جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-23@20:21:37 GMT

75 عامًا على النكبة

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

75 عامًا على النكبة

 

محمد بن سالم التوبي

 

مرّت خمسة وسبعون عامًا على النكبة في فلسطين، حيث تم تشريد الآلاف من الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم وأرضهم ودمّرت على إثر ذلك ممتلكاتهم حتى يتم مسح جريمة ذلك المغتصب للأرض والبيت، خمسة وسبعون عامًا من المخيمات في دول الجوار ومعاناة أجيال أبناء الفلسطينيين من ذلك الطرد المهين، ما يزيد من نصف قرن وما زال الفلسطيني يحنّ إلى بلاده وأرضه وزيتونه وبرتقاله الذي تركه وراء ظهره قسرًا.

ما يزيد عن 75 عامًا من الأعوام العجاف التي عانى فيها الفلسطيني من التشرد وكأنه طريد يطالبه طريده بدم وهو في حالة من الجزع والخوف والهروب، هذا الفلسطيني المظلوم يتنقل من دولة إلى أخرى وكأنّه مجرم وما هو إلا صاحب قضية في هذه الحياة تنتقل معه حيثما حلّ وارتحل، يحمل حلمه الذي لم يمت بقلبه على أمل أن تشرق شمس فلسطين السليبة ويرجع إلى زراعة برتقاله وإلى زيتون جدّه وإلى كروم بيته التي كان يقطفها عندما كان صغيرًا.

 

الفلسطيني مرّ بمراحل من العذاب والفراق والشتات التي لا أتصور أن شعبًا على وجه الأرض مرّ بتلك المعاناة التي مرّ بها. هل تسمع عن مخيمات في هذا الكون مرّ عليها نصف قرن من الزمن غير مخيمات الفلسطينيين، هذه المخيمات التي تعاقبت عليها أجيال من أبناء الفلسطينيين على مسمع ومرأى من العالم الذي شهد على النكبة في عام 1948، وإلى يومنا هذا ما زال العالم يشاهد تلك المخيمات التي هي شاهد على الذل العربي والخزي والعار الدولي.

 

النكبة التي هي نتاج مشروع التحالف الصهيوني اليهودي الذي قضى بطرد الفلسطينيين من أرضهم وإحلال اليهود مكانهم، وبالتالي بوادر تشكيل دولة يهودية في العمق العربي حتى يتم السيطرة على الدول العربية بعد انسحاب بريطانيا وأفول الاستعمار المباشر للدول العربية والتحول إلى استعمار حديث مبني على السيطرة على اقتصاد هذه الدول؛ وذلك من خلال خلق المشاكل وتخويف الحكومات والسيطرة على الحُكّام ومنع هذه الدول من الصناعات وتجهيز جيوش قوية تدافع عن بلدانهم؛ بل نصّبت نفسها دولة حامية لهذه الدول من بطش جيرانها.

 

لم يكن عام 1948 وما حدث فيه هو وليد الصدفة، وإنّما سبق ذلك عمل منظم من تحركات وعمليات قتل وطرد في ظاهرها عمليات فردية؛ ولكن في حقيقتها كانت مُنظّمة من أجل خلق حالة من المسوغات لطرد الفلسطينيين وإجبارهم على التخلي عن ممتلكاتهم بالتخويف، وما عملته المنظمات الإرهابية اليهودية- والتي ساهمت بشكل كبير في إرهاب الفلسطينيين والتهديد بقتلهم وحرق ممتلكاتهم- ساعد بشكل كبير في نزوح بعضهم إلى مدن أخرى داخل فلسطين أو دول الجوار.

وجاء عام 1948 وهو العام الذي طرد فيه ما يزيد من 800 ألف فلسطيني وتهجيرهم إلى لبنان والأردن ومصر وسوريا والعراق وفي الداخل الفلسطيني؛ أي بعد التقسيم الذي عملته الأمم المتحدة في عام 1947 ممّا مكّن الصهاينة من إيجاد مسوغات لطرد الفلسطينيين على مراحل، منها ما قبل انتهاء الانتداب البريطاني واستُكمل بعضها بعد الانتداب، وقد حدثت مجازر دموية قتل على إثرها الآلاف من الفلسطينيين، وقد أجبرهم ذلك على النزوح والهروب من الموت.

النكبة هي عنوان للتشرّد والشتات والمخيمات والحروب والقتل والطغيان والمجازر، النكبة تعني فقدان أرض عربية وفقدان وطن واغتراب فلسطيني، وتعني الفقر والدم والجوع، وفوق ذلك كله تعني الهزيمة العربية والتراجع عن النصر والاستسلام والتطبيع الذي تحاول إسرائيل أن تصل إليه بعد هذه العقود من الزمن، ولكن هيهات أن يكون لها ذلك وفي غزة رجال كأبي عبيدة ويحيى السنوار.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: المساعدات لم تصل بعد إلى الفلسطينيين رغم دخولها إلى غزة

وصفت الأمم المتحدة العملية الأمنية الإسرائيلية الجديدة لإدخال المساعدات إلى المستودعات لتوزيعها بأنها "طويلة ومعقدة ومعقدة وخطيرة". اعلان

رغم الانتقادات الدولية المتزايدة أكان من الحلفاء أم الخصوم، واصلت إسرائيل يوم الثلاثاء هجومها العسكري "الكبير" الجديد على غزةحيث شنت العديد من الغارات الجوية على القطاع والتي قال مسؤولون صحيون إنها أسفرت عن مقتل 85 فلسطينياً على الأقل.

