هجمات الحوثيين فى البحر الأحمر تربك حركة الشحن العالمي
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
في اضطراب كبير في الشحن العالمي، دفعت هجمات الجماعة الحوثية في البحر الأحمر مئات السفن إلى تحويل مسارها من قناة السويس، حيث انحرفت حوالي 4000 ميل حول إفريقيا. واستهدفت الهجمات، التي انطلقت من مواقع في اليمن، سفنًا متصلة بأكثر من اثنتي عشرة دولة، مما أثر على طرق التجارة الرئيسية وتضخم التكاليف وفقا لتقرير نيويورك تايمز.
تستخدم جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، الطائرات بدون طيار والصواريخ لاستهداف السفن في محاولة لتعطيل روابط الشحن مع إسرائيل. ومع ذلك، فقد أثرت تصرفاتهم على السفن من مختلف الدول، مما أدى إلى مخاوف وزيادة الاحتياطات في صناعة الشحن. وأعلن متحدث باسم الحوثيين مؤخراً أنهم يعتبرون "جميع السفن الأمريكية والبريطانية" أهدافاً.
على الرغم من الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الحوثي، إلا أن الهجمات مستمرة، مما ساهم في انخفاض كبير في عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس. واستجابت شركات الشحن بمضاعفة أسعار الحاويات ثلاث مرات للطرق من آسيا إلى أوروبا لتغطية التكاليف الإضافية للتحايل على أفريقيا. ويواجه أصحاب السفن، وخاصة أولئك الذين يقومون بتشغيل الناقلات في البحر الأحمر، ارتفاع أقساط التأمين.
لم يؤثر التحويل من البحر الأحمر على تكاليف الشحن فحسب، بل أثار أيضًا مخاوف بشأن التأخير المحتمل في تسليم البضائع إلى المتاجر. وأصدر كبار تجار التجزئة مثل إيكيا تحذيرات، وأوقفت بعض مصانع السيارات الأوروبية عملياتها مؤقتًا بسبب التأخير في استلام قطع الغيار من آسيا.
نتيجة لهذه الاضطرابات، هناك مخاوف من تفاقم التضخم. ويقدر جيه بي مورجان تشيس أن أسعار المستهلك العالمية للسلع يمكن أن ترتفع بنسبة 0.7 في المائة إضافية في النصف الأول من هذا العام إذا استمرت اضطرابات الشحن.
لعب البحر الأحمر وقناة السويس دوراً حاسماً في التجارة العالمية، ليس فقط لنقل البضائع بين آسيا وأوروبا، ولكن أيضاً لشحنات النفط والغاز الطبيعي المسال. وزادت الهجمات من تعقيد الممر المائي الحيوي بالفعل، مما أثر على نقل حوالي 12% من النفط العالمي الذي تنقله الناقلات ونسبة مماثلة من الغاز الطبيعي المسال.
ورغم عدم التأكد من وقوع وفيات أو إصابات نتيجة لهذه الهجمات، فقد لحقت أضرار بعدة سفن، وتم اختطاف حاملة السيارات "جالاكسي ليدر" في نوفمبر، واحتجاز طاقمها في اليمن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
طريق مكة - جدة القديم.. تراث حي يحتضن قوافل الحجاج والتجار
يعد طريق مكة - جدة القديم أحد أبرز الطرق التاريخية التي وصلت بين مكة المكرمة وجدة، وكان الشريان الرئيسي لقوافل الحجاج والتجار القادمين عبر البحر الأحمر، ويُجسد أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، ويبقى رمزًا للتواصل الحضاري بين المدينتين.
واكتسب الطريق أهميته كونه الممر الوحيد الذي ربط البحر الأحمر بمكة، حيث مر منه حجاج من مصر، الهند، اليمن، الحبشة، السودان، المغرب، ودول إسلامية أخرى, وكان محورًا تجاريًا حيويًا لنقل البضائع من ميناء جدة إلى مكة والمناطق المحيطة.
ويمتد الطريق على مسافة 70 إلى 80 كم عبر وادٍ رملي محاط بتلال سوداء، مع منعطفات ومرتفعات تضفي عليه طابعًا جغرافيًا مميزًا, وصفه الرحالة دومنجو باديا عام 1807 بأنه وادٍ رملي تنمو فيه نباتات غير مثمرة، مع جبال تحوي أحجار رخامية حمراء وأخرى بركانية مغطاة بالحمم السوداء، إلى جانب آثار منازل مهدمة وفج ضيق بمدرجات تشبه موقعًا عسكريًا, فيما وصف إبراهيم رفعت عام 1901 الطريق بأنه رملي وصعب، لكنه مزود بمحطات مؤقتة، مع وجود حصى في بعض المواضع، ومدرج حجري متعرج قبل مكة، محاط بجبال سوداء وأشجار متفرقة.
واشتمل الطريق على محطات رئيسية مثل قهوة الرغامة، قهوة الجرادة، وبحرة التي كانت مركزًا لتزويد الحجاج بالماء والطعام، وحدّة المعروفة بأسواقها ومساجدها وبساتين الكادي, ولا يزال الطريق قيد الاستخدام من قِبل سكان المناطق المجاورة كبحرة وحداء وأم السلم، ويُستخدم كبديل في حالات الطوارئ، مثلما حدث في أغسطس 2021 عندما حُولت الحركة إليه بعد حريق على الطريق السريع.