قبل أيام فقدت الاوساط الثقافية والادبية الكاتب والروائى الفرنسى التشيكى المولد ميلان كونديرا (1 إبريل 1929- 11 يوليو 2023)، أحد أهم الكتاب الأوروبيين في جيله، عن عمر ناهز 94 عاما.

أخبار متعلقة

ترجمات.. أولج فولكف يصف سحر القاهرة وإنشائها فى كتاب «القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة»

ترجمات .. المستشرق الإسبانى خوان جويتيسولو يستشرف الربيع العربى فى «الأربعينية»

ترجمات.

. ذكريات باريسية فى «كافيهات وحكايات من مقاهى باريس» للكاتب الفرنسى ديديه بلوند

عاش الأديب الراحل، وهو مواطن فرنسى من أصول تشيكية، في باريس لعدة عقود، تجمع أعماله بين الكوميديا المثيرة والنقد السياسى والتكهنات الفلسفية. وكان بين الكتاب النادرين الذين أُدرجت مؤلفاتهم وهم بعد على قيد الحياة في مجموعة «لابلياد» (La Pleiade) المرموقة في عام 2011، وترجمت كتبه إلى نحو 50 لغة، كما تُرجمت أغلب أعماله إلى العربية، وبيعت منها ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم.

حاز كونديرا الشهرة العالمية في عام 1984 مع نشر روايته «كائن لا تحتمل خفَّته»، وهى قصة تراجيدية عن الحب والنفى، وهى التي جعلت منه كاتبًا مشهورًا لما فيها من تأملات فلسفية. تمتعت الرواية بشعبية دولية، خاصة بعد أن تحولت إلى فيلم سينمائى عام 1988، أخرج هذا الفيلم فيليب كوفمان وبطولة دانيال داى لويس (توماس) وجولييت بينوش (تيريزا) ولينا أولين (سابينا).

وحصل «كونديرا» على العديد من الجوائز والتكريمات، منها وسام جوقة الشرف الفرنسى. من أبرز مؤلفات كونديرا، خلال مسيرة روائية استمرت سبعة عقود، صدرت لكونديرا عندما كان لا يزال تشيكيا روايتان هما «الدعابة» و«غراميات مرحة» عام 1968، تضمنتا تقويما للأوهام السياسية لجيل انقلاب براغ الذي مكن الشيوعيين عام 1948 من الوصول إلى السلطة.

ومن أهم أعماله أيضا كتب: الضحك والنسيان، الخلود، البطء، جاك وسيده، الجهل، الهوية، فالس الوداع، حفلة التفاهة، وله كتب أخرى منها غير الروايات كتاب فن الرواية. أحب القراء في العالم روايات كونديرا، لما تنطوى عليه من مزاوجة بين الأسلوب الشاعرى والسخرية في رصدها لما يحدث في كل من المشهد السياسى والحياة اليومية. بعد الغزو السوفيتى لتشكوسلافاكيا في 21 أغسطس 1968، فقد كونديرا وظيفته كمدرس بحكم أنه كان من طليعيى الحركة الراديكالية فيما عرف باسم (ربيع براغ). كما منعت كتبه من التداول في المكتبات، وفى كل أنحاء البلاد بشكل كامل العام 1970، فغادر إلى فرنسا عام 1975 مع زوجته فيرا التي كانت نجمة في مجال تقديم البرامج على التلفزيون التشيكى.. وجُرّد كونديرا الذي ولد تشيكيا من جنسيته، ثم استعادها بعد أربعين عاما، لكنه حمل الجنسية الفرنسية منذ 1981، وكان من أشد الروائيين باللغة الفرنسية تأثيرا في العالم. نجح كونديرا وزوجته في البقاء بعيدًا عن الضوء، ولم يتركا خلفهما أي أثر وتمتعا بحياة هادئة. وتولى كونديرا مخاطبة المقربين عبر إرسال رسومات بدلًا من توجيه الرسائل، وظل يرسم أبطاله بأشكال مترهلة وأجساد ممتلئة بدت مثل رموز أو كودات، امتلك وحده القدرة على فك طلاسمها.

ولد ميلان كونديرا في 1 إبريل 1929 برنو، تشيكوسلوفاكيا [جمهورية التشيك]، كان والده لودفيك كونديرا عازف البيانو وعازف الموسيقى الشهير، ورئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى ببرنو. درس كونديرا الموسيقى مع والده، قبل أن يتحول إلى الكتابة، وأصبح محاضرًا في الأدب العالمى في أكاديمية السينما في براغ في عام 1952. نشر أثناء فترة دراسته شعرا ومقالاتٍ ومسرحيات، والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الأدبية. انتسب إلى الحزب الشيوعى التشيكوسلوفاكى سنة 1948، لكنه سرعان ما طرد منه سنة 1950، بسبب إصراره على حرية الفرد. فرّ هاربا إلى العاصمة الفرنسية سنة 1975. وفى باريس عمل أستاذا مساعدًا في جامعة رين ببريتانى (فرنسا)، تخلّى كونديرا عن جنسيته التشيكوسلوفاكية ولغته التشيكية وحمل الجنسية الفرنسية، كتب بها «غراميات مرحة»، «المزحة»، «كتاب الضحك والنسيان»، «الحياة في مكان آخر»، «فالس الوداع»، «كائن لا تحتمل خفَّته».

وهناك كتاب صدر عن دار ترياق (الرياض) تحت عنوان «السيرة غير المعروفة لميلان كونديرا» يكشف عن كثير من المسكوت عنه في حياة الكاتب الإشكالى الأشهر عالميًا لأول مرة مترجمة للعربية، إضافة إلى صور ووثائق نادرة من حياة كونديرا.

والكتاب عبارة سلسلة من التحقيقات الاستقصائية كتبتها آريان شومان المحررة بصحيفة «لوموند» الفرنسية حول حياة كونديرا في تشيكيا، وترجمتها الشاعرة التونسية وئام غداس. ومن الكتاب نعرف أيضا أن (ميلان كونديرا) استعاد جنسيّته التشيكيّة في 24 نوفمبر 2019، إضافة إلى اعتذار رسمى عن حملات الهجوم والمطاردة التي تعرّض لهما من النظام السابق في تشيكوسلوفاكيا. هو الذي جُرّد منها عام (1979)، وهو خارج وطنه، فعاش من لحظتها، سنوات منفاه الكثيرة، كاتبًا ومدرّسًا للأدب، مستمتعًا بقدرٍ كبير من الحرية في التعبير، دون أن يتخلى عن حذره المستمر من أجهزة النظام، حتى وهو يرسل رسالة مرمزة عبر بريده. كما يتطرق الكتاب إلى أرشيف تلك المرحلة الغامضة من مسيرة روائى وفيلسوف، لم يكن يسمح لعدسة كاميرا بأن تلتقطه، أو لصحفى متلصص بأن يقترب منه. وهو عبارة عن سلسلة تحقيقات، مزودة بصور، ووثائق تظهر للمرة الأولى، اجتهدت الصحفية الشهيرة (أريان شومان) في ملاحقتها، وتسجيلها عبر مراحل مختلفة، ثم منحها سبقًا حصريّا لصحيفة اللوموند الفرنسية. ثم منحتها سبقًا حصريًا لصحيفة لوموند الفرنسية التي نشرتها في ديسمبر 2019. كما يجسد هذا الكتاب، سيرة ثريّة، لحياة كاتب عالمى لطالما اندهش قراؤه من عوالمه الروائية المتقنة. يتتبع الكتاب سير حياة ميلان كونديرا، بدءًا بميلاده وطفولته في مدينة «برنو» في تشيكوسلوفاكيا مرورا بأهم المحطات المحورية في حياته مثل طرده من الحزب الشيوعى مرورا بمراقبة السلطة له مرورا بفقدانه لوظيفته كأستاذ جامعى مرموق وعانى ظروفًا قاسية، حتى إنه حاول العمل كسائق تاكسى ليضمن دخلًا ماليًا. وراح يكتب بأسماء مستعارة في مجلات صغيرة، كما اضطر أن يكتب توقعات الأبراج في مجلة شبابية، إلى أن استطاع بمساعدة معارفه في فرنسا، السفر والاستقرار نهائيا بصحبة زوجته (ڤيرا). كما فيه رصد ممتع لعلاقة كونديرا بالكتاب الآخرين مثل سلمان رشدى وجابرييل جارسيا ماركيز وروث فوينتس وغيرهم. كما تتطرق آريان شومان في كتابها عن علاقة ميلان كونديرا بترجماته التي يشرف عليها بنفسه، معيدًا إليها طراوة وحسّا مرحا كانت تفتقر إليهما. وهو بعد ذلك تسلم زمام الأمور بنفسه ليكتب رواياته وكتبه التالية بالفرنسية مباشرة، ثم يشرف على ترجمتها بعد ذلك إلى التشيكية، فيما يترجمها آخرون من الفرنسية إلى الإنجليزية والإيطالية وغيرهما من اللغات.

ثقافة ترجمات كتاب السيرة غير المعروفة لميلان كونديرا المولد ميلان كونديرا

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة ترجمات میلان کوندیرا کوندیرا ا کتاب ا

إقرأ أيضاً:

هل الاقتصاد ساحة صراع فكري وأيديولجي؟ كتاب يكشف خفايا نظريات الاقتصاد

مع كل أزمة مالية أو قرار اقتصادي مفاجئ، ينهال علينا سيل من التحليلات المعقدة والنماذج الجاهزة، وكأن الاقتصاد علم جامد لا يُجادل. لكن، ماذا لو كان معظم ما نعده "حقائق اقتصادية" إنما هو ليس سوى روايات اختيرت بعناية لخدمة مصالح معينة؟

في "دليل المسترشد إلى علم الاقتصاد" يكشف عالم الاقتصاد الكوري الجنوبي من أصل بريطاني ها-جون تشانغ عن الجانب المخفي من هذا العلم الذي يمس حياتنا اليومية. فيفكك تشانغ أوهام الحياد والموضوعية بأسلوب مفعم بالحيوية والوضوح، ويعيد تقديم الاقتصاد بوصفه علما جدليا متنوعا، ومشحونا بالاختيارات الأخلاقية. ولا يُعلمك هذا الكتاب فقط كيف يعمل الاقتصاد، بل لماذا ينبغي أن تشكك فيه، وتفهمه من زوايا متعددة لا من نافذة واحدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تنقذ الكوكبlist 2 of 2عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازدهروا في دمشقend of list

والمؤلِّف ذو مكانة، يُدرّس في جامعة كامبريدج، ويُعرف بمواقفه النقدية الجريئة تجاه التيار الاقتصادي السائد. وقد حصل على الدكتوراه من جامعة كامبريدج، وذاع صيته بفضل كتاباته التي تدمج بين العمق الأكاديمي والأسلوب السلس الموجه للجمهور غير المتخصص.

وله مؤلفات مهمة يعرض فيها رؤيته للاقتصاد بوصفه علما اجتماعيا وأخلاقيا مرتبطا بالحياة اليومية، لا مجرد معادلات ونماذج رياضية. ويعد تشانغ من الأصوات المؤثرة عالميا في نقد السياسات الليبرالية الجديدة والدفاع عن نموذج تنموي أكثر عدالة وواقعية، يستلهم التجارب التاريخية الناجحة بدلا من التنظير المجرد.

التعددية والاقتصاد

ينطلق الكتاب من فرضية رئيسة مؤداها أن الاقتصاد ليس علما محايدا، بل ساحة تنازع فكري بين مدارس متباينة في رؤاها وتحيزاتها. ومن ثم، فإن اختزال تدريس الاقتصاد في منظور المدرسة الكلاسيكية الجديدة، كما هو سائد في جامعات العالم، لا يُعد تبسيطا وحسب، بل إخفاءً لطبيعة الاقتصاد التعددية. لذلك يرفض تشانغ هذا الطرح الأحادي، داعيا إلى مقاربة الاقتصاد بوصفه حقلا معرفيا متنوعا، تتعايش فيه -بل تتصارع- تيارات فكرية كبرى، كالكلاسيكية والماركسية والسلوكية، وغيرها.

إعلان

ويمضي المؤلف في توضيح الفرق الجوهري بين "الاقتصاد" بوصفه ممارسة حياتية وواقعا اجتماعيا، و"علم الاقتصاد" بأنه محاولة تنظيرية حديثة لفهم هذا الواقع. ويذكّر القارئ بأن علم الاقتصاد لم يتبلور إلا في القرنين الأخيرين، بينما سُجلت أشكال اقتصادية متعددة منذ فجر التاريخ، وهذا ما يجعل أي مقاربة اقتصادية بالضرورة مشروطة بالسياق التاريخي والاجتماعي.