في الأثناء، قال مسؤولون إسرائيليون إنهم سمحوا بدخول عشرات الشاحنات الإضافية التي تحمل المساعدات.

لكن، وبعد مرور يومين على موافقة تل أبيب على دخول المساعدات إلى غزة، لم تصل بعد الإمدادات الجديدة إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها. وبحسب الأمم المتحدة، فإن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة بحاجة ماسة إلى الإمدادات الأساسية والغذاء والدواء.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "فقط للتوضيح، في الوقت الذي وصلت فيه المزيد من الإمدادات إلى قطاع غزة، لم نتمكن من تأمين وصول تلك الإمدادات إلى مستودعاتنا ونقاط التسليم".

ويعيش سكان القطاع الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم في ظل ظروف إنسانية مروّعة بعد أن فرضت إسرائيل حصارًا على كل أشكال المساعدات إلى غزة منذ ثلاثة أشهر تقريبًا. وقد حذر الخبراء مرارًا وتكرارًا من أن معظم السكان معرضون لخطر المجاعة الشديد.

وقال منسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهي الهيئة العسكرية المشرفة على المساعدات الإنسانية، إن خمس شاحنات دخلت يوم الاثنين ودخلت 93 شاحنة يوم الثلاثاء. وقال دوجاريك إن الأمم المتحدة أكدت دخول بضع عشرات من الشاحنات فقط إلى غزة يوم الثلاثاء.

وقد شملت المساعدات الدقيق للمخابز والطعام للمطابخ الخيرية والإمدادات الطبية وغيرها.

لكن لم يصل أي من تلك المساعدات إلى الفلسطينيين بالفعل، وفقًا للأمم المتحدة. وقد وصف دوجاريك العملية الأمنية الجديدة لإيصال المساعدات إلى المخازن بأنها "طويلة ومعقدة ومعقدة وخطيرة".

وقال المسؤول الأممي إن الاشتراطات العسكرية الإسرائيلية على عمال الإغاثة لتفريغ الشاحنات وإعادة تحميلها تعيق جهود توزيع المساعدات. ولم يصدر تعليق فوري من منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية على الإجراءات الجديدة.

وقالت وكالة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية إنها تعطي الأولوية لحليب الأطفال في معلنة أن أولى الشاحنات المنقطعة منذ قرابة ثلاثة أشهر قد وصلت أخيرًا إلى القطاع.

وأضاف دوجاريك: "الشاحنات الأولى من أغذية الأطفال الحيوية أصبحت الآن داخل غزة بعد 11 أسبوعاً من الحصار الكامل، ومن الضروري جدا أن نوزع هذه المساعدات لأننا بحاجة إلى المزيد والمزيد من المساعدات لعبور القطاع".

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ينس لاركيه إن وكالة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية حصلت على موافقة على دخول نحو 100 شاحنة إلى غزة، وهو عدد أقل بكثير من 600 شاحنة كانت تعبر إلى القطاع يومياً خلال فترة وقف إطلاق النار الأخيرة التي أنهتها الدولة العبرية في مارس/آذار. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه من المتوقع أن تدخل عشرات شاحنات المساعدات كل يوم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه قرر السماح بدخول مساعدات محدودة بعد ضغوط من الحلفاء الذين أخبروه أنهم لا يستطيعون دعم إسرائيل بينما كانت صور المجاعة المروّعة في غزة تسبب حالة من الصدمة في العالم.

وتحت الضغط، وافقت إسرائيل هذا الأسبوع على السماح بإدخال كمية "ضئيلة" من المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية بعد منع دخول الغذاء والدواء والوقود في محاولة للضغط على حركة حماس.

وقد انتقدت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية إسرائيل بسبب الحصار، حيث قالوا إن هذه الخطوة ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي. كما اتهموا تل أبيب بارتكاب جريمة حرب لاستخدامها التجويع كاستراتيجية عسكرية.

المصادر الإضافية • AP

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يدخل عامه الـ78.. العرب لا يزالون في النكبة
  • نائب عربي يلقي كلمة نارية في الكنيست عن النكبة وغزة (شاهد)
  • نائب عربي يلقى كلمة نارية في الكنيست عن النكبة وغزة (شاهد)
  • في مثل هذا الأسبوع وقعت النكبة وتأسس الفيفا وأُعدم إيلي كوهين
  • حماس: نحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين
  • أوروبا تحذر إسرائيل من تجويع الفلسطينيين بعد 20 شهرا من الحرب
  • توتر حاد في الكنيست خلال مناقشة مقترح قانون بشأن النكبة
  • الأمم المتحدة: المساعدات لم تصل بعد إلى الفلسطينيين رغم دخولها إلى غزة
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • في ذكرى النكبة.. غزة مقياس العروبة والإسلام والإنسانية