بعد مرور ثلاثة أشهر على الحرب في غزة.. هل تغيرت أهداف إسرائيل؟ إليكم أبرز التطورات
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
القدس (CNN)-- في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدًا للإسرائيليين، قال فيه: "سوف يستخدم الجيش الإسرائيلي على الفور كل قوته لتدمير قدرات حماس، سوف ندمرهم".
والآن، وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر، تنتقل قوات الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة من حربها في غزة- وهناك دلائل على أن أهدافها تتغير أيضًا.
ورغم أن قوات الجيش الإسرائيلي حققت بعض أهدافها ــ مثل الادعاء بقتل الآلاف من مقاتلي حماس - فإن حربها في غزة تتكشف أمام المجتمع الدولي الذي يشعر بالذعر بشكل متزايد بشأن الأزمة الإنسانية غير العادية ومقتل عشرات آلاف المدنيين في غزة.
وفيما يلي بعض التطورات الرئيسية الأخرى:
- مقتل صحفيين اثنين:
فقد مدير مكتب شبكة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، ابنا آخر في غارة جوية إسرائيلية، على ما يبدو، أدت إلى مقتل صحفيين، الأحد، بعد أسابيع من مقتل زوجته وطفليه وحفيده في غارة أبلغ هو بنفسه عن وقوعها، قبل أن يعلم بوفاتهم.
- استمرار القصف:
قالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حركة حماس في غزة، إن 122 شخصا على الأقل قُتلوا وأُصيب 265 آخرون في غارات جوية إسرائيلية خلال الـ24 ساعة بين يومي الجمعة والسبت. وأظهرت مقاطع فيديو من مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، طواقم طبية تحاول بشكل عاجل علاج الضحايا المصابين بجروح خطيرة. ولا تستطيع CNN التحقق بشكل مستقل من أرقام الضحايا بسبب محدودية الوصول إلى المنطقة.
- مقتل 7 فلسطينيين في الضفة:
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، الأحد، إن 7 فلسطينيين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية قرب مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وأكدت إسرائيل أنها نفذت غارة جوية، ووصفت الرجال بـ"لإرهابيين". ولم يذكر الجيش الإسرائيلي سبب وصفه للقتلى بأنهم إرهابيون، في حين ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن من بين القتلى أربعة أشقاء.
-إسرائيل تعين محاميا:
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور حيات، لشبكة CNN، الأحد، إن إسرائيل عينت المحامي البريطاني مالكولم شو لتمثيلها في محكمة العدل الدولية حيث ستواجه هذا الأسبوع مزاعم بارتكاب إبادة جماعية.
- خطط ما بعد الحرب في غزة:
رفضت منظمة التحرير الفلسطينية الخطط التي اقترحتها إسرائيل بشأن مستقبل غزة، مع ظهور انقسامات أيضا داخل الحكومة الإسرائيلية حول رؤيتها لما بعد الحرب. وقالت منظمة التحرير الفلسطينية- التي تخلت عن المقاومة المسلحة ضد إسرائيل في اتفاق أوسلو للسلام العام 1993، والذي شهد قيام السلطة الفلسطينية- إن "مستقبل قطاع غزة يحدده الشعب الفلسطيني، وليس إسرائيل".
- ضربات حزب الله:
تتزايد المخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقًا، حيث أعلن حزب الله، السبت، أنه أطلق ما مجموعه 62 صاروخا على موقع مراقبة إسرائيلي على الحدود الإسرائيلية -اللبنانية، كـ"رد مبدئي" على مقتل قيادي كبير من حماس في بيروت. وتم إصدار إنذارات حمراء للتحذير من احتمال إطلاق صواريخ وسقوط شظاياها على أكثر من 100 موقع في شمال إسرائيل. وتعتبر الجماعة شبه العسكرية اللبنانية القوية من بين العديد من الجماعات التي تعمل بالوكالة لإيران، والمتورطة في التوترات المشتعلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي السلطة الوطنية الفلسطينية الضفة الغربية بنيامين نتنياهو حركة حماس حزب الله قطاع غزة الجیش الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
خطة إسرائيل لتعميم نموذج رفح واحتلال غزة.. تصعيد عسكري بحسابات سياسية
البلاد – غزة
في خطوة قد تُنذر بتحول استراتيجي في مسار الحرب على قطاع غزة، كشفت تسريبات إسرائيلية عن خطة عسكرية طموحة تقضي بالسيطرة على ما بين 70% و75% من أراضي القطاع خلال ثلاثة أشهر. الخطة، التي تتضمن “مرحلة تطهير طويلة الأمد”، تمثل تصعيداً كبيراً يتجاوز نطاق العمليات السابقة، وتطرح تساؤلات عميقة حول الأهداف السياسية والعسكرية التي تسعى تل أبيب لتحقيقها في هذه المرحلة من النزاع.