وفي جولة تاريخية ثرية، يستعرض المؤلف الكوري الجنوبي تطور النظم الاقتصادية من المجتمعات الزراعية إلى الرأسمالية المعولمة، مشيرا إلى أن التغيرات الاقتصادية الكبرى لم تكن أبدا نتاج تطور علمي مجرد، بل جاءت نتيجة لصراعات اجتماعية وتحولات سياسية عميقة.

كما أنه ينتقد السرديات التي تروج لفكرة أن الدول الغربية بلغت الرفاهية من خلال "السوق الحرة" موضحا أن الحماية الاقتصادية وتدخل الدولة كانا حجر الأساس في تجاربها التنموية، وهو ما يدحض الكثير من أطروحات المدرسة الكلاسيكية الجديدة.

التنمية وفق رؤية المؤلف تتطلب توفير التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية والمساواة (رويترز) الآثار المتفاوتة للعولمة

في سياق تفكيكه للمسلمات الاقتصادية الشائعة، يتناول تشانغ بالنقد نظريات التجارة الحرة، من مثل أطروحة "الميزة النسبية" لريكاردو، مؤكدا أن الانفتاح التجاري لم يكن سببا في الإقلاع الاقتصادي للدول الصناعية، بل جاء بعد مراحل من الحماية المدروسة.

كما يُبرز الآثار المتفاوتة للعولمة، مشيرا إلى أنها خدمت مصالح الشركات الكبرى والمستهلكين في بعض البلدان، لكنها أدت إلى تفكيك صناعات محلية، وتقويض السيادة الاقتصادية في كثير من دول الجنوب. ويدعو في هذا الإطار إلى مراجعة العولمة لا من باب العداء لها، بل بهدف إعادة صياغتها على أسس أكثر عدالة وإنصافا.

ولا يغفل الكتاب التمييز بين النمو والتنمية، منبها إلى أن ارتفاع الناتج القومي لا يعني بالضرورة تحسن حياة الأفراد. فالتنمية -وفق رؤية المؤلف- تتطلب توفير التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الفئات، وهي مؤشرات لا يعبّر عنها الناتج المحلي الإجمالي. ويقف موقفًا نقديًا من النظرة التي ترى في التفاوت الاجتماعي "ثمنًا لا بد منه" داعيًا إلى إمكانية الجمع بين العدالة والنمو، كما تُظهر تجارب عدد من دول الشمال الأوروبي وشرق آسيا.

الكاتب: الخيارات الاقتصادية ليست محض حسابات علمية بل مواقف سياسية في جوهرها (الفرنسية) البعد الأخلاقي والسياسي للاقتصاد

أحد المحاور البارزة في الكتاب هو استعادة البعد الأخلاقي في علم الاقتصاد، ورفض اختزال الإنسان إلى "آلة نفعية" تحسِب التكاليف والعوائد، حيث يرى تشانغ أن كل قرار اقتصادي في جوهره أخلاقي: من دعم الصناعات الملوثة، إلى تسعير الغذاء، إلى أولويات الإنفاق العام. وبدلًا من تقديم إجابات جاهزة، يطرح أسئلة تتطلب تفكيرًا نقديًا من القارئ، مشاركًا له في عملية التأمل بدل تلقينه النتائج.

وفي أحد أهم أقسام الكتاب، يستعرض تشانغ 9 مدارس اقتصادية، مبرزا الاختلافات النظرية والتطبيقية بينها. وهو لا يقدم هذا العرض بين هذه التوجهات على أنه تنافس لإثبات الأفضلية، بل بوصفه دعوة إلى تنويع الأدوات التحليلية، بما يتيح قراءة الواقع بأكثر من زاوية.

إعلان

فالمدرسة الكلاسيكية الجديدة مثلا تمتاز بصياغة نماذج رياضية متماسكة، لكنها تفترض عقلانية مثالية بعيدة عن الواقع، في حين تُدخل المدرسة السلوكية عوامل نفسية تُضيء بعض الجوانب المسكوت عنها. وهذه التعددية، برأيه، ليست مؤشرا على فوضى معرفية، إنما انعكاس لتعقيد الظواهر الاقتصادية وتعدد أبعادها.

