الاقتصاد نيوز ـ متابعة

شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها غارات جوية على أكثر من عشرة أهداف للحوثيين في اليمن، رداً على سلسلة من الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.

يمثل هذا الهجوم تصعيداً كبيراً للتوترات في الشرق الأوسط التي تفاقمت منذ هجوم حماس على إسرائيل في أوائل تشرين الاول. وقفزت أسعار خام برنت بما يصل إلى 2.

5% وسط مخاوف من حدوث مزيد من الاضطراب في الشحن، وامتداد الصراع ليتحول إلى حرب إقليمية أوسع.

مع تعهد الحوثيين بمواصلة الهجمات على سفن الشحن وإدانة إيران لهذا الإجراء، هذا ما يقوله المحللون حول ما تعنيه المخاطر الجيوسياسية المتزايدة لأسواق النفط:

كان ارتفاع أسعار النفط مدفوعاً بتصور السوق بأن هذه الهجمات تشكل تصعيداً للصراع، وفق ما قاله جيوفاني ستاونوفو، المحلل الاستراتيجي للسلع في "يو بي إس غروب". ومع ذلك، "فإن أي علاوة مخاطر لن تستمر إلا إذا حدث اضطراب في إمدادات النفط".

قال ستاونوفو "نتطلع إلى ارتفاع الأسعار خلال الأشهر المقبلة، حيث نتوقع أن يتجاوز سعر خام برنت 80 دولاراً للبرميل، نتيجةً لخفض إنتاج "أوبك+"، ما يبقي سوق النفط تعاني من نقص طفيف في المعروض".

لم تكن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية مفاجئة، ولكن بالنظر إلى التهديد المستمر الذي تواجهه سفن الشحن وتعطل حركة التجارة بسبب هجمات الحوثيين، فمن الواضح أن هذه الضربات تُعتبر تصعيداً للصراع، وفقاً لوارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في "أي إن جي غروب".

وقال إن الوضع الراهن يشير إلى "زيادة فرص حدوث الاضطرابات والحاجة إلى تحويل مسار السفن"، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر يكمن في حال انتشار الصراع وأن تبدأ السوق في مواجهة تهديدات للتدفقات القادمة من الخليج العربي. "وفي حين أننا نعتقد أن خطر هذه التهديدات ضعيف، فإن تأثيرها سيكون كبيراً".

تقول فاندانا هاري، مؤسسة شركة الاستشارات "فاندا إنسايتس" (Vanda Insights): "لقد أخذت الأسواق في حسبانها فعلاً جانباً كبيراً من علاوة المخاطر الجديدة، قد نشهد ارتفاعاً لأسعار الخام بدولار أو دولارين آخرين... وأتوقع درجة من ضبط النفس ودبلوماسية القنوات الخلفية لمنع خروج التوترات عن السيطرة والتسبب في حرب إقليمية"، حيث لا ترغب أي من القوى المعنية وقوع أسوأ السيناريوهات".

أضافت هاري: "ستشهد أسعار النفط تقلبات مستمرة وسط تصاعد حدة التوترات الراهنة. حيث تُعتبر تقلبات غير متكافئة بين توقعات هبوطية وفق التحليل الأساسي وعلاوة المخاطر الداعمة للأسعار في الشرق الأوسط. اعتباراً من الآن، يُتوقع أن يستمر تأثير كل منهما خلال الأشهر القليلة المقبلة".

قال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في شركة "ويستباك بانكينغ" (Westpac Banking Corp): "لقد حذّرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من أن إجراءً سيُتخذ إذا واصل المتمردون الحوثيون هجماتهم، لذلك لا ينبغي أن يكون هذا الإجراء غير متوقع".

وأضاف أن الأسواق بالغت في التركيز على زيادة المعروض العالمي حتى نهاية عام 2023، فيما يجري التقليل من شأن التدهور الحاد في الموقف الراهن في منطقة البحر الأحمر حتى الآن في عام 2024. وقد يتجاوز خام غرب تكساس الوسيط 75 دولاراً للبرميل وخام برنت 80 دولاراً، بعد أن أكد قادة الحوثيين أن أي هجوم أميركي لن يمر دون رد.

فاقمت الغارات الجوية من خطر التصعيد، وقد يؤدي ذلك إلى التركيز على الطلب على النفط والملاذ الآمن على المدى القريب جداً، وفق ما قالته تشارو تشانانا، استراتيجية السوق في "ساكسو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets).

هناك مخاطر من ارتفاع أسعار النفط إذا تصاعد الصراع، وقد تزداد التقلبات "مع استمرار أسواق النفط في تقييم العديد من المحفزات بدءاً من تخفيضات (أوبك+) وصولاً إلى الإمدادات من خارج (أوبك) وتوقعات الطلب في الولايات المتحدة والصين".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

صعود أسعار النفط وسط ترقب لمصير المفاوضات الأميركية الإيرانية

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف وسط تراجع آمال التجار في التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، في حين عزّزت بيانات اقتصادية أمريكية قوية توقعات الطلب الهشة.

