الثورة نت:
2025-05-16@16:44:36 GMT

متى نستفيق يا عرب؟!

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

 

 

مع كل كذبة أمريكية جديدة، تسارع كثير من الأنظمة العربية إلى الانسياق الأعمى وراءها، مع إدراكها العميق ألا حدود للأطماع والإجرام الأمريكي الذي لا يستثني أحدا.
– رأينا وسمعنا ابتهاجاً عربياً واسعاً بكذبة واشنطن حول حماية سلامة الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، ولمسنا ما هو أكثر من الاحتفاء والطرب بقرارها لاحقا بإدراج اليمن على قائمة الإرهاب العالمي بذريعة الخطر الذي يشكله اليمن على حركة الشحن البحري.


-الابتهاج العربي بالإجراءات الأمريكية العدوانية في اليمن وفي فلسطين وغيرهما من بلدان العالم العربي والإسلامي، لم يكن بقرارات وتصريحات رسمية هذه المرّة لاعتبارات معروفة للجميع ولكنه كان واضحا في تناول فضائياتهم ووسائل إعلامهم وتحليلات سياسييهم وخبرائهم، وانساقوا بجنون لترويج الأكاذيب الأمريكية وخاضوا طويلا وما زالوا يخوضون في الأمر وفي ما باتوا يسمونه المخاطر اليمنية على ممرات التجارة العالمية وعن التأثيرات الكبيرة لتهديد الملاحة البحرية وانعكاساتها على أسعار السلع والبضائع، وعلى الدخل القومي ومستويات المعيشة للمواطنين في بلدان المنطقة والعالم.
-أمريكا – ومعها بلدان الجوار الخليجي والعربي وكل دول العالم على علم يقيني بأن عمليات القوات المسلحة اليمنية لم ولن تستهدف سفينة أي دولة عدا تلك المرتبطة بكيان الاحتلال الصهيوني، وهي على صلة بمجازره الوحشية بحق مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني في غزة حيث يتعرض لجرائم إبادة شاملة هزت ضمير العالم باستثناء القتلة في تل أبيب وحكّام واشنطن وأذنابها في المنطقة والعالم.
-الجرائم الوحشية وممارسة قتل الفلسطينيين بكل وسائل القتل المتاحة عبر الاستهداف الحربي المباشر، أو بالحصار ومنع وصول الماء والغذاء والدواء وكل الانتهاكات الجسيمة بحق الإنسانية التي تجري اليوم على أرض غزة المنكوبة هي أمريكية بامتياز، فواشنطن شريكة حتى النخاع في كل قطرة دم فلسطينية تسفك في الأراضي المحتلة، وكل الناس على علم بهذه الحقيقة، لكن عندما تتحدث إدارتها “المتهالكة” كذبا وزورا عن حرصها على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعندما تذرف دموعها الكاذبة على المدنيين بسرعة وبهستيريا مجنونة، يتسابق العرب وإعلامهم المتصهين للترويج والتسويق لتلك الأكاذيب والاستماتة لإظهار القاتل في صورة ملائكة الرحمة وحمائم السلام.
-اليوم تعمل الولايات المتحدة – مع سبق الإصرار والترصد – على عسكرة البحار والبراري والأجواء في المنطقة العربية، وترفع لذلك عناوين وشعارات لا علاقة لها بحقيقة أهدافها ودوافعها ومراميها الاستعمارية الخبيثة التي لا تستهدف بلدا بعينه وإنما كل دول وشعوب المنطقة بلا استثناء، ومع علم الجميع بذلك، لا يتردد كثير من العرب في ترديد مزاعم ومعزوفات أمريكا وأسطواناتها المشروخة والتسويق لما تلوك وتبيعه من الأوهام والتخرّصات.
-ولأنها فقط أمريكا ذات السيوف المسلتة على الرقاب، والجبروت الذي لا يُقاوم، كما يعتقد الأعراب، فهم يتسابقون بلا تفكير أو تردد للترحيب والتمجيد بكل ترهاتها وأباطيلها، ومن ثم دفن رؤوسهم في الرمال، كما تفعل النعام في مواجهة الخطوب والأخطار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مصالح أمريكا في المنطقة تتعارض مع مصالح الكيان

محمد الجوهري

إن أبسط مقارنة بين واقع علاقة الولايات المتحدة بالعرب، وعلاقتها بالكيان الصهيوني، تكشف مفارقة صادمة: فخيرات العالم العربي بأسره، من نفطٍ وغازٍ واستثماراتٍ ومدخرات، تتجه في نهاية المطاف إلى البنوك الأمريكية، سواء عبر التبادل التجاري غير المتكافئ، أو من خلال الأموال المنهوبة من قبل حكامٍ عملاء يتم تدويرها في المؤسسات المالية الأمريكية. بل إن أمريكا لا تتردد أحيانًا في معاقبة هؤلاء العملاء أنفسهم عبر تجميد أرصدتهم ومصادرة أموالهم متى انتفت الحاجة إليهم، كما حصل مع العديد من المسؤولين في اليمن والعراق ومصر وليبيا.

في المقابل، فإن الكيان الصهيوني لا يُمثل مكسبًا اقتصاديًا للولايات المتحدة، بل عبئًا ماليًا واستراتيجيًا هائلًا. فالدعم الأمريكي لهذا الكيان تجاوز حتى الآن أكثر من 150 مليار دولار منذ عام 1948، أغلبها في شكل مساعدات عسكرية مباشرة، وفق تقارير “خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي (CRS)”. وحدها صفقة دعم واحدة، أقرتها إدارة أوباما عام 2016، قضت بمنح “إسرائيل” 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات، بمعدل 3.8 مليارات سنويًا، دون مقابل اقتصادي حقيقي يُذكر، بل لقتل وإبادة الشعب الفلسطيني.

