدول حول العالم، بما في ذلك روسيا بحكومة الوحدة الوطنية كحكومة لليبيا، ولم يمنع ذلك موسكو من الحفاظ على اتصالاتها مع كل من طرابلس وبنغازي. الأمر سيان بالنسبة لتركيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى مما يعكس رغبة في حشد دعم السلطات المحلية واستغلال كل الفرص لتوسيع النفوذ.
وبحسب الموقع؛ يعتقد بوشناف أنه تم دحر الإرهاب من ليبيا، بيد أن التهديد الرئيسي يتمثل في الهجرة غير الشرعية من دول القرن الأفريقي، والتجارة غير المشروعة في البشر والأسلحة والوقود. ووفقًا له، انخفض حجم البيع الحر للأسلحة في ليبيا على مدى السنوات الست الماضية مقارنة بما كما عليه الوضع بعد سنة 2011.
وتتابع السلطات في طرابلس والشرق، وكذلك مجلس الأمن المسألة، وبما أن منصب مستشار مجلس الأمن يفرض مسؤوليات، يدرك بوشناف أن الأسلحة متاحة في ليبيا ويمكن شراء سلاح من طراز " آر بي كي" أو "دوشكا" بسهولة. وعليه، تمتلك كل عائلة في ليبيا سلاحًا ناريًا، ويحمل الكثيرون الأسلحة معهم في المدينة، أو في سياراتهم.
وفي ختام التقرير نوه الموقع إلى أنه في ليبيا يمكن اقتناء الأسلحة الصغيرة مثل المسدس أو المدفع الرشاش ليس فقط من خلال الأصدقاء، بل من خلال الإعلان وتختلف الأسعار، بحيث يتراوح سعر بندقية كلاشينكوف الهجومية من 500 إلى 1000 دولار، حسب الحالة والطراز.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الانتخابات الدبيبة ليبيا ليبيا الانتخابات الصراع الدبيبة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس النواب مجلس الأمن الموقع أن فی لیبیا الأمن ا
إقرأ أيضاً:
جهاز دعم الاستقرار قوة أمنية لحماية المؤسسات والشخصيات في ليبيا
جهاز دعم الاستقرار جهاز أمني ليبي تأسس عام 2021 بقرار من المجلس الرئاسي، بهدف حماية مؤسسات الدولة والمقرات والمسؤولين. بني على أنقاض كتيبة الأمن المركزي أبو سليم، التي كانت تتخذ من بلدية أبو سليم في طرابلس العاصمة معقلا لها.
يقع مقره الرئيسي في العاصمة الليبية، ويمتد نطاق سيطرته في أحياء عدة، كما أنه له فروعا في مدن أخرى غرب البلاد.
يوم 12 مايو/أيار 2025 قتل رئيس الجهاز عبد الغني الككلي المعروف بـ"غنيوة"، في اشتباكات دامية خاضها عناصر جهازه مع قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، بسبب خلافات على إدارة بعض مؤسسات الدولة في طرابلس.
التأسيسبعد سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول 2011، أسس عبد الغني الككلي قوة مسلحة في حي أبو سليم، برزت بشكل كبير أثناء عملية فجر ليبيا عام 2015.
لاحقا أطلق الككلي على قوته المسلحة اسم قوة الأمن المركزي، ما دفع حكومة الوفاق الوطني عام 2016 إلى "شرعنتها" وإعطائها صلاحيات أمنية واسعة.
شاركت قوة الأمن المركزي في عملية "بركان الغضب"، التي تصدت لهجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس عامي 2019 و2020.
يوم 11 يناير/كانون الثاني 2021، أصدر المجلس الرئاسي الليبي قراره الذي يحمل الرقم (38)، وحول بموجبه كتيبة الأمن المركزي إلى قوة أمنية جديدة تحمل اسم "جهاز دعم الاستقرار".
ونص القرار على أن يكون المقر الرئيسي للجهاز بمدينة طرابلس، مع إنشاء فروع ومكاتب له بمدن أخرى، بقرار من رئيس المجلس الرئاسي بناء على اقتراح من رئيس الجهاز.
إعلانوكُلف عبد الغني الككلي برئاسته، وينوب عنه ثلاثة نواب، من بينهم كل من القيادي بكتيبة ثوار طرابلس أيوب أبو راس والقيادي بكتائب الزاوية حسن أبو زريبة، قبل أن يطردا خارج العاصمة طرابلس عام 2022 "لانحيازهما" لحكومة فتحي باشاغا المنبثقة عن مجلس النواب في صراعها ضد حكومة عبد الحميد الدبيبة المعترف بها دوليا.
وتتكون القوة التابعة للجهاز من منتسبي الجيش والشرطة بمختلف أجهزتها، وتمكن الجهاز من مد نفوذه إلى خارج طرابلس، وصولا إلى غريان غربي البلاد، وزليتن شرقيها، وذلك نظرا لولائه لحكومة الوحدة الوطنية.
وبحسب الجهاز، فإن رؤيته ترتكز على "أن تكون ليبيا في طليعة دول العالم في تحقيق وترسيخ الأمن والسلامة والاستقرار وتعزيز أمن المواطنين".
ويرفع المكتب شعار "أمن واستقرار ليبيا هدفنا"، ويقول إن عمله يهدف إلى "دعم الاستقرار في ليبيا وصولا إلى مجتمع أكثر أمانا وحفظ النظام والأمن، والإسهام في تحقيق العدل من خلال سيادة القانون، وحفظ هيبة الدولة ميدانيا وعمليا".
ومنذ تأسيسه، كان الجهاز حاضرا في دوائر السلطة بطرابلس، وتدخل في تعيين بعض الشخصيات النافذة في مراكز مؤسسات الدولة، ما أدخله في خلافات حادة مع تشكيلات مسلحة منافسة تسعى للتغلغل في مفاصل مؤسسات الدولة.
وفق قرار المجلس الرئاسي في ليبيا، فإن جهاز دعم الاستقرار يتولى مجموعة من الاختصاصات والمهام، تتمثل في:
تعزيز الإجراءات الأمنية الكفيلة بحماية المقرات الرسمية في ليبيا من أي تهديدات أمنية. تعزيز حماية المسؤولين بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة. المشاركة في تأمين وحماية الاحتفالات والمناسبات الرسمية، والنشاطات الشعبية، ونشاط مؤسسات المجتمع المدني المرخصة من الجهات المختصة. المشاركة في تنفيذ العمليات القتالية، بما في ذلك عمليات الاقتحام والمداهمة والملاحقة الأمنية، بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة. مكافحة الشغب وفض الاشتباكات التي ينفذها المسلحون الخارجون عن القانون في المدن والقرى الليبية بالتعاون مع مديريات الأمن والأجهزة المختصة بالمدينة. المشاركة في عمليات الاعتقال وملاحقة المطلوبين في القضايا التي تهدد الأمن القومي في ليبيا، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية. نشر الوعي الأمني بين شرائح المجتمع وتبني ثقافة عدم الاحتكام للسلاح، وفض المنازعات والخلافات عبر الجهات القضائية والأمنية والاجتماعية ودعم برامج جمع السلاح غير المرخص. التعاون الأمني وتبادل المعلومات مع كافة الأجهزة الأمنية المختصة بشأن مكافحة ما يهدد الأمن القومي واستقرار المجتمع. المساهمة في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية.