تسريبات: إسرائيل تقنع دولا إفريقية باستقبال مهجّرين من غزة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية"، بناء على تسريبات من مصادر سياسية إسرائيلية، أن جهاز الاستخبارات (الموساد) ووزارة الخارجية الإسرائيليين يعملان سرا على إقناع حكومتي تشاد ورواندا باستقبال مهجَّرين من قطاع غزة.
وحسب التسريبات التي ظهرت الجمعة، عرضت إسرائيل مساعدات اقتصادية وعسكرية على الدولتين، لقاء استقبال عشرات الآلاف من المهجّرين الفلسطينيين.
وأفاد مراسلنا، وفق المصدر، أن إسرائيل ستعرض على فلسطينيي غزة "مغريات مادية للهجرة إلى البلدين الإفريقيين".
وقبل يومين كشف تقرير إعلامي أن إسرائيل أجرت محادثات سرية مع الكونغو وعدة دول أخرى، لقبول آلاف المهجّرين من قطاع غزة.
وحسب صحيفة "زمان يسرائيل"، فإن مسؤولين إسرائيليين أجروا بالفعل محادثات مع الكونغو، وقالوا إنها "ستكون مستعدة لاستقبال المهجّرين من غزة".
وأوضح مصدر حكومي رفيع للصحيفة، أن المسؤولين الإسرائيليين "يجرون محادثات مع دول أخرى لاستقبال مهجّرين"، من دون ذكر هذه الدول.
لكن في وقت لاحق، نفى مسؤول إسرائيلي رفيع لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" صحة التقارير حول إجراء مباحثات مع الكونغو.
وكثيرا ما لمحت إسرائيل أو تحدثت صراحة عن رغبتها في تهجير سكان غزة إلى خارج القطاع، وذلك بعدما أجبرت ما يقترب من مليوني شخص على ترك منازلهم.
والأسبوع الماضي، قالت وزيرة الاستخبارات جيلا غمليئيل في الكنيست، إن "على العالم أن يدعم الهجرة الإنسانية من غزة، لأن هذا هو الحل الوحيد الذي أعرفه".
كما قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، إن "الترويج لحل يشجع على هجرة سكان غزة ضروري. إنه حل صحيح وعادل وأخلاقي وإنساني".
وأكد أن خروج الفلسطينيين من قطاع غزة "من شأنه أن يفتح أيضا الطريق أمام إعادة إنشاء مستوطنات يهودية في أراض فلسطينية".
واعتبر بن غفير أن "تشجيع هجرة سكان غزة سيسمح لنا بإعادة سكان المناطق الحدودية و(كتلة) غوش قطيف"، الاستيطانية السابقة في قطاع غزة.
وأتت دعوة بن غفير غداة دعوة مماثلة أطلقها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، قال فيها إن المستوطنين اليهود يجب أن يعودوا إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وإن فلسطينيي القطاع يجب أن يتم تشجيعهم على الهجرة إلى دول أخرى.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الكونغو غزة إسرائيل قطاع غزة إسرائيل الكونغو غزة أخبار إسرائيل قطاع غزة رین من
إقرأ أيضاً:
تصاعد الخلاف بين سموتريتش وبن غفير ينذر بانهيار الائتلاف اليمني
القدس المحتلة – تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية توترا متصاعدا داخل معسكر اليمين، تحديدا بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على خلفية أزمة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسير الحرب، ومخطط الحكومة الإسرائيلية لاحتلال الغالبية العظمى من مساحة القطاع.
في أحاديث مغلقة، وصف سموتريتش بن غفير بـ"المجرم"، متهما إياه بتسريب معلومات من مجلس الوزراء، وهو ما اعتبره "جريمة جنائية"، حسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي كشفت عن كواليس الخلافات بين بن غفير رئيس حزب "عظمة يهودية"، ورئيس "الصهيونية الدينية" سموتريتش.
ويرى سموتريتش أن بن غفير يتبنى سياسة شعبوية، ويهاجم الحكومة من اليمين بهدف كسب التأييد الشعبي على حساب وحدة الصف داخل الائتلاف، مشيرا إلى أن هذا السلوك يهدد استقرار الحكومة وقد يؤدي إلى إسقاطها.
كما اتهمه بالتحالف الضمني مع أييليت شاكيد من قيادات "الصهيونية الدينية" وأحزاب المعارضة، قائلا "يريد أن يظهر بمظهر الرجل القوي، لكن ما يفعله جنون".
وفيما يتعلّق بالمساعدات لغزة، دافع سموتريتش عن موقفه قائلا إن ما يقدم من دعم إنساني يخضع لرقابة صارمة ولن يصل إلى حركة حماس، مؤكدا أن توزيع الغذاء سيتم عبر منظمات أميركية وبشكل مباشر للمدنيين، بهدف الحفاظ على الدعم الدولي لإسرائيل في المحافل الدولية، واستمرار الضغط العسكري على حماس.
إعلانويسلط الخلاف بين الرجلين الضوء على الانقسامات داخل معسكر اليمين، ويعكس التوترات المتزايدة داخل الائتلاف الحاكم، حيث تتباين الرؤى بين من يدعو لتصعيد سياسي وإعلامي، ومن يرى أن ذلك يضر بالمعركة الأمنية وبوحدة الحكومة.
وانتقد الوزير السابق ومؤسس حركة "الميلوانيكيم-الاحتياط"، يوعز هندل، كلا من سموتريتش وبن غفير، واصفا مواقفهما من المساعدات الإنسانية لغزة بأنها "استعراضات تهريج"، وتندرج في سياق التنافس على أصوات الناخبين في معسكر اليمين.
