يعد خطاب فخامة الرئيس المشاط أمام القادة العسكريين والأمنيين اليمنيين يوم السبت الماضي خطابا مفصليا وتاريخيا في مستقبل وحياة الشعب اليمني على وجه الخصوص وفي مستقبل وحياة الأمة العربية والإسلامية عامة ، فبعد هذا الخطاب فإننا اليوم نستطيع ان نقولها وبالفم المليان ، لكل قردة حروب الصهيونية العالمية، ولكل خنازير ألعاب وأجندة المفاوض الأممي والدولي المتحالف مع العدوان والحصار على اليمن ، ان العقل والمنطق والدين والضمير والشرف والكرامة والقيم والوعي والمشروع والاستراتيجية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والشعبية اليمنية التي تضمنتها كلمة فخامة الرئيس اليمني ، تقول لنا ان لا حل للأمة العربية والإسلامية ولليمن وللشعب اليمني في حفظ سيادتهم واستقلالهم ووحدتهم وكرامتهم ، إلا بالالتفاف حول قيادة محور المقاومة وعدم تجزئة معركته، والتأييد والالتفاف الديني و الشعبي والوطني والقومي والأخلاقي من كل أبناء وشعوب الأمة عامة والشعب اليمني خاصة حتى الانتصار الشامل والكامل.

.
لقد أجاب خطاب الرئيس المشاط مسبقا على أسئلة زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة ولإسرائيل التي تأتي من ضمن المحاولات الأمريكية الصهيونية لتجزئة معركة طوفان الأقصى ومعركة محور المقاومة، ويعد خطاب المشاط جوابا شافيا وكافيا لمشاريع أمريكا والصهيونية العالمية القذرة التي تحاول من خلالها عزل معركة غزة ومقاومة غزة ، ورسائل كلمة الرئيس المشاط واضحة ولا تحتاج لتحليل، فمفادها هو ان رهان كياني العدو الأمريكي والإسرائيلي وأجندة المفاوض الأجنبي في الملف اليمني ومن يعمل معهم وفي لفهم محاولا أن يكون لنا صديقا أو عدوا ، خائنا أو جاهلا، عارفا أو غبيا، على ان تجزئة معركة طوفان الأقصى وعزل غزة لوحدها أمام آلة القتل الصهيونية ليس لها مكان في مواقف قيادة حركة انصار الله ممثلة بالسيد القائد وبالرئيس مهدي المشاط والقيادة العسكرية والأمنية والرسمية والشعبية ، وان تحركات أمريكا الدبلوماسية بالنسبة لنا كيمنيين هي تحركات الكذب والتضليل بعينه الذي لا نرضاه ولا نقبله ولا نستوعبه، وسوف نقاتل الطاغوت الأمريكي والإسرائيلي ونجوع وندافع مع حركة أنصار الله وقيادة حركة أنصار الله ومحور المقاومة إلى يوم الدين..
إن خطاب فخامة الرئيس المشاط الموجه لأمريكا رأسا، يوضح الحقيقة اليوم الماثلة أمامنا ، وهي حقيقة ان مواقف القول والفعل الذي ينتهجه (وعي وقيم ومشروع) رجال وقيادات المسيرة القرآنية في هذه المرحلة أمام الحرب الصهيونية المتوحشة على قطاع غزة ، ودورها مع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن ، ليس بتلك البساطة ليختزلها البعض في معادلات التقييم السياسي ، بحيث يصبح تقييما بلا قانون وبلا أخلاق ، أو ان تتلاعب به المصادفات من أهواء ومطامح وسجايا بشرية من جهة، أو أن يصبح تقييما لمسارا متخشبا أو حديديا لا يملك التأثير في وعي ومشاعر المواطن المسلم والعربي واليمني، ومن هنا التحليل لخطاب فخامة الرئيس المشاط الواضح والصريح هو أنه خطاب يثبت انه كما أن للتاريخ قوانين وجدليات واقعية، فإن للفعل البشري المتوائم مع حركة التاريخ دوره الحاسم في كثير من الأحوال، وقد يعمل الإثنان بتناغم ، وهنا تتمايز الدرجات وتتباين الفروقات، في مواقف الضرورات والجدليات ، فلا يؤثر غياب البطل سوى في تأخير إنجاز المهمة التاريخية المعينة ، مما تتيح لها التفاعلات الاجتماعية والشعبية إمكانية التغيير في الخصائص والملامح الذاتية للظاهرة التاريخية، وبحيث تتلبس تلك الظاهرة ببصمة واضحة مميزة لها قوة شعبية وجماهيرية طاغية مُتفردة..
ختاما وتأكيدا على ما بدأنا به في ان خطاب الرئيس المشاط خطاب تاريخي ومفصلي ، وهذا لأنه خطاب الشخصية التاريخية ، التي تلعب دورا مهما ضمن شروط وظروف تاريخية كلما عليها هو انها تدرك دورها التاريخي بتلمس ووعى الضرورة التاريخية والعمل بمقتضاها وفقا على مبادئ وقيم عليا ، ووفقا لوعي وقيم ومشروع التقدم الإنساني والاجتماعي السوي ، فليس الرجل العظيم بصانع لتاريخ بقدر ما هو حريص وملتزم دينيا ووطنيا وأخلاقيا ومهنيا أثناء أداء واجباته ومسئولياته ومهامه، كدور مرحلي يقوم به أمام ربه وأمام شعبه وأمام قيادته ، وهذا الدور هو نقطة الانطلاق الدائمة في فهم ودراسة عملية بناء المرحلة التاريخية العظيمة للدول والشعوب والأمم ، التي يتحمل رجالها مسئولية القيام بالدور الذي يمنح شعوبهم وأمتهم المعرفة بضروراتهم وحاجاتهم للتطور والتقدم، واختصار الوقت والجهد والتكلفة في بناء روح الاستقامة العامة ، ليتحمل الجميع مسئولية تنفيذ مهامه، وتحمل أعبائه وأثرها الخاص والشخصي بفكر وثقافة المواقف والتصرفات والممارسات الصحيحة أمام الأمة الكبرى ، ليصبح الجميع مشاركا في عملية تراكمية في صناعة التاريخ، ومن خلال سياق الأفعال والتحركات والنشاط في القيام بالمهام والدور والواجب في الزمان والمكان المحددين ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فلسطين في الوجدان اليمني .. قضية مركزية حاضرة في خطاب المسيرة القرآنية

