عربي21:
2025-12-14@17:33:10 GMT

ما مصير أزمات ليبيا المستعصية خلال العام الجديد؟

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

ما مصير أزمات ليبيا المستعصية خلال العام الجديد؟

نشر موقع "المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرًا سلط خلاله الضوء على الوضع الليبي الهش، الذي يحمل العديد من التداعيات على سكان هذا البلد.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة العليا والمجلس الرئاسي تسيطر على غرب البلاد، بينما تسيطر الحكومة الموازية ومجلس النواب على الجزء الشرقي من البلاد.



ويضيف الموقع أنه إلى جانب وجود قوات عسكرية في الشرق والغرب، هناك مجموعات مسلحة مختلفة تسيطر على مناطقها وتحاول بين الحين والآخر توسيعها، ويدخل قادة هذه الألوية في تحالفات ويقاتلون مع بعضهم البعض، أو ينتقلون من تحالف إلى آخر، العامل الذي يغذي معارك الشوارع.

وبين الموقع أنه على مدى السنوات الـ 12 التي مرت منذ الإطاحة بمعمر القذافي، أعرب قادة العديد من الجماعات السياسية العسكرية في العديد من المناسبات عن رغبتهم في إنشاء سلطات موحدة تكون قادرة على وضع حد للتفكك وبدء عملية التعمير. 

ورغم الدعوة إلى ضرورة إجراء الانتخابات، غير أنه في الممارسة العملية لم ينجح الأمر، فقد كان من المقرر إجراء الانتخابات في البداية سنة 2017، بعد ذلك حُدد العاشر من كانون الأول من سنة 2018 كموعد للتصويت. 


وفي ظل فشل هذه المحاولات تم الإعلان عن 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021، كموعد للانتخابات. ونظرا لعدم جاهزية قوائم المرشحين والقوانين ذات الصلة بحلول موعد الانتخابات المقترحة، فشل إجراء التصويت مرة أخرى، على الرغم من وجود ما يقرب من 3 ملايين ناخب مسجل.

وذكر الموقع أنه رغم انتهاء صلاحيات حكومة الدبيبة في كانون الأول/ ديسمبر 2021، لكنه رفض الاستقالة. رداً على ذلك، عين البرلمان وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيساً جديداً للحكومة، الأمر الذي لم يؤثر بأي حال من الأحوال على الوضع، بل أدى إلى تفاقم التناقضات بين الغرب والشرق. في 16 آيار/ مايو قرر مجلس النواب إعفاء باشاغا من منصبه وأمر بالتحقيق معه لعدم قيامه بمهامه.

في الحقيقة، أُحرز بعض التقدم في قرارات اللجنة المشتركة "6+6 " التي تضم ممثلين عن المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب. 

وزعمت اللجنة أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستجرى في وقت واحد في أوائل سنة 2024. ومع ذلك، يشكك الكثيرون في قدرة البلاد على الإعداد السليم للانتخابات وإجرائها بسبب غياب إطار تشريعي يحدد صلاحيات الرئيس والبرلمان أو الشروط الذي ينبغي توفرها في المرشحين الذين سيترشحون لكل من البرلمان والمناصب الحكومية العليا وغياب الدستور أيضاً.

و في شباط/ فبراير 2022، قرر البرلمان الليبي إصدار إعلان دستوري وتشكيل لجنة مكونة من 24 ممثلًا من ثلاث مناطق جغرافية رئيسية في البلاد، وفي حزيران/ يونيو 2023 طرح مستشار مجلس الأمن القومي إبراهيم خليفة بوشناف مبادراته الخاصة بشأن الدستور، مقترحا التنصيص في الدستور على أن الإسلام هو دين الدولة، والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع وأي قانون يصدر بالمخالفة لأحكام الشريعة باطل.

ناهيك عن ذلك، اقترح بوشناف زيادة تركيبة مجلس الشيوخ من 78 إلى 90 عضواً، ومساواة التمثيل من المناطق الرئيسية الثلاث على الرغم من تباين أحجام السكان فيها بشكل كبير. ومن هذه المقترحات وحدها تبين أن المناقشة ستكون صعبة وطويلة.