العملية، وفقاً لصحيفة “إسرائيل اليوم”، تهدف إلى تكرار نموذج العملية العسكرية في رفح وتعميمه على مختلف مناطق القطاع. النموذج المذكور اتّسم بتكتيكات تعتمد على الاقتحام البري الكثيف، تفريغ السكان، وفرض سيطرة أمنية كاملة. تعميم هذا النموذج يشير إلى نية الجيش الإسرائيلي بفرض وقائع ميدانية تعزز من موقعه التفاوضي، وتزيد كلفة أي تسوية على حركة حماس.
تتضمن الخطة مشاركة خمس فرق عسكرية، أربع منها هجومية، وواحدة دفاعية، ما يعكس رغبة في تحقيق تقدم ميداني سريع مع الإبقاء على هامش تكتيكي يتيح وقف العمليات مؤقتاً في حال التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
لكن هذا لا يُخفي نية القيادة الإسرائيلية فرض “حقائق على الأرض” قبل أي تسوية. ومن منظور سياسي، فإن تكريس السيطرة العسكرية على القطاع قد يُستخدم كأداة ضغط على حماس، كما قد يُشكل محاولة لإعادة رسم خارطة غزة الأمنية والجغرافية بما يتماشى مع الشروط الإسرائيلية طويلة الأمد.
بالتزامن مع التحرك العسكري، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سحب الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة، ما يعكس إحباطاً سياسياً من فشل الجهود الدبلوماسية. تل أبيب تتهم حماس بالتمسك بضمانات أميركية لإنهاء الحرب، ما تعتبره شرطاً غير مقبول.
في الوقت ذاته، تواصل إسرائيل التلويح بإمكانية العودة إلى المفاوضات، بشرط أن توافق حماس على مقترح أميركي يتضمن إفراجاً جزئياً عن الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار وتمهيداً لمفاوضات أوسع، وهو ما يشير إلى أن الحلول التفاوضية لا تزال خياراً قائماً، لكن بشروط إسرائيلية أكثر صرامة.
التحرك العسكري الإسرائيلي يأتي في ظل تحذيرات متزايدة من مؤسسات أممية بشأن الكارثة الإنسانية في غزة، حيث يتفشى الجوع وينهار النظام الصحي. وفيما تتهم إسرائيل حماس بالاستيلاء على المساعدات، يحمّل المجتمع الدولي تل أبيب مسؤولية الحصار الخانق الذي فرضته منذ انهيار الهدنة في مارس الماضي.
هذا الواقع الإنساني قد يضع إسرائيل أمام ضغوط دبلوماسية متصاعدة، خاصة من حلفائها الغربيين، إذا لم يُرافق التصعيد العسكري بحلول سياسية متوازنة أو ممرات إنسانية فعالة.
خطة إسرائيل للسيطرة على الجزء الأكبر من قطاع غزة خلال ثلاثة أشهر تمثل تصعيداً عسكرياً ذا أبعاد سياسية واستراتيجية. ما يبدو أنه عملية عسكرية قد يكون في الواقع محاولة لإعادة هيكلة القطاع جغرافياً وأمنياً، واستباق أي حلول دبلوماسية بشروط مفروضة من جانب واحد. ومع تعثر المفاوضات واستمرار الكارثة الإنسانية، تبرز المخاطر من اتساع رقعة الحرب وتدهور الوضع الإقليمي والدولي.