رغم ما يمر به اليمن من عدوان وحصار منذ ما يقارب عقدًا من الزمن، إلا أن القضية الفلسطينية لا تزال تحتل مكانة محورية في الوجدان اليمني، وتشكل بوصلة للوعي السياسي والثقافي والديني، خاصة في ظل المشروع القرآني، والذي أعاد التأكيد على مركزية فلسطين كقضية الأمة الأولى،  ويأتي هذا التوجه انطلاقًا من رؤية قرآنية واضحة عبّر عنها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، الذي جعل من القضية الفلسطينية حجر الزاوية في خطابه السياسي والديني، معتبرًا أن العدو الصهيوني هو العدو الحقيقي للأمة الإسلامية، وأن التخلي عن فلسطين هو تخلٍ عن المسؤولية الإيمانية والإنسانية .

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

يتناول هذا التقرير أبعاد حضور القضية الفلسطينية في الوجدان اليمني، في ضوء موجهات المسيرة القرآنية، كما يسلّط الضوء على كيفية تقديم السيد القائد حفظه الله لهذه القضية ليس باعتبارها مسألة قومية أو جغرافية، بل باعتبارها قضية عقائدية وإنسانية ومصيرية،  ويستعرض التقرير مواقف اليمن العملية في دعم الشعب الفلسطيني رغم العدوان، من خلال الحضور الشعبي الكبير في مناسبات مثل يوم القدس العالمي، والدعم السياسي والإعلامي الواسع للمقاومة، والموقف العسكري الصريح والمباشر بعد التصريحات الصادقة التي أطلقها السيد القائد بشأن استعداد اليمن للدخول في أي مواجهة كبرى ضد الكيان الصهيوني.

يقدّم التقرير رؤية تحليلية لأحد أبرز أوجه الالتزام الشعبي والسياسي اليمني تجاه فلسطين، في وقت تتسابق فيه بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع العدو بل والتواطؤ مع العدو لتصفية القضية الفلسطينية ،  ويعتمد التقرير على خطابات السيد القائد، وبيانات رسمية صادرة عن المكتب السياسي لأنصار الله، بالإضافة إلى تغطيات ميدانية موثقة لمسيرات ومواقف داعمة لفلسطين في مختلف المحافظات.