وأنشئ مجلس الأمن القومي في الأصل سنة 2007 وكان يرأسه معتصم القذافي، أمين أجهزة المخابرات وقوات الأمن في ليبيا، الذي قُتل سنة 2011. بعد 10 سنوات أعيد تشكيل مجلس الأمن استنادًا إلى قانون 2007 نفسه، والذي تم الاعتراف بصلاحيته. خلال ذلك، صرح بوشناف أن الشعب سئم ولا يثق بالحكومة الحالية غير مستبعد فوز سيف الإسلام القذافي في الانتخابات المقبلة.


ومع ذلك، لقى هذا الترشيح رفضًا شديدًا من بعض الأطراف، التي اغتنمت الفرصة لنهب البلاد مع الإفلات من العقاب ولا يريدون وضع حد للفوضى التي عمت البلاد.

وذكر الموقع أن محاولات بعض القوى الخارجية للتأثير على الأحداث في ليبيا واضحة، وأبرزها الفضيحة الصاخبة التي اندلعت بعد ظهور اتصالات بين حكومة الوحدة الوطنية مع وزارة الخارجية الإسرائيلية، ومما لا شك فيه أن ذلك كان جزءًا من خطة واشنطن لتطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل. 

لكن عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول وافق مجلس النواب الليبي، خلال اجتماعه في بنغازي، بالإجماع على قانون يجرم تطبيع العلاقات مع إسرائيل ويمنع تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء الليبية، وكذلك دخول أي سفن ترفع العلم الإسرائيلي إلى المياه الإقليمية الليبية. ومن الناحية الإستراتيجية؛ لم يغير هذا خطط البيت الأبيض، لكن تصنيف الدبيبة انخفض بشكل حاد مع اجتياح الاحتجاجات جميع أنحاء البلاد.

واعترفت الأمم المتحدة والعديد من الدول حول العالم، بما في ذلك روسيا بحكومة الوحدة الوطنية كحكومة لليبيا، ولم يمنع ذلك موسكو من الحفاظ على اتصالاتها مع كل من طرابلس وبنغازي. الأمر سيان بالنسبة لتركيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى مما يعكس رغبة في حشد دعم السلطات المحلية واستغلال كل الفرص لتوسيع النفوذ.
‌‌
وبحسب الموقع؛ يعتقد بوشناف أنه تم دحر الإرهاب من ليبيا، بيد أن التهديد الرئيسي يتمثل في الهجرة غير الشرعية من دول القرن الأفريقي، والتجارة غير المشروعة في البشر والأسلحة والوقود. ووفقًا له، انخفض حجم البيع الحر للأسلحة في ليبيا على مدى السنوات الست الماضية مقارنة بما كما عليه الوضع بعد سنة 2011.

وتتابع السلطات في طرابلس والشرق، وكذلك مجلس الأمن المسألة، وبما أن منصب مستشار مجلس الأمن يفرض مسؤوليات، يدرك بوشناف أن الأسلحة متاحة في ليبيا ويمكن شراء سلاح من طراز " آر بي كي" أو "دوشكا" بسهولة. وعليه، تمتلك كل عائلة في ليبيا سلاحًا ناريًا، ويحمل الكثيرون الأسلحة معهم في المدينة، أو في سياراتهم.

وفي ختام التقرير نوه الموقع إلى أنه في ليبيا يمكن اقتناء الأسلحة الصغيرة مثل المسدس أو المدفع الرشاش ليس فقط من خلال الأصدقاء، بل من خلال الإعلان وتختلف الأسعار، بحيث يتراوح سعر بندقية كلاشينكوف الهجومية من 500 إلى 1000 دولار، حسب الحالة والطراز.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الانتخابات الدبيبة ليبيا ليبيا الانتخابات الصراع الدبيبة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس النواب مجلس الأمن الموقع أن فی لیبیا الأمن ا

إقرأ أيضاً:

