لا جدال بأن الاستدامة الاقتصادية هى الحل المنشود فى كل أنحاء العالم للخروج من الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية والتى لا يمكن تحقيقها إلا فى ظل استراتيجية شاملة للتنمية تتضمن نمواً اقتصادياً مستمراً وتنمية مؤسسية، وهى الناتج النهائى للاستثمار الجيد فى الموارد المحدودة لكل دولة والاستثمار فى الموارد البشرية عن طريق تحسين التعليم والصحة ومكافحة الفقر وتحسين مستوى كل الخدمات العامة، وهو ما تحاول مصر تحقيقه لتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين وتحقيق نمو اقتصادى معقول.

تهتم التنمية الاقتصادية المستدامة بكل العوامل التى تحقق استدامة نمو الدخل القومى الإجمالى بجوانبه النوعية والكمية، وبذلك يكون النمو الاقتصادى بصورة تتناسب مع طبيعة الحياة ومحدودية الموارد والأبعاد البيئية وطبيعة المواطنين فى مصر، بحيث تكون نوعية النمو أهم من كميته بصورة تحافظ على كل الأبعاد الاجتماعية والبيئية وتهتم بطبيعة الأفراد ومهاراتهم وتعليمهم وتساهم فى زيادة نسبة الوظائف للجميع، حيث يكون نمواً شاملاً لكل الطبقات يحقق العدالة ولا يؤدى إلى زيادة الثروة لبعض الشرائح على حساب الشرائح الأخرى، ويوفر الدخل للشرائح كافة بصورة دائمة لا تتعرض للانتكاسة مع فترات الركود والتضخم وتكفل الحياة الكريمة بصورة عادلة بطريقة تحافظ على موارد البيئة ولا تساهم فى زيادة نسبة التلوث وتقلل من الانبعاثات الدفيئة، وهو ما تحاول المشروعات القومية تحقيقه بالمشاركه مع القطاع الخاص أو عن طريق تشجيع ريادة الأعمال، وخاصة ريادة الأعمال الخضراء ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة عن طريق الوزرات والبنوك والجامعات، كذلك تعمل الدولة على ضم الاقتصاد غير الرسمى مع الاقتصاد الرسمى لتوفير عنصر الأمان والاستدامة للعمال فى تلك القطاعات، حتى تراعى سلامة الموظف وأمنه وتوفير بيئة صالحة للعمل، وبذلك تحقق السياسات الاستثمارية والتنموية للقطاع الخاص والقطاع غير الرسمى حتى يضمن استمرارية تلك الاستثمارات وتوفير مشاركة القطاع الخاص مع القطاع الحكومى لتطوير المجتمعات، وذلك لتحقيق الكفاءة الاقتصادية فى استخدام رأس المال والموارد بشكل مستدام وإشباع الحاجات الأساسية للعنصر البشرى لعدة أجيال، مما يكفل تحقيق النمو الاقتصادى المستدام.

تعمل مصر على بناء القدرات الذاتية وتنظيم أنماط الاستهلاك والإنتاج والحد من الإفراط فى استخدام الموارد ومحاربة الاحتكار عن طريق السياسات الاقتصادية وجعل المواطن يشعر بأن احتياجاته واحتياجات أبنائه يتم توفيرها بصورة عادلة وبأنه مسئول مع صانع القرار عن الحفاظ على تلك الموارد لتحقيق الاستقرار الاقتصادى عن طريق استخدام السلوك الاستهلاكى الرشيد حتى تكفى الموارد احتياجات المجتمع بأكمله، وبذلك يكون حقق جانباً من جوانب النمو المستدام. لذلك على المجتمع الدور الأساسى لتحقيق النمو الاقتصادى المستدام عن طريق توعية الأسر لأبنائها وتوعية الإعلام للمواطنين وتدريب منظمات المجتمع المدنى للأفراد على خلق البيئة الاستثمارية للنمو الاقتصادى المستدام عن طريق تشجيع كل الأطياف على المشاركة فى مشاريع ومبادرات مجتمعية تهدف للحفاظ على البيئة وتساهم فى زيادة الدخل حتى يقوم المجتمع، بمساعدة منظمات المجتمع المدنى، بتنمية نفسه بنفسه، وهو ما تقوم به الحكومة ومؤسساتها بالرغم من دورها الرقابى، حيث تدعم تلك المبادرات وترسم السياسات بناءً على خطط شمولية للنمو المستدام… مما سبق يتضح أن الاستدامة الاقتصادية مسئولية الجميع حتى تصل مصر لمستقبل اقتصادى مستدام.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستدامة الاقتصادية التنمية الاقتصادية المستدامة النمو الاقتصادى عن طریق