وصعد سعر خام غرب تكساس الوسيط 0.5%، لتتم تسويته فوق مستوى 61 دولاراً للبرميل، وسط انخفاض ملحوظ في أحجام التداول قبل عطلة "يوم الذكرى" يوم الاثنين.

وارتفع سعر خام برنت تسليم يوليو بنسبة 0.5% لتتم تسويته عند 64.78 دولار.

جولة خامسة دون نتائج حاسمة

وأنهت الولايات المتحدة وإيران الجولة الخامسة من المحادثات النووية في روما، والتي أحرزت "بعض التقدم، ولكن دون نتائج حاسمة"، بحسب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

 وقد يؤدي أي تطور سلبي في المفاوضات، والتي أثارت انتقادات العديد من كبار المسؤولين الإيرانيين، إلى فرض عقوبات أكثر صرامة وتراجع الإمدادات من الدولة العضو في "أوبك".

في الوقت ذاته، ساعدت بيانات اقتصادية أميركية قوية على تعويض هبوط بلغ حوالي 2% في وقت سابق من الجلسة، بعد أن قال الرئيس دونالد ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن "الاتحاد الأوروبي كان صعباً للغاية في التفاوض"، ملوحاً بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات التكتل بدءاً من 1 يونيو.

تراجع الدولار

انخفض الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ 2023، ما جعل السلع المقومة بالدولار، مثل النفط، أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.

تطورات جيوسياسية تربك الأسواق

شكّلت التطورات الجيوسياسية محور اهتمام المتداولين هذا الأسبوع، إذ أفادت شبكة "سي إن إن" بأن معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، لترتفع أسعار النفطلفترة وجيزة في وقت سابق من الأسبوع.

في أعقاب ذلك، صرّح كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة، عباس عراقجي، بأن التوصّل إلى اتفاق لا يزال ممكناً، شريطة أن تتجنب طهران امتلاك أسلحة نووية، من دون التخلي عن تخصيب اليورانيوم.

ضغوط العرض

رغم التعافي الأخير، لا تزال التوقعات متشائمة حيال أسعار النفط. فقد انخفضت الأسعار بنحو 14% منذ بداية العام، مسجلة أدنى مستوياتها منذ 2021 الشهر الماضي، مع تخفيف تحالف "أوبك+" قيود الإمدادات بوتيرة أسرع من المتوقع، في وقت تؤثر فيه الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة على الطلب العالمي.

استعادت الأسعار بعض قوتها مع تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكن البيانات هذا الأسبوع أظهرت زيادة أخرى في مخزونات الخام التجارية الأميركية، مما يزيد من المخاوف بشأن وفرة المعروض.

قال ينز نيرفيغ بيدرسن، المحلل الاستراتيجي في "دانسكي بنك": "عادت المعنويات السلبية إلى سوق النفط هذا الأسبوع. في حين يشكل احتمال زيادة الإنتاج من قبل (أوبك+) مصدر قلق رئيسياً، فإن التقدم في المحادثات النووية مع إيران، وما قد يترتب عليه من تخفيف للعقوبات، إلى جانب تعثّر المفاوضات التجارية، كلها عوامل تضغط على السوق".

ومن المقرر أن تعقد ثماني دول من "أوبك+"، من بينها زعيمة التحالف السعودية، اجتماعاً افتراضياً في الأول من يونيو لتحديد مستويات الإمدادات لشهر يوليو. وأظهر استطلاع أجرته "بلومبرغ" أن معظم المحللين والتجار يتوقعون زيادة أخرى في الإنتاج.

وفي سياق موازٍ، قال مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، إنه سيكون من المناسب خفض سقف أسعار النفط الروسي إلى 50 دولاراً للبرميل، بدلاً من المستوى الحالي البالغ 60 دولاراً، مشيراً إلى أن السقف الحالي لا يؤثر فعلياً على موسكو نظراً لانخفاض أسعار السوق.

طباعة شارك أسعار النفط النفط المفاوضات الأميركية سعر خام المحادثات النووية

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار النفط
  • صعود أسعار النفط وسط ترقب لمصير المفاوضات الأميركية الإيرانية
  • أسعار الأضاحي تواصل الارتفاع في اليمن.. العيد بطعم المعاناة
  • في ظل المحادثات النووية بين أمريكا وإيران والبحث عن ملاذ آمن.. ارتفاع أسعار النفط والذهب في تعاملات اليوم
  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 64.78 دولارًا للبرميل
  • كيف ستتأثر بنغلاديش من الممر الإنساني لميانمار؟
  • انخفاض أسعار النفط بفعل ارتفاع الدولار
  • التضخم الأساسي في اليابان يسجّل أعلى مستوى منذ أكثر من عامين
  • النفط يتراجع مع ارتفاع الدولار
  • انخفاض أسعار النفط بفعل ارتفاع الدولار وتوقعات زيادة أوبك+ للانتاج