 

فلسطين .. ليست قضية شعب بل قضية أمة

منذ انطلاق المسيرة القرآنية، أكّد السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله أن القضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية الأمة بكاملها، ومقياس صدقها في الالتزام بقيم القرآن والولاء لله ورسوله صلوات الله عليه وآله ، ومن هذا المنطلق، يعتبر السيد القائد أن التخلي عن فلسطين خيانة دينية، وأن أي محاولة لفصل الأمة عنها تعني اقتلاعها من جذورها الإيمانية،

هذه الرؤية رسّختها الموجهات التربوية والثقافية للمسيرة القرآنية، حيث أصبحت فلسطين حاضرة في المناهج التثقيفية، والخطب، والمناسبات الرسمية والشعبية، كمبدأ لا يمكن التراجع عنه.

 

المسيرة القرآنية .. موقف عملي لا شعارات

لم يقتصر الحضور اليمني تجاه فلسطين على البعد العاطفي أو الخطابي، بل تجلّى في مواقف عملية واضحة، تتضمن ( تنظيم مسيرات مليونية في مختلف المحافظات اليمنية لسنوات في يوم القدس العالمي من كل عام ، يرفع فيها العلم الفلسطيني إلى جانب شعار الصرخة، وإصدار مواقف رسمية من المكتب السياسي لأنصار الله تدين التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني وتعتبره “سقوطًا في مستنقع الخيانة ، وتصريحات متكررة من السيد القائد تؤكد أن “الشعب اليمني سيكون حاضراً في أي معركة كبرى ضد العدو الإسرائيلي إذا استدعى الموقف ذلك.

 

فلسطين في الوجدان اليمني رغم العدوان

رغم العدوان والحصار الذي لا يزال يلقي بآثاره على اليمن إلى الآن، بقيت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في الوجدان الشعبي اليمني. ففي كل اعتداء صهيوني على غزة أو الضفة، تشهد العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى تظاهرات تضامنية، تؤكد أن اليمن، رغم جراحه، لم يتنازل عن بوصلته.

تتجلى هذه الروح في الشعارات الشعبية، والجداريات، والفعاليات الثقافية التي تنظمها منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية، والهيئات الرسمية، التي جعلت من فلسطين محورًا ثقافيًا دائم الحضور في الخطاب اليمني العام.

 

رسالة السيد القائد .. القدس بوابة الانتصار

في خطابه  يوم القدس العالمي 1445هـ، قال السيد القائد يحفظه الله : تحرير القدس هدف حتمي، والأمة الإسلامية تمتلك من عناصر القوة ما يؤهلها لتحقيق هذا الهدف، متى ما عادت إلى هويتها القرآنية وتحررت من التبعية،
وقد شدد على أن الصراع مع العدو الصهيوني ليس صراع حدود أو جغرافيا، بل صراع على الوجود، والكرامة، والعقيدة ،

 

خاتمة 

تُعد القضية الفلسطينية اليوم، في ظل موجهات المسيرة القرآنية، بوصلة الوعي وامتحان الولاء للأمة، وقد شكّل الخطاب القرآني الذي يقوده السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، رؤية استراتيجية لإعادة تصويب البوصلة الإسلامية نحو عدو الأمة الحقيقي، الكيان الصهيوني، في وقت يتخلى فيه كثيرون عن هذه القضية، لتبقى اليمن ثابتة على عهدها، حاضنة لفلسطين، ورافعة لراية القدس، حتى النصر.

مقالات مشابهة

  • فلسطين في الوجدان اليمني .. قضية مركزية حاضرة في خطاب المسيرة القرآنية
  • الرئيس المشاط يهنئ الرئيس الجزائري بذكرى العيد الوطني
  • برلماني: 3 يوليو لحظة إنقاذ تاريخية وضعت مصر على طريق الجمهورية الجديدة
  • لقاء موسع للعلماء والخطباء في ذمار نصرةً لغزة ومباركةً لانتصار إيران
  • ذمار.. لقاء موسع للعلماء نصرة لغزة ومباركة لانتصار إيران
  • برلماني: بيان 3 يوليو لحظة تاريخية أنقذت مصر واستعادت كرامة الدولة وأزاحت حكم الإخوان
  • الرئيس التونسي يُشيد بالدور البنَّاء لسلطنة عُمان في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي
  • تدشين جولات جديدة من دورات “طوفان الأقصى” وسط زخم تعبوي يتصاعد في مواجهة الصهيونية
  • فعالية سياسية بعنوان “الوعد الصادق 3” انتصار الأمة وانكسار الاستكبار
  • الرئيس التونسي يستقبل وزير الخارجية