إقرأ أيضاً:

«صكوك الوقف» تنال ختم الأثر المستدام

دبي: «الخليج»
حصل مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة التابع لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر في دبي وشركة الصكوك الوطنية، على ختم «مشروع الأثر المستدام الموثق» الذي يمنحه الصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية «مجرى» ويُمنح للمبادرات والمشاريع ذات الأثر التنموي المتوافق مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية الإمارات 2030.
يأتي هذا التكريم تثميناً للجهود المتميزة لمبادرة «صكوك الوقف» في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار والممارسات الرامية إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية وتعظيم الأثر الإيجابي للمساهمات المجتمعية، بما يخدم التوجهات الوطنية ويتماشى مع الأجندة العالمية للتنمية المستدامة. وأكَّد علي المطوع الأمين العام للمؤسسة، أن مبادرة «صكوك الوقف» حقَّقت إنجازاً نوعياً في ابتكار أدوات وقفية حديثة، تعتمد على صكوك استثمارية مرنة، تهدف إلى تعزيز دور الوقف في التنمية المجتمعية والاقتصادية وتحقيق أثر مستدام على مستوى الأفراد والمجتمعات وأرست المبادرة معياراً جديداً للاستثمار الوقفي المعاصر بما يسهم في خدمة المجتمع ورفع جودة الحياة لأفراده.
من جانبها قالت زينب جمعة التميمي مديرة مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة، يسعدنا الحصول على ختم «مشروع الأثر المستدام الموثق» وأضافت أن هذا التكريم يعكس ثمرة جهود المبادرة في تقديم حلول وقفية مبتكرة تدمج بين القيم الإسلامية الأصيلة وأحدث أساليب التمويل وتمكين الأفراد والمؤسسات من المشاركة في التنمية المستدامة عبر أدوات مرنة تسهم في الارتقاء بجودة الحياة ومواكبة تطلعات المجتمعات المعاصرة وتحقيق أثر إنساني ملموس.

مقالات مشابهة

  • مدير الرعاية الصحية بالأقصر:توفير العلاج في الوقت المناسب مسؤولية لا تقبل التهاون
  • رئيس جامعة القاهرة: حصولنا على المرتبة الفضية في تصنيف ستارز ورائه جهد كبير
  • تعلن محكمة غرب الأمانة باعلان المحكوم عليه محمد الصلوي بصورة طبق الأصل من الحكم رقم(904)
  • استشارية أسرية: لا علاقة بين الإدمان والمستوى الاجتماعي أو الثقافي
  • بعد أنباء مفاوضات الأهلي.. مصطفى محمد يفاجئ الجميع بحركة لافتة تخص الزمالك
  • برئاسة ليبيا.. الدورة 119 لمجلس الوحدة الاقتصادية تعتمد خارطة طريق تنموية جديدة
  • اختصاصي موارد بشرية يوضّح المهارات المطلوبة بسوق العمل
  • بهذه الطريقه.. هاجر أحمد تحتفل بـ عيد ميلاد ابنتها
  • «صكوك الوقف» تنال ختم الأثر المستدام
  • كيف يمكن تأهيل الناجين من السجون؟ وما مسؤولية المجتمع؟