هذا الدعم ينعكس مباشرة على المواطن الأمريكي البسيط، الذي يُرهق بالضرائب لتمويل حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، بينما يُحرم من نظام صحي شامل، ويغرق في ديون التعليم والسكن. فبحسب بيانات الاحتياطي الفيدرالي، يبلغ متوسط ديون المواطن الأمريكي أكثر من 90 ألف دولار، في حين يعيش نحو 12% من السكان تحت خط الفقر، في دولة ترسل ملياراتها سنويًا لحماية كيان عنصري يمارس أبشع أنواع القتل والاحتلال.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ الرأي العام الأمريكي يُدرك هذا التناقض، فقد أظهر استطلاع لـ”مركز بيو للأبحاث” عام 2023 أن نسبة تأييد دعم “إسرائيل” بين الشباب الأمريكيين تراجعت إلى أقل من 40%، مقابل تزايد التأييد لحقوق الفلسطينيين. وهذه ليست مسألة أخلاقية فحسب، بل اقتصادية أيضًا؛ فكل دولار يُرسل لحماية الكيان هو دولار يُسحب من جيب المواطن الأمريكي، ويُنفق على حرب لا تخدم إلا مصالح اللوبيات.

واليوم، ومع ظهور المارد اليمني من تحت الركام والحصار، باتت واشنطن أمام عدو مختلف تمامًا عن كل خصومها السابقين. إنه عدو لا تحركه المصالح المادية ولا تُرهبه العقوبات، ولا تنطلي عليه شعارات “الديمقراطية” الأمريكية المزيفة. إنه عدو مشحونٌ بعقيدة قتالية متجذرة، ويمتلك قيادة لا تُساوم، وجيشًا شعبيًا خَبِرَ الميدان، وتحمّل أعتى التحالفات الدولية دون أن ينكسر أو يتراجع.

لقد فشلت واشنطن، ومعها تحالف العدوان في تطويع هذا العدو أو احتوائه، حتى بالترهيب الاقتصادي أو الحصار السياسي، فقرر اليمنيون نقل المعركة إلى قلب المصالح الأمريكية في المنطقة، كما ظهر جلياً في عمليات الحظر الملاحي في البحر الأحمر وباب المندب. هذه العمليات التي جاءت كرد مباشر على جرائم العدو الصهيوني في غزة، كشفت عن قدرة اليمنيين على تطويع الجغرافيا لخدمة قضيتهم الكبرى، وتحويل الممرات الدولية إلى أوراق ضغط سياسية واستراتيجية ثقيلة.

وحسب تقديرات شركات الشحن العالمية، فإن تأخر السفن أو إعادة توجيهها عبر رأس الرجاء الصالح يرفع تكاليف النقل بنسبة تصل إلى 300%، ويتسبب في خسائر يومية تتراوح بين 5 إلى 10 مليارات دولار لاقتصاديات الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة. هذه ليست مجرد ضغوط، بل رسائل صريحة بأن اليمن لم يعد تابعًا ولا مهمّشًا، بل رقم صعب في معادلة الإقليم، يملك اليد الطولى في التحكم بشريان التجارة العالمي، متى أراد.

وإذا كانت هذه العمليات تمّت بضوابط عسكرية محددة وبمراعاة الأهداف السياسية، فماذا لو قرر اليمن رفع سقف المواجهة؟ ماذا لو انتقل الاستهداف من السفن التجارية إلى المنشآت النفطية الخليجية التي تعتمد عليها واشنطن بشكل مباشر؟ أو إلى القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة من العراق إلى جيبوتي؟ أو حتى إلى حلفاء واشنطن في المنطقة الذين يؤمِّنون لها المصالح والغطاء؟

في ظل هذه المعادلة الجديدة، تبدو واشنطن مكشوفة في الإقليم أكثر من أي وقت مضى، إذ تواجه خصماً لا يساوم على القضايا المركزية، ولا يبحث عن دور وظيفي، بل يسعى لإعادة صياغة وجه المنطقة، ودحر كل نفوذ استعماري يقف عائقاً أمام تحرر الأمة ووحدتها. والمارد الذي خرج من اليمن لا ينوي العودة إلى القمقم، بل يتقدم بخطى واثقة نحو رسم خريطة جديدة، عنوانها: لا مكان للهيمنة الأمريكية بعد اليوم.

مقالات مشابهة

  • هبوط أرضي.. الغرق يهدد 25 مدينة أمريكية وغيرها الكثير في العالم
  • جعجع: المشهد الذي انطلق من السعودية هو الطريق الصحيح لحل مشكلات المنطقة
  • إنفانتينو: تنتظرنا 10 سنوات “سعودية أمريكية” مثيرة
  • إيران تجلد ترامب: من الذي قتل 60 ألف إنسان في غزة ويهدد أمن المنطقة؟
  • قمة خليجية-أمريكية حاسمة في الرياض لرسم مستقبل المنطقة
  • تقارير أمريكية : ترامب أوقف الحملة العسكرية على اليمن لأنها مكلفة وفاشلة
  • مجلة أمريكية: ترامب فشل في تحقيق هدفه الرئيسي من حربه في اليمن ومُني بخسائر مالية (ترجمة خاصة)
  • مصالح أمريكا في المنطقة تتعارض مع مصالح الكيان
  • اللواء سلامي: اليمن هزم أمريكا وغزة كسرت هيبة القوى العظمى
  • اللواء سلامي: أمريكا رضخت لقوة اليمن