وقال في مقابلة إذاعية مع راديو "تل أبيب 103 إف إم" إن تصريحات الوزيرين لا تعكس مسؤولية حقيقية، "فهما في النهاية جزء من الحكومة التي تقرر إيصال المساعدات التي تعزز قوة حماس".
وشدد هندل على أن ما يحدث يعكس فشلا حكوميا مستمرا منذ بدء الحرب، مشيرا إلى التقاعس في اتخاذ قرارات حاسمة "منذ 7 أكتوبر، لم تنفذ أي خطة واضحة، بل تأجيل متواصل، والنتيجة ضغوط دولية وتراجع ميداني".
وأكد أن المساعدات الإنسانية تُستَغل من قِبل حماس لتثبيت نفوذها، مضيفا "اقترحنا سابقا إقامة مناطق آمنة للمدنيين فقط، لكن الحكومة تجاهلت هذه المقترحات".
وتحدث عن اتساع استدعاء الاحتياط بموجب الأمر رقم 8، قائلا "نتطوع للدفاع عن الوطن، لا عن السياسيين. الدولة بدت وكأنها اختفت في 7 أكتوبر، وهذا الإحساس يتكرر اليوم"، وينعكس في الخلافات داخل الحكومة والصراعات بين بن غفير وسموتريتش.
وسط أنباء عن احتمال انسحابه من الحكومة.. بن غفير: نتنياهو يعرف الخطوط الحمراء وأتمنى ألا نصل إليها، وأدعو نتنياهو لإعادة فريق المفاوضات من #الدوحة#حرب_غزة pic.twitter.com/Bw2RIZMqbm
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 18, 2025
اختبار حاسم"اختبار حاسم لسموتريتش وبن غفير: بين الشعارات النارية والتسويات السياسية"، تحت هذا العنوان، كتب الصحفي هيلل بيتون روزين، مراسل الشؤون الأمنية والعسكرية في القناة الـ14 الإسرائيلية، المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، مقالة استعرض فيها التوتر المتصاعد بين الوزيرين سموتريتش وبن غفير في أعقاب قرار الحكومة استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
إعلانوأشار إلى التناقض الصارخ بين التصريحات النارية التي أطلقها الوزيران سابقا وبين صمتهما الحالي بعد تمرير القرار، فقد أعلن بن غفير بوضوح أن "غراما واحدا من المساعدات لا يجب أن يدخل إلى غزة"، في حين هاجم سموتريتش رئيس الأركان إيال زامير، متهما إياه بعدم تنفيذ أوامر الحكومة وطالبه بالاستقالة.
ورغم تهديدات سابقة من الرجلين بإسقاط الحكومة لأسباب أقل حساسية، لاحظ روزين أن رد فعلهما على القرار الأخير جاء باهتا ومفتقرا للحسم، وهو ما يثير تساؤلات في صفوف اليمين حول مدى جديتهما والتزامهما بمواقفهما.
مع ذلك، يستبعد روزين أن تؤدي هذه الخلافات إلى تفكك الائتلاف الحاكم، مرجحا أن يواصل الطرفان اللعب ضمن حدود التوازن السياسي القائم، حرصا على مصالحهما، ووعيا بتكلفة تفجير الحكومة في هذه المرحلة الحساسة.
الجمهور اليميني، الذي عبّر عن صدمة واسعة من استئناف المساعدات، يترقب الرد القادم من الوزيرين، متسائلا "هل يتمسكان بموقفهما المبدئي أم يتراجعان حفاظا على موقعيهما السياسيين؟".
من جانبه، يرى الوزير السابق عن حزب العمل حاييم رامون أن الخلافات بين وزيري الحكومة اليمينية سموتريتش وبن غفير مهما بلغت حدتها فلن تؤدي إلى إسقاط الائتلاف، والسبب بسيط، فكلاهما يدرك أن من يُسقط حكومة يمين ويمهد لعودة اليسار يواجه مصيرا واحدا، هو "الموت السياسي".
التجربة التي عاشها اليمين منذ أوسلو، يقول رامون في مقال له بصحيفة "معاريف"، "شكّلت وعيا سياسيا عميقا لدى رموزه. سموتريتش وبن غفير هما من أكثر السياسيين دراية بتوجهات ناخبيهم، ويعلمان أن الخروج من الحكومة الآن يُعَد خيانة للمعسكر ويفتح الطريق أمام خصومهما، وهو ما سيدفعان ثمنه سياسيا".
إعلانوأوضح أن سموتريتش أبدى مرونة واضحة، حين قال إنه سيمنح نتنياهو فرصة توسيع العمليات العسكرية وإدخال المساعدات للقطاع بعيدا عن حماس، وإذا لم تتحقق الشروط، فحينها فقط قد يفكر في الاستقالة.
ويضيف رامون "كل وزير في حكومة اليمين يعلم أن التهديد بالانسحاب مختلف تماما عن تنفيذه. أما بن غفير، فانسحابه الفردي في السابق لم يغيّر شيئا، بل قد يوصَف بأنه تعاون مع اليسار، وهو سيناريو قاتل له سياسيا، وعليه سارع للعودة إلى الائتلاف".
في هذا السياق، يعتبر رامون أن خطوة نتنياهو بضم جدعون ساعر من المعارضة كانت الأكثر تأثيرا على متانة الائتلاف، إذ بدلا من تفكيك الحكومة، تم إضعاف المعارضة، وختم بالقول إن بقاء نتنياهو في السلطة يعكس فشل المعارضة، وربما على يائير لابيد وبيني غانتس التفكير جديا في الانسحاب من المشهد السياسي.