ماذا سيحدث فى العام الجديد

مع اقتراب العام الجديد، تقف مصر والعالم أمام لوحة متحركة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بعضها بات واضح الملامح، وبعضها لا يزال ينتظر لحظة التشكل. 
عام يفتح أبوابه على احتمالات واسعة، من موجات اقتصادية جديدة إلى تغيرات فى خرائط النفوذ الإقليمى، وصولا إلى تحولات مجتمعية وتقنية ستطال حياة المواطنين اليومية. السؤال: ماذا سيتغير فعلًا فى العام الجديد؟
فى مصر يدخل العام الجديد والبرلمان المصرى مقبل على تغييرات مهمة بعد إعادة الانتخابات فى عدد من الدوائر وحديث الرئيس السيسى الصريح عن «الخروقات» وضرورة ضبط الإيقاع الانتخابى.
من المتوقع صعود وجوه برلمانية جديدة من خارج الأحزاب التقليدية.
مع إعادة تقييم قوانين مثل مباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر.
ومن المرجح بدء حوار داخلى حول مستقبل الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
كل ذلك يضع السياسة المصرية أمام مرحلة «تصحيح مسار هادئ» بهدف استعادة الثقة وضخ دم جديد فى الحياة النيابية.
وفى الاقتصاد رغم التوقعات المتفائلة حول تراجع التضخم عالميا، إلا أن الاقتصاد المصرى سيظل يواجه اختبارات حقيقية، أبرزها:
ملفات أسعار الوقود التى قد تعود للارتفاع رغم تصريحات رسمية سابقة.بجانب ضغوط خدمة الدين والاحتياج لمزيد من الاستثمارات الخارجية.
لكن فى المقابل، ينتظر مصر تدفق استثمارات فى الطاقة الجديدة، خصوصا الهيدروجين الأخضر، وتعافى تدريجى لقطاع السياحة بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير، وقيام الحكومة فى التوسع فى سياستى «الرخصة الذهبية» و«توطين الصناعة».
السوشيال ميديا ستلعب الدور الأبرز فى تشكيل الرأى العام، وفى بعض الأحيان الضغط على مؤسسات الدولة نفسها بشكل أكبر من العام المنصرم على مستوى العالم فإن العام الجديد سيكون امتدادا لصراعات معلقة فى لبنان وغزة سيكون هناك استمرار لحالة اللاسلم واللاحرب بين إسرائيل وحزب الله، واحتمالات انفجار مفاجئ قائم دائما.
فى الخليج سوف تستمر التهدئة الإقليمية لكن مع تنافس اقتصادى شرس بين السعودية والإمارات وقطر لجذب الاستثمارات العالمية.
مصر لها مكاسب محتملة مع تصدر دور الوساطة وعودة ثقلها الإقليمى كضامن للاستقرار، أما أوروبا فسوف تواصل القلق من الحرب فى أوكرانيا والركود.
فى مجال التكنولوجيا من المرجح أن يشهد العالم ذكاء اصطناعى أكثر جرأة مع دخول العالم مرحلة جديدة من الذكاء الاصطناعى ستغير فى الإعلام والصحافة وأشكال الدعاية السياسية. وأنماط العمل والوظائف التقليدية.. وسيصبح السلاح المعلوماتى أقوى أدوات النفوذ الدولى.
أنه بحق عام تتشابك فيه المخاطر والفرص..العام الجديد كما هو واضح من مقدمات دخوله لا يعد المصريين ولا العالم بالهدوء، لكنه يعد – كعادته – بالتغيير. السؤال الحقيقى ليس: ماذا سيتغير؟
بل: كيف ستتفاعل مصر مع هذه التغييرات؟
هل ستستثمر موجة الإصلاح السياسى المقبلة؟ هل ستوازن بين الضغوط الاقتصادية وفرص الاستثمار؟ وهل ستنجح فى تعزيز موقعها إقليميا وسط عالم يتشكل من جديد؟
عام جديد... والدولة المصرية أمام لحظة تستحق أن تكتب بعناية، وأن تدار بجرأة، وأن تقرأ بوعى.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • الزمالك يحسم مصير مشاركة عدي الدباغ أمام حرس الحدود
  • المحكمة الاتحادية العليا تصادق على النتائج النهائية لانتخابات برلمان العراق
  • الشبلي لـ«عين ليبيا»: الحوار المهيكل بلا التزامات ويكرس الجمود السياسي
  • رئيس الوزراء العراقي: حققنا الأمن والاستقرار في البلاد رغم التحديات
  • تونس تعلن الاستعداد لعقد اجتماع ثلاثي حول ليبيا مطلع العام القادم
  • بعد صمت 14 عاما إعادة المتحف الوطني والدبيبة يعلن: ليبيا لن تنكسر
  • ماذا سيحدث فى العام الجديد
  • بعد حل مجلس النواب.. تايلاند تدخل مرحلة سياسية جديدة
  • بعد تعديل اسمها لـ «العاصمة».. ما مصير طلاب وخريجي جامعة حلوان؟
  • ليبيا تطلق مشهدها الإعلامي الجديد بمتحف ومبادرات وشراكات سينمائية مع مصر