ثم ينتقل المؤلف في الجزء الأخير من الكتاب إلى التطبيق، محللا قضايا محورية من مثل التضخم والبطالة والأسواق المالية والأزمات الاقتصادية، ودور المؤسسات الدولية. ويخصّ بالنقد السياسات الليبرالية الجديدة التي فُرضت على دول الجنوب، كالوصفات الموحدة لصندوق النقد الدولي، والتي تجاهلت الخصوصيات المحلية، وأدت في كثير من الأحيان لتفاقم الفقر، لا إلى معالجته.

ويرى أن الخيارات الاقتصادية ليست محض حسابات علمية، بل مواقف سياسية في جوهرها. فالاختيار بين السيطرة على التضخم أو تقليص البطالة -مثلا- لا يمكن فصله عن الانحيازات الطبقية والاجتماعية للسلطة الحاكمة، وهذا ما يجعل الاقتصاد مجالا عاما يستوجب النقاش والمساءلة، لا حكرا على الخبراء والتقنيين.

قيمة الكتاب

يتميّز أسلوب تشانغ بالجمع بين الوضوح والعمق، إذ يُبسّط المفاهيم النظرية من دون أن يُسطّحها، ويستعين بأمثلة حياتية وجداول توضيحية ورسوم بيانية لتيسير الفهم. ومما يعزز من قيمة الكتاب أنه لا يخاطب المختصين وحدهم، بل يُوجَّه إلى القارئ العام الذي يسعى إلى فهم التحولات الاقتصادية التي تؤثر في حياته، دون أن يكون بالضرورة دارسًا للاقتصاد.

وقد قوبل الكتاب بترحيب واسع من القراء والمهتمين في العالم، لا سيما أولئك الذين يبحثون عن بدائل للطرح الكلاسيكي الجديد السائد. كما تعرض لانتقادات من بعض الأكاديميين المحافظين الذين اتهموه بالتبسيط أو التحيز. غير أن هذه الانتقادات -كما يرى عدد من النقاد- تؤكد صدقية دعوته إلى تحرير علم الاقتصاد من انغلاقه النظري، وانفتاحه على التعدد والتأمل النقدي.

إن القيمة الكبرى لكتاب "دليل المسترشد إلى علم الاقتصاد" تكمن في أنه لا يقدّم وصفات جاهزة أو نماذج مثالية، بل يفتح المجال لفهم الاقتصاد بوصفه علمًا حيًّا، متغيرًا، ومرتبطًا بالواقع. فهو ليس مجرد مدخل أكاديمي، بل دعوة لممارسة الفهم الاقتصادي بوصفه أحد أشكال المشاركة المدنية الواعية.

وفي زمن تزداد فيه سطوة الخطاب الذي يريد الهيمنة، ويُستخدم علم الاقتصاد لتبرير قرارات تعيد إنتاج الظلم، يذكّرنا تشانغ بأن المعرفة الاقتصادية ليست حكرًا على أحد، وأن من حق كل إنسان أن يفهم ويسأل ويجادل.

مقالات مشابهة

  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: متى تمسكت الأمة بسنة النبي كتب لها النصر
  • هل الاقتصاد ساحة صراع فكري وأيديولجي؟ كتاب يكشف خفايا نظريات الاقتصاد
  • كتاب اسمه حيفا
  • ننشر السيرة الذاتية لرئيس مجلس الدولة الجديد
  • السيرة الذاتية لـ الرئيس الجديد لمحكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى
  • الإيسيسكو تصدر كتابًا عن إسهامات الفارابي عبر التاريخ الإنساني
  • بينها لبنان... الخطوط الفرنسية تعلن استئناف رحلاتها إلى عدة دول
  • هيئة الكتاب تصدر رواية «جبل الشوع» لـ زهران القاسمي
  • التعرضات العرفية عند الكتاب العموميين: أداة السماسرة لتضيع الحقوق وابتزاز المستثمرين بإقليم الحوز :
  • الخطوط الجوية الفرنسية تعلق جميع رحلاتها إلى تل أبيب